الجزيرة:
2025-08-13@00:32:55 GMT

لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

لاكروا: لماذا لا أحد يقرأ الكتاب المقدس؟

استعرضت ماري غران، أستاذة الفلسفة ومديرة المدرسة العليا في ليون في عمودها الأسبوعي بصحيفة لاكروا كتاب توماس رومر "الكتاب المقدس، ماذا يغير؟"، الذي يؤكد فيه بشكل خاص على تعدد الأصوات والرسائل الموجودة في الكتاب المقدس.

وتنطلق الكاتبة من ملاحظة الروائي أمبرتو إيكو أن الكتاب المقدس واحد من الكتب العظيمة التي لا تقرأ، مشيرة إلى أن توماس رومر لا يطرح هذا السؤال بشكل مباشر، ولكن كتابه يجيب على ذلك.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في مقابلة مع إيكونوميست.. الشرع يتحدث عن رؤيته لإعادة بناء سوريا وعن أميركا وإسرائيلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: حماس حققت هدفها بغزة وإمكاناتها الإعلامية فائقةend of list

والغريب أن أستاذ علوم الكتاب المقدس في كوليج دو فرنسا يفسر عدم قراءة الكتاب المقدس بأنه غير موجود، بل "هناك كتب مقدسة"، إذ لدى كل من اليهودية والكاثوليك والبروتستانت مكتبة ضخمة، بها عدد كبير من الكتب التي يختلف عددها وتصنيفها حسب التقاليد.

وكل كتاب -حسب الكاتب- عبارة عن منتدى، يتعاقب فيه المحررون وتتداخل الكتابات المتعاقبة، وفي بعض الأحيان تتناقض، وبالتالي من المستحيل استخلاص رسالة كتابية منها، كما أنه مستحيل أن نجعل النصوص تقول كل شيء وأي شيء.

أخطاء المنهج

وفسر الكاتب أيضا عدم قراءة الكتاب المقدس، بكون القراء السيئين جعلوا الوصول إليه أمرا صعبا، بسبب استغلاله لتبرير العبودية والاستعمار وسيطرة الذكور وكراهية المثلية الجنسية، وما إلى ذلك، وبسبب الأخطاء المنهجية كعزل آية أو فصل مع تجاهل السياق وتعدد الأصوات.

إعلان

أما "القراءة الذكية" فتحترم هذا التنوع دون أن تسعى إلى تنظيمه وإقامة تسلسلات هرمية تعسفية داخله، "لذلك من الضروري في بعض الأحيان الدفاع عن الكتاب المقدس ضد مفسريه" -كما يلاحظ توماس رومر- مع أن النصوص قد تدافع عن نفسها وتجد قراءها الحقيقيين من تلقاء نفسها.

 

وقد وجد سفر يشوع المثير للمشاكل قراءه -حسب الكاتب- لأن الغزو غير المحتمل لأرض كنعان على يد العبرانيين وما تلاه من إبادة السكان الأصليين، يخدم إضفاء الشرعية على الحروب الصليبية ووجود "إسرائيل الكبرى" دون فلسطينيين، ونحن نعلم الآن أن هذا الفتح لم يحدث قط، لأن شعب يهوذا الصغير الذي لم تكن لديه قوة عسكرية حقيقية، غير قادر على القيام بمثل هذه الحملة.

وهناك قراءة تعطي النص عدالة أكبر -حسب الكاتب- تشير إلى غناء العبيد السود "جوشوا في معركة أريحا"، حيث رأوا في سقوط الأسوار انعكاسا لرجائهم، أي تحرير أقلية مضطهدة وليس احتفالا لجيش قوي واثق من حقوقه، ولكن التاريخ المضاد كان يحتاج إلى هذه المعركة الخيالية، ليتمكن أخلاقيا من مقاومة الآشوريين الذين كانوا يسيطرون على بلاد الشام آنذاك.

وأشار الكاتب إلى أننا نريد غالبا أن نقرأ الكتاب المقدس بشكل أصيل ولكننا لا نستطيع، لأننا نقرأ ما نقرؤه، ويضرب المثال بأننا نعتقد أننا نرى بولس يسقط من فوق حصانه على الطريق إلى دمشق، في حين أنه لا يوجد في الواقع ذكر لحصان في النص، كما لا يوجد ذكر لتفاحة ولا خطيئة أصلية في قصة "السقوط" المزعومة.

وبالتالي، يرى الكاتب أن الجانب السلبي لهذه النصوص هو أننا نقرؤها من خلالها، لأن الصور والتراكيب اللاهوتية تسبق قراءتنا وتربكها، خاصة أن "الكتاب المقدس كان ولا يزال مجالا عظيما للإسقاطات".

وخلص توماس رومر إلى أن من يكتفي بالاعتقاد أنه قرأ الكتاب، ومن يقرؤه ليجد الإجابة على أسئلته وهو يهمس بالإجابات عليها، فلن يجد شيئا ولذلك لا بد من الوقوف بشكل أصيل أمام النصوص حتى نسمح لها بتغييرنا.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الکتاب المقدس

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من انتشار حقن شبيهة بالبوتوكس تُسوَّق بشكل غير قانوني عبر الإنترنت

يُباع "إنوتوس" حسب صحيفة "الغارديان"، وهو عبارة عن سائل جاهز للاستخدام، عبر منصات رقمية دون وصفة طبية، على عكس البوتوكس التقليدي الذي يُصرف بوصفة طبية. اعلان

حذّر خبراء طبيون من مخاطر استخدام عقار "إنوتوس" (Innotox)، وهو منتج مشابه للبوتوكس يُباع بشكل غير قانوني عبر الإنترنت، ويُستخدم ذاتيًا دون إشراف طبي، مشيرين إلى أنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل سقوط الجفن، وتلف الأنسجة، بل وحتى التسمم البوتوليني.

ويُباع "إنوتوس" حسب صحيفة "الغارديان"، وهو عبارة عن سائل جاهز للاستخدام، عبر منصات رقمية دون وصفة طبية، على عكس البوتوكس التقليدي الذي يُصرف بوصفة طبية. ورغم عدم ترخيصه في المملكة المتحدة، فإن المنتج بات متاحًا بسهولة، ما أثار مخاوف واسعة من تفشيه بين الأشخاص الباحثين عن بدائل رخيصة للحقن التجميلية.

وأكدت الدكتورة يونون هاربر-ماشين، الجرّاحة التجميلية الاستشارية وناطقة باسم الجمعية البريطانية لجراحي التجميل والترميم (BAPRAS)، أن توفر "إنوتوس" عبر الإنترنت "مُخيف ومُروع"، محذرة من أن الحقن الذاتي قد يؤدي إلى نتائج كارثية.

وقالت للصحيفة: "إذا تم الحقن في مكان خاطئ، أو بعمق غير دقيق، أو قرب وعاء دموي، فقد يحدث سقوط في الجفن، تشوهات غير متناسقة، أو حتى تسمم بوتوليني"، وفق ما نقلته الصحيفة عن تصريحاتها.

ويحتوي كل من البوتوكس و"إنوتوس" على نوع A من سم البوتولينوم، وهو مادة تُستخدم لتثبيط الانقباضات العضلية، لكنها قد تكون قاتلة إذا استخدمت بشكل غير سليم. ورغم تصنيفها في المملكة المتحدة كدواء يُصرف بوصفة طبية فقط، يُباع "إنوتوس" بحرية عبر الإنترنت، ما يُفاقم مخاطر استخدامه من قبل أشخاص غير مؤهلين، بحسب تقرير الغارديان.

Related شاهد: الممرضات في الدنمارك يفضلن تقديم علاجات الليزر والبوتوكس على العلاج الكيميائي والقسطرةبسبب البوتوكس .. السعودية تستبعد 40 ناقة من مسابقة ملكة جمال الإبل تحذير طبي: سيروم الرموش قد يسبب تشوهات دائمة وأضراراً في العين

وكشف مسؤولون صحيون عن تسجيل 41 حالة تسمم بوتوليني في إنجلترا مؤخرًا، كانت مرتبطة بحقن غير مرخصة، وفق ما أشارت إليه الصحيفة. ولفتت نورا نوغنت، رئيسة الجمعية البريطانية لأطباء التجميل الجراحيين (BAAPS)، إلى أن الجمعية سجّلت حالات نادرة لكنها خطيرة، شملت عدوى، وتلف أنسجة، وحاجة لتدخلات جراحية متعددة، وأسفرت في بعضها عن ندوب دائمة.

وأشارت صوفي كوبر، المديرة التنفيذية لعيادة هارلي ستريت للعناية بالبشرة، إلى أن انتشار مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" (TikTok) تُظهر أشخاصًا يحقنون أنفسهم بـ"إنوتوس" يشجع على تقليد هذه الممارسات، مشددة على أن الادعاءات بسهولة الاستخدام وسرعة المفعول وانخفاض السعر لا تبرر المخاطر الجسيمة.

من جهته، أكد توم ألبرايت، الرئيس التنفيذي لشركة "لوفانتاس" (Luvantas)، الذراع التسويقية لشركة "ميدايتوكس" (Medytox) المصنعة لـ"إنوتوس"، أن الشركة كشفت في يونيو عن عمليات تهريب غير مرخصة للمنتج إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى، وفتحت تحقيقًا بالتعاون مع خبراء أمنيين لوقف التوزيع غير المشروع، بحسب ما أوردته الصحيفة.

وقال: "سلامة المرضى أولويتنا القصوى. نحذّر بشدة من شراء أو استخدام سموم البوتولينوم غير المعتمدة عبر قنوات غير رسمية، إذ قد لا تُحفظ بمعايير السلامة أو الفعالية. ويجب أن تُعطى هذه العلاجات فقط من قبل متخصصين مؤهلين في بيئة طبية، نظرًا لحاجتها لفهم دقيق لتشريح الوجه ومبادئ الجماليات".

في المقابل، أعلن ويِس ستريتينغ، وزير الصحة، عن نية الحكومة طرح تشريعات جديدة لتشديد الرقابة على قطاع الجراحات التجميلية في إنجلترا، لا سيما في ما يخص منح التراخيص لتقديم علاجات مثل الحشوات والبوتوكس، في ظل تنامي المخاوف من فجوة تنظيمية تسمح بممارسات غير آمنة، وفق ما أشارت إليه الصحيفة.

وتُقدّر الحكومة البريطانية أن نحو 900,000 حقنة بوتوكس تُجرى سنويًا في المملكة المتحدة، ما يجعلها إجراءً شائعًا، لكن ارتفاع تكلفتها دفع كثيرين للجوء إلى بدائل غير قانونية، في ظل تهاون في الرقابة وغياب التوعية الكافية.

وتشدد وكالة المنتجات الطبية والأجهزة الصحية (MHRA) على أن بيع الأدوية غير المرخصة يُعد مخالفة قانونية، وتحث الجمهور على التقيد بالقنوات الطبية المعتمدة، وتجنب العلاجات المقدمة خارج إطار الرقابة الصحية، وفق ما أكدته الصحيفة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • نحو مصالحة مع الكتاب
  • «محروس ياس» يحصد لقب «بري آكا» الفرنسي
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني يلتقي نظيره الأردني السيد أيمن الصفدي في العاصمة عمان قبيل الاجتماع الثلاثي الذي يجمعهما مع المبعوث الأمريكي إلى سوريا السيد توماس باراك
  • الكهرباء: بدء إعادة الطاقة بشكل تدريجي
  • تأمّلات في الخطاب الأدبي العربي المعاصر.. إصدارٌ يتناول الظاهرة الأدبية المعاصرة في الوطن العربي
  • بطولة صبا مبارك.. الكاتب وائل حمدي يكشف تفاصيل مسلسل ورد على فل وياسمين
  • كيف يقرأ الإسرائيليون خطة نتنياهو لاحتلال غزة؟
  • الأنبا توماس يتفقد مؤتمر دار القديس جيروم لخدمة التربية الدينية
  • تحذيرات من انتشار حقن شبيهة بالبوتوكس تُسوَّق بشكل غير قانوني عبر الإنترنت
  • باراك: مصممون على التحرك نحو مستقبل يعيش فيه السوريون بأمان وازدهار