«اقرأ... في البدء كان الكلمة»، شعار الدورة الـ56، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر إقامته يوم 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، هذا الشعار، الذي أثار الجدل عقب إعلانه، في المؤتمر الصحفي للمعرض أمس، على مواقع التواصل الإجتماعي.

فالبعض، اعتبر أن الشعار به خطأ لغوي، قائلين إنه من المفترض أن يكون «في البدء كانت الكلمة»، بدلا من «كان»، ولكن هذا في الحقيقة خطأ، ويكشف أن المنتقدين للشعار على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكلفوا أنفسهم للبحث حول هذه العبارة، ومعرفة صحتها، أيضًا البعض الذي علم صحة الشعار، انتقد فكرة استمداد الشعار من القرآن الكريم، والإنجيل، متسائلين عن فلسفة الشعار وفكرة إضافة نص من القرآن مع نص من الإنجيل.

وهنا نوضح أن الشعار، يحمل في طياته رسالة عميقة تلخص أهمية القراءة ودورها المحوري في حياة الإنسان وتطور المجتمعات، ويجمع هذا الشعار بين العمق الديني والقيمة الثقافية للمعرفة، مما يجعله رمزًا خالدًا للدعوة إلى العلم والتعلم.

فالقراءة هي البوابة التي فتحت أمام الإنسان أبواب الحضارة والتقدم، فمنذ أن تعلم الإنسان تدوين أفكاره ونقل معارفه، بدأت مسيرة التطور العلمي والفكري، والشعار يبدأ بكلمة «اقرأ»، وهو ما حضت عليه الرسالات السماوية، وهذه الكلمة البسيطة تعكس مسؤولية كل فرد نحو ذاته ومجتمعه في السعي للعلم.

والشق الثاني من الشعار «في البدء كان الكلمة» يعود إلى كتابات دينية فلسفية تُظهر أن الكلمة كانت البداية لكل شيء، الكلمة هنا ليست مجرد لفظ، بل رمز للإبداع والتواصل بين البشر، فالكلمة هي التي شكلت الأفكار، وهي التي بنت الجسور بين الثقافات المختلفة، وجعلت الحوار ممكنًا.

يعكس الشعار نظرة شمولية تجمع بين العلم والمعرفة، حيث إن الدعوة إلى القراءة والاهتمام بالكلمة ليست مقتصرة على جانب معين فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف جوانب الحياة، خاصة وأن القراءة هي الوسيلة التي تمكن الإنسان من فهم نفسه وفهم العالم من حوله، وهي التي تمنحه القدرة على الابتكار والإبداع.

«اقرأ... في البدء كان الكلمة» ليس مجرد شعار؛ إنه دعوة عملية لكل فرد كي يجعل القراءة جزءًا من حياته اليومية، فالقراءة لا تغذي العقل فقط، بل تفتح أمام الإنسان آفاقًا جديدة، وتمكنه من أن يكون جزءًا فاعلًا في بناء مجتمع المعرفة، إنها دعوة للعودة إلى الجذور، حيث كانت الكلمة في البدء أساس كل شيء، وإلى المستقبل، حيث تظل القراءة مفتاحًا لكل تقدم.

والشعار يلخص فلسفة إنسانية عميقة تعكس أهمية الكلمة المكتوبة، ودورها في تشكيل عوالمنا الفكرية والروحية، مما يجعلها حجر الأساس لأي نهضة ثقافية أو حضارية.

وقال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في مداخلة مع برنامج خيري رمضان على قناة المحور، إن اختيار هذا الشعار منحاز إلى طبيعة الثقافة المصرية، التي تنحاز في جيناتها إلى القراءة والمعرفة، إلى الكلمة ولا تنفصل في هذه المعرفة عن الدين، بإعتباره مكونًا من نسيج الثقافة المصرية، وهذا تأكيد أيضًا على أن الأديان حضت على القراءة والمعرفة كي نتعرف أولا على الله، على ذواتنا، على العالم، حتى نستطيع أن نستكشف طريق النور، والمعني به المعرفة التي تمنكننا من أن نكون معمرين لهذه الأرض، وإذا ربطنا هذا الشعار بما هو موجود في مصر القديم سنجد أن هناك اتصالًا مسلتهما طوال الوقت من الثقافة المصرية ولا يمكننا أن نفصل عنها البعد الديني.

وأضاف: «معرض القاهرة الدولي للكتاب، هو معرض للقراءة للمعرفة للكلمة بكل أنماطها، وبكل مجالاتها بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات ومعاني، وأظن أن حتى التفسيرات التي حاولت أن تفسر هذا الشعار، هذه ظاهرة صحية، لأن حتى الكتب السماوية تركت تفسيرات للسياقات البشرية وللبشر».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خيري رمضان معرض القاهرة الدولي للكتاب أثار الجدل الدكتور أحمد بهي الدين اقرأ في البدء كان الكلمة رسالة عميقة في البدء كان الكلمة المزيد القاهرة الدولی للکتاب هذا الشعار

إقرأ أيضاً:

سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي

آخر تحديث: 30 نونبر 2025 - 11:51 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ، امس السبت ، أن بلاده حريصة على عودة أبنائها دون استثناء وأبوابها مفتوحة للجميع .وقال الشيباني ، خلال مؤتمر صحفي عقده بدمشق مع نظيره الدنماركي لارس لوك راسموسن ، إن ” سوريا استعادت سيادتها الوطنية بعد سقوط النظام البائد، وأصبحت الدنمارك شريكاً أساسياً لها ، والدنمارك ملتزمة بدعم سوريا” ، مثمنا مواقف الدنمارك في مجلس الأمن الدولي ودعمها لوحدة سوريا وقرارها الوطني.وأكد أن ” الدنمارك عبرت عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة وآخرها على منطقة بيت جن بريف دمشق، والتي تهدد السلم والأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة”.وقال الشيباني :”نجدد إدانتنا لهذه الاعتداءات ونعدها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، داعيا المجتمع الدولي والجامعة العربية إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف “العدوان” الإسرائيلي على سوريا.بدوره ، جدد وزير الخارجية الدنماركي ” دعم بلاده لتعافي سوريا وبناء الدولة والجوانب التي تؤدي للنهوض بسوريا للأفضل” ، معربا عن استعداد بلاده لزيادة حجم المساعدات المالية .وأعرب عن أمله في انتقال بلاده من الشراكة للدعم الكامل،كاشفا عن أن هناك بعض الشركات الدنماركية تود أن تأتي إلى سوريا وأن تجد فرصاً في مجال عملها.وأضاف :”نأمل في المستقبل القريب أن تُرفع جميع العقوبات عن سوريا، لتكون للشركات الدنماركية فرصة للاستثمار فيها ونتمنى في القريب العاجل أن نستطيع تعيين سفير لبلادنا في سوريا”.وأضاف الوزير الدنماركي ” الكثير من اللاجئين السوريين يودون العودة إلى بلادهم حين تتوفر الظروف المناسبة لذلك، وشكلنا لجنة خاصة لدراسة بعض الحالات وسنناقشها مع الحكومة السورية”.

مقالات مشابهة

  • هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم مشاركة المملكة بمعرض الكويت الدولي للكتاب 2025
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • بغداد تحتضن معرض العراق الدولي للكتاب بدورته السادسة
  • سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي
  • المملكة تختتم مشاركتها في معرض الكويت الدولي للكتاب 2025
  • محمود صديق: خريجو إعلام الأزهر يحملون شعار الوسطية
  • رئيس جامعة الأزهر: بناء الإنسان يبدأ من الكلمة الصادقة والصوت الموقظ للضمير
  • خاتمة البخاري ورسالة المعرّفات.. إصدارات المجمع الإسلامي في معرض القاهرة للكتاب
  • الشعار سلاح وموقف
  • محافظ القاهرة: مكتبة «اقرأ نون السحار» نموذج لنشر الوعي وبناء الثقافة في الأحياء