محمد ممدوح: الوعي سلاح الأمم لحماية حقوق الإنسان والتصدي لحروب المعلومات
تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن الوعي يمثل الدرع الحصين لحماية حقوق الإنسان، مشددًا على أن بناء مجتمع مدرك لحقوقه وواجباته هو السبيل الأهم لتحقيق العدالة والاستقرار.
وأضاف«ممدوح»، في تصريح خاص لــ" البوابة نيوز"، أن المعركة الحقيقية اليوم ليست فقط في تطبيق القوانين أو وضع التشريعات، بل في قدرة الأفراد على استيعاب حقوقهم والدفاع عنها، والتصدي لمحاولات التضليل وتشويه الحقائق.
وأشار إلى أن تعزيز الوعي المجتمعي بمفاهيم حقوق الإنسان ينعكس إيجابيًا على كافة جوانب الحياة، فمن يدرك حقوقه يعرف كيف يمارسها بشكل سليم، ومن يدرك واجباته يساهم في بناء وطن قوي متماسك. مضيفا أن الوعي ليس مجرد معرفة سطحية، بل هو حالة من الإدراك العميق لواقع الحقوق والواجبات، وهو ما يجعل الإنسان أكثر قدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة وحماية نفسه من التضليل والتلاعب.
وأوضح «عضو المجلس القومي لحقوق الانسان »، أن المجتمعات التي تمتلك وعيًا حقيقيًا تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، كما أن الوعي هو السلاح الأهم في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف الفكري، الذي يستغل الجهل لزرع الفتن وزعزعة الاستقرار.
وفي ظل التطور التكنولوجي السريع، شدد على أن الشائعات أصبحت سلاحًا خفيًا أكثر خطورة من أي وقت مضى، حيث يتم استخدامها لتضليل الرأي العام، والتأثير على قرارات الأفراد، وبث حالة من الإحباط والشك تجاه المؤسسات الوطنية.
موضحا أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت بيئة خصبة لنشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة، وهو ما يتطلب من الجميع التحلي بقدر عالٍ من الوعي الرقمي والتفكير النقدي قبل تداول أي معلومة.
وأكد أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب العمل على ثلاثة محاور أساسية: تعزيز الإعلام المسؤول: من خلال تقديم محتوى موثوق يعزز ثقافة التحقق من الأخبار قبل نشرها، نشر الوعي الرقمي: عبر مبادرات توعوية تستهدف الشباب، لمساعدتهم على التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة،بناء شراكات بين المجتمع المدني والدولة: لإطلاق حملات تثقيفية مستمرة لمواجهة الشائعات والحد من تأثيرها.
واختتم تصريحه قائلًا:“لا يمكن الحديث عن حقوق الإنسان بمعزل عن الوعي.. فالحقوق لا تُمنح فقط بالقوانين، بل بفهم الناس لها، ودفاعهم عنها. ومجتمعنا اليوم أمام معركة حقيقية، حيث لم تعد الحروب فقط بالسلاح، بل أصبحت في عقول الأفراد ووعيهم.. ومن هنا، فإن بناء الوعي هو القضية الوطنية الأولى، وهو الضامن الحقيقي لمستقبل أكثر عدالة واستقرارًا.”
شهدت مصر الأحد الماضي ندوة بعنوان " معًا بالوعي نحميها"، برعاية وحضور السيدة انتصار السيسي، حرم رئيس الجمهورية، وتنظيم المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار، جاءت الندوة لتؤكد أهمية الوعي كحجر أساس لتقدم الأمم وحماية المجتمعات من التحديات الفكرية والمخططات الهدامة، كما أن امتلاك المرأة لوعي ثقافي يمكنها فهم وإستيعاب القيم والمعتقدات التي يدين بها مجتمعها، ويتناغم مع قيمها ومبادئها التي تؤمن بها وتترسخ في وجدانياتها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور محمد ممدوح المجلس القومي لحقوق الإنسان الوعي حقوق الإنسان العدالة الاستقرار حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
من الهجرة إلى النهضة .. قراءة في كلمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لإعادة بناء الوعي
يمانيون / تحليل / خاص
في معرض كلمته بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية ، يستحضر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) الهجرة النبوية الشريفة كمحطة عظيمة لها دلالاتها العميقة والراسخة في وجدان الأمة الإسلامية، وفي هذا السياق يؤكد السيد القائد على أهمية هذه المناسبة في استنهاض الوعي، وتصحيح المسار، واستثمار الزمن فيما يعود بالخير على الأمة أفراداً وجماعات.
الوعي بالهدف واستثمار الزمن
يؤكد السيد القائد أن قدوم عام هجري جديد لا ينبغي أن يمر كحدث تقليدي، بل هو لحظة توقف وتفكر، تعيد للأذهان سؤال الغاية من الوجود الإنساني في هذه الحياة، وتذكرنا بمسؤوليتنا في استثمار أعمارنا فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة. فالهجرة النبوية لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت خطة استراتيجية موفقة لتأسيس كيان الأمة على أساس من الإيمان والعمل والبذل والتضحية، ما يجعل من ذكرى الهجرة مناسبة لليقظة الفكرية والنفسية.
الزمن والهوية والمسؤولية
يلفت السيد القائد إلى أن نهاية عام وبداية عام جديد فرصة ثمينة لمراجعة الذات على مستوى الأفراد والمجتمعات والأمة ككل ، لإنها مناسبة تدفعنا إلى إدراك قيمة الوقت الذي نعيشه، وعدم هدره فيما لا ينفع. ويشير إلى واقع مؤسف يسود بين المسلمين اليوم، حيث يضيع الزمن بلا إنجاز، وتُهدر الطاقات في اللهو، بل وفي كثير من الأحيان في ارتكاب المعاصي، بما يمثل خدمة للباطل وإضراراً بالإنسان نفسه وبأمته.
انفصام في الاهتمامات والأولويات
من أبرز الإشكاليات التي يبرزها السيد القائد هي حالة الضياع التي يعيشها كثير من المسلمين في سلم أولوياتهم واهتماماتهم، حيث تُغلب الأمور الجزئية على القضايا الكبرى. فبدلاً من التركيز على مواجهة التحديات المصيرية، ينشغل كثيرون بقضايا هامشية لا تسمن ولا تغني من جوع. وهنا تبرز الخطة الممنهجة التي يقودها الأعداء لتشتيت الأمة وإغراقها في دوامة الاهتمامات الثانوية على حساب الأهداف المصيرية.
المفارقة مع الأمم الأخرى
يقارن السيد القائد بين واقع المسلمين والأمم الأخرى التي نهضت وحققت التقدم والإنجاز، لأنها أدركت قيمة الزمن، وجعلت منه معياراً للإنجاز العملي. فالبلدان المتقدمة تضع خططها على أساس دقيق، وتسعى إلى استغلال الوقت أقصى استغلال، وتُقيم أداءها بناءً على تحقيق أهداف ملموسة، بينما تمضي العقود على كثير من شعوب المسلمين وهي عالقة في أزمات صنعتها هندسة العدو.
الهوية الإسلامية والتقويم الهجري
ينبه السيد القائد إلى خطورة تخلي المسلمين عن هويتهم الرمزية والدينية، ومن ذلك تهميشهم للتقويم الهجري الذي يعبر عن ذاكرة الأمة وتاريخها، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من كينونتها الحضارية، فقد بات كثير من المسلمين يعتمدون التقويم الميلادي حتى في عباداتهم ومناسباتهم الدينية، ما يعكس حالة من الاغتراب الذاتي، وضعف الارتباط بتاريخ الأمة النبوي.
الدعوة إلى تقييم الذات والمسار
في ظل هذه الظروف، ومع مطلع عام هجري جديد، يدعو السيد القائد حفظه الله إلى لحظة تقييم حقيقية على المستويات كافة: الشخصي، المجتمعي، والوطني. فالأمة بحاجة إلى يقظة عميقة تعيد ترتيب الأولويات، وتصحح مسارها، وتستحضر قيم الهجرة في الوعي والعمل والتنظيم والنهضة.
العودة إلى الهجرة كمحطة إلهام
رسالة السيد القائد ليست مجرد تأمل في حدث تاريخي، بل هي دعوة إلى عودة روحية وفكرية ومنهجية إلى الهجرة النبوية كقصة تحوّل كبرى. الهجرة تعلمنا أن التحول لا يكون إلا بالتخطيط والإرادة والتضحية، وأن الأمة التي تضيع وقتها ستظل تدور في دوامة التبعية والشتات، في حين أن الأمة التي تعي قيمة الوقت، وتحدد أولوياتها، وتربط حاضرها بجذورها، قادرة على مواجهة التحديات، وتحقيق النهوض الحقيقي.