عمر خيرت يستعد لحفل موسيقي كبير ضمن فعاليات موسم الرياض
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
يستعد الموسيقار الكبير عمر خيرت لإحياء حفل موسيقي مميز على مسرح بكر الشدي في المملكة العربية السعودية، وذلك يوم 13 فبراير الجاري ضمن فعاليات موسم الرياض.
ويأتي هذا الحفل في إطار يوم خاص مخصص لتكريم مسيرته الفنية الطويلة، التي أثرت الموسيقى العربية بمقطوعات خالدة لا تزال تحظى بإعجاب الأجيال المتعاقبة.
يُقام الحفل بمشاركة أوركسترا ضخمة بقيادة المايسترو وليد الفايد، إلى جانب المايسترو العالمي ماثيو فريمان، وهو ما يعكس حرص منظمي الحفل على تقديم تجربة فنية متكاملة ترقى إلى مكانة عمر خيرت كواحد من أبرز الموسيقيين العرب.
نجاح كبير في المتحف المصري الكبير
يأتي هذا الحفل بعد نجاح باهر حققه الموسيقار عمر خيرت خلال حفله الأخير في المتحف المصري الكبير، الذي أقيم بمناسبة مرور 15 عامًا على تأسيس مؤسسة مجدي يعقوب الخيرية.
وقد شهد الحفل حضور شخصيات بارزة، من بينها البروفيسور مجدي يعقوب والفنانة يسرا، حيث قدم عمر خيرت مجموعة من أشهر مقطوعاته التي تفاعل معها الحضور بحماس كبير.
تكريم خاص للدكتور مجدي يعقوب
حرص عمر خيرت على توجيه التحية للدكتور مجدي يعقوب خلال الحفل، وعقد لقاءً وديًا معه خلف الكواليس، تقديرًا لعطائه الإنساني الكبير.
وقد عكس هذا اللقاء روح الاحترام والتقدير المتبادل بين الفن والعمل الخيري.
حفلات بارزة ومقطوعات خالدة
شهدت الفترة الماضية نشاطًا مكثفًا لعمر خيرت، حيث أحيا عددًا من الحفلات المتميزة، من بينها حفله في مهرجان القلعة، الذي قدمه بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو ناير ناجي.
وخلال هذا الحفل، عزف مجموعة من أشهر مقطوعاته، مثل: مسألة مبدأ، زي الهوا، صابر يا عم صابر، إعدام ميت، البخيل وأنا، قضية عم أحمد، ليلة القبض على فاطمة، ضمير أبلة حكمت وغيرها
وتعد هذه الأعمال من أبرز ما قدمه عمر خيرت خلال مسيرته، حيث لا تزال تترك بصمة خاصة في قلوب محبيه.
تألق في ليلة الأحلام بجدةلم يكن هذا الحفل الوحيد لعمر خيرت في المملكة العربية السعودية؛ فقد أحيى حفلًا مشتركًا مع الفنانة آمال ماهر تحت عنوان "ليلة الأحلام" يوم 26 يوليو الماضي في مدينة جدة، ضمن فعاليات موسم جدة.
وخلال هذا الحفل، عبّر عمر خيرت عن سعادته الكبيرة بالتواجد في السعودية، قائلًا: "بنحبكم جدًا وسعداء إننا في الأرض المباركة المملكة العربية السعودية، شعور جميل وإحساس عظيم، بشكر الشركة المنظمة على المجهودات الجميلة وحسن الضيافة والاستعدادات الرائعة، فكل الحب والتقدير."
تكريم فني مستحق في موسم الرياضيأتي الحفل المنتظر في موسم الرياض ليكون محطة مهمة في مسيرة عمر خيرت، حيث سيتم تكريمه تقديرًا لإسهاماته الموسيقية الكبيرة.
ومن المتوقع أن يقدم خلال الحفل مقطوعاته الأكثر شهرة، في ليلة ستجمع عشاق الموسيقى على أنغام إبداعاته الخالدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عمر خيرت موسم الرياض حفل السعودية فعاليات موسم الرياض مؤسسة مجدي يعقوب
إقرأ أيضاً:
21 ألف قضية خلال شهر| الشحاتة في العيد الكبير.. وجه قبيح يبدد روح العطاء
يحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، ثاني أكبر الأعياد الدينية في الإسلام، حيث تتوحد فيه الأمة الإسلامية والعربية على توقيت واحد، بخلاف عيد الفطر الذي قد تختلف مواعيده من بلد لآخر.
ويتميز عيد الأضحى بروح التكافل الاجتماعي التي تتجلى في ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والأقارب والأصدقاء والجيران، إضافة إلى الإكثار من أعمال البر والصدقات.
إلا أن هذه المناسبة السعيدة التي تتجلى فيها مشاعر الرحمة والتكافل، تشهد سنويًا تزايدًا ملحوظًا في ظاهرة مزعجة باتت تؤرق كثيرًا من الدول العربية والإسلامية، بل والعالم أجمع، وهي ظاهرة التسول أو "الشحاتة" كما يُطلق عليها في مصر، والتي تزداد حدتها خلال الأعياد والمناسبات الدينية.
ظاهرة التسول لم تعد مقتصرة على بلد بعينه أو فئة محددة، بل تحولت إلى ظاهرة عالمية "عابرة للقارات"، تُلاحظ في الشوارع والميادين وأمام المحلات والمساجد وحتى الكنائس، سواء في الدول الفقيرة أو الغنية.
ومع بداية كل مناسبة دينية أو وطنية، تظهر هذه الظاهرة بشكل فج، الأمر الذي يمثل جريمة على المستويين الاجتماعي والقانوني، ويشوه المظهر الحضاري للمجتمعات.
بل إن الأمر لم يقتصر على التسول في الأماكن العامة، بل تعداه إلى اقتحام العمارات السكنية وطرق أبواب المنازل، وهو ما يزيد من خطورة هذه الظاهرة وانعكاساتها على الأمن المجتمعي، ويطرح تساؤلات حول مدى جدية التصدي لها قانونيًا وأمنيًا.
تعريف التسول في المفهوم الشرعي والقانونييُعرّف التسول بأنه استجداء الناس في الطرق والأماكن العامة باستخدام أساليب تُثير الشفقة وتستدر العطف، وهو من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تنتشر في مختلف المجتمعات. وقد تصدت له معظم التشريعات القانونية في العالم، وأولته اهتمامًا خاصًا نظرًا لتأثيراته السلبية على الأمن والسلم المجتمعي.
وفي هذا السياق، يشدد الإسلام على النهي عن سؤال الناس دون حاجة، كما جاء في قوله تعالى: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (البقرة: 273).
وقد حثت السنة النبوية كذلك على الكف عن السؤال إلا لحاجة ماسة، وجعلت الكفاف والعفة من مظاهر كمال الإيمان.
إحصائيات صادمة: ملايين المتسولين حول العالمبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن مركز مكافحة الجريمة، فقد بلغ عدد المتسولين على مستوى العالم ملايين الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، من الشيوخ إلى الشباب، من الرجال والنساء، الذين يجوبون الشوارع لطلب المال بطرق مباشرة وغير مباشرة، مستخدمين في كثير من الأحيان وسائل الغش والخداع لجذب تعاطف الناس.
ويجد العديد من المتسولين في "الشحاتة" وسيلة سهلة للربح السريع دون مشقة أو عناء، خاصة في ظل تعاطف المارة مع كبار السن أو النساء، وهو ما أثبتته وقائع تم ضبطها من قبل الجهات الأمنية، وكشفت أن بعض هؤلاء يمتلكون ممتلكات ومبالغ مالية ضخمة، ويزاولون التسول كمهنة مستمرة لا حاجة حقيقية لها، مدفوعين بغياب الوازع الديني والرقابة المجتمعية.
القانون المصري يواجه ظاهرة التسول منذ 1933وفي مواجهة هذه الظاهرة، كان للمشرع المصري موقف حاسم منذ عشرات السنين، حيث صدر القانون رقم 49 لسنة 1933 لمكافحة التسول، وتضمن نصوصًا صريحة لتجريم التسول وفرض العقوبات على من يثبت عليه الفعل.
وجاءت المادة الأولى من القانون لتنص على معاقبة كل من يتسول في الطريق العام وهو صحيح البنية، ذكراً كان أو أنثى، يبلغ من العمر 15 سنة أو أكثر، بالحبس مدة لا تتجاوز شهرين.
كما نصت المادة الثانية على الحبس لمدة لا تتجاوز شهرًا لكل شخص غير قادر بدنيًا على العمل، إذا وجد متسولًا في مدينة أو قرية توجد بها ملاجئ وكان من الممكن له الالتحاق بها.
أما المادة الثالثة، فقد شددت العقوبة إلى الحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور، في حال ثبوت أن المتسول يتظاهر بجروح أو يستخدم وسائل خداع أو غش لكسب تعاطف الجمهور.
ووفقًا لـ المادة الرابعة، يُعاقب بذات العقوبة كل من يدخل دون إذن إلى منزل أو محل بهدف التسول، وهو ما يعكس شمول القانون لأشكال التسول كافة، بما فيها اقتحام الأماكن الخاصة.
جهود أمنية متواصلة: آلاف القضايا في شهر واحدوفي خطوة ميدانية حازمة، واصلت وزارة الداخلية المصرية شن حملات أمنية مكثفة في مختلف المحافظات لمكافحة التسول. وأسفرت جهود هذه الحملات خلال شهر مايو 2025 عن ضبط 21,455 قضية تسول في شوارع وميادين مصر، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين، في محاولة لفرض النظام واستعادة المظهر الحضاري للشارع المصري.
بين القانون والدين.. مسؤولية مشتركةرغم الجهود القانونية والأمنية، فإن القضاء على ظاهرة التسول يتطلب تعاونًا مجتمعيًا شاملاً، يقوم على تعزيز القيم الدينية والأخلاقية، ورفع الوعي لدى الأفراد بعدم تشجيع المتسولين، والحرص على توجيه الصدقات إلى مستحقيها الحقيقيين عبر الجمعيات الموثوقة.
كما يجب على المؤسسات المعنية بالدولة، لا سيما وزارات التضامن والتنمية المحلية والداخلية، أن تعمل على وضع خطط استراتيجية لاحتواء هذه الظاهرة من جذورها، وذلك من خلال توفير بدائل اقتصادية واجتماعية للمتسولين الحقيقيين، وملاحقة المتسولين المحترفين قانونيًا، حفاظًا على أمن المجتمع وصورته الحضارية.
وفي هذا السياق، شدد الخبير القانوني والمحامي بالنقض، سيد القصاص، على أن التسول "لم يعد حالة فردية استثنائية، بل بات ظاهرة منظمة يديرها بعض الأشخاص كوسيلة للربح السريع"، لافتًا إلى أن هذه الممارسة تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون المصري بموجب القانون رقم 49 لسنة 1933 الخاص بمكافحة التسول.
عقوبات التسول في القانون المصريأضاف المستشار سيد القصاص، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن القانون المصري يعاقب على التسول عبر عدة مواد قانونية، أبرزها الحبس مدة لا تتجاوز شهرين لكل شخص صحيح البنية (ذكرًا كان أو أنثى) يبلغ 15 عامًا أو أكثر يتسول في الطريق العام، والحبس لمدة لا تزيد عن شهر لمن هو غير صحيح البنية، وكان بإمكانه اللجوء إلى إحدى الملاجئ ولم يفعل، والحبس لمدة تصل إلى ثلاثة شهور لكل من يستخدم وسائل احتيالية كالجروح أو العاهات لاكتساب عطف الجمهور، كما أن العقوبة ذاتها تطبق على من يدخل أي منزل أو محل بغرض التسول دون إذن.
ولفت القصاص، إلى أن المواجهة القانونية لم تكن كافية وحدها، بل اتخذت الدولة المصرية خطوات تنفيذية حاسمة لمواجهة الظاهرة، حيث تطلق الدولة ممثلة في وزارة الداخلية حملات أمنية مكثفة باستمرار لمكافحة ظاهرة التسول والقضاء عليها.
ويؤكد القصاص أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في توقيع العقوبة، بل في إغلاق الأبواب التي يُتخذ منها التسول ذريعة، سواء كانت جهلًا أو فقرًا أو غيابًا للعدالة الاجتماعية، مشددًا على أن تكافل المجتمع مع جهود الدولة هو السبيل الفعلي للقضاء على هذه الظاهرة المشينة.