مشاركون في قمة الحكومات: تسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة للحكومات العربية
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
شارك وزراء ومسؤولون ورجال أعمال بارزون في المنطقة العربية، رؤاهم حول تعزيز الإنتاجية وتطوير الإدارة الحكومية في عصر التحولات الرقمية، وأفضل الحلول والآليات الكفيلة بتوظيفها في مضاعفة الإنتاجية وتعزيز مستويات الكفاءة، وذلك خلال منتدى الإدارة الحكومية العربية، الذي نظمته حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، التي استمرت ثلاثة أيام وتختتم اليوم في دبي.
حضر المنتدى معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومشاركة واسعة لنحو 200 من القيادات وصنّاع القرار في الحكومات العربية، ووزراء ومسؤولين ورجال أعمال بارزين، وخبراء في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والبيانات، وممثلين عن عدد من المنظمات الدولية.
وأكد المشاركون في المنتدى أن تسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بات ضرورة ملحة أمام الحكومات العربية لا تحتمل التأجيل، وركزوا على مواضيع إنتاجية القطاع الحكومي في العصر الرقمي، وأثر التحولات الرقمية في تطوير العمل الحكومي العربي وتحسين أدائه، وكيفية الاستفادة من حلولها المتقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها، في تعزيز الكفاءة والإنتاجية، ودعم التحول في الإدارة الحكومية.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، أن التطور المتسارع لقطاعات التكنولوجيا والحلول الرقمية يمثل فرصة ذهبية غير مسبوقة للحكومات، لتوظيفه والبناء على فرصه بما يسهم في مضاعفة الإنتاجية والارتقاء بمستويات الكفاءة الحكومية، مشيرة إلى أن القمة العالمية للحكومات تواصل للعام الرابع توفير منصة مفتوحة للوزارات والهيئات العربية المسؤولة عن التنمية الإدارية، لمشاركة الرؤى واستعراض قصص النجاح وتبادل الخبرات، بما يسهم في دعم منظومات الإدارة الحكومية العربية، ويمكنها من مواكبة التغيرات المتسارعة التي تفرضها الموجة الجديدة للتكنولوجيا.
من جهته تحدث معالي أحمد أبو الغيط في جلسة بعنوان "الرقمنة وإنتاجية الحكومات العربية"، عن المتغيرات الكبرى التي مرت بها المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، مؤكداً أن بعض الدول العربية وصلت إلى مكانة متقدمة وحققت قفزة واسعة في مسار التحول الرقمي، ما يعكس الرغبة في مواكبة التطورات السريعة والتحولات الجذرية في العالم.
وقال إن النجاح في تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة العربية، يتطلب حكومات قادرة على الابتكار، وتقديم خدمات ذات جودة عالية، مؤكدا أهمية المنتدى الذي يشكل منصة رائدة لاستكشاف حلول مبتكرة اعتماداً على التحولات الرقمية التي تعيد تشكيل واقع الحكومات والمجتمعات، ودوره في تسريع تبني التقنيات المتقدمة، لتحقيق تحول نوعي في الأداء الحكومي، ورفع كفاءة المؤسسات والحد من البيروقراطية، وتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص في مواجهة التحديات المستقبلية.
وفي جلسة بعنوان "مضاعفة الإنتاجية 100 مرة"، تحدث معالي المهندس أحمد بن سليمان الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وسعادة الدكتور ناصر الهتلان القحطاني المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية.
وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، أهمية إعادة النظر إلى مفهوم الإنتاجية من زاوية المتغيرات الجديدة، انطلاقاً من إدراك الفرصة الذهبية غير المسبوقة التي توفرها التكنولوجيا والتحول الرقمي لزيادة مستويات الإنتاجية بشكل متعاظم، سواء من خلال روبوتات المحادثة الفورية، أو المساعد الافتراضي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، أو إنجاز الأعمال الروتينية بالاستعانة بالتكنولوجيا وحلول الأتمتة. وتطرقت إلى نماذج عملية مبتكرة مطبقة في مجالات عمل متنوعة في حكومة دولة الإمارات.
من جهته، أكد معالي أحمد الراجحي أن موضوع الذكاء الاصطناعي ومستقبل الوظائف ما زال يأخذ حيزاً كبيراً من النقاش العالمي، والمطلوب أن يتم النظر إليه من منظور الفرص، مشيراً إلى أن أحدث تقرير حول مستقبل الوظائف توقع أن عدد الوظائف التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي سيصل إلى 150 مليون وظيفة، وعدد الوظائف التي ستختفي سيبلغ 90 مليوناً، وأن صافي الوظائف عام 2030 سيبلغ 78 مليون وظيفة جديدة.
وقال إن على الدول العربية المسارعة للحاق بالسباق العالمي للذكاء الاصطناعي، من خلال مواكبة متطلباته بالبنى التحتية المتقدمة والمنظومات التشريعية المرنة، مشيراً إلى أن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية، طبقت حلولاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي سرعت عمليات تحليل التناسب بين الباحث عن العمل وجهة التوظيف من أشهر إلى أيام، ورفعت دقة النتائج في وقت أقل بنسبة 90%.
من جهته، قال الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، إن التكنولوجيا والتحولات الرقمية يجب أن تؤخذ في سياق الخدمة العامة، وأن يكون هدفها خدمة المجتمع بالدرجة الأولى، مؤكداً أن تطوير القطاع الحكومي يمثل تحدياً قديماً جديداً سيتواصل ما دام التطور مستمراً.
وأشار إلى وجود دول عربية متقدمة جداً في تجاربها وإنجازاتها في المجال التكنولوجي، مؤكداً ضرورة تطوير رؤى متكاملة للأداء الحكومي المعزز بالتكنولوجيا. وأضاف أن المنظمة العربي للتنمية الإدارية شكلت فريقاً متخصصاً للعمل على دليل شامل يدعم الحكومات العربية في تشكيل منظومات حاضنة لتطبيق حلول التكنولوجيا ومواكبة متغيراتها المتسارعة.
وسلطت جلسة "حالة الإدارة الحكومية العربية في 2025: أين نحن من الإنتاجية؟" الضوء على تقرير الإدارة الحكومية العربية لعام 2025، الذي يقدم تحليلاً معمقاً حول مستويات الإنتاجية في الحكومات العربية، والتحديات التي تواجهها، والفرص المتاحة لتحقيق تحولات نوعية في الأداء الحكومي.
وتطرق الدكتور يسار جرار عضو مجلس الأمناء في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتورة منى دياب مديرة معهد تقنيات اللغة بجامعة كارنيجي ميلون، وراجي أسعد أستاذ التخطيط والشؤون العامة، جامعة مينيسوتا، وشكري عيد المدير العام لشركة "آي بي إم" في الخليج والمشرق العربي وباكستان، خلال الجلسة إلى توصيات مبنية على البيانات لتعزيز الإنتاجية والكفاءة، مع التركيز على الدور المتنامي للتقنيات الحديثة في تحسين الأداء المؤسسي، وتوظيف البيانات والتكنولوجيا في وضع سياسات حكومية أكثر كفاءة.
واستعرض المشاركون مخرجات التقرير بشأن تحسين إستراتيجيات الحكومات العربية في التخطيط والسياسات، ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز عمليات تحليل البيانات ودعم الإنتاجية الحكومية، وأهمية الشراكة مع القطاع الخاص في دعم التحول الرقمي، ومحورية الشراكات بين الحكومات والجامعات ومراكز الأبحاث لتعزيز إستراتيجيات التحول الحكومي.
وفي حوار تفاعلي، تناول نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم القابضة، رؤيته للإصلاح الإداري والتوظيف، وأكد أن سياسة الكفاءة في التوظيف تضمن للحكومات استدامة الإبداع، مشيراً إلى أنّ ما تضمه القطاعات الحكومية من ملايين الموظفين، يمكن تقليصه بنسب تتراوح بين 70 و80% دون أن يتأثر العمل، مع تبني سياسات واعية ومسؤولة تضمن مواجهة التحديات الناشئة عن تقليص أعداد الموظفين.
وقال ساويرس إن التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي يغيران المشهد، وإن على الحكومات أن لا تتردد في تبني التقنيات الحديثة.
وشهد المنتدى عقد جلسة حوارية مفتوحة بعنوان "مراكز البيانات: عقارات المستقبل" تحدث فيها حسين سجواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة "شركة داماك العقارية"، ودعا للتفكير خارج الصندوق للانتقال من العقارات إلى البيانات، وتناول متطلبات تحويل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، ودور القطاع الخاص في تهيئة البنية التحتية للبيانات.
وأضاف: "ما نسمعه يومياً عن الذكاء الاصطناعي لا يتجاوز 10% من التطور الحاصل في القطاع الذي سيحول نماذج أعمالنا، وإذا كانت التكنولوجيا والإنترنت غيرت في 40 سنة طريقة عملنا، فإن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرات مضاعفة في وقت قياسي".
وفي جلسة بعنوان "عربتيك: في خدمة الناس" تحدثت غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، في جمهورية مصر العربية، والتي تناولت إطلاق "كارت الخدمات الحكومية الموحد"، وسميرة الزعبي أمين عام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة للشؤون الإدارية والمالية في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في المملكة الأردنية الهاشمية، وتطرقت إلى مراكز الخدمات الحكومية الشاملة، فيما تطرق سعادة المهندس محمد بن طليعة رئيس الخدمات الحكومية لحكومة دولة الإمارات، إلى برنامج "تصفير البيروقراطية الحكومية".
وركزت الجلسة على تبادل المعرفة وأفضل الممارسات بين الدول العربية لتعزيز الكفاءة الحكومية، وتحقيق خدمات أكثر سرعة وسلاسة للمواطنين، وجهود الحكومات العربية في تقليل البيروقراطية، وتطرقت إلى دور التقنيات الحديثة في تسريع العمليات الحكومية وتبسيطها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التحول الرقمي القمة العالمية للحكومات الذكاء الاصطناعي دبي الإدارة الحکومیة العربیة الذکاء الاصطناعی الحکومات العربیة الدول العربیة التحول الرقمی العربیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم استفتاء شات جي بي تي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي .. أمين الفتوى يجيب
ورد إلى الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "ما حكم استفتاء شات جي بي تي وحكم استعمال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في معرفة الأحكام الشرعية والاستفتاء؟
وقال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في إجابته على السؤال، خلال تصريح تليفزيوني، إن قوله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) هو وسام يوضع على قلب كل مسلم، يكون ينير له الطريق ويرشده إلى الوقت الصحيح لطلب السؤال عن الحكم الشرعي والشخص الذي سيسأله عن هذا الحكم الذي يحتاجه.
وأشار إلى أن شات جي بي تي، ليس من أهل الذكر الذين نأخذ منهم الأحكام الشرعية في الإسلام، فتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد تجيب عن شئ بديهي في الأحكام الشرعية أما أننا نأخذ منها كل الأحكام وبالأخص مسائل الطلاق فلا يجوز ذلك لأن هذه المسائل تحتاج إلى أهل الذكر المتخصصين في الفتوى.
وأشار إلى أن صحابة رسول الله أنفسهم كانوا لا يفتون في الأمور الدينية إذا ابتعدوا عن المدينة، فإذا عادوا إلى المدينة سألوا النبي عن الحكم الشرعي ليأخذوا الإجابة منه.
واستشهد بما روي عن أبي سعيد الخدري قال نزلنا منزلا فأتتنا امرأة فقالت إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق فقام معها رجل منا ما كنا نظنه يحسن رقية فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ فأعطوه غنما وسقونا لبنا فقلنا أكنت تحسن رقية فقال ما رقيته إلا بفاتحة الكتاب قال فقلت لا تحركوها حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال ما كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم معكم.