يتصاعد الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية بشأن مستقبل الوجود العسكري في سوريا، وسط تباين في المواقف بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقيادة الجيش، بالإضافة إلى ضغوط من اللوبي الإسرائيلي، حسب مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية للكاتب عبد الله مراد أوغلو.

ويرى مراد أوغلو أن ترامب سبق أن أعلن أن "أمريكا ليس لها عمل في سوريا"، لكنه أبقى قرار سحب القوات "غير واضح".

وخلال ولايته الأولى، اتخذ ترامب قرارا بسحب بعض القوات، ما أدى إلى استقالة وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، الذي عارض القرار.

وأشار أوغلو إلى أن القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" (CENTCOM)، التي تشرف على العمليات في الشرق الأوسط، ترغب في استمرار ما يسمى بـ"المهمة العسكرية" في سوريا. وذكر أن وزير الدفاع الأسبق ماتيس وقائد القيادة المركزية آنذاك، جوزيف فوتيل، فشلا في إقناع ترامب بالتراجع عن قرار الانسحاب.


وأكد أوغلو أن "إسرائيل هي الأكثر انزعاجا من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا"، مشيرا إلى أن وسائل إعلام تابعة للوبي الإسرائيلي استهدفت شخصيات عيّنها ترامب في وزارة الدفاع، مثل إلبريدج كولبي وأوستن جيه دامر، بسبب توجهاتهم التي ترى أن "التركيز الأساسي للولايات المتحدة يجب أن يكون على الصين وليس الشرق الأوسط".

وأوضح الكاتب أن فريقا من المسؤولين، يُعرف باسم "الواقعيين المحافظين" أو "الانعزاليين"، يدفع باتجاه "التخلص التدريجي من الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، بدءا من سوريا، والتركيز على منطقة آسيا والمحيط الهادئ". وأضاف أن "صقور الحزب الجمهوري والديمقراطي قلقون من هذه التوجهات الجديدة".

في 27 كانون الثاني /يناير، علّق ترامب جميع المساعدات الخارجية، باستثناء تلك المقدمة لإسرائيل ومصر، لمدة 90 يوما. وأشار أوغلو إلى أن "إحدى الشركات الأمريكية المسؤولة عن نحو 40 ألف عائلة مرتبطة بتنظيم داعش (الدولة الإسلامية) و9 آلاف معتقل في سوريا تأثرت بهذا القرار"، مضيفا أن "بعض الموظفين استقالوا، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو تدخّل لتهدئة الأزمة".

وفي المقابل، شدد القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، جوزيف فوتيل، في مقال بمجلة "War on the Rocks" على أن "انسحاب الولايات المتحدة من سوريا سيضر بمصداقيتها"، معتبرا أن "تخلي أمريكا عن القوات الكردية المسلحة، التي تعمل معها، قد يكون خطأ استراتيجيا".


ووفقا لأوغلو، فإن "القيادة المركزية الأمريكية لطالما بررت وجودها في سوريا بمكافحة داعش، لكنها في الواقع تسعى لحماية المصالح الإسرائيلية".

ورأى الكاتب أن ترامب قد "ينسحب بشكل فوري أو تدريجي"، لكنه يواجه ضغوطا من صقور السياسة الخارجية لإعادة تشكيل المشهد السوري بما يخدم دولة الاحتلال الإسرائيلي.

واختتم أوغلو مقاله بالتساؤل "هل سيفي ترامب بوعده وينتهج سياسة أمريكا أولا، أم سيتبع توجيهات نتنياهو ويقول إسرائيل أولا؟"، حسب قوله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية سوريا ترامب الاحتلال سوريا تركيا الاحتلال ترامب سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من سوریا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية

أحدثت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد المهاجرين شرخا فيما يعرف بالديمقراطية الأمريكية التي طالما حلم بها الجميع، وقد كشف عن ذلك موجة الاحتجاجات والتظاهرات الواسعة التى اندلعت في مدينة لوس أنجلوس ثاني أكبر المدن الأمريكية ازدحاما بالسكان والواقعة جنوب غرب ولاية كاليفورنيا منذ الجمعة الماضية، وغيرها من المدن الساحلية، والرافضة لسياسات التهجير القسري التي تمارسها وكالة الهجرة بحق المهاجرين غير الشرعيين.

وركز الرئيس ترامب على الهجرة غير الشرعية في ولايته الثانية بعد أن وعد بذلك طوال حملته الانتخابية، فمنذ توليه منصبه في يناير الماضي، أطلق مهمة عسكرية مكلفة على الحدود الجنوبية، ورحل مهاجرين غير شرعيين يزعم أنهم على صلة بعصابات إلى سجن ضخم في السلفادور، وطرح فكرة إرسال المزيد منهم إلى ليبيا ورواندا والسعودية.

ووصف الرئيس ترامب الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة بأنها "غزو"، مستخدما المصطلح في أوامره التنفيذية ومذكراته الصادرة عن وكالاته، فيما يرى خبراء أن اختيار هذه الكلمة مقصود، إذ يمكن للإدارة الاعتماد على مبرر الغزو لتبرير أي إجراءات مستقبلية محتملة.

أزمة المهاجرين تتصاعد 

وشهدت مدينة لوس أنجلوس الأمريكية "تعد من المدن الليبرالية" منذ عدة أيام تصعيداً كبيرا ضد المهاجرين بدأ بعمليات مداهمة واعتقال نفذتها السلطات الفدرالية، وتطورت إلى مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة.

بعد أيام من الاشتباكات.. ترامب يأمر بنشر جنود إضافيين في لوس أنجلوسشرارة لوس أنجلوس تشتعل في تكساس.. دالاس وأوستن تنتفضان ضد حملات الترحيل | تقريرلوس أنجلوس تشتعل.. الشرطة تطوّق مراكز احتجاز المهاجرين وتغلق الشوارع | تقريرلليوم الرابع .. الاحتجاجات تتصاعد في لوس أنجلوس ضد إجراءات ترامب | تقريرالجيش الأمريكي: نشر 700 جندي من قوات مشاة البحرية في لوس أنجلوسترامب: أداء الحرس الوطني في لوس أنجلوس كان مميزًا واستحق الإشادةترامب: إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس أنقذها من التدمير الكامل

وشهدت الأحداث مشاركة مجموعات بالآلاف من المهاجرين والمواطنين الذين يرفضون سياسة الترحيل والاعتقال والمداهمات التي بدأها الرئيس.

وقد تطورت الأوضاع بشكل خطير عندما انضم الكثير من الشباب المهاجر إلى الاحتجاجات معبرين عن غضبهم بالتهجم على السلطات.

وتحولت المظاهرات من احتجاجات سياسية سلمية إلى مظاهرات وأعمال شغب حقيقية شملت حرق سيارات الشرطة والاعتداء على المحال التجارية، مما دفع السلطات المحلية لفرض حظر التجمع وسط المدينة.

وانتقد كثيرون سياسات الإدارة الأمريكية خاصة تعاملها مع المحتجين، فقد وجه الرئيس ترامب جميع الجهات المعنية من الوزارات والهيئات، باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحرير لوس أنجلوس من غزو المهاجرين، ووضع حد لأعمال الشغب هذه، ما فجر موجة من العنف بين الفريقين.

وعلق المفكر السياسي البارز الدكتور عبد المنعم السعيد، على الأحداث قائلا: "أعتقد أن ما يحدث في مدينة لوس أنجلوس وغيرها من المدن الساحلية هو نوع من التمرد على سياسات الرئيس ترامب، لأن لوس أنجلوس تعتبر عاصمة الليبرالية في أمريكا، وفيها السينما وقريبة من السيليكون فالي، فالساحل الأمريكي هو موطن الليبرالية الأمريكية، وكل سياسات ترامب تبدو مزعجة ونوعا من الكفر بالمبادئ الأساسية للدولة الأمريكية لسكان هذه الولايات والمدن".

وأضاف "السعيد" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" - أن "ترامب في معتقد سكان المدن الساحلية المؤمنة بالليبرالية ومنها لوس أنجلوس يمارس سياسات مخالفة للمبادئ الأساسية للدولة الأمريكية، والتي تجاوز بعضها 150 عاما، وليست مراجعة فقط، وهذا حدث في أمور واضحة مثل رفض من حصلوا على الجنسية بالميلاد"، معقبا: "كان هذا الإجراء موجودا في السابق وفي الدستور الأمريكي وهو أن من يولد في أمريكا يصبح أمريكيا بالطبيعة لكن ترامب وقع أمرا تنفيذيا بوقف هذا الإجراء، ما مثل صدمة لكثير من المهاجرين غير الشرعيين"، مشيرا إلى أن هناك "أمرا آخر مرتبط بالمعاملة مع الأجانب أو المهاجرين أو اللاجئين من قبل إدارة ترامب وهي معاملة فظة لغاية".

وبعد لحظات على أدائه اليمين الدستورية في يناير الماضي، أصدر الرئيس الجمهوري مجموعة من الأوامر التنفيذية الهادفة إلى الحد من الهجرة وتغيير الطريقة التي تحدد الولايات المتحدة من خلالها الأشخاص الذين يحق لهم العيش فيها.

ولعل القرار اللافت أكثر من غيره كان استهداف ترامب البنود المكفولة في التعديل الـ (14) للدستور الأمريكي التي تمنح الجنسية لأي شخص مولود على أراضي الولايات المتحدة.

وتنص الوثيقة، التي تمّت المصادقة عليها عام 1868 في وقت سعت الولايات المتحدة لتجاوز تداعيات الحرب الأهلية، على أن “جميع الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة، والخاضعين لولايتها القضائية، هم من مواطني الولايات المتحدة والولاية التي يقيمون فيها”.

وتابع المفكر السياسي، أن مثل هذه السياسات وغيرها بحق المهاجرين هي من أدت إلى الانفجارة الأولى في لوس أنجلوس، متوقعا استمرار الاحتجاجات وبأشكال مختلفة في الولايات والمدن الأمريكية وتحديدا الولايات والمدن الساحلية سواء في الشرق أو في الغرب، وهي مدن لديها أفكار تختلف عن موطن أفكار ترامب والتي جميعها قادمة من الوسط والجنوب، مؤكدا أن الأخيرة هي من أتت به رئيسا في الانتخابات، "ساهمت في نجاحه".

وأشار السعيد إلى أن الولايات الداخلية في الوسط والجنوب الأمريكي والتي دعمت الرئيس ترامب في الانتخابات تتبنى سياسات تشددية تجاه المهاجرين والمتحولين جنسيا وأشباه الرجال والنساء ويرفضون أن يقاسمهم أحد في أعمالهم وهذا مرتبط بحالة التدين عند سكان هذه المناطق والولايات، معقبا: “هذا هو الانقسام الأمريكي في العموم”، مؤكدا أن ما وعد به الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية من سياسات بدأ في تنفيذه بعد الفوز وهذا ما أحدث نوعا من التمرد.

وأكد المفكر الكبير أن الخلاف حول هذه القضايا ليس وليد اليوم ولكنه موجود من قبل تولي الرئيس ترامب الحكم، وحدث في عهد ريجان، واستخدمه مرشحون مثل باري جولد ووتر، ويوجد أناس داخل المعسكر الأمريكي المحافظ لديهم نفس هذه الأفكار.

وحول موجة العنف والعنف المضاد ما بين المحتجين والشرطة، قال السعيد، إن هناك لبسا بشأن هذا الأمر، فالمحتجون يمارسون تصرفات غير مشروعة وفيها عنف مفرط من حرق ونهب وبالتالي على الشرطة أن ترد وقد يكون ردها عنيفا ومفرطا حتى تستطيع السيطرة على الشارع وإعادة الهدوء مرة أخرى للمدينة المشتعلة.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مدينة لوس أنجلوس ترحيل المهاجرين لوس أنجلوس دونالد ترامب ولاية كاليفورنيا التهجير القسري وكالة الهجرة أكبر المدن الأمريكية الرئيس ترامب الهجرة غير الشرعية السلطات الفدرالية الإدارة الأمريكية الدكتور عبد المنعم السعيد السيليكون فالي الدستور الأمريكي المتحولين جنسيا

مقالات مشابهة

  • خبير سياسات دولية: تعبئة البنتاجون لقوات إضافية بكاليفورنيا ينذر بتصعيد داخلي
  • لوس أنجلوس.. حكاية مدينة خدشت هيبة الديمقراطية الأمريكية
  • نائب إطاري يطالب حكومته بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • مؤتمر "آبل" للمطورين: تأخّر تقني وضغوط تنظيمية في سباق الذكاء الاصطناعي
  • «الكونغرس» يقرر إزالة سوريا من لائحة «الدول المارقة»
  • استهداف ثكنة إسرائيلية جنوب سوريا
  • عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: مسلحون على دراجات نارية أطلقوا النار باتجاه موقع عسكري إسرائيلي في سوريا
  • غارة إسرائيلية على سوريا والاحتلال يدّعي استهداف عنصر من حماس
  • إصابة أكثر من 14 ألف شخص بسبب أضاحي العيد بتركيا
  • اللواء سلطان العرادة يطلع رئيس مجلس القيادة الرئاسي على جاهزية القوات المسلحة بمحافظة مأرب لردع الحوثي وتفاصيل مخططات العناصر التخريبية بالمحافظة .. عاجل