سودانايل:
2025-06-01@19:04:33 GMT

الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)

تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT

عبد الله علي إبراهيم

هذا مقال بحي العوض، رحمه الله، الثاني عن صحبته للجنيد على عمر، الذي كان في وحشة التخفي عن عيون الأمن، لدور السينما في الستينات الأولى بطلب أخوي من قيادة الحزب الشيوعي. وأصاب الجنيد من ذلك ما هو معروف. وحدس الناس حدساً ما ساقه إلى سكة الصمت اختياراً، في عبارة يحي، ولقي أستاذنا عبد الخالق من لؤم الحدس والظنة ما لقي.

في مثل قولهم إنه أراد التخلص منها بالغياب لخوفه من منافسته في القيادة.
ليس صعباً أن تستنتج من حكاية يحي أن الحزب من كان وراء التماسه أن يصطحب الجنيد إلى دور السينما لمحبته لعالم الفيلم. ومن كان يعرف محبة الجنيد للسينما؟ ليس سوى أستاذنا عبد الخالق على التحقيق. فقد كان الجنيد سكن مع أسرة عبد الخالق بمنزلهم بالشهداء. ويذكر محمد محجوب عثمان، شقيق عبد الخالق الأصغر، ما كان يجري من نقاش بينه وبينهما بعد عودته من مشاهدة فيلم ما. وكان حدثني عن ذلك في تسجيل بالتلفون من مقامه في السويد، رحمه الله. ولم أحسن تدوين العبارة من التسجيل، ولكنكم ستجدونها مختلطة كما هي عندي وآمل أن اعود للشريط للتدقيق في نصها. خذوها على البركة على ما بين أستاذنا والجنيد وعن زمالتهما لا في الحزب وحده، ولكن في محبة السينما أيضاً:
"يذكر محمد محجوب عثمان الأستاذ الجنيد وسكناه معهم. كان محمد في أول الوسطى. جاء مرة من مشاهدة فيلم فسأله عبد الخالق عنه. فقال محمد اسمه "الفرسان الثلاثة". فسأل: أليس فيلم Limelight إنجليزياً؟ قال: نعم. قال: وما اسمه بالإنجليزية. وفي مرة أخرى كان الفيلم هو لشابلن. فسألوني، عبد الخالق وجنيد، عنه فقلت "أضواء المسرح" لأن لايم بدت لي كالمادة الجيرية. فصارت نكتة بينهما".
ول limelight هذه حكاية بيني وبين أستاذي في نحو 1970 أحكيها يوماً.
أخذت من مقال يحي ما تعلق بالجنيد وتركت بعضه الأخر الذي توسع فيه عن أستاذنا. وقال إنه سيحدثنا عن لحظة منعطف عن الجنيد في حلقات قادمة لا أعرف إن وفق إليها.

ما قبل الغياب: التوحد مع النسيان والصمت اختياراً
يحيى العوض
العطر رفيق الحياة والموت. كانت عبارة مفضلة للأستاذ الجنيد على عمر في مرحلة كمال الصحو. وعندما نتوجه لمشاهدة فيلم سينمائي سبقه احتفاء إعلامي مثل فيلم " زوربا " الذي شاهدناه معا عن رواية الاديب اليونانى نيكوس كازينتاكس وبطولة انتونى كوين وايرين باباس، كان يقول لي إنه يستحق قبل مشاهدته حلاقة الذقن وتشذيب الشارب وبخات من العطر. ورويت له ذات ليلة ونحن في طريقنا الى سينما " كولزيوم " حكاية صديقه وصديقنا الاستاذ عوض برير، رئيس تحرير صحيفة "الاسبوع " مع شاب يعمل معه في المنزل. كان من مدمنى افلام الكاوبوى التى اشتهرت بها سينما كولزيوم. وتصادف في تلك الامسية أن الأستاذ عوض برير كان يتوقع زيارة بعض الأصدقاء فطلب من الشاب أن يذهب إلى السينما في حفل الدور الثاني وليس الاول ليساعده فى خدمة الضيوف. لكن الشاب رفض بشدة وقال له: لا يا استاذ في الدور الثاني يكون البطل "تعبان". ويقصد أن بطل الفيلم سيصاب بالإرهاق من كثرة المعارك التي يخوضها في حفل الدور الأول. ولعلها مصادفة مؤلمة أن هذا الخلط بين الواقع والخيال هو النذير الصاعق لاقتراب استاذنا الجليل من مشارف برزخ الغياب. وكانت بدايته أثناء مشاهدتنا معا لفيلم "صالة الشاي في قمر اغسطس " للممثل الامريكى جلين فورد. واحبس دموعي وقلمي عن تفصيل تلك الاحداث، حتى نهاية هذه السلسلة من المقالات بقدر ما أستطيع. وما تسمح به ذكرى غالية لصديق عزيز ورمز شامخ "توحد مع النسيان اختياراً وانتسب إلى الصمت طوعاً". وهو من صفوة الصفوة التي لم تنحن أبداً إلا عند احتضان الوطن وقضاياه. ترى هل تبقى من امثال اولئك الرجال في اجيالنا المعاصرة؟

ibrahima@missouri.edu

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الخالق

إقرأ أيضاً:

عادل عوض لـ“الفجر الفني”: "سعيد بمشاركتي في التحكيم.. و”كريستال” أجمل تجربة استعراضية في السينما")

 

 

التقت عدسة الفجر الفني بالمخرج عادل عوض في افتتاح مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية المُقام في مكتبة مصر الجديدة، بحضور عدد كبير من نجوم الفن.

 

وتحدث عادل عوض في حوار خاص لـ الفجر الفني عن رأيه في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية، وعن كواليس فيلم "كريستال"، وآيضًا عن نوعية الأفلام التي تفتقدها السينما.

 

رأي عادل عوض في عادل عوض في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية والفعاليات التي يقدمها


قال عادل عوض: "والله أنا سعيد إني عضو لجنة تحكيم وسعيد بحضوري وسط هذه الباقة المهمة".


أما عن نشر المهرجان لثقافات مختلفة وأفكار جديدة قال عادل عوض: "طبعًا المهرجان بينشر ويقدم ثقافات جديدة، وبكون سعيد وأنا بتفرج على أنواع سينما مختلفة".


كواليس فيلم "كريستال" لـ شريهان

قال عادل عوض: "أنا كنت بحكيلها وكنت بسليها علشان مكسور ضهرها، ولاقيت بعد ما إنه ا خفت وقامت وده كان معجزة قالتلي إنه ا عايزه تعمل الفيلم".


تمنياته للدورات القادمة من المهرجان

قال عادل عوض: "أتمنى اشوف المهرجان مستمر ومستمر ومستمر".


وعن رأيه باحتفال المهرجان بمئوية أم كلثوم قال عادل عوض: "ده شئ يسعدني جدا ودي حاجة جميلة".


وعن أكثر الأغاني قربًا لقلبه قال: "لا أغاني كتير كلها بحبها مفيش حاجة ليها مش بحبها، في حد مش بيحب حاجة لأم كلثوم".

المخرج عادل عوض ورئيس المهرجان دكتور ياسر محب
أقرب الأعمال لقلب المخرج عادل عوض

 

أما عن أكثر أعماله أقرب لقلبه أثناء تصويره قال عادل عوض: "كل أعمالي قريبين لقلبي، "العقرب" كنت بحبه فيلم سيكو دراما، كنت بحب فيلم "تحت الصفر" لأسامة أنور عكاشة، وآيضًا بحب فيلم "كريستال" آخر فيلم استعراضي حصل في تاريخ السينما المصرية، كما أن فيلم العقرب كان سيكو دراما، فيلم "شباب على الهوا" كان فيلم سياسي نفسي أشوف إنه يتعمل تاني ومتعملش، بحب إيما وسيما والكليبات إلى عملتها، بحب كل حاجة عملتها وهي في دمي".


نوعية الأفلام التي تفتقدها السينما

وعن نوعية الأفلام التي تفتقدها السينما أجاب لنا: "الأستعراضي غير موجود، وأفلام الرعب غير موجودة، الأفلام السيكو دراما غير موجودة، الأفلام التاريخية غير موجودة، حيث الأكثر عملًا حاليًا هو الأكشن والكوميدي".

 

نبذة عن مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية

يُعد مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية منصة فنية وثقافية تحتفي بالتنوع والإبداع في الفضاء الفرنكوفوني، حيث تنطلق الدورة الخامسة هذا العام برئاسة الناقد السينمائي د. ياسر محب، وتستمر فعالياته حتى 30 مايو، مقدّمة خمس مسابقات تشمل الروائية الطويلة، والقصيرة، وأفلام الكارتون، وأفلام الذكاء الاصطناعي. يشهد المهرجان تكريمًا لرموز فنية بارزة مثل ليلى علوي، واحتفاءً بمحطات تاريخية مهمة كذكرى مئوية أم كلثوم، ويولي اهتمامًا خاصًا بالسينما الفلسطينية، في إطار رؤيته لتعزيز الحوار الثقافي والتبادل السينمائي.

مقالات مشابهة

  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأُمَّ مؤسسة تربوية عظيمة
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «24»
  • من الإسكندرية .. تعرف على بدايات السينما في مصر
  • فيلم "المشروع x" لـ كريم عبدالعزيز يحافظ على صدارة المركز الأول بشباك تذاكر السينما
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ماذا لو كنت مخطئاً
  • توم وجيري في بردية.. عادل عوض: رسومات المصريين القدماء نواة السينما والأنيميشن
  • بشأن الصحافي وسام سعادة.. هذا ما قرره القاضي عقيقي
  • حسن حسني.. 5 سنوات على رحيل جوكر السينما المصرية
  • عادل عوض لـ“الفجر الفني”: "سعيد بمشاركتي في التحكيم.. و”كريستال” أجمل تجربة استعراضية في السينما")
  • توقيف الصحافي وسام سعادة.. اليكم ما جرى