أكد الدكتور هشام الجيار، أستاذ الإدارة وخبير التنمية البشرية، أن الدين جاء لتنظيم حياتنا وليس لتحقيق رغباتنا الشخصية، مشيرًا إلى أن القيم الأخلاقية في الديانات السماوية، سواء في القرآن أو الإنجيل، لها دور كبير في التأثير على سلوكنا اليومي.

وفي حواره ببرنامج “الحياة اليوم” المذاع على قناة “الحياة”، تناول الجيار تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة العربية، متسائلًا إذا ما كانت الأسر العربية ما زالت تحتفظ بالقيم التي تميزت بها في الماضي.

وأشار إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الموبايل والتطبيقات الرقمية، قد أضعف الروابط الأسرية، حيث أصبح العديد من الأفراد يعيشون في “عالم افتراضي” يبحثون فيه عن التقدير من خلال “الإعجابات” والتعليقات، مما يؤدي إلى شعور بالفراغ وعدم الرضا عندما لا يحصلون على التقدير المطلوب.

وأضاف الجيار أن الاعتماد المفرط على وسائل التواصل الاجتماعي قد غيّر الطريقة التي يبحث بها الناس عن السعادة، إذ أصبحوا يعتمدون على العوامل الخارجية بدلاً من السعادة الداخلية التي يجب أن تنبع من الشخص ذاته. 

وأكد على ضرورة إدراك الأفراد لمخاطر الاعتماد على السوشيال ميديا لقياس السعادة والرضا الشخصي.

وفيما يتعلق بالسياسات التي تطبقها بعض الدول في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، أشار الجيار إلى الصين وروسيا كدولتين فرضتا رقابة على هذه الوسائل لحماية قيمهما الثقافية. 

كما لفت إلى أن دولًا مثل الولايات المتحدة بدأت تأخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار، مستشهدًا بمحاولة الرئيس الأمريكي السابق ترامب للحد من تأثير تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التكنولوجيا القيم الأسرية وسائل التواصل الاجتماعي السعادة الشخصية المزيد التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

الحياة قرار.. والسعادة اختيار

 

 

لينا الموسوي

"ما بين التوكل والقرار واختيار السعادة".. سمعنا هذا التعبير يتردد على ألسن الكثير من المتخصصين في علوم الاجتماع والمتعمقين في علوم النفس والشخصيات البشرية، خاصة في السنوات الأخيرة، التي ازدادت فيها التحديات والاضطرابات وتعقدت المفاهيم بين علوم الدين وحياة الدنيا.

 فهل فعلا أن الحياة التي يعيشها الإنسان هي عبارة عن قرارات يأخذها ويتحمل هو بدوره نتائجها؟ أم هي قدر مكتوب منذ ولادته؟ وهل يتعارض هذا النوع من الفكر مع قضاء الله وقدره؟

في الحقيقة اختلفت وجهات النظر وتعددت الإجابات، ولكني لم أجد لنفسي جوابا واضحا لهذه التساؤلات.

وفي اعتقادي، قد يكون قرار أسلوب تفاصيل الحياة التي يحب أن يعيشها الإنسان بيده، وذلك يتحدد في كيفية فهمه لظروف حياته وإيجاد حلول مناسبة لحل تفاصيل ما يتعرض له من مواقف أو مشكلات، أو كيفية التعامل مع احتياجاته وتحقيق طموحاته التي يطمح إلى تحقيقها؛ حيث إن لكل شخص طبيعته الشخصية والإنسانية وتربيته التي تتحدد بها أفكاره وأحلامه التي تؤثر على نوعية قراراته خلال مراحل حياته العمرية المختلفة.

أحيانا يكون اتخاذ بعض القرارات مقيدا ومكبلا بالعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة أو ناتجة عن ردود أفعال عاطفية غير مدروسة متأثرة بالظروف البيئية المحيطة به مما يؤدي إلى اتخاذ قرار لا ينتمي فعلا إلى شخصه ولا يدرك ذلك إلا بعد أن يكون قد خاض التجربة ودخل في نتائجها المتنوعة الضارة والنافعة منها.

 ولكن في الواقع مهما كانت نوعية تلك القرارات، لا بُد من أن يكون قادرا على تحمل مسؤولية نتائجها وتعلم مهارة الاستفادة من السلبيات والإيجابيات الناتجة عنها.

إن هذا النوع من السلوك ليس بالأمر الهين، ولا يستطيع الفرد إدراكه، إلّا بعد كم من التجارب وبلوغ مراحل من النضج ليفهم ويتعلم بأن قرارات الحياة يجب أن تكون معتمدة على أسس ودراسات وحسابات ونظام والتوكل على الله واليقين بأنَّ المحصلة الناتجة ماهي إلا عبارة عن تجربة حياتية يجب أن يخوضها ويتعلم كيفية ريادة القيادة فيها فيحجم أضرارها ويستفيد من منافعها.

إن تعلم تحمل مسؤولية اتخاذ القرار- حسب رأيي الشخصي- هو تربية يجب أن ينشأ ويتربى عليها الفرد منذ الصغر، فيتعلم مع مرور الوقت مهارة أسلوب التعامل مع مشكلات الحياة وإيجاد الحلول؛ وذلك بالرجوع إلى المصادر النافعة من علوم الدين وعلوم الدنيا .

وليست العادات الموروثة، التي قد تكون أحيانا غير مبنية على أسس دينية وعلمية صحيحة تؤثر على حياة الفرد ومسيرته ونفسيته وتبنى على كلمات الحظوظ والنصيب وفقدان طعم الحياة والشعور بالفرح والسعادة التي وهبها الله تعالى لكل إنسان يعيش على هذه الأرض بمقادير وميزان متنوع فاليقين بالله والرضا بما هو متاح يساعد الفرد على الشعور بالسعادة فهي اختيار شخصي وذلك يكون بالتفكر بالنعم التي وهبها الله له من صحة وشأن ورزق وطبيعة جميلة وحياة بسيطة وفكر قيم فلكل إنسان نصيبه من هذه النعم وإن تفاوتت في النسب.

فما أدركته بعد النضج بأن بعض القرارات التي نتخذها تغير مسارات واتجاهات حياتنا قد تكون مكتوبة ولها مسبباتها ودوافعها ولكننا اخترنا الطريق إلى الوصول إليها، والسعادة التي نبحث عنها نحن نختار تفاصيلها مع أبنائنا وأحبابنا أو مع أنفسنا ونستشعر كل ما هو جميل من حولنا وإن كان بسيطاً بالنسبة لنا قد يكون صعب المنال بالنسبة إلى غيرنا، فالعمر واحد نستحق أن نعيشه بإيجابية مهما كانت الظروف والمؤثرات صعبة، وأن نربي أبناءنا على حرية اتخاذ القرارات الحياتية دون مؤثرات وتحمل كل المسؤوليات ونعلمهم بأن الرضا واليقين بالله هو مفتاح سعادة الحياة.

مقالات مشابهة

  • "التضامن الاجتماعي" تطلق المرحلة الثانية من مسابقة "أهل الخير" لاختيار حملات الإطعام الأكثر تأثيرًا حتى رمضان المقبل
  • وزيرة التضامن الاجتماعي تطمئن على حجاج الجمعيات الأهلية وتوجه بتوفير أقصى درجات الراحة بمخيمات عرفات
  • خطبة العيد.. رسائل رحمة وسلام ومضامين ترسخ القيم
  • في العيد.. "التنمية الأسرية" بالأحساء تدعو للتسامح وتصفية القلوب
  • رقص ومزاح مع الخرفان علي الطريقة المصرية تشعل مواقع التواصل الاجتماعي ..فيديو
  • تامر عاشور ضيف «صاحبة السعادة» في عيد الأضحى
  • أهم العوامل التي تؤثر على استحقاق المستفيد في الضمان الاجتماعي
  • مشاهير التواصل الاجتماعي
  • صراع القيم
  • الحياة قرار.. والسعادة اختيار