الأسبوع:
2025-12-10@00:41:33 GMT

من جحيم غزة إلى جحيم جنين

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

من جحيم غزة إلى جحيم جنين

بعد الجحيم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة، وما خلفه هذا الجحيم من دمار وخراب كامل، مع قتل النساء والأطفال والشيوخ بأعداد كبيرة، ناهيك عن الصور الإجرامية المرعبة للقتلى والجرحى والمشردين، من هجروا لأكثر من مرة طوال ما يقارب من خمسة عشر شهرًا، بين النزوح والفرار من مكان إلى آخر تحت نيران الطيران الإسرائيلي، ومعاناة أبناء غزة من الجوع ونقص المواد الطبية وغيرها من أبسط المستلزمات المهمة لحياة الإنسان، ما أدى إلى أن تصبح غزة معزولة عن هذا العالم، وصولاً الآن إلى الهدنة الإسرائيلية المسمومة بأفكار قادة حكومة نتنياهو المتطرفة، وهؤلاء الدعاة والشياطين الذين يزايدون على أبناء الشعب الفلسطيني، وأرضه المغتصبة من جانب الاحتلال الإسرائيلي وكيانه الصهيوني الذي جاء من شتات بلدان العالم، لينتقل هذا الجحيم الذي روّع وأحزن شعوب وأبناء العالم الحر بسبب ما شاهدوه من إبادة جماعية وجرائم تمس الإنسانية إلى مدينة جنين بالضفة الغربية، ففي الوقت الذي يروج فيه المسئولون الإسرائيليون في العالم بأن عملية اجتياح مخيم جنين بالضفة الغربية المسماة "بالسور الحديدي" ستستغرق أيامًا، إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" قد صرح بأن تلك العملية ستستغرق عدة أشهر متواصلة على غرار ما حدث في غزة، ما يدل على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول تغطية فشل قواته في تحقيق أهدافها في غزة، ولهذا فهو ينتقل الآن إلى مهاجمة مخيمات الضفة الغربية لتوسيع وإطالة أمد الحرب، من أجل البقاء في السلطة، ولهذا فهو يسعى إلى إحداث أكبر قدر من القتل والخراب والاعتقال في جنين، وغيرها من المدن الفلسطينية، وصولاً إلى تحقيق هدفه الأكبر، وهو تحطيم كيان السلطة الفلسطينية في الضفة، والعمل على ضمها لإسرائيل بضمانة وصول الرئيس الأمريكي ترامب إلى السلطة، فكما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بأفظع، وأبشع الجرائم الإسرائيلية في غزة، فإنها تعمل الآن بعد قيامها بنقل جرافاتها ودباباتها وآلياتها العسكرية، وطائراتها الحربية لمهاجمة مخيم جنين المكتظ بالسكان الفلسطينيين، وتمكن تلك القوات الغاشمة خلال الأيام الماضية من اقتحام المخيم وقتل واعتقال الكثير من أبنائه، ناهيك عن تجريف الشوارع، وهدم المنازل وتهجير أبنائها وإلحاق أكبر الضرر بالبنى التحتية في جنين، وإنشاء الحواجز العسكرية، وتعقب فصائل المقاومة الفلسطينية باعتبار أن الضفة الغربية تمثل- وفق ترويج الاحتلال- جبهة حربية بعد غزة ولبنان وسوريا.

إن تلك الأهداف الشيطانية تعد من أهم أهداف الساسة المتطرفين في إسرائيل، وعلى رأسهم نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وغيرهم من قادة الأحزاب المتطرفة، والعاملة على تقويض السلطة الفلسطينية وانهيارها، والضغط على أبناء الشعب الفلسطيني من أجل تهجيره، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية، وإظهار قادة اليمين المتطرف في إسرائيل ضعف السلطة الفلسطينية في نظر الفلسطينيين، ناهيك عن عمل نتنياهو منذ سنوات على التملص من كل الاتفاقات الدولية المبرمة مع السلطة الفلسطينية، والعمل على إضعاف السلطة ومؤسساتها، وصولاً إلى هدف التقليل من الدعم الدولي اللا محدود للسلطة الفلسطينية، ولهذا فإن الجيش الإسرائيلي الآن يستخدم نفس أساليبه العسكرية غير المشروعة والمحرمة دوليًّا في جنين، لإجبار المئات من السكان على مغادرة ديارهم وإقدام قوات الاحتلال باغتصاب الأراضي والمنازل من أصحابها، وإقامة مئات الحواجز التي ابتدعها جيش الاحتلال وسلطاته، للعمل على حصار الفلسطينيين وتقييد حركتهم والتنكيل بهم، لينتقل الجحيم من غزة إلى جنين بشمال الضفة الغربية التي أصبحت بعد جرائم الاحتلال المتواصلة بقعة معزولة عن العالم، ما يدل على أن جرائم الاحتلال ستظل متواصلة، ومنتقلة من مكان إلى آخر، وذلك بعد عجز العالم ومؤسساته من القدرة على وقف هذا الإجرام المتواصل في حق الشعب الفلسطيني، وإفلات قادة إسرائيل ومستوطنيها المجرمين من العقاب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

الخارجية: أهمية تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لعودة السلطة لقطاع غزة

استقبل د. بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، يوم ٩ ديسمبر ٢٠٢٥، وفداً أوروبياً برئاسة كريستوف بيجو، المبعوث الأوروبي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.

 تناول اللقاء تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية المبذولة لدعم مسار التسوية الشاملة.

وزيرة الخارجية البريطانية: يجب محاسبة مرتكبي الجرائم في السودان دون استثناءوزير الخارجية يستقبل رئيس المجلس الأوروبي السابق ويؤكد: شراكتنا تتجه لمرحلة أكثر عمقًاوزير الخارجية الأمريكي: ازدهار سوريا رهن تعايشها السلمي مع جيرانهاوزيرة الخارجية البريطانية: سأبحث في واشنطن تأمين سلام عادل ودائم في أوكرانيا

وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي استعرض ثوابت الموقف المصري تجاه الأزمة وفي مقدمتها الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٨٠٣، بما يضمن تثبيت وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات دون قيود، والتحضير لنشر قوة الاستقرار الدولية ذات الطابع المؤقت. 

كما شدد على أهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكداً رفض مصر القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية والديموغرافية للقطاع. وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبد العاطي تناول كذلك مسألة تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية في مصر، مشيراً إلى أهمية العمل المشترك لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع يومياً.

واختتم الوزير عبد العاطي اللقاء بإحاطة المبعوث الأوروبي بتناول استحقاقات المرحلة الثانية من خطة ترامب، مؤكداً الحرص على مواصلة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من الحصول على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧.

كما اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التشاور خلال المرحلة المقبلة لضمان تنسيق المواقف ودعم المسار السياسي في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

طباعة شارك بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وفداً أوروبياً كريستوف بيجو المبعوث الأوروبي عملية السلام الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • في تعطيل المهام الفلسطينية العاجلة
  • الخارجية: أهمية تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لعودة السلطة لقطاع غزة
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 40 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يُصعد عمليات الهدم في الضفة الغربية المحتلة
  • طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيًّا في الضفة الغربية
  • آخر الأوضاع بالقطاع| طيران الاحتلال يقصف المناطق الغربية لرفح الفلسطينية.. نتنياهو يرفض إقامة دولة فلسطينية
  • العالم ينتفض.. مظاهرات حاشدة تندد باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
  • العالم ينتفض.. ظاهرات حاشدة تندد باستمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
  • الاحتلال يعتقل 5 شبان في جنين