هل تراجع ترامب عن خطته لشراء غزة وتهجير سكانها؟
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحديث عن خطته لشراء قطاع غزة وتهجير سكانه، ولكن بدا لافتا تأكيده على أنه لن يفرضها وسيكتفي بالتوصية بها، مما أثار تساؤلات بشأن مصيرها.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إن المزاجية تغلب على ترامب، مشددا على ضرورة الانتظار.
ولفت جبارين -في حديثه للجزيرة- إلى أن القرارات الحاسمة في هذا الملف تخرج عادة على لسان ستيفن ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط.
وقال ترامب في وقت سابق اليوم الجمعة إنه فوجئ بعدم ترحيب الأردن ومصر بالخطة التي طرحها بشأن غزة "ونحن نقدم لهما مليارات الدولارات سنويا"، واصفا خطته بالجيدة لكنه "لن يفرضها وسيكتفي بالتوصية بها".
وأكد الرئيس الأميركي أن قطاع غزة يتمتع بموقع رائع، متسائلا "لماذا تخلت إسرائيل عنه؟"، وجدد حديثه عن أن غزة غير صالحة للعيش "وإذا مُنح سكانها الخيار فسيخرجون منها".
ونبه جبارين إلى جملة أحداث وقعت خلال الساعات الماضية في إسرائيل، مثل انفجارات حافلات تل أبيب والجدل بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس، واصفا إياها بالتطورات الدراماتيكية والمصيرية.
وتعزز هذه التطورات موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الإدارة الأميركية، خاصة في ظل وجود وزيره للشؤون الإستراتيجية رون ديرمر في واشنطن، كما يقول جبارين.
إعلانوأمس الخميس، دافع ويتكوف عن خطة ترامب بشأن غزة، وقال إنها "لا تهدف إلى تهجير الفلسطينيين، بل ترمي إلى ضمان مستقبل أفضل لهم".
بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن ترامب رجل سلام ويريد إنهاء الحرب "ولكن عليه أن يدفع نحو سلام عادل وتسوية مرضية لكلا طرفي الحرب".
ووفق زياد، فإن الحرب الأخيرة لم تشهد انكسارا لأحد الطرفين "وبالتالي يجب الذهاب إلى تسوية سياسية عادلة، وإلا فإن هذا الصراع لن ينتهي، ولن يتحقق السلام الذي يريده ترامب".
وأعرب عن قناعته بأن الطريق إلى السلام في المنطقة يكمن باتفاق سياسي يضمن للفلسطينيين تسوية عادلة والبقاء في أراضيهم، وإعادة إعمار قطاع غزة، ومنحهم الحق في الوجود والحرية السياسية وتقرير المصير.
وخلص إلى أن ترامب ليست لديه رؤية ناضجة وواضحة، مشيرا إلى أن لديه "رؤى متشظية غير منسجمة مع الواقع الميداني والواقع الإقليمي"، إذ اصطدمت خطة الرئيس الأميركي بالرفض الإقليمي.
ورجح زياد أن ترامب تعرض لخديعة وتضليل من بعض اللوبيات الإسرائيلية والصهيونية في أميركا "جعلته يظن أن منح مصر والأردن بعض المليارات تكفي لتهجير 6 ملايين فلسطيني وحل القضية الفلسطينية مرة واحدة للأبد".
ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وخلال مؤتمر مع نتنياهو كشف ترامب عن عزم بلاده الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى، قبل أن يعلن لاحقا أنه "ليس مستعجلا" بشأن الخطة، ثم عاد وأكد أن الفلسطينيين لن يحظوا بحق العودة إلى غزة بموجب خطته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
في رسالة لنتنياهو.. كبار الحاخامات يدعون إلى تهجير الفلسطينيين من غزة
في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاحتلال غزة بالكامل بزعم استعادة المحتجزين، تتواصل الدعوات في الداخل الإسرائيلي من أجل تشجيع تهجير الفلسطينيين من القطاع وتجديد الاستيطان اليهودي فيها، زاعمين أنها جزء من إسرائيل.
وقرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي “الكابينت”، الاستيلاء على مدينة غزة، ليوسع بذلك نطاق العمليات العسكرية في القطاع المدمر، على الرغم من المعارضة الشعبية الواسعة ، وتحذيرات الجيش من أن هذه الخطوة قد تعرض المحتجزين للخطر.
أراضي الفلسطينيين
ومنذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وحتى الآن، لم تتوقف محاولات لوبي الاستيطان اليهودي من طرح أفكار لاحتلال القطاع عبر إقامة المستوطنات اليهودية والاستقرار في أراضي الفلسطينيين، التي دمر غالبيتها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب.
وكان أحدث تلك التحركات، بحسب موقع "Israel National News"، بعث كبار الحاخامات الصهيونيين الدينيين رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قالوا فيها إن النصر في الحرب على حركة حماس لا يقتصر فقط على تدمير قدرات المقاومة الفلسطينية وتحرير المحتجزين.
احتلال كامل
ويرى الحاخامات، أن النصر الجوهري في الحرب هو النصر طويل الأمد الذي يشمل احتلالًا كاملًا لغزة، وتشجيع هجرة الفلسطينيين من القطاع وتجديد بالاستيطان اليهودي في كل شبر من غزة، التي وفقًا لهم، هي "جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل الموعودة".
ومن وجهة نظرهم، يعد التخلي عن قطاع غزة كارثة أخلاقية وأمنية ووطنية إسرائيلية، ويزعمون أن تلك الأرض لها تاريخ يهودي عريق، وأن العودة الكاملة إليها هي فقط التي ستعيد الروح والعدل إلى الشعب اليهودي، مطالبين بأن يكون للقتال هدف واضح.
النظرة السياسية
ودعا الحاخامات إلى تغيير النظرة السياسية تجاه غزة، والبدء في استيطان المنطقة الشمالية المحيطة بها، وإصدار تعليمات للجيش باحتلال غزة بالكامل، داعين نتنياهو إلى إعلان حقيقة مفادها أن النصر في هذه الحرب لن يتحقق إلا بعودة الشعب اليهودي إلى غزة، لا كزوار بل كأصحاب أرض.