كتب عماد مرمل في" الجمهورية": يعتبر بعض أصدقاء «حزب الله » أنّه كان من الأنسب له رفض الانضمام إلى الحكومة، لأنّ وجوده فيها لن يكون فعّالاً، خصوصاً أنّه لا يملك وحركة «أمل » الثلث الضامن الصريح، إذ إنّ حصة «الثنائي » تساوي عملياً أربعة وزراء ونصف، في اعتبار أنّ الوزير الخامس هو خيار مشترك مع رئيسي الجمهورية والحكومة.

 
ويفترض أصحاب هذه المقاربة أنّ الحزب لن يستطيع، في ظل موازين القوى السياسية السائدة في الحكومة، أن يفعل كثيراً على طاولة مجلس الوزراء، وبالتالي ربما لن يكون قادراً في أحيانٍ عدة على منع صدور قرارات غير موافق عليها، وبذلك سيتحوّل مجرّد «غطاء ديموقراطي » لأي قرار من هذا النوع قديُتخذ بالتصويت، وسط وجود أكثرية من 19 وزيراً ليست متناغمة معه.
ويلفت هؤلاء إلى أنّه كان على الحزب أن يستكمل امتناعه عن تسمية نواف سلام خلال استشارات التكليف بالامتناع عن الدخول إلى حكومته، خصوصاً أنّه سيكون المطلوب منها، على الأغلب، اعتماد سياسات وخيارات منسجمة مع معايير قوى دولية وإقليمية أصبحت تملك النفوذ الأكبر والزخم الأقوى على الساحة اللبنانية حالياً، وهي تشترط التقيّد بهذه المعايير لتقديم المساعدات للبنان في مجالي إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي أو غيرهما، وبالتالي ليس سهلاً على الحزب أن يواجه المَوج المرتفع، خصوصاً أنّ ليس له حلفاء حول الطاولة الحكومية سوى حركة «أمل .» ويُشير المقتنعون بهذا الرأي إلى أنّ الموقف الرسمي الذي قضى بحظر هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت على رغم من معارضة الحزب لذلك، هو عيّنة ممّا يمكن أن يواجهه لاحقاً، لافتين إلى أنّ الحزب اضطرّ إلى رفع الصوت في الشارع حتى يضغط على المسؤولين للتراجع عن الإجراء المتخذ في حق الطيران الإيراني.
لكنّ القريبين من الحزب يوضحون أنّ فلسفة مشاركته في الحكومة تنطلق منقاعدة أنّ حضوره فيها يحمل رمزيات ورسائل سياسية، بمعزل عمّا يمكن أنيحصل لاحقاً وعن المنحى الذي ستتخذه الأمور الإجرائية في مجلس الوزراء.
ويلفت المتسلحون بتلك المقاربة إلى أنّ وجود الحزب في الحكومة اكتسب أهمية استثنائية ودلالة خاصة على وقع محاولة واشنطن إقصائه، مشيرين إلى أنّ الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس أعلنت بصراحة عن أنّه من الممنوع دخول الحزب إلى الحكومة بأي شكل من الأشكال، أي حتى على مستوى التكنوقراط،وبالتالي فإنّ مجرّد تمثيله بوزيرَين، ولو كانا من التقنيِّين، هو إنجاز له وتثبيت لموقعه في مواجهة المسعى الأميركي لشطبه كرقم صعب من «جدول الحساب ».
ويلفت المقتنعون بخيار الحزب إلى أنّ حضوره في الحكومة ضروري لتثبيت دوره على مستوى المعادلة الداخلية، والدفاع عن مصالح الشريحة الواسعة التي يمثلها، وذلك رداً على محاولات بعض خصومه في الداخل تهميشه أو عزله بعد الحرب الإسرائيلية، بالإضافة إلى كل ذلك، فإنّ الانخراط في الحكومة يساهم،تبعاً للمقتنعين به، في إبقاء عينَي الحزب مفتوحتَين على كل ما يَدور في مركز صنع القرار في مجلس الوزراء.
كذلك، فإنّ انضمام الحزب إلى حكومة العهد الأولى يؤشر أيضاً، وفق المؤيّدين لهذا القرار، إلى حرص الحزب على التعاون مع العهد الجديد وإنجاح مسيرته، وهو يريد إعطاء كل الفرص اللازمة لإنجاح التجربة مع رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس نواف سلام، على رغم من أنّها بدأت تخضع لاختبارات مبكرة لا تخلو من الحساسية السياسية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الحکومة إلى أن

إقرأ أيضاً:

بنسعيد: البام استمر في المعارضة 12 سنة و قدم بدائل في الحكومة

زنقة20ا الرباط

أكد المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الحزب يواصل التزامه بثوابت تأسيسه، واضعاً المواطن في قلب اهتماماته، رافضاً السقوط في الحسابات السياسوية الضيقة والصراعات الجانبية التي لا تخدم الوطن ولا المواطن.

وقال بنسعيد، خلال كلمته في افتتاح الدورة 30 للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة يوم السبت 31 ماي 2025 بسلا، إن تبني الحزب لتقرير الخمسينية ومخرجات هيئة الإنصاف والمصالحة يعكس تمسكه برؤية إنسانية للسياسات العمومية، مشيراً إلى أن “أي سياسة لا تضع الإنسان في صلبها، لن تجد صدىً داخل المجتمع”، مستشهداً بكلام جلالة الملك محمد السادس الذي قال سنة 2016 إن “الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات، هو خدمة المواطن”.

وأشار بنسعيد إلى أن هذا المنطق هو ما جعل الحزب يستمر في صفوف المعارضة طيلة 12 سنة، قبل أن يقرر الانخراط في الحكومة، إيماناً منه بضرورة المساهمة في تقديم بدائل حقيقية. واستدل على ذلك بمشروع “دعم السكن”، الذي انتقل من دعم المنعشين إلى دعم مباشر للمواطنين، في خطوة تعزز القدرة الشرائية وتحترم كرامة المواطن.

وأضاف أن التحديات والرهانات التي يعيشها المغرب اليوم، تتطلب مقاربات جديدة، خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب، الناجم عن تقلبات دولية وتراكمات لسياسات سابقة لم تكن في مستوى انتظارات المواطنين.

وفي هذا السياق، أشاد بنسعيد بدخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ، معتبراً أنه مكسب تشريعي كبير سيُحدث تحوّلاً في السياسة الجنائية من العقاب إلى الإدماج، ويساهم في الحد من حالات العود، خاصة بالنسبة للجنح البسيطة، داعياً إلى جعل البعد الإنساني مركزياً في بناء السياسات العمومية.

كما شدد على أهمية الاستماع للمواطنين، خاصة فئة الشباب، وعدم الاكتفاء بالاحتفاء بالمديح، بل الإنصات بصدق للنقد والتحديات. وبهذا الخصوص، أبرز أهمية مبادرة “جيل 2030″، التي أطلقها الحزب للاستماع إلى الشباب المغربي في مختلف الجهات، قائلاً إن “في الاستماع نصف الحل”.

وأوضح أن الشباب المغربي يمتلك طاقات ومؤهلات كبيرة، وأنه يحتاج فقط إلى من يؤمن به ويمنحه فرصته. ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة “جواز الشباب” لدعم هذه الفئة في قطاعات متعددة مثل النقل، السكن، الصحة، الثقافة، التكوين، والترفيه.

وأشار بنسعيد إلى أن “الحلم المغربي” لم يعد مجرد شعار، بل تحول إلى مشروع مجتمعي حقيقي، يجب تعميمه على كافة مناطق الوطن، من خلال برامج تنموية مستوحاة من فلسفة المسيرة الخضراء، التي جعلت من الإنسان محور كل السياسات.

وفي ختام كلمته، أكد عضو القيادة الجماعية أن الحزب يخوض معركة حقيقية ضد لوبيات المصالح التي تحاول عرقلة مشاريع الإصلاح، مشدداً على أن معركة اليوم ليست فقط سياسية، بل قيمية، من أجل مغرب متضامن، إنساني، متجذر في “تامغربيت”، ومحصن من مظاهر الجشع والأنانية.

مقالات مشابهة

  • الإطار الإيراني:نستخدم كل وسائل “التقية بما فيها نزع ملابسنا من أجل البقاء في السلطة”
  • بحضور نواب.. حزب الإصلاح والنهضة ينظم صالونا حول الثقافة والقيم الوطنية في الجمهورية الجديدة
  • مشكلة حزب الله مع الحكومة ككلّ.. لا مع رئيسها فقط؟!
  • هل الحزب الشيوعي بذلك يكون غير شرعي؟!
  • وزير المالية جبريل إبراهيم يتخذ موقفا مفاجئا ويعلن التخلي عن شغل أي منصب وزاري في الحكومة بعد قرار كامل إدريس حل مجلس الوزراء
  • عاجل .. كامل إدريس يصدر قرارا بحل مجلس الوزراء ويكشف في أول خطاب تفاصيل خطة الحكومة و 6 أولويات عاجلة
  • الحكومة: السوداني وعون سيعقدان مباحثات رسمية تتناول مجمل العلاقات العراقية اللبنانية
  • الحزب الشيوعي .. الحكومة المرتقبة استمرار لمشروع الهبوط الناعم
  • السكوري: الأصالة والمعاصرة مستمر في أداء مهامه الحكومية إلى آخر يوم من عمر الحكومة
  • بنسعيد: البام استمر في المعارضة 12 سنة و قدم بدائل في الحكومة