مهارة بناء الشبكات تتفوق على السيرة الذاتية في الحصول على الوظيفة المثالية
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
الرياض
كشفت دراسة جديدة من جامعة هارفارد أن نجاح الباحثين عن عمل يعتمد بشكل أكبر على بناء الشبكات المهنية بدلًا من إرسال السير الذاتية بكثرة.
على مدار عقد من الزمن،درس الباحثون أكثر من 1000 شخص في مختلف المجالات، من المديرين التنفيذيين إلى مديري المطابخ، ليكتشفوا أن الأشخاص الأكثر نجاحًا في العثور على وظيفة جديدة هم الذين يجيدون بناء علاقات مهنية قوية،بحسب”العربية Business”.
أوضح مايكل بي. هورن، أحد المشاركين في الدراسة، أن البحث عن عمل يعد عملية اجتماعية أكثر مما يعتقد الكثيرون.
وأضاف : يحب الناس الدخول إلى لينكدإن أو منصات الوظائف وبدء إرسال السير الذاتية دون التحدث مع أشخاص داخل الشركات أو في الأدوار التي يتقدمون لها، ولكن هذا النهج غالبًا ما يؤدي إلى الحصول على عروض لا تكون دائمًا الأنسب.
جاءت هذه النتائج في وقت أصبحت فيه الشبكات المهنية أكثر أهمية من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل وجود وظائف وهمية وأنظمة تصفية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأشار هورن إلى أن العديد من أصحاب العمل أصبحوا يفضلون توظيف الأشخاص عبر شبكاتهم بدلاً من السير الذاتية المرسلة عبر الإنترنت، وهو ما يعزز من فرص المرشحين المحالين من داخل الشركات.
وأظهرت تقارير حديثة أن المرشحين المحالين من داخل الشركات لديهم فرصة أكبر بأكثر من 4.5 مرة للحصول على الوظيفة مقارنة بمن يتقدمون عبر الإعلانات الوظيفية التقليدية.
نصائح فعالة لبناء شبكات مهنية للحصول على وظيفة مثالية:
توصي جاسمين إسكاليرا، خبيرة تطوير المسارات المهنية، بإنشاء قائمة مختصرة للوظائف المفتوحة التي تثير اهتمامك، ثم التواصل عبر البريد الإلكتروني أو “لينكدإن” مع مديري التوظيف أو أفراد الفريق الذين قد تعمل معهم.
عند التواصل، عرّف نفسك واذكر أنك تقدمت للوظيفة، وأبرز ارتباطك برؤية المؤسسة، وا
قترح لقاءً غير رسمي لتبادل الحديث، سواء حضوريًا أو عبر الإنترنت.
يمكن أن تكون المحادثات مع أشخاص يعملون في نفس المجال أو في أدوار مشابهة فرصة للحصول على رؤى صادقة حول الوظائف والصناعة، بغض النظر عن الشركة المحددة.
ويقترح إيثان برنشتاين، أحد مؤلفي الدراسة، أن يكون السؤال الذكي في مثل هذه المحادثات هو: “كيف ستقنعني بهذا العمل؟ وكيف ستثنيني عنه؟”
يهدف هذا السؤال إلى كشف التحديات والفوائد المحتملة للوظيفة.
وأشار برنشتاين إلى أن هذه المحادثات ليست فقط لتحديد ما إذا كانت الوظيفة مناسبة لك، بل أيضًا لفهم ما إذا كانت تتماشى مع قيمك وأولوياتك.
وأضاف: “إذا أجريت العشرات من المحادثات دون اكتشاف أي علامات تحذيرية، فأنت لا تجريها بشكل صحيح. التعرف على ما لا تريده في الوظيفة هو جزء مهم من العملية.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: السيرة الذاتية الوظيفة
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية: إصلاح ذات البين عبادة تتفوق على الصيام والصدقة
قال مجمع البحوث الاسلامية، إن من أهم دعائم المجتمع الصالح الذي ينشده الإسلام، ويدعو إليه، ويحث عليه، أن تسود بين أفراده المحبة والإخاء، والصدق والإخلاص، والتعاون على البر والتقوى.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية ، فضل إصلاح ذات البين، قائلا: إن المتأمل في الشعائر التي يقوم بها المسلم، ويُطالب بأدائها يجد أنها تؤكد على هذه المعاني، وتُدَرِّب المسلم على التخلق بها، فمثلا العبادات شرعت فيها الجماعات لتأليف القلوب ونبذ الخلافات، وأن يُرى المسلم بين إخوانه على قلب رجل واحد، وفي جانب المعاملات حَرَّمَ الإسلام كل ما يجلب الخلاف، وينشر الأحقاد، ووضع الإسلام مبدأ عامًا في المعاملات: أن كل ما أدى إلى النزاع والخلاف منهي عنه شرعًا.
وكثيرًا ما نجد الشيطان ينزغ بين بني الإنسان بغية الوقيعة بينهم، وإفساد ذات البين، قال – تعالى -: {إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
وقال – ﷺ –: {إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ} رواه مسلم.
ومعني قوله – ﷺ -: {وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ}: أي أن الشيطان يسعي بين الناس بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها، فيحدث الخلاف والنزاع، ويكون الخصام استجابة لفعل الشيطان.
وطبقا لما يفرضه علينا ديننا أن نسعى بالصلح والتوفيق بين المتخاصمين والإصلاح بينهم، لكي نُفَوِّت على الشيطان غوايته وإفساده بين بنى البشر؛ وذلك استجابة لنداء الرحمن: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 1]، وقوله: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]، وقوله: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].
بل أباح الإسلام في الإصلاح بين الناس كل كلمة طيبة تثلج الصدور وترفع الضغائن والأحقاد، وإن كانت في أرض الواقع ليس لها وجودًا، فقال – ﷺ -: {لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ، فَيَنْمِي خَيْرًا، أَوْ يَقُولُ خَيْرًا} متفق عليه.
فيجب أن يكون من يقوم بالإصلاح غير مراءٍ أو طالب رياسة، وأن يتحلى بأخلاق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في إصلاحه بين الناس، مذكرًا المتخاصمين عاقبة الظلم، مبينًّا فضل العفو.
فعن أُمِّ سَلَمةَ- رضي اللَّه عنها-: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: {إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ} مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وقد رتب الشرع الحكيم على الإصلاح بين الناس أجورًا عظيمة، فقال- ﷺ - لأبي أيوب رضي الله عنه: {يَا أَبَا أَيُّوبَ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى صَدَقَةٍ يُحِبُّهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ: تُصْلِحُ بَيْنَ الناس إذا تباغضوا، وتفاسدوا}. رواه الطبراني (4/ 138).
وكما رتب الإسلام عظيم الأجر على الإصلاح بين الناس، فقد بيّن عظيم الإثم والوز على الشقاق والنزاع، فقال – ﷺ -: {أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ»، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ}. رواه الترمذي.
وختامًا أيها السائل الكريم: “الإصلاح بين الناس له فضل عظيم، وأجر جزيل صاحبه مثاب، ومرفع الدرجات. فاللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام”.