وكالات

أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن رفضه استقبال الطائرات الأمريكية التي تحمل مهاجرين غير شرعيين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بهؤلاء المهاجرين إلا إذا وضعت الولايات المتحدة بروتوكولًا يضمن معاملتهم بكرامة وإنسانية.

وجاء تصريح الرئيس الكولومبي ردًا على الخطط الأمريكية لترحيل آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى دولهم الأصلية، بما في ذلك كولومبيا.

وأكد غوستافو أن بلاده لن تكون وجهة لعمليات الترحيل دون ضمانات تُحفظ فيها حقوق المهاجرين وتُعاملهم باحترام.

وقال الرئيس الكولومبي: “يجب على الولايات المتحدة أن تضع بروتوكولًا لمعاملة المهاجرين بكرامة قبل أن نستقبلهم”، مشيرًا إلى أن كولومبيا لن تسمح بتحويلها إلى مكان لتفريغ المهاجرين دون مراعاة حقوقهم الإنسانية.

وتأتي هذه التصريحات في إطار الجدل الدائر حول سياسات الهجرة الأمريكية، حيث تعمل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على ترحيل آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا البلاد عبر الحدود الجنوبية.

وتواجه الولايات المتحدة ضغوطًا دولية لمعالجة قضية الهجرة بشكل أكثر إنسانية، خاصة بعد التقارير التي كشفت عن ظروف صعبة يعيشها المهاجرون في مراكز الاحتجاز الأمريكية.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: أمريكا الرئيس الأمريكي الرئيس الكولومبي دونالد ترامب مهاجرين غير شرعيين الرئیس الکولومبی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

كارثة أن تنشب حرب أمريكية مع إيران

ترجمة - أحمد شافعي -

تقترب الولايات المتحدة اقترابا مثيرا للقلق من الانجرار إلى اشتباك عسكري آخر في الشرق الأوسط، والسبب هذه المرة يتمثل في إسرائيل التي تبدو أكثر فأكثر أبعد شبها بالصديق الحقيقي.

لقد جاءت ضربة إسرائيل المفاجئة لإيران يوم الجمعة، فأجهزت على أي فرصة تقريبا للتوصل إلى اتفاق نووي مع الولايات المتحدة بعد أشهر من السعي إلى ذلك. كما أن رئيس وزراء إسرائيل المتهور بنيامين نتنياهو لم يبال بتعريضه أربعين ألفا من القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة للخطر، جاعلا إياهم في مخاطرة مباشرة بالانتقام الإيراني الذي قد يجر أمريكا إلى حرب مع إيران.

ومهما يكن تفسير إيران لدورنا في الهجمات، فالظاهر أن إسرائيل تصرفت دونما إنذار كاف للولايات المتحدة كي تتخذ الاحتياطات الكافية. وبرغم أن الرئيس ترامب أقر يوم الخميس بأن هجمة إسرائيلية قد تكون وشيكة، فإن الولايات المتحدة لم تبدأ في الإجلاء الطوعي لأسر العسكريين وموظفي السفارات غير الضروريين، إلا في عصر يوم الأربعاء، في حين بدأت وزارة الخارجية في وضع خطط للإجلاء الجماعي للمواطنين الأمريكيين قبل ساعات قليلة من الهجوم.

ويجدر بالرئيس ترامب والأمريكيين جميعا أن يغضبوا أشد الغضب. والآن يكاد يكون مؤكدا أن نتنياهو والصقور في الولايات المتحدة سوف يضغطون على ترامب من أجل مساعدة إسرائيل في تدمير مواقع التخصيب النووي الإيرانية، وهو ما سيصعب على الجيش الإسرائيلي القيام به منفردا وقد يعجز عن إتمامه. ولو فعل الرئيس ترامب هذا، فسيكون أفدح أخطاء رئاسته.

فمن شأن حرب تنشب مع إيران أن تكون كارثة، وتكون ذروة فشل عقود من النفوذ الإقليمي للولايات المتحدة وتكون بالتحديد هي السياسة التي طالما عارضها الرئيس ترامب. فلن تجني الولايات المتحدة شيئا من محاربة بلد ضعيف في النصف الآخر من الكوكب يثير مشاكل في منطقته لكنه لا يمثل تهديدا أمنيا كبيرا علينا. وسوف تخسر الولايات المتحدة الكثير، وأشد الخسائر مأساوية يتمثل في أرواح أفراد الخدمة الأمريكية بجانب أي فرصة للفرار من ماضينا المعذب في المنطقة.

والأمريكيون بشتى أطيافهم يعارضون الحرب مع إيران، وذلك فيما يفترض لأنهم يفهمون الدرسين الكبيرين المستفادين من تجارب الولايات المتحدة في القتال في الشرق الأوسط على مدى السنين الخمس والعشرين الماضية. إذ لا يقتصر الأمر على أن الحروب الوقائية تفشل، بل لأن عواقبها غير المقصودة تكون أيضا ذات أثر دائم على أمن أمريكا الوطني.

لقد كان غزو العراق الضال في عام 2003 هو الآخر حربا لمنع الانتشار النووي. وأعقبته كارثة، ليس فقط لأن صدام حسين لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، بل لأن الغزو الأمريكي أطلق شرارة حرب أهلية في العراق، وبدَّل ميزان القوى الإقليمي لصالح إيران، إذ أتاح لها إقامة ميلشيات وكيلة في البلد. وأدى أيضا إلى صعود داعش في نهاية المطاف.

وما من سبب للظن بأن الحرب مع إيران ستكون أسلس من ذلك على أي نحو، بل إنها قد تسفر عما هو أسوأ بكثير. وفي حال انجرار جيش الولايات المتحدة فإن اشتراكه سيبدأ على الأرجح بغارات جوية لا بغزو بري، وذلك نظرا لحجم إيران الكبير وتضاريسها الجبلية الوعرة. ولكن مثلما يتبين من الحملة العقيمة على الحوثيين التي تكلفت سبعة مليارات دولار، فإن الغارات الجوية باهظة التكلفة، وتنطوي على مخاطرة كبيرة بأرواح الأمريكيين وهي في كل الحالات مرجحة الفشل. والولايات المتحدة لم تحقق قط حتى التفوق الجوي على الحوثيين، وهي جماعة مسلحة ليس لها من موارد إلا موارد اليمن الفقير الذي لم ترسخ سيطرتها عليه.

في حين أن إيران أقدر على الدفاع عن نفسها من الحوثيين. وفي حال عجز الغارات الجوية عن تدمير قدرات إيران النووية، فسوف يزداد الضغط بقوة على قوات الولايات المتحدة للجمع بين الوابل الجوي والعنصر البري، في مزيج قد يكون شبيها بـ«النموذج الأفغاني» الذي استعملته الولايات المتحدة للإطاحة بطالبان. وكلنا نعلم كيف مضى ذلك الأمر. فعلى الرغم من نية الحفاظ على حجم تلك الحرب الصغير والقصير، بدأت الاشتباكات بمحض ألف وثلاثمائة من القوات الأمريكية في نوفمبر من عام 2001 ثم تضخمت كرة الثلج إلى احتلال كارثي دام عشرين عاما وشارك فيه مائة ألف من القوات الأمريكية في ذروته سنة 2011 وتسبب في نهاية المطاف في وفاة 2324 من أفراد الجيش الأمريكي.

وحتى في أفضل السيناريوهات، إذ تساعد الولايات المتحدة في تدمير أغلب المواقع النووية الإيرانية، فلن يفيد ذلك إلا في تأخير تقدم إيران على طريق تصنيع القنبلة. فليس بوسع حرب أن تحول دون التسلح على المدى البعيد، ولذلك السبب كانت الدبلوماسية أو التجاهل الحميد دائما خيارين أفضل للتعامل مع إيران. فبرنامجها التخصيبي عمره يربو على عشرين عاما، وينتشر عبر مواقع عديدة في الجمهورية الإسلامية، ويعمل فيه آلاف مؤلفة من العلماء ـ ثلاثة آلاف منهم في منشأة أصفهان وحدها. ويحتمل أن يكون عدد كاف من العلماء الإيرانيين على دراية بكيفية تخصيب اليورانيوم لمستوى التسليح، فيستحيل على إسرائيل اغتيالهم جميعا، برغم استهداف الغارات الجوية لهم استهدافا واضحا.

وبفرض بقاء بعض الاستمرارية في المعرفة التقنية، من المرجح أن تتمكن إيران من إعادة بناء منشآتها النووية بسرعة. ولا شك في أن النظام الإيراني سوف يصر على التسلح لردع أي هجمات إسرائيلية أو أمريكية في المستقبل.

وهذا الاحتمال ـ بجانب إصرار إسرائيل على أن إيران لا يجب أن تمتلك القنبلة أبداـ يشير إلى أن نظرية الانتصار التي يتبناها نتنياهو ربما ترتكز على منطق تغيير النظام. ومما يدعم هذه النقطة أن إسرائيل فيما يبدو تنفذ غارات ترمي إلى إعجاز قيادة النظام في طهران.

لطالما تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي الرغبة في تغيير النظام في إيران، وألمح في سبتمبر إلى أن ذلك قد يحدث «أسرع مما يتصور الناس». ومثلما قال مصدر دبلوماسي فرنسي لصحيفة لوموند في الخريف الماضي فإن «فكرة تشيع في دوائر معينة، ومفادها أن الإسرائيليين يمضون بنا إلى لحظة تاريخية، وأن هذه هي بداية النهاية للنظام الإيراني». وجاء سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر ليؤكد التكهن باضطرابات مماثلة في إيران. ويزعم الآن بعض صقور السياسية الأمريكيون وأعضاء المهجر الإيراني أن تغيير النظام بات أمرا محتوما، أو على حد قول مستشار الأمن الوطني السابق جون بولتون في إدارة ترامب: «لقد آن الأوان للتفكير في حملة لتغيير النظام في إيران». ولكن هذا تفكير سحري. فالتاريخ يبين لنا المرة تلو الأخرى أن قصف بلد يحوِّل شعب هذا البلد على القاصف، لا على نظامه الحاكم، وإن كان فاقدا الشعبية بشدة. والصور بدأت بالفعل تظهر الإيرانيين وهم يتظاهرون في الشارع ـ لا اعتراضا على حكومتهم وإنما لحثها على الثأر من إسرائيل. وحتى لو أطيح بهذا النظام، فماذا يكون الأمر؟ على الرغم من جميع عيوب الحكومة الإيرانية، تبقى أفضل من الفوضى دونما حكومة. فهل نريد حقا أن نحول إيران إلى دولة فاشلة كالعراق أو ليبيا بعد أن هاجمت الولايات المتحدة البلدين؟

غالبا ما يفخر الرئيس ترامب بسجل ولايته الأولى الخالي من بدئه أي حرب. وهذا سجل جدير بأن يتحول إلى إرث. فلا بد أن يقاوم ضغط نتنياهو والصقور المحليين لاجتناب إلحاق أذى مأساوي بالنفس لا سبيل إلى إصلاحه.

روزماري كيلانيك مديرة برنامج الشرق الأوسط في منظمة (أولويات الدفاع)

خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • حاملة طائرات أمريكية تغادر بحر الصين الجنوبي وتتحرك نحو الشرق الأوسط
  • مجلس النواب يرفض إدراج ليبيا ضمن قائمة حظر السفر الأمريكية
  • الولايات المتحدة ترسل عشرات طائرات نقل الوقود عبر المحيط الأطلسي
  • حاملة طائرات أمريكية تتحرك من بحر الصين الجنوبي صوب الشرق الأوسط
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة الهلال
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة نادي الهلال
  • كارثة أن تنشب حرب أمريكية مع إيران
  • وزير الرياضة يشهد المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة الأمريكية
  • ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الولايات المتحدة الأمريكية
  • سمو ولي العهد يجري اتصالًا هاتفيًا برئيس الولايات المتحدة الأمريكية