الناطق الرسمي لأنصار الله: طوفان العودة إلى شمال غزة رسالة مدوية بصمود الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
يمانيون/ صنعاء وصف الناطق الرسمي لأنصار الله، محمد عبد السلام، عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة بأنها رسالة شعبية مدوية تؤكد مدى صلابة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، ورفضه القاطع لمشروع التهجير.
وبارك عبد السلام، في منشور له اليوم الاثنين، لأبناء غزة انتصار إرادة الصمود في مواجهة أشد الحروب إجراماً ودموية، مؤكداً أن اليمن سيبقى دائماً إلى جانب الحق الفلسطيني حتى التحرير الشامل.
وأشاد بصمود أهالي غزة وجنوب لبنان، قائلاً: إن العالم أجمع ليقف إجلالاً وإكباراً لأبناء غزة وجنوب لبنان لما ظهر منهم من إرادة صمود أعجزت ترسانة العدوان الإسرائيلي المدعوم كلياً من أمريكا.
وشدّد عبد السلام على أن ما يجب أن تدركه شعوب المنطقة أن مواجهة الصلف الإسرائيلي والأمريكي هو الطريق الأسلم والأمثل، وأن السلام الحقيقي يتحقق بعودة الشعب الفلسطيني إلى كامل أرضه وتحرير مقدسات الأمة من دنس المحتل الصهيوني.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إرادة البقاء
صراحة نيوز- بقلم: نادية إبراهيم نوري
في كتاب لغز الحياة للكاتب العبقري والمفكر الفذ الدكتور مصطفى محمود، وردت تجربة مذهلة أجراها البروفسور “ويلسون” أستاذ علم الحيوان. حيث أخذ قطعة من الإسفنج، وقطعها إلى أجزاء صغيرة بدبوس، ثم طرقها بالمطرقة، وهرسها، وعصرها في قماش دقيق الثقوب. ورغم هذا التمزيق والتشويه، استطاع الإسفنج أن يعيد تشكيل نفسه، ويعود إلى حالته الأصلية، ليصبح إسفنجاً جديداً!
وفي تجربة أخرى، أجرى أحد الباحثين دراسة على سلوك النمل. فعندما يعترض طريقه أي جسم، لا يهرب ولا يتوقف، بل يغيّر مساره ويواصل سعيه بلا كلل. وقد شاهدتُ مقطع فيديو لمجموعة من النمل وجدت في طريقها نهراً. لم يمنعها وجود الماء من مواصلة السير؛ بل تشابكت أيديها وأرجلها، وكونت كتلة دائرية طافية، نزلت بها إلى النهر، وعبرت به إلى الضفة الثانية دون أن تفقد فرداً واحداً من المجموعة.
تلك الحشرة الصغيرة، التي نعتقد نحن البشر أنها بلا عقل أو تفكير، أثبتت بتصرفها أنها أذكى من كثير منّا!
أما النحل، فنحن نعلم جميعاً أن مملكته تتكوّن من ملكة وذكور وعاملات، ولكل فرد منها دوره. ولكن إذا ماتت الملكة فجأة، تتصرف العاملات بسرعة لاختيار عاملة صغيرة، ويقمن بإطعامها الغذاء الملكي، لتتغير تركيبتها البيولوجية وتتحول إلى ملكة، فتُكمل دورة الحياة وتستمر الخلية.
سبحان الله الذي علم هذه الحشرات البسيطة حب الحياة، وغرس فيها غريزة البقاء، ولم يخلقها عبثاً، بل وصفها بأنها “أممٌ أمثالكم”، كما قال سبحانه:
“وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ”
[الأنعام: 38]
وفي المقابل، نرى بعض البشر ينهار أمام أول أزمة، فينهي حياته انتحارًا دون وازع ديني، أو تفكير في ذويه ووجعهم بعد غيابه. ونجد آخرين يستسلمون لليأس بعد أول فشل، فيتسكعون في الطرقات أو ينغمسون في طريق الإدمان.
هذا ونحن الذين كرّمنا الله، وفضّلنا على كثيرٍ من خلقه، وسخّر لنا ما في السموات والأرض. قال تعالى:
“وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”
[الإسراء: 70]
هذا التفضيل الإلهي يجب أن يُحفزنا على التمسك بالحياة، والاجتهاد في بناء ذواتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا. فإن تعثرنا، ننهض. وإن سقطنا، لا نستسلم. ولا تسمح لأزمة أو خذلان أن تهزمك.
تذكّر دائمًا: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ”، والتوفيق من الله، والنجاح لمن أصرّ وسعى