الميكروبات الخارقة تخسر أمام العلم والضوء وقليل من التوابل
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
في عام 2017، توفيت امرأة دخلت مستشفى في نيفادا بسبب الالتهاب الرئوي بسبب فشل الأعضاء المتعددة والإنتان. السبب؟ سلالة من البكتيريا المقاومة لـ 26 مضادا حيويا مختلفا.
تشكل هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والمعروفة باسم الميكروبات الخارقة، تهديدا صحيا عالميا خطيرا ومتزايدا.
في مكافحة مسببات الأمراض الخطيرة هذه، اكتشف الباحثون في جامعة "تكساس إيه آند إم" أداة جديدة محتملة - الكركمين، المركب الطبيعي الذي يعطي الكركم لونه الأصفر الساطع، بحسب موقع "scitechdaily.
وجدت دراستهم أنه عندما تستهلك البكتيريا الكركمين ثم تتعرض للضوء، تحدث تفاعلات ضارة داخل الميكروبات، مما يؤدي في النهاية إلى قتلها.
يقلل هذا النهج من عدد السلالات المقاومة للمضادات الحيوية ويستعيد فعالية المضادات الحيوية التقليدية.
ونُشرت النتائج في التقارير العلمية.
يذكر أنه قبل المضادات الحيوية، كانت الأمراض المعدية السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة في جميع أنحاء العالم، لكن مع ظهور هذه الأدوية المنقذة للحياة، زاد متوسط عمر الإنسان بمقدار 23 عاما في المتوسط.
في العقود القليلة الماضية، وبينما وصل اكتشاف المضادات الحيوية الجديدة إلى مرحلة الثبات، أصبحت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر شيوعا في نفس الوقت، مما أدى إلى دخول عصر الميكروبات الخارقة، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (MRSA)، والمكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين، والالتهاب الرئوي، والتي يصعب علاجها جميعا.
في الواقع، من المتوقع أن تصبح الأمراض المعدية الأسباب الرئيسية للوفاة البشرية مرة أخرى، حيث تودي بحياة ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنويا.
قال الدكتور فانديرلي باغناتو، أستاذ في قسم الهندسة الطبية الحيوية والمؤلف الرئيسي للدراسة: "عندما تبدأ البكتيريا في مقاومة المضادات الحيوية التقليدية، فإننا نواجه ما نسميه كارثة المضادات الحيوية. للتغلب على هذا التحدي، نحتاج إلى طرق بديلة إما لقتل الميكروبات الخارقة أو إيجاد طريقة جديدة لتعديل العمليات الطبيعية داخل البكتيريا حتى تبدأ المضادات الحيوية في العمل مرة أخرى".
تُظهر البكتيريا تباينا طبيعيا داخل مجموعة سكانية معينة. يؤدي هذا التنوع إلى إحداث اختلافات في سلوكيات الخلايا، بما في ذلك الاستجابة للمضادات الحيوية، والتي يمكن أن تساهم بشكل مباشر في مقاومة العلاج إذا نجت بعض السلالات من الأدوية المضادة للميكروبات واستمرت في التكاثر. وبالتالي، أراد الباحثون الحد من التنوع البكتيري للسيطرة على مقاومة البكتيريا.
يستخدم التعطيل الضوئي الديناميكي، وهي تقنية أثبتت فعاليتها في مكافحة مقاومة البكتيريا، الضوء والجزيئات الحساسة للضوء، والتي تسمى المواد المسببة للحساسية للضوء، لإنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية التي يمكن أن تقتل الكائنات الحية الدقيقة عن طريق تعطيل عملياتها الأيضية.
في تجاربهم، استخدم الفريق الكركمين، وهو أيضا غذاء طبيعي للبكتيريا. لقد اختبروا هذه التقنية على سلالات من المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للأموكسيسيلين والإريثروميسين والجنتاميسين.
عرّض الباحثون البكتيريا للعديد من دورات التعرض للضوء ثم قارنوا الحد الأدنى من تركيز المضادات الحيوية اللازم لقتل البكتيريا بعد التعرض للضوء مع تلك التي لم تتعرض للضوء.
قال باغناتو: "عندما يكون لدينا مجموعة مختلطة من البكتيريا حيث يكون بعضها مقاوما، يمكننا استخدام التعطيل الضوئي الديناميكي لتضييق توزيع البكتيريا، وترك سلالات متشابهة إلى حد ما في استجابتها للمضادات الحيوية. أصبح من الأسهل بكثير الآن التنبؤ بالجرعة الدقيقة للمضاد الحيوي اللازمة لإزالة العدوى".
لاحظ الفريق أن التعطيل الضوئي الديناميكي باستخدام الكركمين له إمكانات هائلة كمساعد أو علاج إضافي بالمضادات الحيوية لأمراض، مثل الالتهاب الرئوي، التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
قال الدكتور فلاديسلاف ياكوفليف، أستاذ في قسم الهندسة الطبية الحيوية ومؤلف الدراسة: "يوفر التعطيل الضوئي الديناميكي خيار علاج فعال من حيث التكلفة، وهو أمر بالغ الأهمية للحد من النفقات الطبية ليس فقط في البلدان النامية ولكن أيضا في الولايات المتحدة. كما أن لها تطبيقات محتملة في الطب العسكري، حيث يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لعلاج الجروح في ساحة المعركة ومنع تطور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات، وهو أمر مثير للقلق بشكل كبير في مواقف القتال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة البكتيريا الكركمين المضادات الحيوية بكتيريا مضادات حيوية كركم المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة للمضادات الحیویة البکتیریا المقاومة المضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية تدرج تجربة مصر في مجابهة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات كنموذج ناجح في دليلها الجديد
ألقى الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الكلمة الافتتاحية في الاجتماع الدولي الذي عقدته منظمة الصحة العالمية عبر تقنية الفيديو كونفرانس من مقرها في جنيف، لإطلاق الدليل الإرشادي العالمي بشأن آليات إعداد وتنفيذ الخطط الوطنية لمنع ومكافحة العدوى، وذلك نيابة عن وزراء الصحة في جميع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، وذلك تقديرا للدور الرائد لمصر.
تطبيق آليات منع ومكافحة العدوىفي كلمته الافتتاحية، أكد عبد الغفار أن تطبيق آليات منع ومكافحة العدوى يمثل حجر الزاوية في توفير رعاية صحية آمنة ورفيعة الجودة، كما يعد خط الدفاع الأول في مواجهة الجوائح والطوارئ الصحية العامة، مشيرًا إلى أن مصر أولت هذا الملف أهمية استراتيجية ضمن مساعيها لتعزيز نظامها الصحي الوطني.
وأوضح الوزير أن الدولة المصرية وضعت منظومة متكاملة من التشريعات والأطر التنظيمية الملزمة، لتطبيق إجراءات مكافحة العدوى في جميع المنشآت الصحية، سواء في القطاع العام أو الخاص، وهو ما أسهم في ترسيخ ثقافة السلامة المهنية، وتحقيق معايير الجودة على نطاق واسع داخل النظام الصحي.
وأضاف عبدالغفار أن التوجه الدولي نحو مكافحة العدوى يحظى بدعم واسع من كبرى التكتلات العالمية، مثل مجموعة العشرين ومجموعة السبع، إلى جانب الجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمرات الوزارية العالمية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، مؤكدًا أن هذا الزخم يجب ترجمته إلى التزامات وطنية ملموسة عبر خطط عملية.
ومن جهته، أوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير استعرض خلال كلمته التجربة المصرية في تطوير نظام إلكتروني وطني لتتبع العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية؛ ما أتاح اتخاذ إجراءات تصحيحية استنادًا إلى تحليل دقيق للبيانات.
وأشار إلى إطلاق مبادرة وطنية شاملة للحد من العدوى في وحدات الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة، ضمن إطار المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والتي تنسجم مع الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المعني بالحد من وفيات حديثي الولادة القابلة للوقاية.
وأكد المتحدث الرسمي، أن الوزير دعا خلال الاجتماع، إلى تعزيز التعاون الدولي والعمل الجماعي بين الدول، مشددًا على ضرورة اعتماد الدليل الإرشادي وخطة العمل العالمية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية كخارطة طريق لتصميم وتنفيذ الخطط الوطنية، بما يضمن حماية كل من متلقي الخدمة ومقدميها من العدوى بحلول عام 2030.
وأضاف أن مصر تُصنف ضمن الفئة الأعلى (E) في تنفيذ برامج مكافحة العدوى، وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، وهو التصنيف الذي يعكس التطبيق الكامل لبرنامج مكافحة العدوى على المستويين الوطني والمنشآت الصحية، إلى جانب آليات التقييم الدوري، والتحديث المستمر للإرشادات بناءً على نتائج المتابعة.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أدرجت تجربة مصر في مجابهة العدوى ومقومة مضادات الميكروبات كنموذج ناجح في دليلها الجديد، مستشهدة بمستوى التكامل المؤسسي والتنسيق بين الإدارات المعنية داخل وزارة الصحة والسكان، وهو ما يُجسد الأهمية التي توليها القيادة السياسية المصرية لجودة الخدمات الصحية وتحسين حياة المواطنين.
من جهتها، ثمنت الدكتورة بينيديتا إليجرانزي، الرئيس السابق لوحدة منع ومكافحة العدوى بمنظمة الصحة العالمية بجنيف، ومديرة مكافحة الأمراض المعدية بمكتب منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، جهود مصر المتميزة في مكافحة العدوى ومقاومة مضادات الميكروبات.
واعتبرت أن ما تحقق في مصر، يُعد خطوة كبيرة نحو رفع كفاءة المنظومة الصحية، وتحسين جودة الحياة الصحية للمواطن.
شهد الاجتماع، مشاركة واسعة من مسؤولي الصحة بدول العالم، وممثلي برامج منع ومكافحة العدوى في المقر الرئيسي للمنظمة ومكاتبها الإقليمية والقُطرية، إضافة إلى نخبة من الخبراء العالميين من الجهات والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال الحيوي.