بعد حديث الرئيس عنها| التحذير من خطر الشائعات وآثارها على المجتمع المصري.. وخبير: تأثيراتها سلبية بالقطاعات
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
تعد الشائعات من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات، حيث تساهم في نشر الأكاذيب وإثارة الفتن، مما يؤدي إلى تفتيت الروابط الاجتماعية وزعزعة الثقة بين الأفراد والمؤسسات.
بعد حديث الرئيس.. ماذا تفعل الشائعات بالمجتمع؟وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني نور الشيخ، إن هناك مخاطر كبيرة تترتب على انتشار الشائعات في المجتمعات، وأضاف أن تأثيراتها السلبية في مختلف القطاعات، بدءا من الاقتصاد وصولا إلى مناخ الاستثمار.
وأضاف الشيخ- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه يحذر من أهمية التصدي لهذه الظاهرة من خلال التحلي بالوعي والتأكد من صحة المعلومات قبل نشرها، مع التأكيد على ضرورة سرعة إبلاغ الجهات المختصة عن أي شائعة.
من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه عندما تزيد الشائعات هذا يؤكد زيادة الاستهداف وأن مصر على الطريق الصحيح، وأن التطرف لن يجد في مصر بيئة حاضنة له أو متهاونة معه.
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل عيد الشرطة الـ 73، في مجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، أن شعبنا يعتز بوسطيته وهويته ويرفض التطرف، وأؤكد استمرار عزيمتنا للتغلب على كافة التحديات لتوفير الحياة الكريمة لمواطنينا.
وبالحديث عن الشائعات في السنوات الأخيرة، فقد شهدت مصر موجات عديدة من الشائعات، لا سيما في ظل الأزمات مثل جائحة كورونا، وفي هذه الفترة، برز دور مرصد الشائعات الذي أطلقه مجلس الوزراء، حيث قام بتحليل البيانات المتعلقة بالشائعات التي ترددت في الفترة من 2020 إلى 2024.
ومن خلال هذه التحليلات، تبين أن قطاعات التعليم والصحة والتموين كانت الأكثر تعرضا للشائعات خلال هذه الفترة، مع تزايد ملحوظ في السنوات التي تزامنت مع الأزمات الاقتصادية والصحية العالمية.
وفي الوقت ذاته، أظهرت البيانات أن بعض القطاعات كانت أقل تأثرا بالشائعات، مثل الإسكان وهيئة قناة السويس، ومع تكرار تداول الشائعات في فترات مختلفة، شددت الجهات الرسمية على ضرورة التحقق من صحة المعلومات المعلنة والرد السريع على الأخبار الزائفة لتجنب التأثيرات السلبية التي قد تصيب المجتمع.
ومع بداية عام 2024، تطورت الشائعات لتشمل مصادر رسمية وقادة دوليين، حيث انتشرت مزاعم عن تورط مصر في بعض القضايا الإقليمية، مما دفع المركز الإعلامي لرئاسة الوزراء إلى نفي هذه الادعاءات بشكل سريع.
والتصدي لهذه الظاهرة يتطلب من الجميع الوعي الكامل بخطورتها والعمل على محاربتها للحفاظ على استقرار المجتمع وصحة معلوماته.
أثر الشائعات على القطاعات المختلفةفي عام 2020، كان العدد الإجمالي للشائعات في مصر هو الأعلى على مدار السنوات الأخيرة، حيث بلغ نحو 656 شائعة، وهو ما يعادل 59.6% من إجمالي الشائعات في تلك الفترة. وتصدرت شائعات قطاع التعليم القائمة بنسبة 18.4% من إجمالي الشائعات، تلتها شائعات قطاع الصحة بنسبة 17.8%، ثم شائعات قطاع التموين بنسبة 9.3%. على النقيض، كانت القطاعات الأقل تأثرا بالشائعات هي: قطاع البيئة بنسبة 1.1%، وقطاع العدل بنسبة 0.9%، ثم قطاعا الري وشركة العاصمة الإدارية الجديدة بنسبة 0.8% لكل منهما.
الشائعات المتعلقة بالسلع التموينيةاستمر تداول الشائعات في عام 2021، حيث رصد المركز الإعلامي التابع لمجلس الوزراء شائعات عن نقص السلع التموينية، وخاصة الأرز في 9 مارس 2021 والزيت في 14 أبريل 2021، وذلك نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية.
وقد أدى هذا إلى قيام بعض التجار باحتكار السلع وبيعها بأسعار مرتفعة، في حين قام المواطنون بشراء وتخزين السلع بشكل مفرط، مما فاقم الأزمة.
بالإضافة إلى ذلك، انتشرت شائعات بشأن قرار بوقف برنامج "تكافل وكرامة" في 27 يناير 2021، مما أثار الذعر بين المستفيدين، وقد سارع المركز الإعلامي بتكذيب هذه الشائعات بالتعاون مع الجهات المعنية.
الشائعات في قطاعات التعليم والصحة والتموينواصل عام 2021 تصدر قطاع التعليم لقائمة القطاعات الأكثر تأثرا بالشائعات، حيث بلغت نسبتها 33.1% من إجمالي الشائعات في هذا العام.
كما شملت الشائعات قطاعات الصحة والمالية بنسبة 7.9% لكل منهما، وقطاع التموين بنسبة 7.3%، بينما كانت القطاعات الأقل تأثرا بالشائعات هي الإسكان، الرّي، والنقل، حيث بلغت نسبة الشائعات المتعلقة بكل منها 2%، تليها قطاعات البيئة، البترول، الرياضة، الطيران، المحافظات، وشركة العاصمة الإدارية الجديدة بنسبة 1.3% لكل منها.
وفي عام 2022، تزايدت الشائعات التي أثارت الذعر بين المواطنين، حيث تم تداول أخبار عن سلع ومنتجات مثل الطماطم والخوخ والبطيخ بأنها مسممة ومسرطنة في الأسواق في 11 يونيو 2022، مما أدى إلى تراجع عمليات شراء هذه السلع وزيادة أسعارها بسبب انتشار القلق بين الناس.
وفي 17 يونيو 2022، تم تداول شائعات عن عمليات اختطاف الفتيات بواسطة إبر في محطات المترو، وهو ما دفع المركز الإعلامي لمراجعة الحقائق، وأكدت الجهات المعنية أن هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة.
وبلغ عدد الشائعات في هذا العام حوالي 108 شائعات، وهو ما يعادل 9.8% من إجمالي الشائعات، وكان قطاع التعليم هو الأكثر تأثرا بنسبة 26.9% من إجمالي الشائعات، يليه قطاع التموين بنسبة 17.6%، وقطاع الصحة بنسبة 13%.
الشائعات بشأن مشروعات الدولة الكبرىعلى الرغم من انخفاض عدد الشائعات في عام 2023 مقارنة بالأعوام السابقة، إلا أن بعضها استمر في إثارة البلبلة حول مشروعات الدولة، حيث انتشرت شائعات حول بيع الحكومة المصرية لمطار القاهرة الدولي لمستثمرين أجانب في 25 يناير 2023 بهدف حل الأزمة الاقتصادية.
وفي 3 فبراير 2023، ظهرت شائعة أخرى حول تعاقد هيئة قناة السويس مع إحدى الشركات لإدارة خدماتها بعقد امتياز مدته 99 عاما تمهيدا لبيعها، وقد تعامل المركز الإعلامي بسرعة مع هذه الشائعات، ونفاها بالتعاون مع الجهات المعنية.
وبلغ عدد الشائعات في عام 2023 نحو 113 شائعة، وهو ما يعادل 10.3% من إجمالي الشائعات، وكان التعليم من أكثر القطاعات تأثرا بنسبة 17.7%، يليه قطاعا التموين والمالية بنسبة 13.3% لكل منهما، ثم قطاع الصحة بنسبة 12.4%.
شائعات 2024.. مصادر خارجية وأزمات جديدةفي عام 2024، تطورت الشائعات لتشمل مصادر خارجية، حيث ظهرت مزاعم من قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بشأن تورط الطيران المصري في المعارك الدائرة في السودان في 10 أكتوبر 2024.
كما نشرت صحيفة "Wall Street Journal" الأمريكية تقريرا في 7 ديسمبر 2024 يشير إلى أن مسؤولين مصريين قد حثوا الرئيس السوري على مغادرة البلاد وتشكيل حكومة منفى، وقد نفى المركز الإعلامي لرئاسة الوزراء هذه المزاعم تماما، مؤكدا أنها لا أساس لها من الصحة. بلغ عدد الشائعات في عام 2024 نحو 72 شائعة، ما يعادل 6.5% من إجمالي الشائعات خلال الخمس سنوات الماضية.
وكان قطاع الصحة هو الأكثر تأثرا بنسبة 13.9%، يليه قطاع التعليم بنسبة 12.5%، ثم قطاع الزراعة بنسبة 11.1%.
ولم يقتصر الأمر على شائعات جديدة فقط، بل تم إعادة تداول أكاذيب محددة بشكل متكرر على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث تم رصد نحو 299 شائعة متكررة، وهو ما يعادل 27.8% من إجمالي الشائعات، وكانت الشائعات الأكثر تداولا تشمل ارتفاع أسعار السلع بنسبة 5.1%، ثم تداول منتجات فاسدة في الأسواق بنسبة 3.9%، ثم تعطيل الدراسة بنسبة 3.3%، ونقص الأدوية في المستشفيات الحكومية والصيدليات بنسبة 2.5%.
كما تم تداول شائعات عن نقص السلع التموينية بنسبة 2.1%، وبيع الدولة ممتلكاتها بنسبة 1.5%، ثم إلغاء دعم الرغيف المدعم بنسبة 1.3%، وإيقاف معاش تكافل وكرامة بنسبة 1.1%، وأخيرا خصم مرتبات العاملين بنسبة 1%.
والجدير بالذكر، أن تستمر الشائعات في التأثير بشكل كبير على مختلف القطاعات في مصر، وتظل الجهات الرسمية تبذل جهودا كبيرة للحد من تأثيراتها السلبية من خلال التصدي السريع للأخبار الكاذبة وتوضيح الحقائق للمواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي الشائعات الدولة المصرية كثرة الشائعات المزيد
إقرأ أيضاً:
التصدى للشائعات حماية لأمن واستقرار مصر
إن مواجهة الشائعات أمر ضرورى وملح فى ظل ما تواجهه الدولة من تحديات جسيمة وما تموج به المنطقة من أزمات وصراعات وحروب وفى ظل حدود ملتهبة من جميع الاتجاهات، لذلك تحاول الأيادى الخبيثة والجماعة الإرهابية وأعداء الوطن أن يستغلوا أى ثغرات لضرب استقرار الدولة المصرية وهدم اقتصادها من خلال نشر الشائعات والأكاذيب والتى يتم صرف مليارات الدولارات ميزانية مخصصة لنشر الشائعات والأخبار المضللة وتحريف المعلومات.
الأمر يتطلب عين يقظة فى كل وزارة ومؤسسة من مؤسسات الدولة للرد أولاً وأولاً على أى معلومات كاذبة وشائعات ويتم تصحيحها والرد عليها بكل الوسائل الممكنة لدحض هذه الأكاذيب، ومنع تداول الشائعات وتحجيمها ومنع أضرارها وتأثيراتها الخطيرة على أمن وسلم المجتمع وعلى الاقتصاد الوطنى، ولاسيما فى ظل المؤشرات الإيجابية العديدة خلال هذه الفترة والتصنيف الإيجابى للاقتصاد المصرى من المؤسسات الاقتصادية الدولية والتى تعد شهادة ثقة فى الاقتصاد الوطنى.
وبكل تأكيد نثمن كل خطوة إيجابية تتخذها الدولة فى سبيل التصدى للشائعات، مثل اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، منذ أيام قليلة، لمتابعة إجراءات تفعيل آليات التصدى للشائعات، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورؤساء الهيئات الإعلامية والصحفية، هذا الاجتماع الذى تناول مناقشة الحجم الهائل من الشائعات التى تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعى بصفة يومية، بالإضافة إلى كم الأخبار الزائفة التى تنشرها وسائل الإعلام الخارجية المعادية للدولة المصرية، ويتم الترويج لها باعتبارها حقائق، بهدف إحداث بلبلة فى المجتمع.
اتفق مع توصيات وتوجيهات هذا الاجتماع الحكومى خاصة حول ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة حيال من يتعمد اختلاق وقائع كاذبة، ونشر أخبار مغلوطة تستهدف النيل من الاقتصاد الوطنى، وأؤكد أن الأمر لا يحتاج إلى تعديلات تشريعية وتغليظ عقوبات خاصة أن القوانين الحالية تحتوى على العديد من العقوبات الكفيلة بمواجهة «جرائم نشر أخبار كاذبة» عبر وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، والتى من شأنها إلحاق الضرر بالمجتمع، أو بالمصلحة العامة للدولة، وهو ما يحقق الردع المطلوب.
نحتاج هنا أكثر إلى توعية المواطنين بخطورة الشائعات وضرورة عدم الانجراف أو الانسياق خلف الشائعات والأكاذيب وتوخى الحذر ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعى وعلى منصات وقنوات الإعلام المعادى، وأن يستقوا المعلومات من مصادرها الرسمية الموثقة، كما يجب تطبيق ما خرج عن اجتماع الحكومة بتفعيل عمل جهات رصد الشائعات والأخبار الكاذبة على مختلف المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى، واتخاذ الإجراءات القانونية مباشرة، وتوحيد جهود جميع الوزارات والأجهزة والجهات المعنية بالدولة فى التصدى لمختلف الشائعات من خلال استراتيجية وطنية متكاملة للأكاذيب والشائعات.
كما يجب فى الوقت ذاته أن تعمل الحكومة جاهدة على توجيه كل وزاراتها لتفعيل آليات التصدى للشائعات ونشر المعلومات والأخبار الصحيحة حول ما يتعلق بجهود الحكومة وإنجازات الدولة وأعمال وجهود الوزارات، وتوفير المعلومات والبيانات الصحيحة الموثوقة والدقيقة، وأتمنى أن تسرع الحكومة فى تقديم قانون تداول المعلومات إلى مجلس النواب لمناقشته فى البرلمان وإصداره، بما يضود حرية تداول المعلومات، كما يجب تفعيل دور المتحدثين الرسميين والمكاتب الإعلامية فى الوزارات والجهات الحكومية، وأن يهتموا بتوضيح الحقائق والبيانات للمواطنين ووسائل الإعلام، وأن تتم معاقبة ومحاسبة المقصرين والمخطئين ومن ينشرون الشائعات، وذلك لحماية أمن واستقرار بلدنا الحبيب مصر، وحماية الاقتصاد الوطنى من أى أضرار.