القمة العالمية للحكومات.. منتدى تصفير البيروقراطية الحكومية يبحث تبسيط العمل الحكومي
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
احتضن منتدى تصفير البيروقراطية الحكومية، أحد منتديات القمة العالمية للحكومات 2025، التي تختتم أعمالها اليوم في دبي، مجموعة من الجلسات شارك فيها خبراء ومسؤولون حكوميون، تحدثوا فيها عن أهمية الارتقاء بمستوى فعالية الإجراءات الحكومية، وتعزيز ريادة العمل الإداري والاحتفاء بأفضل الممارسات والنماذج التي تقدم الخدمات، معتبرين تصفير البيروقراطية درباً لا محاد عنه للحكومات الجادة.
وافتتح المنتدى بكلمة رئيسية تحدثت فيها سعادة هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الإستراتيجية، استعرضت خلالها تجربة الإمارات وتخصيص حكومتها برنامجاً متكاملاً لتصفير البيروقراطية في الوزارات والإدارات، يستهدف تحقيق الكفاءة والريادة ومواكبة التنافسية العالمية،
وأضافت أنه قبل أيام تم إعلان الفائزين بجائزة “تصفير البيروقراطية الحكومية” في دورتها الأولى ، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، لتطوير نموذج عمل حكومي مركزه المجتمع ومحوره الإنسان ، بما يكرس الشفافية والعمل الجاد، وهو أمر يستند في الإمارات إلى جذور راسخة من العمل الحكومي المرن، معربة عن تطلعها إلى شمولية أكبر ونقل التجارب والمعارف لتعزيز مثل هذه الممارسات الإدارية النموذجية.
وتبعت الكلمة الافتتاحية، جلسة بعنوان “تجارب وطنية ناجحة في التخلص من البيروقراطية”، استعرض فيها إنكوسي مزامو بوتيليزي وزير إدارة الخدمة العامة بحكومة جمهورية جنوب أفريقيا ، تجربة حكومة بلاده في توحيد الإجراءات الحكومية، والأنشطة الكبرى ضمن إطار رقمي موحد، ما عزز من الفاعلية الحكومية وانسيابية المعاملات وتسهيل الإجراءات وتعزيز كفاءة القطاع الحكومي واختصار الوقت، والقدرة على قياس الأداء والتطور.
من جانبه قال ليفان زورزولياني، رئيس التنظيم الإداري بالحكومة الجورجية، إن الممارسات الإدارية النموذجية تتغير بسرعة، وقد سلطت العولمة الضوء على التباينات في هذه الممارسات، موضحاً أن جورجيا قادت خلال السنوات الأخيرة تحولات اقتصادية كبيرة، ووجدت تكاملاً بين مختلف القطاعات، واستفادت من ثروة البيانات والذكاء الاصطناعي، لإحداث نهضة في الزراعة والسياحة والسفر والضرائب، وتقديم نماذج جديدة للعمل الحكومي.
من جهتها أضافت ألسا بيليشووسكي، مدير إدارة الحوكمة العامة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أن تصفير البيروقراطية يعزز حوكمة القطاع العام والأداء الحكومي، وتعمل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على تبادل وجهات النظر مع مختلف المنظمات العالمية والحكومات لتسهيل إجراءات حركة التمويلات وأمان الاستثمار، لأن البيروقراطية طاردة للأعمال التجارية، مؤكدة أن قليل من البيروقراطية وقليل من الأوراق هذا ما تحتاجه الحكومات لتطور سريع وفعال.
وناقشت جلسة “التبسيط الحكومي.. النهج الجديد في كفاءة الخدمات” ، سبل دمج مفاهيم تبسيط العمليات الحكومية كخطوة حيوية للحد من البيروقراطية في الحكومات حول العالم، وشارك في الجلسة المهندس شريف العلماء، وكيل الوزارة لشؤون الطاقة والبترول في وزارة الطاقة والبنية التحتية، الذي تحدث عن تلبية توقعات العملاء وتقليص الوقت والجهد والتركيز على إدارة العمليات ومرونة التشغيل، مثل العمل عن بعد، كأحد أهم آليات تصفير البيروقراطية، وكذلك تقوية كفاءة الخدمات الرقمية لتقليص الوقت والإجراءات.
من جهته أوضح سعادة المهندس محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية في حكومة دولة الإمارات ، أن التحول المعرفي والرقمي المبكر جعل الإجراءات الحكومية تتغير، وتم هذا التحول من خلال فرق عمل قوية تحمل قيماً موحدة لتلبية احتياجات المجتمع عبر سلاسل مرنة، وكان هناك تكامل بين القطاعين الخاص والحكومي، ودعم كل هذا بمواكبة تكنولوجية فاعلة تبسط العمل الحكومي وقريبة من المجتمع.
بدوره دعا مارك بوريس أندريجانيك، وهو خبير دولي في التحول الرقمي ووزير سابق في حكومة جمهورية سلوفينيا، إلى إلغاء الكثير من التعقيدات الهيكلية في التعامل الإداري، وتحويل العديد من الفرص إلى إنجازات وتطويرها والصعود بالخدمات الحكومية إلى مستويات جديدة.
وتناولت جلسة “الحكومات المبتكرة.. الحلول الفعالة لتبسيط العمل الحكومي” المتغيرات والاتجاهات العالمية، وعمل الحكومات على التطور والتجدد المستمر لمواكبة احتياجات المواطنين والمجتمع والشركات، مع ضمان الكفاءة والمساءلة والشفافية ، أشار فيها معالي ديميتريوس باباستيرجيو، وزير الحوكمة الرقمية في حكومة اليونان إلى التحولات الرقمية بعد جائحة “كوفيد” وتغيير الإجراءات واستخدام حكومة بلاده العديد من التطبيقات لتسهيل العمل وتقريب الخدمات، كما قامت العديد من الدول باعتماد حلول رقمية ومبتكرة رائدة بهدف إعادة تصميم العمليات الحكومية وإلغاء الإجراءات البيروقراطية وتقديم خدمات حكومية متميزة.
من جانبه أشار معالي إركي كيلدو، وزير الاقتصاد والصناعة في حكومة جمهورية إستونيا، إلى أن مفاتيح التنمية الحقيقية تكمن في تقريب الخدمات ومشاركة المجتمع في هذا الحراك التنموي، وتابع: “في أستونيا نتمتع بمجتمع شاب مليء بالشغف والتعلم، ومهتم بالتكنولوجيا، وهذه رافعات تنموية تعزز توجهاتنا لتحسين نمو بلادنا”.
بدوره قال إندي جوهر، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي في مجموعة مختبرات عالمية، إن التحولات الاقتصادية لها أثر على التعاملات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، لذلك كل الأطراف معنية بتقليص البيروقراطية، ما يتطلب شراكة بينها في تعزيز النظم والتشريعات والخطط التي تصنع فروقاً جوهرية في تغيير العمل الحكومي.
وفي جلسة “الحراك العالمي نحو تصميم الحكومة الفعالة”، أشار مارتن ليندستروم، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة لشركة ليندستروم، إلى العوائق التي تتسبب فيها البيروقراطية للمجتمعات والاقتصادات، وأثرها التنموي البعيد، وطالب بإعادة النظر والتفكير في الهياكل التي تتسم بالبيروقراطية، ورفع مشاركة أفراد المجتمع، وترسيخ ثقافة الابتكار، والتخلص من التعقيدات وتغيير العقليات، والتغلب على التحديات العميقة للممارسات البيروقراطية التي تكلف الاقتصادات والمجتمعات المحلية أثماناً باهظة، مؤكداً على المضي قدماً نحو النهوض والتطور، وعدم الاستهانة بالخطوات البسيطة.
كما شرحت جلسة “الإبداع في الإدارة الحكومية.. الاحتفاء بالممارسات الناجحة” مفهوم الإبداع في الإدارة الحكومية، مع التركيز على كيفية تصميم الهياكل الحكومية لتعزيز الإبداع وزيادة الكفاءة، وتحدث خلالها، تشارلز لاندري، وهو خبير في علم الاجتماع الحضري، وركز على الروابط المشتركة بين الابتكار والإدارة العامة، وطالب فيها بالابتكار في العمل الحكومي وتمكين الجهات الحكومية من تعزيز ثقافة الإبداع، وبناء أنظمة أكثر استجابة وقابلية للتكيف، وتعزيز ثقافة الكفاءة التي تُركز على توفير الوقت والجهد والموارد.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الغرفة تستكشف الفرص الاستثمارية وتبحث التعاون مع شركات التكنولوجيا الدولية بـ"القمة العالمية للموبايل"
مسقط- الرؤية
شاركت غرفة تجارة وصناعة عُمان ضمن وفد رسمي من سلطنة عُمان في فعاليات معرض القمة العالمية للموبايل (MWC)، الذي انطلق في مدينة شنغهاي بجمهورية الصين الشعبية. ويعد المعرض من أبرز الفعاليات الدولية المتخصصة في الاتصالات والتقنيات الرقمية، ويقام سنويا بمشاركة نخبة من كبرى الشركات العالمية والجهات الحكومية والخبراء في مجالات التكنولوجيا الحديثة، حيث يستعرض أبرز التوجهات المستقبلية في عالم الابتكار الرقمي.
وضم الوفد العُماني ممثلين من عدد من الجهات الحكومية، من بينها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة الإعلام، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، إلى جانب نخبة من المختصين ورجال الأعمال في مجالات الاتصالات والتحول الرقمي. واطلع الوفد خلال مشاركته على أحدث الابتكارات في مجالات تقنية المعلومات، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء.
وأشار المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة الغرفة، إلى أن مشاركة الغرفة تأتي انطلاقا من دورها كممثل للقطاع الخاص، وسعيها لتمكين المؤسسات العمانية ورواد الأعمال من مواكبة التحولات الرقمية العالمية، وفتح قنوات تواصل جديدة مع الشركات والمبتكرين في آسيا، والاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في مجالات الاقتصاد الرقمي والتقنيات المتقدمة.
وأضاف أن الغرفة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى استكشاف الفرص الاستثمارية والتجارية، وتبادل المعرفة حول التحول الرقمي، وبحث سبل التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية العاملة في الأسواق الصينية والآسيوية.
وأوضح الحوسني أن المشاركة في هذا الحدث العالمي تمثل فرصة استراتيجية للاطلاع على أحدث الحلول والتقنيات، وبناء شراكات مع جهات دولية متخصصة، بما يسهم في دعم الرؤية الوطنية للتحول الرقمي، وتنمية بيئة الابتكار، وتعزيز جاهزية المؤسسات العمانية لتبني التكنولوجيا الحديثة.
وتابع قائلا: "تتطلع الغرفة من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ حضور سلطنة عمان في المحافل التقنية الدولية، والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الرقمي الوطني، وتشجيع مؤسسات القطاع الخاص العماني على الانفتاح على الأسواق العالمية وتبني أفضل الممارسات التقنية".
من جهته، أشار الدكتور أمجد بن عامر الذهلي نائب رئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة، إلى أهمية مشاركة سلطنة عمان في مثل هذه المحافل الدولية، لما لها من دور كبير في تعزيز مكانة سلطنة عمان على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي، وربط الشركات العالمية بالشركات العمانية، وفتح آفاق التعاون مع رواد التكنولوجيا العالمية يسهم في نقل المعرفة، وتحفيز الابتكار، وتمكين المؤسسات الوطنية من التوسع والنمو في بيئة تقنية متقدمة. وزار الوفد مقر مدينة شركة هواوي للأبحاث والتطوير والابتكار بشنغهاي، حيث اطلع على أحدث التقنيات في مجال الاتصالات المستقبلية، بما في ذلك حلول الجيل القادم من أنظمة الاتصالات التي لا تزال في طور الاختبارات النهائية قبل طرحها في الأسواق العالمية، وتم عرض كيفية تصميم هذه الأنظمة لتتناسب مع البيئات المختلفة وظروف التشغيل المتنوعة.
وعلى هامش القمة، عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات مع عدد من المستثمرين والشركات العالمية الراغبة في توسيع أعمالها في سلطنة عمان، لا سيما في مجالات التقنيات اللوجستية، وإنترنت الأشياء، والتطبيقات الذكية، والميتافيرس، كما زار الوفد إحدى الشركات المتخصصة في صناعة أشباه الموصلات والشاشات التفاعلية، والتي تُستخدم في قطاعات متعددة مثل التعليم، والتطوير المهني، والصحة، والإعلان.