أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، أنّ النصر على حركة حماس مجرد وهم خطير، مضيفة أنّ "الواقع معقد جدا، وفي العديد من الحالات ليس لدينا الأدوات أو الوقت لفهم الصورة الكاملة".

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب يوآش بن إليعازر، أنّ "الواقع الإسرائيلي، المليء بالتعقيدات والديناميكيات، يثبت لنا ذلك مرة تلو الأخرى: طرد الفلسطينيين من لبنان كان يعتبر آنذاك إنجازًا، ولكنه أدى إلى صعود حزب الله والمحور الشيعي".



وتابعت: "انسحاب غزة بدا خطوة شجاعة وصحيحة، ولكنه أصبح أرضًا خصبة لتسليح حماس وملحمة 7 أكتوبر. هجوم حماس كان كارثة مروعة، ولكن غياب التنسيق مع المحور الشيعي في الشمال ربما منع كارثة أكبر، وأدى إلى انهيار المحور".



وذكرت أن "انهيار المحور الشيعي في الشمال يُعتبر نجاحًا كبيرًا، لكن هل الذي سيملأ الفراغ الذي تم إنشاؤه سيكون أقل خطرًا؟ التهم الموجهة ضد بنيامين نتنياهو، التي بدت كبداية لتغيير، أدت إلى إقامة حكومة يُنظر إليها من قبل الكثيرين على أنها راديكالية وضارة. العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة تعتبر فرصة جيدة لإسرائيل، لكن من يضمن أنها لن تؤدي في المدى البعيد إلى مشاكل أكبر؟".

ولفتت "معاريف" إلى أن الحاجة الإسرائيلية للحكم "تنبع من رغبتنا في شعور باليقين. عندما نقول "هذا جيد" أو "هذا سيء"، نحن نحاول فرض النظام على عالم فوضوي وإيجاد منطق في واقع متغير. لكن الحياة ليست ثابتة. الواقع ديناميكي، وما يبدو اليوم كنجاح قد يتبين كفشل – والعكس صحيح".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية النصر حماس غزة معاريف حماس غزة الاحتلال النصر معاريف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

طنِّش تعِش!

 

 

د. ابراهيم بن سالم السيابي

في عالمنا اليوم، ومع تطوّر وسائل التواصل وتعدُّد قنوات الاتصال، أصبح التواصل في بعض الأحيان أمرًا شبه مستحيل! نعم، رغم كل هذه السهولة التقنية، صار الحديث مع الآخرين أكثر تعقيدًا. قد تراسل أحدهم في انتظار رد، ولكن لا يأتيك جواب. بل قد تضطر لملاحقته برسالة تلو أخرى، فقط لتسمع في داخلك صدى "التطنيش" يتردد. المكالمات تذهب سُدى، والرسائل لا تجد طريقًا إلى الرد، وكأنك لا تساوي شيئًا. هذا ليس استثناءً؛ بل واقعًا يعيشه كثيرون، حتى في تواصلنا مع من كنا نعتقد أنهم الأقرب إلينا، أصبحت اللامبالاة هي السائدة، وبدلًا من أن يكون التواصل وسيلة لتقريب المسافات، تحوّل "التطنيش" إلى أداة لبناء جدران بيننا وبين من حولنا. لكن السؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: ماذا يعني "التطنيش"؟ هل هو مجرد تجاهل؟ أم أنه بداية لتفكك علاقات كانت دافئة وأصبحت باردة فاترة؟ المشكلة الحقيقية تكمن في أن بعض الناس يظنون أن "التطنيش" نوعٌ من القوة أو التميّز، لكن، هل تكون قوة الإنسان في تجاهله للآخرين؟ وهل العلو يكون بأن ننسى من حولنا ونتصرّف وكأننا أفضل منهم؟ البعض يضع معايير يصنّف الناس بناءً عليها، والمشكلة أن هؤلاء المصنِّفين أنفسهم لا يملكون في كثير من الأحيان الأدوات لتعديل هذه التصنيفات، ولا حتى القدرة على تغيير تلك المعايير، التي تضع "المصلحة" في أعلى قائمتها. ويغفلون عن حقيقة بسيطة: نحن جميعًا بشر، نعم، كلنا لدينا احتياجات ومشاعر، وكل واحد منا قد يمر بلحظة يحتاج فيها إلى حتى مجرد كلمة طيبة، أو اهتمام صادق، أو حتى مجرد محادثة خفيفة من شخص يشعره بأنه مهتم بأمره. وأحيانًا، حين تتواصل مع أحدهم، يظن أنك تطلب منه مصلحة أو منفعة، لكن، ماذا يضيره لو ساعدك؟ أليس هذا من جوهر ما علّمنا إيّاه ديننا الحنيف؟ ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: "ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا"؟ فالمساعدة، إن كانت في حدود المقدرة، ليست عبئًا، بل فرصة لكسب الأجر وزيادة البركة في الحياة. ولكن، هل بدأنا بتقييم أنفسنا أولًا؟ هل تأمّلنا في طريقة تعاملنا مع الآخرين؟ هل نستحق فعلاً أن نتوقع منهم حسن الظن، بينما نحن من يبني الجدران بينهم وبيننا؟ هل تقييمنا لأنفسنا نابع من قيمنا وأخلاقنا، أم أننا فقط ننتظر من الآخرين أن يعطونا ما نريد دون أن نمنحهم ما يستحقون؟ فالثقة بالنفس ليست في التكبر أو التقليل من شأن الآخرين، بل في أن تكون واثقًا بمكانتك، قادرًا على التعامل مع الجميع بتواضع واحترام، وليس هناك أجمل من أن تترك أثرًا طيبًا في حياة الآخرين، لأن هذا الأثر هو ما سيبقى، بعد أن تزول الألقاب، وتفنى الأموال، وتغيب المكانة. هل فكّرنا يومًا أن تصرفاتنا قد تكون الفارق بين إنارة يوم شخص ما أو تحطيم معنوياته؟ أن كلمة طيبة، أو لمسة اهتمام بسيطة، قد تغيّر حياة إنسان؟ لهذا، علينا أن نعامل من حولنا بلطف، لا بدافع المصلحة؛ بل انطلاقًا من قيمنا التي نؤمن بها. في النهاية، الأثر الطيب هو ما يدوم، هو ما يُخلَّد في قلوب الناس، ويُذكَر عنا حين تتبدّل الأحوال أو نرحل للأبد عن هذا العالم، لكن هذا لا يعني أن نكون في خدمة الآخرين على حساب أنفسنا، بل أن نتصرف بأخلاق تُظهر احترامنا وإنسانيتنا، وكلما عاملنا الناس بهذه الروح، عشنا حياةً أكثر سعادة ودفئًا. ويجب أن ندرك أن "التطنيش" ليس مجرد تجاهل عابر؛ بل هو بداية لهدم جسر كان يربطنا بالآخرين، وإن لم ننتبه، قد نجد أنفسنا في عزلة، بلا أثر، ولا وحب ولا ود لذلك، أيها القارئ الكريم، ردّ على من يناديك، أو يحاول أن يتواصل معك، ولو بكلمة تُجبر الخاطر، ولا تتجاهل أحدًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • طنِّش تعِش!
  • ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة
  • وزير الطاقة المهندس محمد البشير: اتفقتُ مع نظيري التركي السيد ألب أرسلان بيرقدار على تزويد سوريا بـ6 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يومياً، عبر خط نقل كلّس–حلب، بما يسهم في زيادة ساعات تشغيل الكهرباء وتحسين واقع الطاقة في سوريا. (تغريدة عبر X)
  • عاجل. إطلاق صاروخ من اليمن يؤدي لتعليق حركة الطيران في مطار بن غوريون وإلغاء مبارات كرة القدم
  • عملية جراحية كبرى بمستشفيات جامعة الفيوم: استئصال ورم سرطاني معقد من عظام الوجه
  • رسالة عاجلة من حركة حماس إلى بابا الفاتيكان الجديد
  • فرنجية: المحور تلقى ضربة قوية.. لكن حزب الله لم ينتهِ
  • باكستان: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟
  • عاجل. الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من عالم السينما إلى الواقع؟
  • بعد حادثة إطلاق الصواريخ... هذا ما أعلنه ممثل حركة حماس في لبنان