أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بحكومة تصريف الأعمال السورية أمس السبت العثور على عدة كتب سرية محوّلة من قبل عدة أفرع أمنية بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد تتعلق بإحالة عدد من الأطفال إلى جمعيات معنية بتربية الأيتام، وذلك بعد أنباء ترددت عن إرسال أبناء المعتقلين إلى دور الأيتام وتغيير أسمائهم.

وطلب المكتب الإعلامي للوزارة خلال تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) من ذوي الأطفال المفقودين التوجه إلى المديريات الفرعية المعنية بمديريات الشؤون الاجتماعية والعمل، لتقديم أسماء الأطفال وأي معلومات قد تُساهم في تسهيل عملية البحث وإحصاء الحالات بشكل دقيق.

وأفاد المكتب بأن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واجهت صعوبات كبيرة في جمع الوثائق، لكنها تعمل حاليا على تحسين أنظمة الأرشفة وضمان استعادة البيانات المفقودة أو المتضررة، وذلك لتسريع عملية التحقيق وضمان الشفافية في معالجة هذه القضايا.

وبعد سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحدثت تقارير إعلامية عن استقبال عدد من دور الأيتام في سوريا لأطفال جيء بهم من المعتقلات خلال حكم الأسد، بعضها كان يتبع لزوجة الرئيس السابق أسماء الأسد.

وخلال حكم الأسد، اعتقل عدد غير معروف من الأطفال مع ذويهم، ولا يزال مصير ومكان وُجود غالبيتهم غير معروف حتى اللحظة، وسط تأكيد من معتقلات سابقات أنه تم أخذ أطفالهن منهن بعد الاعتقال إلى دور أيتام حيث يبقى مصير بعضهم مجولا.

إعلان

وكانت "إدارة قرى الأطفال" في سوريا اعترفت بإرسال النظام السابق أطفال معتقلين إليها دون إيضاح نسبهم، قائلة إن "أحدا منهم ليس لديها الآن".

وكان حسان العباسي، شقيق المعتقلة البارزة رانيا العباسي، أكد أن عددا من أطفال شقيقته الستة، الذين اعتقلوا مع أخته وزوجها عام 2011، تم نقلهم إلى مراكز "إدارة قرى الأطفال"، علما أن أكبرهم كان يبلغ من العمر حين اعتقاله مع ذويه 11 سنة، وأصغرهم سنة واحدة، ولا يزال مصيرهم حتى اللحظة مجهولا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سوريا بعد عام: تفاصيل انتصار الثورة وتعقيدات المرحلة الانتقالية

شكّل فجر الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 تاريخا مفصليا للسوريين، إذ طُويت فيه صفحة نظام الأسد بعد أكثر من 14 عاما من الثورة ضد ما يزيد على نصف قرن من حكم العائلة الواحدة.

وتفتّحت في تلك اللحظات أبواب الزنازين لتُغلق معها أبواب حقبة عائلة الأسد بكل ما حملته من انتهاكات ومظالم.

ولمثل تلك اللحظة قامت الثورة السورية عام 2011، ولأجلها تكبّد السوريون ما لم يتكبّده غيرهم طوال 14 عاما.

وقد استعصى سقوط المخلوع بشار الأسد بعد موجات من الدعم الإقليمي والدولي، ومتاهات سياسية وميدانية تعثّرت فيها الثورة، حتى بدا النظام قبل أيام من انهياره أقرب إلى إعادة التأهيل واستعادة الاعتراف الإقليمي والدولي.

وتوّج الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وفق عسكريين سوريين، سنوات من التخطيط تبلورت في معركة "ردع العدوان" التي أطلقتها إدارة العمليات العسكرية قبل ذلك التاريخ بـ12 يوماً فقط.

أهداف محددة

وبدت الأهداف محدودة في البداية، لكن المعارضة تقدّمت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني نحو ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي.

وفي اليوم الثاني، سيطرت المعارضة على خان العسل وعشرات البلدات بريف حلب، وقطعت طريق حلب دمشق، واستهدفت تمركزات للدعم الإيراني المساندة لنظام الأسد.

وخلال الأيام الثالث والرابع والخامس للعملية تمكنت المعارضة من السيطرة على كامل حلب، وخلال اليومين السادس والسابع توسّعت العمليات لتشمل محافظة حماة، ولم يدخل اليوم التاسع حتى سيطرت إدارة العمليات العسكرية على حماة بالكامل ومطارها العسكري وسجنها المركزي.

وشهد اليوم العاشر تقدّم المعارضة باتجاه حمص، وقد تأسّست غرفة عمليات الجنوب من فصائل معارضة في درعا والقنيطرة والسويداء، وفي اليوم الـ11 أعلنت المعارضة سيطرتها على كل حمص ودرعا والقنيطرة والسويداء خلال 24 ساعة.

إعلان

وبُعيد الساعة السادسة من صباح اليوم الـ12 (الثامن من ديسمبر/كانون الأول) أُعلن إسقاط نظام بشار الذي امتدّ مع حقبة والده حافظ أكثر من نصف قرن.

وفي سياق متصل، تزامنت ضربات إسرائيلية مع الساعات التالية لزوال نظام الأسد، وخلال 4 أيام فقط شنّت إسرائيل 352 غارة على 13 محافظة سورية، مدّعية تدمير 80% من قدرات الجيش السوري.

وعلى صعيد التحديات الداخلية، واجهت الدولة السورية الجديدة أحداثا أمنية ذات أبعاد طائفية.

ففي مارس/آذار 2025، شهدت منطقة الساحل اشتباكات انخرط فيها فلول النظام السابق، وخسرت قوات الحكم الجديد 250 قتيلا، وفي يوليو/تموز اندلع العنف في السويداء (جنوبي البلاد) ودخلت إسرائيل على خط الأزمة.

وينصرم عام حافل بالأحداث بعد سقوط الأسد، ليكشف مشهد السيطرة على الأرض عن تعقيدات سياسية وأمنية في الشرق والجنوب، لتُشكّل ملامح مرحلة انتقالية تقرّر دستوريا امتدادها 5 سنوات.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: سقوط نظام الأسد أنهى عقودا من القمع بسوريا
  • مناقشة أوجه التعاون بين الشؤون الاجتماعية وهيئة مكافحة الفساد
  • مناقشة تعزيز التعاون المشترك بين الشؤون الاجتماعية والأحوال المدنية
  • وسط تحضيرات لذكرى سقوط نظام الأسد .. انفجار عبوة ناسفة في دمشق
  • من حوران إلى قلب دمشق كواليس معركة سقوط نظام الأسد
  • قسد تمنع التجمعات بالذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد في شمال وشرق سوريا
  • الشرع: نظام بشار الأسد وإسرائيل هم الإرهابيون
  • نائب محافظ مطروح يتفقد دار أيتام الكيلو 7 ويوجّه بتوفير فرص عمل لأبنائها
  • سوريا بعد عام: تفاصيل انتصار الثورة وتعقيدات المرحلة الانتقالية
  • واشنطن بوست: 70 ألف صورة جديدة تكشف حجم القتل والتعذيب بمعتقلات الأسد