الجزيرة:
2025-10-18@11:22:59 GMT

هكذا يصف معلمو وطلاب غزة عودتهم إلى الدراسة تدريجيا

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

هكذا يصف معلمو وطلاب غزة عودتهم إلى الدراسة تدريجيا

غزة- ما أن علمتْ المعلّمة ديانا أبو زعرورة ببدء الاستعداد لاستئناف التعليم في قطاع غزة، حتى سارعت للالتحاق متطوعةً في إحدى مدارس غرب مدينة غزة، فقد كانت تعمل قبل الحرب في مدرسة راهبات الوردية الخاصة، واضطرت إلى مغادرتها والنزوح من مكان لآخر، بحثا عن الأمان.

وتشعر ديانا بكثير من الحماس وهي تعود لممارسة مهنتها من جديد، داخل صف دراسي يقع في قبو مدرسة النصر النموذجية الخاصة، التي اختارت وزارة التربية والتعليم أن تكون إحدى النقاط التعليمية الأساسية التي عادت للدراسة من جديد، وتقول للجزيرة نت، "دفعني حزني وخوفي على طلابنا للتطوع، لقد عانوا كثيرا أثناء الحرب، ومستقبلهم في خطر".

وقد أعلنت الوزارة، الأحد عن استئناف التعليم تدريجيا في قطاع غزة في عشرات النقاط التعليمية، رغم ما تعرضت له مقراتها ومدارسها من تدمير واسع.

فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية المروعة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعطّل التعليم المدرسي والجامعي كاملا، وفقد الطلاب العام الدراسي (2023-2024)، ويتهددهم ضياع العام الدراسي التالي (2024-2025).

المعلمة ديانا أبو زعرورة تتطوع للعمل سعيا منها لخدمة الطلبة وإنقاذ مستقبلهم (الجزيرة) ضريبة الحرب

فوجئت المعلمة ديانا بتردي المستوى التعليمي لطلبتها وهم من المرحلة الابتدائية، وقالت: إنهم يعانون من مشكلات كبيرة في القراءة والكتابة، وضعف في كثير من المهارات الأخرى بسبب طول ابتعادهم  عن الدراسة.

إعلان

لكنها تقول، وهي تقف إلى جانب سبورة كُتب عليها بخط كبير "يا غزة قومي وانهضي"، إن طلبتها أذكياء وسوف يستعيدون قدراتهم سريعا، وسيُعوَضون ما فقدوه خلال الحرب.

ويواجه المعلمة الشابة كثيرٌ من الصعوبات، كعدم توفر الظروف المثالية للتعليم داخل المدارس التي أصبحت مراكز إيواء، لكنها تؤكد أن المعلمين والطلاب سوف يذللون كل العراقيل التي تواجه طريقهم.

الطلاب في مدرسة النصر غرب مدينة غزة يستأنفون الدراسة في صف نجا من القصف الإسرائيلي (الجزيرة) مسار طويل

يُقرّ محمود مطر، وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد، أن قرار استئناف التعليم، هو مجرد خطوة صغيرة في مسار طويل، تواجهه كثيرٌ من الصعوبات، وقال على هامش افتتاح العام الدراسي للجزيرة نت "نستطيع القول، إن ما جرى اليوم، هو مبادرة أولى لاستئناف التعليم، لكنّ الطريق لا يزال طويلا، فالتحديات كبيرة لكن الأمور ستستمر تباعا".

وذكر المسؤول أن الوزارة افتتحت 100 نقطة تعليمية في كافة مناطق قطاع غزة، مستدركا، إنه "ستتضاعف هذه النقاط يوما بعد يوم"، لكنه لم يقدم عددا محددا للطلاب الذين سيعودون لمقاعد الدراسة، مفضلا الانتظار إلى حين استقرار الأوضاع وإحصاء الطلاب الذين بدؤوا في التوافد.

وأوضح أن الوزارة ستصلح كثيرا من الغرف الصفية داخل المدارس، وستعتمد على الخيام بديلا من الصفوف المدمرة، كما بيّن أن الدراسة ستكون في هذه المرحلة جزئيا، لمدة 3 أيام في الأسبوع، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الطلاب للاستفادة.

 

 

ولفت مطر إلى أن وزارة التعليم قد "عالجت المناهج الدراسية" ودمجتها في "رُزم تعليمية" كي توائم ظروف الطلاب، وذكر أن الوزارة تقدم خدمة التعليم الإلكتروني عبر منصات خاصة لتعويض الطلاب، لافتا في الوقت ذاته إلى أن 93 % من مدارس القطاع قد خرجت من الخدمة بسبب تعرضها للقصف الإسرائيلي.

إعلان

وعن ملف طلاب الثانوية العامة من مواليد عام 2006، ذكر أن الوزارة ستعلن عن موعد الامتحان النهائي لهم قريبا بعد استكمال الإجراءات اللازمة، دون أن يستبعد أن يكون "إلكترونيا".

عطا الله: المعلمون دفعوا كغيرهم من شرائح الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا بسبب عدوان الاحتلال (الجزيرة) تضحيات

يشير نقيب المعلمين خيري عطا الله إلى أن المدرسين دفعوا -كغيرهم من شرائح الشعب الفلسطيني- ثمنا باهظا لعدوان الاحتلال، وقال  للجزيرة نت، "نسعى لحصر ضحايا وزارة التربية والتعليم من شهداء وجرحى ومعتقلين، وأصحاب بيوت مدمرة، وأحصينا مبدئيا أكثر من 800 شهيد من المعلمين وإصابة الآلاف، واعتقال العشرات، إضافة إلى هدم منازل كثيرين".

وأشاد عطا الله بقرار افتتاح العام الدراسي وقال "هذا إنجاز لأبناء شعبنا ولوزارة التربية والتعليم في سبيل استمرار العملية التعليمية رغم العدوان والدمار".

وشكر المدرسين الذين عادوا للعمل رغم ظروفهم الصعبة، مضيفا أن "كثيرا من المعلمين والمتطوعين يتقدمون الصفوف لخدمة أبناء شعبهم، وسيستمر العمل حتى نستدرك ما فات طلابنا ونصل إلى المستوى المطلوب".

الطالب فجر مهدي متحمس وسعيد بقرار العودة للتعليم بعد شهور عدة من الابتعاد عن مدرسته (الجزيرة) فرحة وألم

في الطابور الصباحي لمدرسة النصر، اصطف العشرات من الطلاب فرحين بقرار العودة للتعليم، وبعد الاستماع للنشيد الوطني الفلسطيني، وتقديم بعض الطلاب عروضا فنية، سار الطلاب في صفوف باتجاه صفوفهم التعليمية التي نجت من آلة الدمار الإسرائيلية.

يقول الطالب فجر مهدي (11 عاما) إنه متحمس للغاية وسعيد لقرار العودة للتعليم بعد شهور عدة من الابتعاد عن مدرسته، حيث كان يحاول الدراسة من خلال منصات وزارة التربية والتعليم الإلكترونية، لكنه واجه كثيرا من الصعوبات بسبب انقطاع الكهرباء وغياب شبكة الإنترنت.

إعلان

أما أحمد الشرفا، فقد عانى كثيرا من ظروف الحرب، فحوصرت أسرته داخل منزلها في شهر مارس/آذار 2024، قبل أن يعتقل الجيش رجال العائلة ثم يهدم منزلهم كله، وهو ما أسفر عن استشهاد عدد من أفراد أسرته.

ويضيف أحمد الصاعد إلى الصف السادس قائلا "مبسوط جدا بالعودة للدراسة، أنا متشجع وأريد أن أعود لحياتي السابقة قبل الحرب"، ويستذكر الطالب الفلسطيني أنه كان الأولَ على صفه قبل الحرب، ويحلم بأن يواصل تفوقه الدراسي ويدخل الجامعة.

أما حاتم أبو عرب، فقد مرّ أيضا بظروف صعبة خلال الحرب، فقد تشتت شمل عائلته بعد أن نزح مع والديه وأشقائه إلى جنوبي القطاع، بينما بقي أعمامه في شمال القطاع.

ويضيف حاتم الذي يمتلك موهبة جيدة في الخطابة "قضيتُ شهور الحرب في آلام ووجع، لماذا لا نكون مثل أطفال العالم، لماذا يقتلون أطفالنا ويهدمون مدارسنا، لماذا وجع فراق الأحباب؟"، لكنه كغيره من الطلاب يبدي سروره الكبير بالعودة للدراسة، علّها تكون مؤشرا على عودة الحياة الطبيعية من جديد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزارة التربیة والتعلیم العام الدراسی أن الوزارة کثیرا من قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

«التربية والتعليم» تعتمد آلية تنفيذ الاختبارات التشخيصية

دينا جوني (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات: الحوار البنّاء والدبلوماسية الفعّالة سبيل إنهاء المعاناة الإنسانية الإمارات.. التزام تاريخي بدعم الشعب اللبناني

حدّدت وزارة التربية والتعليم، موجّهات وآلية تنفيذ الاختبارات التشخيصية للعام الدراسي 2025 – 2026، التي تهدف إلى قياس المهارات الأساسية للطلبة في المقررات الدراسية. وشملت الموجّهات طلبة المدارس الحكومية والخاصة المطبقة مناهج الوزارة، فيما ُنفَّذ الاختبار في مواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد اعتمدت منظومةً جديدة للاختبارات التشخيصية هذا العام، عبر تنفيذ اختبارات صفية في جميع المواد خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، يليها تطبيق اختبارات تشخيصية مركزية في ثلاث مواد أساسية، هي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات.
ووفقاً للموجهات، فإنّ اختبار الصفين الأول والثاني يُبنى ويُنفَّذ من قبل المدارس وفق المعايير المركزية المحددة مسبقاً، في حين يتم إعداد اختبارات الصفوف من الثالث حتى الثاني عشر مركزياً من قبل إدارة الاختبارات والتقييم للتعليم العام. 
وحدّدت الوزارة أن تُجرى الاختبارات ورقياً للصفوف من الثالث حتى الخامس، من خلال أوراق يتم تنزيلها عبر نظام «المنهل»، بينما تُنفَّذ إلكترونياً للصفوف من السادس حتى الثاني عشر.
وأكدت الوزارة أن زمن الاختبار يوازي حصة دراسية واحدة مع مراعاة المرونة في الوقت، وبما لا يُعيق انتظام اليوم الدراسي. كما أوضحت أن الاختبار تشخيصي بطبيعته، يركز على المهارات، ولا يُعد جزءاً من التقييم التراكمي للطالب ولا يرتبط بدرجاته النهائية، على أن يتم رصد النتائج في الخانات المخصصة ضمن النظام الإلكتروني «المنهل».
وشدّدت الموجهات على جملة من المتطلبات التقنية الواجب على إدارات المدارس إنجازها استعداداً للاختبار، أبرزها استكمال بيانات الطلبة في نظام «المنهل» بنسبة 100%، وتوزيع الطلبة في الفروع الدراسية بشكل صحيح، وتصنيف طلبة أصحاب الهمم بحسب نوع الخطة التعليمية الفردية المعتمدة لهم، سواء كانت «تعديلاً» أو «مواءمة». 
كما يتعين على المدارس تفعيل حسابات المعلمين والإداريين على نظام «المنهل» ونظام LMS و«سويفت أسيس»، وضمان وصول الاختبار لجميع الطلبة من خلال التحقق من «سجل الممتحنين»، إضافة إلى تفعيل حسابات الطلبة في LMS واستكمال إجراءات نقل الطلبة.
وذكرت الوزارة أن الاختبارات التشخيصية لا تُعتبر امتحانات بالمعنى التقليدي، بل وسيلة لقياس مدى امتلاك الطالب للمهارات الأساسية، لدعم الطالب في رحلته التعليمية، موضحة أن هذه الإجراءات تُسهم في ضمان تنفيذ سلس ودقيق للاختبارات، وتتيح للمدارس والمعلمين فرصة التعرف المبكر على مستويات الطلبة، بما يساعد على تعزيز جوانب القوة ومعالجة التحديات منذ بداية العام الدراسي، وصولاً إلى تجربة تعليمية أكثر فاعلية وتوازناً.

مقالات مشابهة

  • وزارة التربية: لا رجوع عن مذكرة تسجيل الطلاب السوريين إلا بقرار من مجلس الوزراء
  • تقييمات وزارة التربية والتعليم 2026.. رابط التحميل PDF لجميع الصفوف
  • «التربية والتعليم» تعتمد آلية تنفيذ الاختبارات التشخيصية
  • حصاد أنشطة وزارة التربية والتعليم هذا الأسبوع
  • معلمو جبل أولياء وكرري يفضحون تحصيلات غير قانونية بمكاتب التعليم
  • ⁠طريقة تحديث بيانات المعلم واستخراج صحيفة الأحوال من موقع وزارة التربية والتعليم
  • مطالب بالإستثناء من شرط سن القبول في مدارس التعليم المجتمعي..والتعليم ترد
  • وزير التربية والتعليم: نسعى لتمكين طلاب التعليم الفني من الحصول على شهادات دولية
  • وزير التربية والتعليم: 87.5% نسبة حضور الطلاب بالمدارس
  • وزير التربية والتعليم: إتاحة فرص عمل يابانية للأوائل في البرمجة