مصادر تكشف لـCNNعن تحذير الاستخبارات الأمريكية بشأن احتمالية استهداف إسرائيل لمنشآت نووية إيرانية في 2025
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
(CNN)-- كشفت مصادر، لشبكة CNN، أن الاستخبارات الأمريكية حذرت مؤخرا كلا من إدارتي الرئيس السابق جو بايدن وخليفته دونالد ترامب من أن إسرائيل ستحاول على الأرجح ضرب منشآت أساسية للبرنامج النووي الإيراني في 2025.
ويتعارض استعداد إسرائيل لاستخدام القوة العسكرية مع رغبة ترامب الحالية في التوصل إلى اتفاق سلام مع طهران، وتحذر الاستخبارات الأمريكية من أن توجيه ضربات كبرى ضد المنشأت النووية الإيرانية قد يزيد من خطر اندلاع حرب واسعة في الشرق الأوسط.
وبشكل عام، لا تزال إسرائيل تسعى أيضًا إلى تحقيق الهدف الأوسع المتمثل في التسبب في تغيير النظام في إيران، وفقًا لأحد التقارير الاستخباراتية الأمريكية الأخيرة.
وسوف يذهب هذا الإجراء الذي تفكر إسرائيل في اتخاذه إلى مستوى أبعد من ضرباتها على أهداف عسكرية في إيران العام الماضي رداً على الهجمات الصاروخية الباليستية التي شنتها طهران على إسرائيل والتي قالت إنها كانت رداً على مقتل زعيم حزب الله الراحل حسن نصرالله في بيروت.
وكان ترامب صرح بأنه يريد إبرام اتفاق نووي مع طهران، وهو الهدف الذي من شأنه أن يؤجل - في الوقت الحالي على الأقل - العمل العسكري الإسرائيلي.
وقال الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي إنه يفضل "اتفاق سلام نووي" على العمل العسكري المشترك مع إسرائيل الذي من شأنه أن "يفجر إيران إلى أشلاء".
وأضاف ترامب في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية: "أود إبرام صفقة مع إيران بشأن الأسلحة غير النووية، وأفضل ذلك على قصفها".
وقال مسؤولون إيرانيون في وقت سابق من هذا الشهر إنهم لم يتصلوا بإدارة ترامب بشأن المحادثات.
وتواصلت شبكة CNNمع السفارة الإسرائيلية في واشنطن للتعليق.
ورفض مسؤول في البيت الأبيض التعليق، مستشهدا بـ"قضايا استخباراتية".
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من أورد عن تقييمات الاستخبارات الأمريكية.
إسرائيل تحتاج إلى مساعدة أمريكية
قال مصدران مطلعان على الاستخبارات إن تقرير استخباراتي أمريكي واحد على الأقل أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في الأسابيع الأخيرة، يشير إلى أن نية إسرائيل هي تدمير كل من المنشآت النووية الإيرانية وكذلك قدرتها على الصواريخ الباليستية، وأن الهدف النهائي لإسرائيل يظل إسقاط النظام الإيراني.
ووفقا للمصادر، المشكلة التي تواجه التخطيط العسكري الإسرائيلي أنها لا تملك القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني دون مساعدة أمريكية، بما في ذلك التزود بالوقود في الجو والقنابل اللازمة لاختراق المنشآت في أعماق الأرض، وهي الحاجة التي تنعكس أيضًا في تقرير الاستخبارات الأمريكية الأخير.
وقال مسؤول كبير سابق في إدارة بايدن إن إسرائيل "تدرس باستمرار" خياراتها لضرب إيران، وأضاف: "إذا كنت تريد القيام بهجوم حقيقي وشامل حيث تقضي على كل شيء، فإن الولايات المتحدة فقط هي القادرة على القيام بذلك".
ولكن تقييم الاستخبارات الأمريكية يسلط الضوء على حقيقة مفادها أن حسابات ترامب بشأن إيران من المرجح أن تواجه ضغوطا من اتجاهات متعددة، بما في ذلك رغبة إسرائيل في القيام بعمل عسكري إضافي ضد إيران.
فخلال فترة ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة الرئيس الأسبق بارام أوباما مع طهران وأمر بشن ضربة بقيادة الولايات المتحدة على قائد "فيلق القدس" السابق التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني، في 2020، وهما إجراءان يشيران إلى أن رغبة ترامب المعلنة حاليا في اتباع الدبلوماسية مع إيران قد لا تدوم في نهاية المطاف.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول قائد أجنبي يدعوه ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، والاثنان حليفان سياسيان قويان.
ومع جلوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بجانبه، اقترح ترامب إبعاد الفلسطينيين بشكل دائم من غزة حتى يمكن إعادة بنائها، وهو الاقتراح الذي كسر بشكل حاد السياسة الأمريكية التقليدية بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن نتنياهو رحب به، وقال إن ترامب لديه "رؤية ثورية وإبداعية كانت أفضل بكثير لدولة إسرائيل".
ويبقى أن نرى كيف سيستغل نتنياهو علاقته بالرئيس بشأن قضية إيران.
وتقول إسرائيل إنه يجب أن تستغل حالة طهران الضعيفة، وفي الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، أثار المسؤولون الإسرائيليون فكرة الضربات مع مسؤولي إدارة بايدن في عدد قليل من المناسبات على الأقل، بحجة أنه يجب عليهم الاستفادة من حالة إيران الضعيفة والذهاب إلى أبعد من ذلك، واستهداف برنامجها النووي، وفقًا لما قاله مسؤول كبير سابق في إدارة بايدن لشبكة CNN.
وترك قصف إسرائيل في 25 أكتوبر/ تشرين الاول 2024 لمنشآت إنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية الإيرانية - جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد الضعيف بسبب العقوبات وتدمير إسرائيل لوكلاء إيران الإقليميين - طهران في أضعف موقف عسكري لها منذ عقود.
ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل لم تستهدف أي منشآت نووية إيرانية في أكتوبر، وحذر بايدن إسرائيل من ذلك وقال علنًا إنه إذا أرادت إسرائيل أن ترد على إيران فيجب أن يكون الرد"بشكل متناسب" بعد القصف الإيراني لإسرائيل في الأول من، والذي شمل حوالي 200 صاروخ باليستي لكنه أحدث أضرارًا محدودة.
وأرادت إسرائيل أن تذهب إلى أبعد من ذلك، فقد قدرت الاستخبارات الأمريكية في الخريف الماضي أن إسرائيل كانت تفكر في شن هجمات على المواقع النووية على أمل أن يقنع الضغط العام في الولايات المتحدة إدارة بايدن بالانضمام إليها، وفقًا لما قاله شخص مطلع على المعلومات الاستخباراتية لشبكة CNN.
وقال المسؤول الكبير السابق إن إدارة بايدن كانت منفتحة على الفكرة، واستكشفت إلى حد ما ما إذا كان نجاح الضربات الإسرائيلية في أكتوبر ضد أهداف غير نووية في إيران قد فتح فرصًا جديدة.
لكن هذه المناقشات بين المسؤولين الإسرائيليين وبايدن توقفت بعد فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث تم اتخاذ قرار بعدم شن ضربات عسكرية استباقية خلال فترة الانتقال، كما أضاف المسؤول السابق.
وفي ذلك الوقت، اتفق المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على أن أي تحرك من جانب إيران لتحريك برنامجها للأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري، ولم يروا أي دليل على تحول في موقف إيران قبل أن يتولى ترامب منصبه، وفقًا لمصادر.
كما كانت إسرائيل تعلم أنها ستتنافس مع إدارة جديدة من المرجح أن ترغب في التوصل إلى اتفاق، وقد حولت بالفعل تركيزها نحو التعامل مع فريق ترامب الانتقالي لكن رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق لا يبدو أنها خففت من رغبة إسرائيل في اتخاذ إجراءات عسكرية إضافية ضد إيران للاستفادة من الدمار الذي لحق بها خلال جولتها الأخيرة من الضربات في نهاية أكتوبر.
ويشير التقييم الاستخباراتي الأمريكي الأحدث إلى أن إسرائيل لم تحدد ما إذا كانت ستحاول تنفيذ ضربات باستخدام طائرات عسكرية أو صواريخ بعيدة المدى، لكن أي خيار من الخيارين سيسعى إلى الاستفادة من قدرات الدفاع الجوي الإيرانية المتدهورة، وفقًا لمصدرين.
ولكن التقرير وصف أيضًا كيف أن مثل هذه الضربات لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني بشكل طفيف ولن تكون علاجًا شاملاً لإنهائه، وفقًا لأحد هذه المصادر.
وعين ترامب مؤخرًا مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، للإشراف على الجهود الدبلوماسية مع إيران.
ويُنظر إلى ويتكوف على نطاق واسع على أنه "صانع صفقات"، على النقيض من "الصقور المتشددين ضد إيران" الذين أحاط ترامب نفسه بهم خلال ولايته الأولى.
حتى قبل توليه منصبه، عمل ويتكوف مع نظيره في إدارة بايدن على إبرام وقف إطلاق النار في غزة، والذي يواصل إدارة المفاوضات بشأنه.
كما نأى ترامب مؤخرًا بنفسه عن المسؤولين السابقين الذين دفعوا بموقف أكثر عدوانية تجاه إيران، مثل برايان هوك، الذي اعتُبر رحيله علامة أخرى على اهتمام الرئيس الأمريكي باتباع نهج أكثر دبلوماسية.
في الوقت نفسه، ينظر بعض المسؤولين إلى قرار ترامب بتجريد المسؤولين السابقين من تصاريحهم الأمنية، على الرغم من أنهم ما زالوا يواجهون تهديدات من إيران لدورهم في قتل سليماني، على أنه نتيجة لموقفه المتغير.
ولكن ترامب لم يكشف بعد على وجه التحديد عن الشكل الذي ستبدو عليه العلاقات الأمريكية مع طهران بعد أن ارتفعت التوترات إلى مستويات غير مسبوقة مع إسرائيل في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
أمريكاإسبانياإيرانلبنانالإدارة الأمريكيةالاتفاق النووي الإيرانيالبرنامج النووي الإيرانيالحرس الثوري الإيرانيالحكومة الإسرائيليةجو بايدندونالد ترامبقاسم سليمانينشر الجمعة، 14 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الاتفاق النووي الإيراني البرنامج النووي الإيراني الحرس الثوري الإيراني الحكومة الإسرائيلية جو بايدن دونالد ترامب قاسم سليماني الاستخبارات الأمریکیة النووی الإیرانی إدارة بایدن أن إسرائیل إسرائیل فی مع طهران
إقرأ أيضاً:
بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية.. من يملك السلاح الأقوى بين الدول التسع؟
في عالم لا يزال يعاني من اضطرابات سياسية وتوترات عسكرية، تبقى الأسلحة النووية العامل الأشد حساسية في معادلات الردع والتهديد. ومع أن معاهدة عدم الانتشار النووي تهدف إلى الحد من انتشار هذه الأسلحة، فإن الواقع يفرض وجود تسع دول تمتلك قدرات نووية متفاوتة، بعضها معلن والبعض الآخر يُحاط بالغموض. فما هي هذه الدول؟ ومن منها يملك السلاح الأقوى؟ وكيف يتوزع التهديد النووي حول العالم؟
القوى النووية الخمس الكلاسيكيةالولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة، تُعرف بالدول الخمس "الأصلية" المالكة للسلاح النووي. وقد كانت هذه الدول أول من امتلك القنبلة النووية، وهي جميعها موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
تنص هذه المعاهدة على التزام الدول غير النووية بعدم السعي لتطوير أو الحصول على سلاح نووي، مقابل التزام الدول النووية بالتفاوض بنية حسنة لنزع السلاح تدريجياً. ومع ذلك، تُظهر الأرقام أن الترسانات النووية لا تزال قائمة، بل تشهد أحياناً تحديثاً مستمراً.
خصمان نوويان خارج المعاهدة.. الهند وباكستانفي جنوب آسيا، تسير الهند وباكستان خارج مظلة المعاهدة. لم توقع أي من الدولتين على الاتفاقية، وبدأ سباق التسلح النووي بينهما منذ أن أجرت الهند أول تجربة نووية عام 1974، تبعتها تجارب متسارعة عام 1998، دفعت باكستان للرد بتجارب مماثلة خلال أسابيع. يشكّل هذان الخصمان الإقليميان بؤرة توتر نووي دائمة، خصوصاً في ظل النزاع المستمر حول إقليم كشمير.
كوريا الشمالية.. التهديد المنعزلانضمت كوريا الشمالية إلى المعاهدة عام 1985 لكنها انسحبت منها عام 2003، متهمة الولايات المتحدة بـ"العدوان". منذ عام 2006، بدأت بيونغ يانغ سلسلة من التجارب النووية المثيرة للقلق، لتصبح اليوم من أكثر الدول غموضاً وخطورة في الملف النووي العالمي.
إسرائيل.. الغموض النوويتحتفظ إسرائيل بسياسة "الغموض النووي"، إذ لم تعترف يوماً بامتلاك سلاح نووي ولم توقّع على المعاهدة. ومع ذلك، تُقدّر منظمات دولية عديدة امتلاكها ما يقارب 90 رأساً نووياً، ما يجعلها قوة نووية فعلية رغم غياب الاعتراف الرسمي.
إيران.. بين الشكوك والضماناتإيران تُصرّ على سلمية برنامجها النووي، وتنفي سعيها إلى تطوير سلاح نووي. غير أن تخصيبها لليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% أثار قلقاً دولياً، خصوصاً أن النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي تبلغ 90%. حتى الآن، لا توجد أدلة قاطعة تؤكد امتلاك طهران لقنبلة نووية، لكن الشكوك مستمرة.
توزيع الرؤوس الحربية النووية عالميًاوفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) الصادر في يناير، جاء توزيع الرؤوس الحربية النووية التسع كالتالي:
روسيا: 4309 رأساً
الولايات المتحدة: 3700 رأس
الصين: 600 رأس
فرنسا: 290 رأس
المملكة المتحدة: 225 رأس
الهند: 180 رأس
باكستان: 170 رأس
إسرائيل: 90 رأس
كوريا الشمالية: 50 رأساً (تقديريًا)
العالم اليوم يقف أمام توازن هش تُشكّله رؤوس نووية قادرة على إبادة مدن بأكملها خلال دقائق. وبين اتفاقيات دولية تهدف للحد من هذه القدرات، وواقع يثبت استمرار سباق التسلح، يبقى السلاح النووي التهديد الأكبر للسلم العالمي.