الجديد برس:
2025-06-06@14:51:17 GMT

حول تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

حول تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية

الجديد برس| بقلم – أنيس منصور|

في الآونة الأخيرة، أثير جدل واسع حول قرار تسليم مطار سقطرى، أحد المرافق السيادية في أرخبيل سقطرى اليمني، إلى شركة “المثلث الشرقي” الإماراتية. هذا القرار، الذي يُزعم أنه صدر بتوجيهات من وزير النقل في حكومة الرئاسي، عبدالسلام حميد، وبموافقة محافظ سقطرى، رأفت الثقلي، أثار تساؤلات حول شرعيته، دوافعه، وطبيعة الشركة المستلمة.

يتزامن ذلك مع احتجاجات من موظفي المطار وسكان الجزيرة، الذين يرون في هذه الخطوة تهديدًا للسيادة اليمنية.
تشير المعلومات المتداولة إلى أن تسليم مطار سقطرى تم خلال الأيام الأخيرة من فبراير 2025، بموجب مذكرة رسمية تحمل توقيع وزير النقل عبدالسلام حميد، وهو شخصية بارزة تُعتبر مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

المذكرة، التي لم يتم نشرها في النشرة الرسمية أو على المواقع الحكومية الرسمية لوزارة النقل أو مجلس الوزراء، تفتقر إلى إقرار من جهات عليا أخرى ذات صلة، مثل البرلمان أو رئاسة الجمهورية، مما يثير شكوكًا حول قانونيتها.

كما أُشير إلى أن الشركة الإماراتية “المثلث الشرقي القابضة”، التي يديرها الضابط الإماراتي سعيد الكعبي، قد تولت إدارة المطار، بالإضافة إلى منافذ أخرى في الجزيرة، في خطوة تُعتبر امتدادًا لنفوذ أبوظبي في سقطرى.

أعلن موظفو مطار سقطرى رفضهم القاطع لهذا القرار، معتبرين أن المطار مرفق سيادي لا يجوز خصخصته أو تسليمه لجهة أجنبية. وقد نفذوا وقفة احتجاجية في 20 فبراير 2025 أمام المطار، مطالبين بإلغاء القرار والحفاظ على السيادة الوطنية.

كما أعرب المحتجون عن مخاوفهم من استبدالهم بموظفين جدد تابعين للشركة الإماراتية، مما يعزز الانطباع بأن الهدف هو تعزيز السيطرة الإماراتية على الجزيرة بشكل كامل.

  هوية شركة “المثلث الشرقي”

تُعتبر شركة “المثلث الشرقي” كيانًا غامضًا إلى حد كبير. على الرغم من أنها تُقدم نفسها كشركة قابضة، إلا أن هناك غيابًا ملحوظًا لمعلومات رسمية عن نشاطها الفعلي. لا تمتلك الشركة موقعًا إلكترونيًا، ولا تتوفر تفاصيل واضحة حول مشاريعها خارج سقطرى. يُشار إلى أنها تُشرف على مشاريع متنوعة في الجزيرة، مثل إصلاح الطرق وتوفير الكهرباء، إلى جانب شراء أراضٍ في المحميات الطبيعية. إدارتها من قبل ضابط إماراتي، سعيد الكعبي، يثير تكهنات بأنها قد تكون واجهة لأنشطة عسكرية أو مخابراتية، وليست شركة تجارية أو تطويرية بالمعنى التقليدي.

    السياق التاريخي والاستراتيجي

لم تكن هذه الخطوة مفاجئة بالنظر إلى تاريخ النفوذ الإماراتي في سقطرى. منذ عام 2015، سعت الإمارات إلى تعزيز وجودها في الجزيرة الاستراتيجية، التي تطل على المحيط الهندي وتتمتع بموقع جغرافي هام. في عام 2018، شهدت سقطرى توترات عندما سيطرت قوات إماراتية على المطار والميناء دون تنسيق مع الحكومة اليمنية، قبل أن تتراجع بعد وساطة سعودية. وفي يونيو 2020، تمكّن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات من السيطرة على الجزيرة عسكريًا. تسليم المطار لشركة “المثلث الشرقي” يُنظر إليه كحلقة جديدة في سلسلة هذا النفوذ المتنامي.

الشرعية القانونية: غياب المذكرة عن القنوات الرسمية واستبعاد الجهات الرقابية، مثل البرلمان، يشير إلى أن القرار قد يكون غير قانوني أو تم اتخاذه بشكل أحادي. هذا يعزز الادعاء بأن الوزير عبدالسلام حميد ينفذ أوامر خارجية وليس قرارات وطنية.

دور الإمارات: ارتباط الشركة بضابط إماراتي وغياب الشفافية حول نشاطها يدعم الفرضية بأنها أداة لتعزيز السيطرة العسكرية والاستخباراتية بدلاً من أغراض تنموية. هذا يتماشى مع نمط الإمارات في دعم المجلس الانتقالي للسيطرة على منافذ اليمن الجوية والبحرية.

تسليم مطار سقطرى لشركة “المثلث الشرقي” الإماراتية يمثل تطورًا مقلقًا في سياق الصراع على السيادة اليمنية. القرار، الذي يفتقر إلى الشفافية والشرعية، يعكس استمرار النفوذ الإماراتي في الجزيرة، وسط اتهامات بأن الشركة ليست سوى واجهة لتحركات عسكرية ومخابراتية. احتجاجات السكان والموظفين تؤكد رفضًا شعبيًا لهذه الخطوة، مما يضع الحكومة اليمنية والبرلمان أمام مسؤولية التحرك لاستعادة السيادة وحماية المقدرات الوطنية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی الجزیرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

موقع بريطاني: مطار بنغازي الجديد يحول ليبيا لمركز إقليمي ويربط بين إفريقيا وأوروبا

كشف موقع بريطاني مختص بالطيران حول العالم، عن إطلاق أحد أكثر مشاريع البنية التحتية طموحًا في إفريقيا، مع بدء بناء مطار بنغازي الدولي الجديد، وهو مشروع بقيمة 1.3 مليار دولار، ومن المقرر الانتهاء منه بحلول عام 2026.

وبحسب التقرير، فإن المطار يُعد ركيزة أساسية في استراتيجية رؤية ليبيا 2030، ويهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي يربط بين إفريقيا وأوروبا، والشرق الأوسط.

وأشار إلى أن المسؤولين يرون في المشروع أكثر من مجرد تطوير كبير للنقل، بل يعدّ رمزًا للتجديد الوطني والطموح الاقتصادي، ويتم تنفيذ المطار من قبل الوكالة الوطنية للتنمية في ليبيا، بالشراكة مع شركة البناء العالمية، وهي تابعة لمجموعة الطرفية القابضة.

وأوضح التقرير، أن المطار سيمتد على مساحة 24 كيلو مترًا مربعًا، وبطاقة استيعابية تبلغ 15 مليون مسافر سنويًا، مع بنية تحتية مصممة لاستيعاب طائرة إيرباص A380، ويضم المشروع محطة بمساحة 125 ألف متر مربع، ومرفقًا لكبار الشخصيات، ومركزًا للشحن، بالإضافة إلى مدرج بطول 3.8 كيلو متر، وهو الأطول في شمال إفريقيا، كما سيوفر المشروع أكثر من 2500 فرصة عمل.

فيما أشار الرئيس التنفيذي للشركة البريطانية ريتشارد جون إيفانز، إلى أن المشروع يمثل فرصة كبيرة للمقاولين البريطانيين، إذ تدخل ليبيا عصر التحول، موضحًا أن هذا المشروع الضخم يتمتع بموقع ممتاز كبوابة استراتيجية تربط بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط

الوسومأوروبا إفريقيا مطار بنغازي الجديد

مقالات مشابهة

  • وصول أول رحلة لشركة الطيران السعودية “فلاي ناس” إلى مطار دمشق الدولي بعد انقطاع لسنوات
  • قائد طائرة “فلاي ناس” السعودية يرفع علم سوريا لحظة وصوله إلى دمشق.. فيديو
  • بالصور: دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة ضمن "الفارس الشهم 3"
  • دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بـ 1039 طناً ضمن «الفارس الشهم 3»
  • دخول قافلة مساعدات إماراتية إلى قطاع غزة محملة بـ 1039 طناً
  • موقع بريطاني: مطار بنغازي الجديد يحول ليبيا لمركز إقليمي ويربط بين إفريقيا وأوروبا
  • مطار الملكة علياء يرحب بشركة الطيران الاقتصادية “سن أكسبرس”
  • العراق‬⁩ يستعد لافتتاح مطار الموصل الدولي بعد توقف دام 11 عامًا.. ⁧فيديو
  • توظيف التقنية الحديثة لتعزيز الكفاءة والأمان للمسافرين عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي
  • ووتش تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب باستهداف الطائرات المدنية بصنعاء