بين العدل والمجاملة.. المالكي يرسم حدود العفو
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
5 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: في مشهد يعيد إلى الذاكرة فصول الصراع المحتدم بين القانون وشظايا الفوضى، خرج الزعيم العراقي نوري المالكي بوضوح لا يعرف التردد، معلنًا موقفًا لا يقبل التأويل: قرارات العفو يجب ألا تفتح أبوابها لمن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، أولئك الذين نثروا الموت في الأزقة والأسواق، وأشعلوا نيران الرعب بسيوف الإرهاب.
لكن سهام الفتنة لم تنتظر طويلًا قبل أن تنطلق مجددًا، كما فعلت في العام 2012، حين تحولت الحقيقة إلى تهمة، والعدالة إلى جريمة، فاندفع المتربصون يتهمون الدولة بالطائفية والظلم، متناسين أنها ذاتها التي فتحت باب العفو حتى لمن زور وثائق البرلمان وخان الأمانة، بل حتى لمن تورط في دعم الإرهاب، في محاولة لاحتواء الشتات ومنح الفرصة لمن أفاق من غيّه وتاب.
والمفارقة أن ذات الأصوات التي نادت حينها بالعفو والمصالحة، هي ذاتها التي تصرخ اليوم متهمة المالكي بإدارة ما يسمونه “الدولة العميقة”، وكأن الدفاع عن ضحايا الإرهاب بات جرمًا، ومعاقبة القتلة أصبحت خطيئة.
في زمن تختلط فيه المفاهيم، يصبح من يحرس العدل متهمًا، ومن يشرّع الأبواب للفوضى داعية للحرية.. لكن للحق ذاكرة، وإن تأخر الزمن في إنصافه، فإنه لا يُهزم.
ومصطلح “الدولة العميقة” ليس جديدًا، بل هو كتاب يُسحب من الرفوف عند الحاجة، يُلوَّح به كلما اقتضت الظروف، ويُعاد إلى مكانه حين تنتفي المصلحة. لكن السؤال الأهم: ماذا يفعل زعيم وطني بحجم المالكي؟ هل كان عليه أن يتجاهل ثغرات قانون العفو ويفتح الأبواب أمام الإرهابيين والقتلة، فقط لينال رضا قوى طالما كانت أذرعًا لمحاولات الفتنة وإشعال البلاد؟
هل المطلوب من الوطنيين أن يصمتوا أمام محاولات ليّ ذراع الدولة وإعادة العراق إلى فوضى ساحات الفتنة والدمار، كما حدث في 2012؟.
المالكي كان واضحًا: “نعارض شمول المدانين بقضايا الإرهاب بقانون العفو”، وكلماته ليست رأيًا عابرًا، بل موقف يتناغم مع إرادة الشعب، حيث لا مجال للمساومات عندما يكون أمن العراق على المحك.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ائتلاف المالكي:حزب بارزاني مستمراً في تأمره على وحدة البلاد
آخر تحديث: 25 ماي 2025 - 2:32 م
بغداد/ شبكة أخبار العراق- اتهم عضو ائتلاف دولة القانون، إبراهيم السكيني، اليوم الاحد، الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة زعزعة الاستقرار السياسي في البلاد عبر دعم بعض الأحزاب.وقال السكيني في تصريح صحفي، إن “الولايات المتحدة تُعد من أكثر الدول التي تسعى لتدمير وحدة العراق من خلال تدخلها المستمر في الشأن الداخلي”، مبيناً أن “دعم واشنطن لبعض الأطراف الكردية يأتي في إطار خدمة مصالحها وأجنداتها التي تتعارض مع سيادة البلاد”.وأضاف أن “على القوى السياسية الكردية أن تلجأ إلى لغة العقل والحوار، وتلتزم بالدستور الذي ينص على مبدأ المواطنة والانتماء للوطن، لا إلى مشاريع خارجية تهدد وحدة العراق”.وأكد السكيني أن “واشنطن تعمل على خلق بؤر توتر داخلي وتغذية الانقسامات السياسية، من خلال دعمها لحركات وأحزاب لا تنسجم مع الثوابت الوطنية”، مشدداً على أن “مصلحة العراق تقتضي الالتفاف حول الدولة والحفاظ على وحدة الصف الوطني”.يشار إلى أن تحركات أميركية متزايدة داخل الإقليم الكردي أثارت تساؤلات حول أهدافها الحقيقية، في وقت تشهد فيه الساحة السياسية العراقية دعوات متصاعدة لتوحيد الصف ورفض التدخلات الأجنبية.