محفوظ: تراجع الدور المحوري لسوريا في الإقليم يجعل مهمة الشرع صعبة
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
رأى رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في بيان، ان "موقع سوريا المحوري في المنطقة الذي تأسس مع الرئيس الراحل حافظ الأسد، تراجع في شكل ملحوظ خلال المرحلة السابقة وحاليا. فهذا الموقع كان عروبيا ويحظى بدعم دولي واقليمي ويستفيد من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي، ويتكيّف مع الأوضاع المتغيرة".
وقال:"الرئيس الحالي أحمد الشرع محاور بارع ويعرف ما يريد. فهو يتكلم عن دولة القانون وعن حكومة مقبلة تمثل كل المكونات، ولا يجهر بالدولة الاسلامية، وتنصحه تركيا بالنموذج التركي الذي يعتمد إقامة دولة مدنية تعتمد أفكار مؤسسها أتاتورك العلماني والتي تترك للمجتمع المدني خياراته الدينية. ومثل هذا التوجه مبدئيا يلتقي مع مصالح كل المكونات التي تختبر المرحلة الإنتقالية وتحتفظ بمسافة معينة عبر اتخاذ الإحتياطات بما فيها العسكرية، إذ أنها تخشى من السلطة العشوائية للأمراء في الأحياء والتي تكرّس ممارسات مغايرة للتوجه البراغماتي للرئيس الشرع. فهؤلاء الأمراء ينتمون إلى عشرات التنظيمات الدينية التي تطبق القوانين الإلهية على الأرض والتي تعتبر القوانين الوضعية أنها من صنع البشر وأنها كفر وجاهلية كما تعتبر الدولة الدينية نتاج لـلحاكمية الإلهية، ما يجعلها على تضاد مع توجهات المكونات غير السنية وتحديدا المسيحية والعلوية والدرزية والكردية، وبدرجة أقل الشيعية وبدرجة أوسع مع العلمانيين السنة وباقي الاتنيات".
وابع:"هذا الحذر من المكونات السورية يحتاج إلى معالجة سريعة قبل أن تقع سوريا مجددا في دائرة النزاعات والإشتباكات الداخلية وحسابات القوى الدولية الاقليمية. وخصوصا أن هذه القوى ما زالت في مرحلة استكشاف الوضع الجديد من دون تقديم أي دعم فعلي للشرع سواء بالمال أو البنى التحتية وكذلك رفع العقوبات".
اضاف:"يبدو ان الرئيس الشرع بين ضغوطات الخارج الدولي والعربي ومطالبه، وبين تحفظ التنظيمات الدينية الأفغانية والأوزبكية وغيرها على دولة القانون بالمفهوم الغربي الليبرالي، هو في وسط عاصفة تدعوه الى اتخاذ قرارات لا تهدئ من شكوك كل المكونات، ولا سيما أن داعش تكفّره وتستجمع قواها. وكل ذلك يستتبع إحتماء كل مكوّن بجغرافيته إلى أن تتضح الصورة. الكردي في مكانه وأيضا الدرزي وكذلك العلوي، وكل مكوّن يشكل أغلبية في جغرافيته. وفي مثل هذه الحال يكون المخرج الواقعي مجلس رئاسي في دولة كونفيدرالية".
وقال:" إلى الآن المكونات لا تعطي تأييدها المشروط للشرع، فالمكوّن العلوي الذي يعاني أكثر من غيره من التحولات الجديدة، هو بغالبيته كان فقيرا في النظام السابق المحسوب عليه وهو يأخذ على الرئيس السابق بشار الأسد بأنه تخلى عنه. هذا المكوّن قد يبحث عن حمايات عربية سعودية وتركية وأميركية في الوقت نفسه، وهو يراهن على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تأسيسا على العلاقة التاريخية التي بناها رفعت الأسد مع المملكة، كما يراهن على تركيا باعتبار وجود مكوّن علوي فاعل فيها، واستطرادا يراهن على الولايات المتحدة الأميركية الفاعل الرئيسي في المنطقة".
ورأى أن "تراجع الدور المحوري لسوريا في الإقليم، يؤسس لمزيد من التدخل الدولي والاقليمي كما يتيح الفرصة لحال من الإرباك والتشابك بين المكونات، ويجعل من مهمة الرئيس السوري أحمد الشرع صعبة وتدفعه إلى ايجاد المخارج الأكثر صعوبة".
وختم:"في النظام السابق كان المتحكم اقتصادا غرفة الصناعة في حلب وغرفة التجارة في دمشق، ومصلحة هاتين الغرفتين هي في نظام ليبرالي، ذلك أن المدينتين الشام وحلب تميلان إلى دولة مدنية ولا تستسيغان الفكر الريفي الذي يحاول أن يغلّب ويحكّم دويلة أدلب الدينية على عموم سوريا. وهذا ما يستتبع بدوره خللا في الوضع اللبناني إلا إذا نجح الرئيس العماد جوزاف عون في استعادة تجربة بناء الدولة التي أسس لها الجنرال فؤاد شهاب، وهذا بدوره بحاجة إلى حاملة اجتماعية تحمي مضمون شعار القسم".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
قسد تطالب بممثلين لـ«الطائفة العلوية».. الرئيس السوري يدعو الشعب للنزول للساحات
دعا الرئيس السوري أحمد الشرع، جميع أطياف الشعب السوري إلى النزول إلى الساحات والميادين للاحتفال بذكرى انطلاق ما وصفه بـ”عملية ردع العدوان”، التي أدت إلى سقوط النظام السوري السابق في غضون 12 يوماً فقط.
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن الشرع قوله في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى: “أيها الشعب السوري العظيم أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها، معركة ردع العدوان التي عملت على إسقاط النظام المجرم بكامل أركانه”.
وأضاف: “أدعو كامل أطياف الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته للنزول إلى الساحات والميادين للتعبير عن فرحتهم بهذه المعركة العظيمة وإظهار اللحمة والوحدة الوطنية وسلامة التراب السوري”.
وفي سياق متصل، أكد الشرع خلال مشاركته في اجتماع موسع عبر الفيديو من مدينة اللاذقية الساحلية، أن “الجغرافيا السورية تعيش على بعضها، ويستحيل أن تكون للساحل سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن البقية”.
وأوضح أن الساحل السوري يشكل أولوية استراتيجية لبلاده لأنه يطل على الممرات التجارية العالمية، كما سيشكل ربطًا اقتصاديًا قويًا بين سوريا ودول المنطقة بأكملها.
وأضاف الشرع أن “مؤسسات الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد غير قابلة للتجزئة”، مشددًا على وحدة الدولة السورية.
وتطرق الرئيس السوري إلى المظاهرات التي شهدتها المنطقة الساحلية وحمص وحماة خلال اليومين الماضيين، قائلاً: “أتفهم المطالب المحقة للناس وبعضها مسيس”، في إشارة إلى المطالب الشعبية بالسلامة والأمان ووقف الهجمات المتصاعدة، بالإضافة إلى بعض الدعوات لمنح الساحل حكمًا ذاتيًا.
ويمتد الساحل السوري من محافظة طرطوس جنوبًا إلى رأس البسيط شمالًا في محافظتين رئيسيتين هما اللاذقية وطرطوس، بطول نحو 180 كلم (65 ميلًا بحريًا)، ويعتبر منطقة استراتيجية من الناحية الاقتصادية والعسكرية.
يذكر أن عملية “ردع العدوان”، مثلت نهاية حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وأسفرت عن تغييرات سريعة في السلطة في البلاد خلال 12 يومًا فقط..
تعطيل للاتفاق أم تعزيز للشراكة في سوريا؟.. “قسد” تطالب بممثلين للعلويين والدروز في اتفاق آذار
تصاعد الاستعصاء حول اتفاق 10 آذار الموقع بين رئيس سوريا أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي مع اقتراب المهلة النهائية لتنفيذه، وسط تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن تعطيله.
ويعود الخلاف إلى اختلاف الأولويات؛ حيث تصر دمشق على حل القضايا العسكرية والأمنية أولاً قبل الشروع في نقاش الدستور والحكومة المشتركة، بينما تصر “قسد” على تضمين حقوق الأكراد في الدستور وتأجيل القضايا الأمنية والعسكرية حتى حسم شكل الدستور وطبيعة حكومة الشراكة.
أحدث التطورات تمثلت في مطالبة عبدي بمشاركة ممثلين عن الدروز والعلويين في أي اجتماعات مع دمشق، ما أثار جدلاً واسعاً بين من يعتبره دعوة وطنية مشروعة، ومن يرى فيه محاولة لتعطيل الاتفاق وابتزاز الحكومة السورية محلياً ودولياً.
وخلافاً للتوقعات بعد عودة الشرع من واشنطن، لم تستأنف جلسات التفاوض، وزاد اشتعال الميدان بين الطرفين نتيجة القصف والاشتباكات المتقطعة في معدان وغانم علي بريف الرقة وريف دير الزور الشرقي على نهر الفرات قبل تدخل وساطة أمريكية لوقف الاشتباكات.
وأكد المحلل السياسي جمال رضوان أن طلب عبدي “ملغوم” ويهدف لخلط الأوراق وابتزاز دمشق، مشيراً إلى وجود أجندة خارجية تدفع قسد لعدم تنفيذ الاتفاق، محذراً من تعزيز النزعة الانفصالية لدى المكونات الأخرى.
واعتبر الداعية الإسلامي حذيفة الضاهر أن دعوة عبدي تجسيد للشوفينية القومية تحت ستار الوطنية، مؤكداً أن دمشق لن تنجر إلى التحرك العسكري إلا عند رفض قسد الاندماج في مؤسسات الدولة، وأن الحل السياسي سيبقى مطروحاً، خصوصاً بعد عودة الشرع من واشنطن وإنجازاته المتعلقة بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وفي المقابل، رأى المفكر السوري الكوردي وليد طاووز أن دعوة عبدي تمثل فرصة لحوار وطني شامل، داعياً لتوسيع طاولة الحوار الوطني بمشاركة الدروز والعلويين وكل المكونات قبل انزلاق البلاد إلى صراعات بينية، مشيراً إلى أن تركيا عطلت الاجتماعات رغم وجود قنوات اتصال، وأن واشنطن ستتدخل لتذليل العقبات بين الطرفين، وفق روسيا اليوم.
من جانبها، تؤكد دمشق أن مطالب إشراك الدروز والعلويين طفيلية وغير مبررة، وأن دولة المواطنة تضمن حقوق جميع السوريين، لكنها لم تستبعد اتخاذ إجراءات عسكرية ضد قسد في حال استمرار رفض الاندماج ضمن الجيش والمؤسسات الأمنية والمدنية، وسط مخاوف من استمرار سياسات التغيير الديمغرافي وفرض المناهج الكردية في مناطق دير الزور والرقة، بما يعقد تنفيذ الاتفاق ويعزز استمرار الوضع القائم.
توضيح رسمي حول صلاحية جوازات السفر السورية: سنتان ونصف أو 6 سنوات
أكد العقيد وليد عرابي، معاون مدير إدارة الهجرة والجوازات السورية، أن الحصول على جواز السفر حق يكفله الدستور، وأن الإدارة ملتزمة بتقديم خدماتها للسوريين داخل الوطن وخارجه.
وجاء توضيحه بعد ضجة وغضب واسع بين السوريين بسبب معلومات سابقة أُثيرت حول مدة صلاحية الجوازات، حيث اعتذر عرابي عن أي لبس أو سوء فهم نجم عن التوضيح السابق، مؤكدًا أن القصد لم يكن الإساءة للسوريين في الخارج، بل على العكس، فهم أبناء الوطن الذين اضطروا للرحيل أحيانًا لتجنب إجرام النظام البائد.
وأوضح عرابي أن:
جواز السفر يُمنح مدة ست سنوات للمواطنين العاديين. يُمنح مدة سنتين ونصف فقط للمواطنين الذين لديهم إجراءات أمنية قيد المتابعة، إلى حين استكمال تلك الإجراءات. وبعد الانتهاء من الإجراءات، يحق لصاحب العلاقة الحصول على جواز مدة ست سنوات دون أي عوائق.وأضاف أن القرارات مبنية على أسس قانونية واضحة وإجراءات تنظيمية تراعي خصوصية كل حالة، مؤكداً الالتزام بخدمة السوريين داخل القطر وخارجه.