من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. المطوى
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
#المطوى
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 10 / 7 / 2019
أصبح المواطن الأردني مثل المطوى في “غرفة العجوز” كل ما أرادوا رفع شيء وضعوه عليه ، يطوى فوقه الفرشات ،واللحف،والحرامات ، وتطوى فوقه سجادات الصلاة ،والشراشف،والستر الشتوية،والسراويل المتسّخة ، كل غرض يحمل الآخر الا هو يحمل الجميع..
الحكومات ترفع الضرائب على المزارع، المزارع يرفع السعر على المواطن، الحكومة تفرض ضرائب على المصانع، المصانع ترفع أسعار منتجاتها على المواطن أيضاَ..”المواطن” حمّال الأسيّة الأخير..لكنه لن يبقى كذلك،ولن يصمت طويلاً…
عدما رفعت الحكومة الضريبة على مصانع الألبان، لم تجد هذه الأخيرة سبيلاً لتفادي التكلفة الجديدة إلا أن ترحّل هذه الضريبة على ظهر “المطوى” المواطن ورفعت عالياً لقمة “اللبن” التي يجب أن تكون أرخص أنواع الأطعمة لأنها الحد الأدنى الذي قد يقتات عليه الفقير وهو منتجنا ورفيق فقرنا ..وسبب هذا الرفع أن الكل يهرب من مواجهة سياسات الحكومة المتخبّطة لا أحد يريد أن يدخل في صراع كسر عظم معها..فــ”يتفششّ” بالحلقة الأضعف الا وهي المواطن..
بالمناسبة المقاطعة الشعبية الأخيرة ليست موجّهة لشركات الألبان وإنما للحكومة نفسها، نحن لا نرضى أن تفلس شركات وطنية مهمة وعريقة أو تهرب إلى دول أخرى ، شركاتنا الوطنية في المحصلة هي منا ولنا، لكن على هذه الشركات والمصانع ألا ترمي وزرها على ظهر المواطن المسكين ، هي تملك رأس المال ورأس المال له كلمة عليا..كان عليها ان تتصدّى للحكومة ،وتنضم الى المواطنين وتضرب عن الإنتاج وتفرغ السوق تماماً من منتجاتها ، كي تعيد “الرعونة” الحكومية الى رشدها، هذه الشركات فيها ألاف الموظفين لو أغلقت أين يذهب كل هؤلاء، لو قامت بترحيل رأس المال ونشاطها التجاري الى بلد آخر ،من يلومها؟ نحن عندما نقاطع ، لا نواجه المزارع،ولا ندخل بمعركة مع صاحب الاستثمار..فجميعهم أبناء وطن ، ويحملون وزراً عظيماً معناً..الرسائل موجهة لأصحاب الابتسامات الصفراء أمام الكاميرات…ليعرفوا أنهم أصغر بكثير من أن يديروا وزارات وحكومات ، الوطن ليس لعبة ،ولا نزوة ، والمواطن ليس مطوى ولا هو “ابريق وضو” تستخدمونه عند الزنقات!
مقالات ذات صلة د. أحمد عويدي العبادي يكتب .. قضية الفلاحات في محكمتين 2025/01/18احمد حسن الزعبي
[email protected]
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الموسم المعتاد
سارة البريكية
يتوافد على المحافظة الجنوبية من سلطنة عمان أعداد كبيرة في هذا الوقت من السنة، وكل من توجه إلى الجنوب أعاد شحن قواه العقلية والروحية ومشاعره، لأنه باختصار انعطاف يستحق التعب، فالشخص الفقير يذهب قاطعا مئات الكيلومترات حاملا معه الكثير من التفكير طيلة الطريق لأن الميزانية محسوبة، هذا المبلغ للبترول، وهذا للسكن، وأما هذا المبلغ للطعام، وهذا للتسوق، ولكنه رغم ذلك حذر، فأطفاله يرغبون ويحلمون ويتمنون، ولكن الجود بالموجود.
وأما الأشخاص الأغنياء، فيصعدون الطائرة غير مكترثين لسعر التذكرة، ويسكنون في أرقى الفنادق والفلل، ويتنزهون في أرقى المطاعم والمولات، ولا يحسبون كم سيكون السعر المناسب لوجبة أو لجولة أو للبترول.
وبين هذا وذاك، نرى مشاهير السوشيال ميديا يتوافدون باتجاه الجنوب للحصول على أكبر عدد من الإضافات، وذلك باختلاطهم مع المشاهير الآخرين الذي سبقوهم في المضمار، إلا أنهم في خلاف وحقد وحسد مستمر.
ولا يخلو أي نطاق من المشاعر السلبية والحديث عن الآخرين، فلان هكذا وفلان هكذا ولكن من باب الإنصاف فالساكت عن الحق شيطان آخر، ولكننا نأمل دائما بصفاء النفوس بين الجميع.
إن محافظة ظفار تشهد نشاطا اقتصاديا كبيرا، وتنوعا ملحوظا في مختلف المناطق، حيث تشهد مناطق المحافظة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السياح الذين يزورون البلاد، وهذا من شأنه الواضح في فتح مشاريع جديدة وتطوير مستمر ومتجدد في الخدمات المقدمة والمرافق الخدمية، بحيث عند زيارة المواقع يكون هناك نوع من التطوير والتجديد الإيجابي الذي يجعل الشخص يجدد القدوم إلى المحافظة، فالتنوع هو المطلوب.
إن بلدنا تزخر بطبيعة خلابة خاصة في هذا الموسم، وإن لم تستغل هذه المواسم لخدمة المواطنين بالدرجة الأولى كتوفير وظائف معينة أو السماح بإقامة مشاريع جديدة بدون الضغط على كاهل المواطن، ومعاملة المواطن كمستثمر خارجي، فلو وضع أصحاب القرار أيديهم في يد المواطن المستثمر بدون فرض قيود إجبارية أو ضرائب كبيرة، لساهم ذلك في مساعدة المواطنين على رسم خريطة أكبر وأجمل، إلى جانب السماح لهم بفتح مشاريع مؤقتة تعمل كل عام خلال الموسم في أماكن متفرقة بدون الحاجة لكسر الظهور في استغلال هذا الموسم ورفع الأسعار عليهم لكانت الدنيا بخير.
إن توفير بيئة استثمارية مناسبة للجميع من شأنها الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والسياح، فالمواقع السياحية التي يتوافد إليها عدد كبير من السياح هي استثمار وتوفير فرص استثمارية جديدة من خلال بناء الفنادق والمنتجعات والحدائق والمطاعم وغيرها من الخدمات المختلفة كزيادة عدد المراكز الصحية والأسواق التجارية وجعل محافظة ظفار وجهة عالمية للسياحة والترفيه.
إن محافظة ظفار تحمل مساحات واسعة، فلو سمح للمستثمرين العمانيين والخليجيين وغيرهم من بناء منازل وشقق سكنية وتجارية ومجمعات ومراكز ترفيهية لتنوعت الوجهات السياحية وازدادت فرص العمل وقل الاستغلال في أسعار الفنادق والشقق الفندقية، وذلك لتوفر البدائل الجديدة، لأن الاستغلال لدى البعض في هذا الوقت كبير، حيث كان سعر الشقة في اليوم الواحد من 15 ريالا إلى 30 ريالا عمانيا، والآن يصل السعر من 50 إلى 70 ريالا عمانيا في الليلة الواحدة، وهذا نوع من أنواع الاستغلال الذي يجب المحاسبة عليه والمراقبة الدائمة.
إن بلدنا الجميل عُمان واحة غناء تحمل الكثير والكثير من الفرص الاستثمارية التي يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل، ولكننا لا نستطيع أن نتحكم بأصحاب القرار، بحيث يجب وضع تسهيلات لمن يرغب في الاستثمار العقاري، لأن الفائدة المرجوة ستعم الجميع، وستكون في النهاية في خدمة المواطن والوطن.
رابط مختصر