كأنّ وتدًا نُزع من الأرض فارتجت واضطربت وتصدّعت وأشرفت على الإنهيار.
لكن لا والذي رفع السماء بغير عمد ، فلا يزال لهذا الوتد جذورا ممتدة في الأعماق، وبراعم باسقة الأوراق تشربت نهجه وغُرست في ذات أرضه ، وعندما ذرتها الرياح أنبتت مقاومةً حيدرية تمسك الأرض من أطرافها لئلا تزول.
وليست الشمس من ستوارى يوم الثالث والعشرين من شباط ، وليست أرواحنا وأفئدتنا ومهج قلوبنا فحسب، بل عالما وكونا من العظمة والشموخ والعزة والكبرياء بكواكبه ومجراته.
بل كأنَّ السماء ستطوى من أطرافها والأرض ستطبق على أهلها.
أيُّ هولٍ عظيم وأيُّ حدثٍ أعظم !
هل سمعتم يوما أن رحم الأرض تتسع لمجرة بأكوانها وعوالمها٠
وكيف ستقوى السماوات أن تحمل هذا الثّقّل!
فكيف بحال قلوبنا وارواحنا٠
ولا والله فقدت البواكي مثلك ، وإن كادت أن تُظلم العيون وتالله لقد كدّنا أن نهلك.
لم يكن فردًا ولا حتى أمة.. بل كان إرث الأنبياء وتسابيح الملائكة وتراتيل الشهداء..
كان الكتب السماوية في بشر ، ولو كان مَلَكًا يمشي على الأرض مطمئنًا ما كان غيره على الأرض من بشر.
ويّحَ قلوبنا.
لن نكون أيتاما من بعدك فحسب ، بل الحرية والإنسانية وكل القيّم البشرية.
أبا هادي وما أدراك ما فعل الفراق بنا ، فلو أنّا تصّعّدنا في السماء أو هوت بنا الريح في مكانٍ سحيق لكان أهون ألف مرةٍ من فراقك.
ولا طيب لنا الله العيش بعدك.
وما طلبناه بعدك إلا أخذًا لثأرك وتنكيلًا بأعداء الله وأعداءك وحتى يظل ثغرك الوضّاء باسمًا في سماء مجدنا وأمنياتنا بتحقيق حلمك والإيفاء بوعدك الذي أفنيت لأجله سنون حياتك.
القدس يا سيدي نعم ، نعدك بالقدس ولا والله نرضى غيرها ثمنًا مهرًا لدمائك التي تحنّت بها أكناف بيت المقدس ، وإنّا لكلِّ الطغاة بقوة الله وببركة دمائك الطاهرة قاهرون ، وكيف نرى نحن أنفسنا وإياك بها مصلين. ويظنون أنّهم بغيرها قد يكونوا ظافرين ، ولا يعلمون أن بعدك رجالا ما كانوا ولن يكونوا يومًا لعهدك من الناكثين.
وفي القدس ستكون أنت إمامنا بها ونحن أباةً مكبرين منتصرين أو شهداءً خلف مقامك تصلي بنا فيها صلاة العيد و ركعتين.
وإنّا على العهد .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نصيحة سيدنا النبي لمن يكثر من الشكوى والهم ويعاني من الكرب والضيق
تركنا رسول الله– صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله- سبحانه وتعالى-.
وتأتي على الإنسان لحظات تضيق به الأرض بما رحُبت وتكثر عليه المشاكل والهم ولا يجد لها مخرج إلا الدعاء واللجوء لله- تعالى-، ونصح رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بعدم كثرة الشكوى فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَآهُ مَهْمُومًا، فَقَالَ: «لَا تُكْثِرْ هَمَّكَ، مَا يُقَدَّرْ يَكُنْ، وَمَا تُرْزَقْ يَأْتِكَ». الآداب للبيهقي.
والدعاء هو سلاح المؤمن في كل الأوقات في السراء والضراء، في الشدة والرخاء، وعلى كل مسلم أن يلجأ إلى الله ويتضرع إليه لفك الكرب وزوال الهم والضيق، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي، مع الأخذ بالأسباب، والحرص على قيام الليل والدعاء في الثلث الأخير من الليل لفك الكرب والهم والضيق.
في هذا السياق، قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الرسول- صلى الله عليه وسلم- أوصانا بـ دعاء لفك الكرب وتفريج الهم والبلاء، وهو " لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم ".
ولفت إلى أنه ورد في بعض الروايات، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمي حاجته، حيث يدعوا الله بدعاء الكرب السابق ذكره ثم يسأل المولى عز وجل ان يفرج المصيبة.
فهذا الدعاء عظيم جدا ويفرج الكرب والهم، ويعتبر ثناء على الله ذلك ولأنه يشمل على اسم الله الحليم واسمه العظيم وهو الذي لا يعظم عليه ان يفرج كرب المهمومين وايضا اسم الله الكريم الذي عم كرمة جميع المخلوقات، منوها بأنه كل مهموم عليه بترديد هذا الدعاء ثم يسأل المولى بتفريج كربه.
دعاء لمن ضاقت عليه الأرض بما رحُبت
((يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)).
دعاء الشدائد لقضاء الحوائج ورفع البلاء"اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، اللهم اصرف عنا هذا الوباء، اللهم حصنا، وحصن أولادنا، وأهلنا، وأهل الأرض أجمعين، من هذا الوباء، واصرفه عنا، باسمك الأعظم يا أرحم الرحمين".