«معلومات الوزراء»: إفريقيا تمتلك تأثيرا عالميا وعليها استغلاله في شراكات اقتصادية قوية
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الضوء على التقرير الصادر عن مؤسسة «بروكينجز» بعنوان «توسيع الشراكات العالمية لتعزيز قدرة إفريقيا وتطلعاتها»، الذي أشار إلى التنافس العالمي الحالي على الأسواق والشراكات والنفوذ، مشيرا إلى ضرورة أن تستفيد إفريقيا من هذا التحول العالمي لتعزيز مصالحها، من خلال تبني سياسات فعالة تعزز التعاون الإقليمي وتؤسس لشراكات استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، ما يعود بالفائدة على شعوب القارة.
وأوضح مركز المعلومات أن التقرير أشار إلى أنه على الرغم من أن حجم الاقتصاد الإفريقي لا يزال صغيرًا على الساحة العالمية؛ إذ تبلغ قيمته نحو 2.8 تريليون دولار في 2024، ويشكل أقل من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن دول القارة تمتلك صوتًا مؤثرًا في المؤسسات الدولية، وعليه ينبغي لإفريقيا استغلال هذا التأثير في بناء شراكات اقتصادية وسياسية طويلة الأمد مع القوى العالمية، ما يتيح لها فرصة فريدة لتعزيز مكانتها وحماية مصالحها.
وأشار التقرير إلى أن العلاقات التجارية لإفريقيا شهدت تحولًا ملحوظًا في العقود الأخيرة مع تزايد الشراكات مع الاقتصادات الناشئة كالصين والهند وتركيا، في الوقت نفسه، ما زالت القارة تعتمد على المساعدات من شركائها التقليديين في الغرب، من ثمَّ، فإن هذا الفصل بين التجارة والمساعدات يتطلب من إفريقيا تبني سياسات جديدة تدعم مصالحها الاقتصادية دون التضحية بالعلاقات السياسية المهمة.
استفادة إفريقيا من الصادراتوفي سياق آخر، تمثل أزمة المناخ فرصة كبيرة لإفريقيا لتطوير اقتصاد أخضر مستدام، ويمكن للقارة الاستفادة من مواردها الطبيعية الهائلة، مثل الليثيوم والكوبالت، لبناء شراكات قوية في مجال التكنولوجيا الخضراء، لا سيما وأن بناء سلاسل قيمة محلية يضمن استفادة إفريقيا من صادراتها، ويعزز قدرتها التفاوضية في المناقشات العالمية المتعلقة بالمناخ.
وأوضح التقرير أن تعزيز الهجرة البينية بين الدول الإفريقية يمثل فرصة لبناء اقتصادات تكاملية، ويجب أن تواصل القارة جهودها لوضع سياسات هجرة فعالة مع الدول الخارجية لضمان تحقيق منافع اقتصادية متبادلة تعزز التنمية.
تحسين البنية التحتية الرقميةومع تغير الديناميكيات العالمية، أكد التقرير بضرورة قيام إفريقيا بتبني سياسات تشجع الابتكار والتكنولوجيا؛ فمن خلال تحسين البنية التحتية الرقمية ووضع قوانين ملائمة، يمكن للقارة تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكامل في الاقتصاد العالمي، كما أن التعاون مع دول متقدمة في هذا المجال قد يسهم في بناء اقتصاد رقمي متين ومستدام.
وأشار التقرير إلى أنه رغم الأزمات العالمية المتتالية، فقد أظهرت التجارة البينية الإفريقية مرونة لافتة، ويجب حماية هذا النمو من خلال سياسات تعزز التكامل الإقليمي وتفتح الأجواء أمام حركة الأفراد والبضائع والخدمات، وتعد المصادقة المتزايدة على بروتوكول الاتحاد الإفريقي واتفاقية السماوات المفتوحة" (Treaty on Open Skies) خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الهدف وبناء سوق قاري موحد.
وأوضح التقرير في ختامه أنه لضمان استمرار تدفق التمويل الميسر، تحتاج إفريقيا إلى إعادة تشكيل هياكل الشراكة داخل المؤسسات المالية الدولية، ويستوجب ذلك مواصلة الضغط لإصلاح نظام حقوق التصويت في المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي (IMF) والبنك الدولي (World Bank) لضمان تمثيل أفضل للدول الإفريقية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معلومات الوزراء مركز المعلومات مجلس الوزراء الاقتصاد الافريقي
إقرأ أيضاً:
وكالة الطاقة الدولية تتوقع تراجع الطلب العالمي على الفحم
توقعت وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب على الفحم، وهو المصدر الأكبر لتوليد الطاقة العالمية حاليا، وأكثر أنواع الوقود الأحفوري تلويثا للغلاف الجوي قبل نهاية العقد، مع زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة.
في أحدث تقرير لها عن وضع الطاقة العالمية، توقعت الوكالة أن يبدأ الطلب على الفحم بالانخفاض في معظم الدول بعد عام 2030، باستثناء الهند وجنوب شرق آسيا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصين بين طموحات الطاقة النظيفة وإشكالية الفحم والمعادن النادرةlist 2 of 4إنتاج الطاقة المتجددة في العالم يتجاوز الفحم لأول مرةlist 3 of 4ارتفاع تلوث الطاقة بأميركا مع توسع استخدام الفحمlist 4 of 4الاستخدام العالمي للفحم يبلغ مستوى قياسيا عام 2024end of listوحسب التقرير، من المتوقع أن يستمر الطلب على أنواع الوقود الأحفوري الأخرى المُسببة للاحتباس الحراري، بما في ذلك النفط والغاز الطبيعي، في الارتفاع حتى عام 2050 في ظل سيناريو "السياسات الحالية"، مدفوعا بقطاعات النقل والبتروكيميائيات وتوليد الكهرباء في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
وعلى مدار العقد الماضي، نما الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 1.6% سنويا في المتوسط. وفي حين يُتوقع أن يستمر ارتفاع الطلب خلال العقد المقبل، سيتباطأ معدل النمو، حيث يأتي معظمه من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وفقا للتقرير.
ويتزامن ارتفاع الطلب على الطاقة مع تزايد استخدام الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة النووية. ومن المتوقع أن تلبي هذه الأنواع من الطاقة، بل وتتجاوز، الطلب الإضافي على الطاقة في معظم المناطق بين الآن وعام 2030، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
ويشير التقرير إلى أنه مع غياب سياسات حكومية أكثر حزما ودعما للتغلب على تحديات التكامل -مثل قيود الشبكة ونقص التخزين- من المرجح أن يتباطأ نشر الطاقة. وفي هذا السيناريو، تتوقع الوكالة ارتفاعًا في متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين بحلول عام 2050 و2.9 درجة مئوية بحلول عام 2100.
وحسب التقرير، سيظل الفحم والغاز الطبيعي مصدرَي توليد الكهرباء الرئيسيين خلال العقد المقبل. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تزداد الطاقة النووية بنسبة 35% بحلول عام 2035، وبأكثر من 80% بحلول عام 2050، بدعم من السياسات الحكومية في أكثر من 40 دولة.
إعلانكما ينتظر أن تشكل الطاقة المتجددة -ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح- نحو نصف توليد الكهرباء في العالم بحلول عام 2035. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، زادت قدرتها المركبة بنسبة 30% سنويا، مدفوعة بتوسع الطاقة الخضراء في الصين.
وكان تقرير لمركز أبحاث الطاقة "إمبر" (Ember) قد أكد الشهر الماضي أن جاوزت إنتاجية الطاقة المتجددة تجاوزت لأول مرة في التاريخ إنتاج الفحم في النصف الأول من عام 2025، حيث ولّدت المصادر المتجددة 5.072 تيراواط/ساعة من الكهرباء مقابل 4.896 تيراواط/ساعة للفحم.
ويعد الفحم من أكبر مصادر التلوث، حيث يؤدي إلى تلوث الهواء والمياه والتربة عند احتراقه، كما يطلق غازات مثل ثاني أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين التي تسهم في تغير المناخ إضافة إلى الأمطار الحمضية، والضباب الدخاني.