لغات الأنبياء.. هل تكلموا جميعهم بلغة القرآن ؟
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
هل كان انبياء الله يتحدثون جميعهم باللغة العربية على أساس أنها لغة القرآن الكريم وأنها أصل اللغات ام كانوا يتحدث لغات أخرى، سؤال يدور ويشغل أذهان الكثيرين الذين يريدون أن يعرفوا كل شيء عن حياة الأنبياء؟، حيث أن الأجيال الحديثة، أكثرها لا يعرف حقا لغات الانبياء، والحقيقه أنه لا يمكن معرفة لغات كل الأنبياء على وجه التأكيد، وإنما قد اشتهر واستفاض معرفة لغات بعض الأنبياء ومنهم.
وكشف الدكتور مصطفى محمود، المفكر الإسلامى الراحل، عن اللغة التي تكلم بها سيدنا آدم عليه السلام، خلال فيديو له، قائلاً:" كانت لي وقفة طويلة منذ زمن أمام أصل اللغات وأنا اتأمل اللفظة العربية "كهف" فأجدها: في الإنجليزية (cave)- وفي الفرنسية (cave)-وفي الإيطالية (cava)- وفي اللاتينية (cavus)، فأسأل وأنا أراها كلها واحدا، أي لغة أخذتها عن الأخرى وأيها الأصل؟.
وكان الجواب يحتاج للغوص في علم اللغويات والبحث في البحار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها، وكان هذا الأمر يحتاج إلى سنوات وربما إلى عمر آخر.
وتابع قائلاً:" وقع في يدي كتاب عنوانه “اللغة العربية أصل اللغات”، والكتاب بالإنجليزية ومؤلفته “تحية عبد العزيز إسماعيل” أستاذة متخصصة في علم اللغويات، تدرس هذه المادة في الجامعة، إذن هي ضالتي، وعرفت أنها قضت عشر سنوات تنقّب وتبحث في الوثائق والمخطوطات والمراجع والقواميس؛ لتصل إلى هذا الحكم القاطع، فازداد فضولي وشوقي والتهمت الكتاب في ليلتين.
وتابع قائلا: الكتاب في نظري ثروة أكاديمية وفتح جديد في علم اللغويات يستحق أن يلقى عليه الضوء، وأن يقيّم وأن يأخذ مكانه بين المراجع العلمية المهمة، وألفت نظر القارئ أولا أن يمر بعينه على الجداول الملحقة بالمقال ويلاحظ الألفاظ المشتركة بين اللغة العربية والإنجليزية، وبين العربية واللاتينية، وبين العربية والأنجلوساكسونية، وبين العربية والفرنسية، وبين العربية والأوروبية القديمة، وبين العربية واليونانية، وبين العربية والإيطالية، وبين العربية والسنسكريتية، ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع فيه كل شوارع اللغات المختلفة، وهذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات والمحيطات التي تفصل شعوبها بعضها عن بعض.
لغات أنبياء اللهنبي الله آدم عليه السلام
فقد علم الله عزّ وجلّ سيدنا آدم عليه السلام، جميع اللغات، وكانت لغته التي هبط بها إلى الأرض هي اللغة العربية، وقيل أنّ السبب في ذلك هو أن "اللغة العربية" هي لغة أهل الجنة، وعند نزول سيدنا آدم إلى الأرض بعد أن أكل من الشجرة هو زوجته التي نهاهما الله تعالى عن الأكل منها كان يتكلم "اللغة السريانية
نبي الله ادريس
هو أول أبناء سيدنا ادم، وقد أعطي النبوة بعد أدم عليه السلام ، وكانت لغته "السريانية"
نبي الله شيث عليه السلام
هو ثالث أبناء آدم وحواء، وأخ لقابيل وهابيل، وكانت لغته اللغة "السريانية".
نبي الله هود عليه السلام
أرسله الله إلى قوم عاد، وقد تحمل إحدى سور القرآن إسمه وهي "سورة هود" ولقد ذكر اسمه 7 مرات، منها 5 في سورة هود وواحدة في كل من سورة الشعراء وسورة الأعراف وكانت لغته "اللغة العربية".
نبي الله نوح عليه السلام
يرى المسلمون أن النبي نوح هو أول الرسل، ومن أولي العزم الخمسة، بعثه الله بعدما عبدت الأصنام، وحاد الناس عن التوحيد، وكانت لغته "اللغة السريانية".
نبي الله صالح عليه السلام
هو أحد أنبياء الله الذي أرسل للدعوة إلى توحيد الله وعبادته، وقد ذكرت قصة صالح مع قومه ثمود في سورة الشعراء في القرآن الكريم, وكانت لغته "اللغة العربية".
خليل الله ورسوله إبراهيم عليه السلام
كانت لغته "اللغة العبرية"، وايضا "اللغة السريانية" فلقد كان لسانه سرياني، وعندما فرّ من الملك الظالم نمرود عبر الفرات، وتكلم اللغة العبرية وكف عن الحديث باللغة السريانية لأنّ نمرود كان يبحث عن كلّ من يتحدث به ليقتله.
نبي الله لوط عليه السلام
لوط بن هاران بن تارح عليه السلام-واحدٌ من الرُّسل والأنبياء الأكارم الذين جاء ذِكرهم في القرآن الكريم، وهو ابن أخ خليل الرحمن "إبراهيم" عليه السلام، وكان يتحدث "اللغة العبرية"، و"اللغة السريانية".
نبي الله إسماعيل عليه السلام
ابن خليل الله "إبراهيم" عليهما السلام، وأمّه هاجر المصرية، ويعود نسبه إلي النبي "محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم" و كانت لغته "اللغة العربية".
نبيا الله إسحاق عليه السلام
هو الابن الثاني لإبراهيم الخليل عليه السلام، ونبي من الأنبياء، ومن صلبه خرج أنبياء بني إسرائيل، ويعتبر مولده معجزة تكشف قدرة الله المطلقة، إذ حملت به أمه سارة وقد تجاوزت التسعين من عمرها، وكانت لغتة اللغة" السريانية"
نبي الله يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمه رفقة بنت بتوئيل ويقال بأن يعقوب هو أحد توأمي نبي الله اسحاق وهما عيسو ويعقوب الذي يسمى إسرائيل وكانت لغتة اللغة "السريانية" و "اللغة العبرية".
نبي الله يوسف عليه السلام
هو ابن النبي يعقوب ابن النبي إسحاق ابن النبي إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، فهو من عائلة شرفها الله بالنبوة والرسالة وكانت لغتة "اللغة السريانية" و"اللغة القبطية" (وهي اللغة المصرية القديمة).
نبيا الله موسى و هارون عليهما السلام
هما نبيان من أنبياء الله الذين يؤمن بهم أتباع العقائد اليهودية والمسيحية والإسلامية وعاش النبي هارون مع أخيه النبي موسى في مصر، وكانا يتحدثان اللغة "القبطية" (وهي اللغة المصرية القديمة).
أنبياء الله عيسى وداود ويونس
كانوا يتحدثون اللغة "اللغة الآرامية".
نبي الله سيّدنا محمد صلي الله عليه وسلم
خاتم النبيين والمرسلين، كان يتحدث "اللغة العربية".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد اللغة السریانیة اللغة العربیة اللغة العبریة وبین العربیة أنبیاء الله علیه السلام نبی الله
إقرأ أيضاً:
القراءة.. نهضة العقول وتقدم الشعوب
سالم البادي (أبومعن)
من عظيم الشرف لأمتنا الإسلامية العظيمة أن استُهِلَّ نزول القرآن الكريم بقوله تعالى:
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (العلق: 1-5).
القراءة هي أكثر من مجرد هواية؛ إنها نافذة على عوالم لا حصر لها، وجسر يربطنا بأفكار وثقافات مختلفة، وأداة قوية لتوسيع آفاقنا.
عندما نفتح كتابًا، فإننا لا نقرأ فقط الكلمات ونقلب الصفحات؛ بل ننخرط في حوار مع المؤلف والكاتب، ونستكشف وجهات نظر جديدة، ونستشرف رؤى حديثة، ونتعرف على أفكار مختلفة، ونتعلم عن أنفسنا وعن العالم من حولنا.
تعمل القراءة على تنمية القدرات الذهنية والبدنية والمهنية واللغوية، وتحسّن لدينا مهارات الاطلاع والاستيعاب والفهم والكتابة والتعبير والتحليل. كما إنها تعزز لدينا التفكير النقدي والتحليلي، وتساعدنا على فهم القضايا المعقدة واتخاذ قرارات مستنيرة.
إضافة إلى ذلك، تعد القراءة وسيلة رائعة لتخفيف التوتر والاسترخاء، والهروب من ضغوط الحياة اليومية.
وفي عالمنا الرقمي، قد تبدو القراءة التقليدية وكأنها تتراجع، لكن أهميتها تظل ثابتة، سواء اخترنا قراءة الكتب الورقية أو الإلكترونية، فإن القراءة تظل استثمارًا قيمًا مهمًّا في حياتنا. إنها تمنحنا العلم والمعرفة، والإلهام، والمتعة، وتجعلنا أفرادًا أكثر ذكاءً وإدراكًا لمن حولنا.
وتؤدي القراءة دورًا حاسمًا في تشكيل عقول الأجيال الصاعدة، فهي ليست مجرد وسيلة للترفيه؛ بل هي أداة أساسية لتنمية القدرات المعرفية والشخصية لدى النشء، فمن خلال القراءة يتعلم الأطفال والشباب كيفية التفكير النقدي، وتحليل المعلومات، وتكوين وجهات نظرهم الخاصة، وتكوين شخصياتهم الذاتية، إنها تساعدهم على فهم العالم من حولهم، وتوسيع آفاقهم، واكتشاف ثقافات وحضارات مختلفة.
بات غرس حب القراءة في الأجيال الناشئة مطلبًا مُلحًّا خاصة في عصرنا الذي تتسارع فيه المتغيرات وتتطور فيه التقنيات الحديثة ومنها الذكاء الاصطناعي؛ فأصبح الأمر يتطلب جهودًا مشتركة من الأسرة والمسجد والمجتمع والمدرسة كمنظومة متكاملة مترابطة متصلة ببعضها البعض.
والأسرة تمارس دورًا كبيرًا ومهمًّا في غرس حب القراءة لدى النشء من خلال توفير بيئة منزلية مشجعة للقراءة، وقراءة القصص لأطفالهم، فضلًا عن إعداد برنامج لزيارة المكتبات والمعارض.
بينما دور المدارس يجب أن يتم من خلال دمج القراءة في المناهج الدراسية بطرق مبتكرة وممتعة ومحفزة، وتشجيع الطلاب على اختيار الكتب التي تثير اهتماماتهم، وتنمّي مهاراتهم ومداركهم العقلية والعلمية.
علاوة على ذلك، يجب على المجتمع أن يدعم القراءة من خلال توفير المكتبات العامة، وتنظيم الفعاليات والمسابقات الثقافية والتعليمية المتعلقة بالقراءة.
وللإعلام دور كبير في الترويج لأهمية القراءة في مختلف وسائل وقطاعات الإعلام والصحف والجرائد ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
من خلال هذه الجهود المتضافرة، يمكننا أن نضمن أن الأجيال القادمة ستتمتع بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم متغير متسارع، وأن تظل القراءة جزءًا حيويًّا من حياتهم وعقيدتهم.
القراءة تزوّدنا بنماذج وأساليب متنوعة ومختلفة من الكتابة مثل الروايات، والأخبار السياسية والاقتصادية والدينية المختلفة، والمقالات، وكتب التاريخ والأدب والشعر والعلم والثقافة وغيرها.
القراءة توسّع آفاقنا عندما نقرأ عن ثقافات وتجارب، وأفكار مختلفة.
نفتح عقولنا على العالم الآخر، ونتعلم التفكير النقدي، ونرى الأمور من وجهات نظر مختلفة.
هذه المعرفة والخبرة تثري مداركنا، وتجعلها أكثر عمقًا ومعرفة وثقافة.
القراءة تحفزنا على الكتابة، فعندما نقرأ كتابًا جيدًا، نشعر بالإلهام لكتابة شيء آخر جديد نابع من أفكارنا، ونعبر عن مشاعرنا.
القراءة هي الوقود الذي يشعل شرارة الإبداع في داخلنا. والقراءة هي التي تزوّد العلماء بالمعرفة والبيانات، وتمكنهم من تحليل هذه المعلومات ومشاركتها، وتوسع آفاقهم، وتعزز قدرتهم على التفكير، وتساعدهم على فهم النظريات والمفاهيم المعقدة.
والقراءة تنمّي الإدراك والوعي لدى الإنسان، وتساعد في تنمية الفكر، وزيادة المعرفة، وتعزيز التواصل بين الآخرين.
القراءة تخلق مجتمعًا واعيًا مثقفًا متعلمًا مفكرًا ومبتكرًا، يعزز غريزة التفاهم والتسامح، ويساهم في دعم التنمية البشرية وازدهارها.
قال تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة: 11).
ويكفي للأمة الإسلامية حظًا وشرفًا وفضلًا في قراءة القرآن الكريم، لما له من فضائل كثيرة لا تُعد ولا تُحصى؛ فالقرآن الكريم عند المسلمين هو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هداية ورحمة للناس جميعًا، وهو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة، وهو باقٍ إلى أن تفنى الحياة على الأرض.
وفي قراءته فضل عظيم، بها يحصل المسلم الحسنات، وينال الأجر العظيم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".
ولحافظ القرآن أجر عظيم عند الله؛ فإن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، ويعلي منزلته ودرجته في الجنة؛ فيكون مع الملائكة السفرة الكرام البررة.
ومن فضائل تعلم القرآن وتعليمه: أن جعل الله مَن تعلم القرآن وعلّمه غيره خير الناس وأفضلهم، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"خيركم من تعلم القرآن وعلّمه".
قال عباس محمود العقاد في القراءة:
"لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عُمقًا".
رابط مختصر