موعد ليلة الإسراء والمعراج.. اختلف العلماء و«الإفتاء» ترجح هذا التاريخ
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
ليلة الإسراء والمعراج هي إحدى أعظم المعجزات في التاريخ الإسلامي، حيث أسرى الله سبحانه وتعالى بالنبي محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء.
واختلف العلماء في تحديد موعد هذه الليلة، ما بين عدد من الشهور مثل ربيع الأول وربيع الثاني ورجب ورمضان وشوال، لكن دار الإفتاء ترجح أنها كانت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وهو ما يوضحه التقرير التالي.
وبخصوص موعد ليلة الإسراء والمعراج، أوضحت دار الافتاء المصرية عبر موقعها الرسمي على لسان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن المشهور المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وعليه عمل المسلمين، أنَّ الإسراء والمعراج وقع في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ الأصمِّ.
وأشارت دار الإفتاء إلى الحافظ السيوطي أسرد ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال «وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في شرح مسلم»، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه.
اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراجومع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء والمعراج إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ فقال العلَّامة الزُّرقاني: وعليه عمل الناس، قال بعضهم: وهو الأقوى؛ فإنَّ المسألة إذا كان فيها خلاف للسلف، ولم يقم دليل على الترجيح، واقترن العمل بأحد القولين أو الأقوال، وتُلُقِّيَ بالقبول: فإن ذلك مما يُغَلِّبُ على الظنِّ كونَه راجحًا؛ ولذا اختاره الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي الحنبلي الإمام أوحد زمانه في الحديث والحفظ.
حكم الاحتفال بالإسراء والمعراجوأكدت دار الافتاء المصرية أنه بناءً على ذلك فاحتفال المسلمين بذكرى الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، بشتَّى أنواع الطاعات والقربات، هو أمرٌ مشروعٌ ومستحب؛ فرحًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمًا لجنابه الشريف، وأما الأقوال التي تحرم على المسلمين الاحتفال بهذا الحدث العظيم بشتى وسائل الفرح المباحة فهي أقوالٌ فاسدةٌ وآراءٌ كاسدةٌ لم يُسبَقْ مبتدِعوها إليها، ولا يجوز الأخذ بها ولا التعويل عليها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: موعد ليلة الإسراء والمعراج ليلة الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج دار الافتاء المصرية حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج لیلة الإسراء والمعراج شهر رجب
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: مصر قادرة على قيادة تحالف دولي لإنهاء الحرب ورفع حصار غزة
أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن مصر تمثّل الدولة المحورية الأولى في جهود كسر الحصار عن قطاع غزة، مشددًا على أن القاهرة تمتلك مفاتيح المبادرة لوقف الحرب المستمرة، خاصة إذا قاد الشعب المصري والأزهر الشريف والقيادة السياسية تحالفًا إقليميًا بالتعاون مع تركيا والسعودية وقطر.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الاتحاد الفعلي بين الكتلة العربية والإسلامية ـ من إندونيسيا وماليزيا وتركيا وصولًا إلى دول الخليج العربي ودول المغرب العربي ـ كفيل بخلق ضغط سياسي وإنساني دولي حقيقي قادر على فرض وقف لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة ملايين المدنيين الفلسطينيين.
وأشار الصلابي إلى أن مصر ليست فقط بوابة جغرافية، بل هي ركيزة سياسية وروحية للعالم الإسلامي، مؤكدًا أن الفرصة التاريخية أمام القاهرة الآن هي في توجيه دفة المبادرة لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين، داعيًا في الوقت نفسه الشعب المصري إلى الوقوف بثقله مع القضية الفلسطينية، كما فعل دائمًا في محطات تاريخية مفصلية.
ونوّه الصلابي إلى ضرورة بلورة موقف جماعي واضح لدول الخليج وتركيا وباكستان وقطر والسعودية، داعيًا إياها إلى الانضمام لتحالف صريح يدعم الجهود المصرية لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، مضيفًا: "إذا توحّد صوت العالم الإسلامي، فلن تستطيع أي قوة أن تستمر في الحرب أو أن تفرض حصارًا على أطفال ونساء غزة."
وشدد على أن أي جهد مخلص لوقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني هو موضع ترحيب، سواء كان على المستوى الشعبي أو الرسمي أو من خلال المؤسسات الدينية والإنسانية المستقلة.
وجدّد الصلابي دعوته إلى الأزهر الشريف باعتباره "منارة الاعتدال والقيادة الروحية للعالم الإسلامي"، من أجل أخذ زمام المبادرة وتحريك الضمير العالمي، والعمل مع علماء الأمة لإطلاق تحالفات واسعة تستند إلى شرعية دينية وأخلاقية، وليس فقط سياسية.
وأضاف: "الحل بيد مصر والأزهر والشعب المصري، وإذا توفّر لهم الدعم من الدول الكبرى في العالم الإسلامي، يمكنهم أن يقودوا تكتلًا إقليميًا ودوليًا يُجبر الاحتلال على وقف الحرب فورًا".
السيسي يناشد ترامب.. والمساعدات تتحرك من مصر
تتزامن تصريحات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع تصاعد التحركات الدبلوماسية المصرية لاحتواء الكارثة الإنسانية في غزة. فقد وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، وخاصة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحثه على بذل الجهود الكفيلة بوقف الحرب وإنهاء الحصار.
وقال السيسي في خطاب رسمي بثه التلفزيون المصري: "أوجه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي، بإمكانياته، بمكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإنهاء هذه المعاناة."
وأضاف: "نبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة"، مؤكدًا أن مصر لا تمنع المساعدات عن القطاع، لكنها بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الجانب الإسرائيلي لتأمين مرور القوافل.
وقد بدأت بالفعل شاحنات مساعدات بالتحرك من مصر نحو قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن هدن إنسانية مؤقتة وممرات آمنة في بعض مناطق القطاع، رغم استمرار الحرب وغياب اتفاق وقف إطلاق نار شامل، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة.
في المقابل، شدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على أن الحل لا يكمن في مبادرات إنسانية قصيرة، بل في فتح ممرات ثابتة وتدفق طويل الأمد للإمدادات، محذرًا من اقتراب غزة من مجاعة شاملة تهدد حياة أكثر من 100 ألف طفل.
غزة تحت الحصار والمجاعة
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تتقاطع المجاعة مع حرب إبادة جماعية، تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، وسط تجاهل صارخ لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي إغلاق معابر غزة بالكامل أمام المساعدات الإنسانية والطبية، في تصعيد واضح لسياسة التجويع، بينما تحذّر منظمات أممية من خطر موت جماعي وشيك.
وبحسب أحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية حتى يوم الأحد 133 شهيدًا، بينهم 87 طفلًا. في حين تخطّى العدد الإجمالي لضحايا الحرب، وفقًا للوزارة، 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المرحلة الراهنة تتطلب تحالفًا حقيقيًا لا بيانات رمزية، مشيرًا إلى أن المبادرة الإسلامية يجب أن تنطلق من الأزهر الشريف والشعب المصري، بدعم صريح من قطر والسعودية وتركيا والدول الكبرى في العالم الإسلامي.
ويختم الدكتور الصلابي بالقول: "إذا التقى صوت الأزهر وضمير الأمة مع الإرادة الشعبية والقرار السياسي، فلن تقف أي قوة أمام إنهاء الحرب وإنقاذ أهل غزة."