رسائل الوداع الكبير للشهيدين الأمينين.. المقاومة لا تنكسر
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
يمانيون../
حُمِلَ النعشان على الأكتاف، وذرفت دموع كثيرة.. إنه وقت الوداع، لقائدين استثنائيين لم تنجب الأمهات مثليهما في عصر الجنون الصهيوني.
وداعاً شهيد الإنسانية القائد السيد حسن نصر الله، وإلى جنات الخلد أيها الصفي الهاشمي، لقد آن لهذين الجسدين أن يرتاحا بعد مسيرة عطاء وكفاح وجهاد في سبيل الله، في مواجهة أعداء الإنسانية الكيان الإجرامي الصهيوني، والعدو الأمريكي المساند له.
مشهد التشييع كان مهيباً، فالحشود التي حضرت من مختلف أنحاء العالم إلى بيروت، لم تأتِ للتسلية، أو للسياحة، وإنما حضر الجميع في هذا اليوم لتشييع جثماني قائدين لا مثيل لهما في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فالحزن هو سيد الموقف، والأسى على فراق الأحبة يملأ القلوب، وشمس بيروت اليوم منطفئة، تشاطر أرضها الحزن والأسى. رجال ونساء يبكون على فقدان شهيد الأمة السيد حسن نصر الله، ومن حق أي حر في هذا الكون أن يبكي، كيف لا، وهنا يوارى جسد القائد العظيم، والمجاهد الكبير، وإمام الأحرار والمقاومين، وهنا يغيب الجسد الروحاني إلى الأبد، لتبقى ذكراه عالقة في الأذهان والوجدان، وفي ضمير كل إنسان.
سيدون التاريخ أن القائد العظيم السيد حسن نصر الله، لقي الله في أعز موقف وأشرف موقف، بعد أن أطلق على المجاهدين الأبطال الذين يقتلون في سبيل الله في مواجهة العدو الإسرائيلي تسمية “شهداء على طريق القدس”، وكأنه كان ينحت هذه الصفة على نفسه، ولقد تمنى الشهادة في مناسبات عدة، ونالها، وهو اليوم “شهيد على طريق القدس” بل وسيد الشهداء.
احتاج العدو الإسرائيلي إلى القنابل الثقيلة وقاذفات بي 82، ليلقيها على رأس السيد حسن- سلام الله عليه- ملقياً قنابل تزن ألفي رطل، وقد لقي الشهيد الأسمى ربه في أكبر عملية اغتيال على مر التاريخ، مقبلاً غير مدبر، وفياً لمبادئه، وعهده، ولقد اصطفاه الله لينال هذا الوسام الرفيع، ليكون في العليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
الدموع تنهمر اليوم من أعين آلاف الأحرار في العالم، وهي دموع على طريق القدس، ومن حق كل إنسان أن يبكي اليوم على فقدان هذا القائد العظيم، الذي أسس لنا مشروع المقاومة، وعلمنا معنى الشهادة، وكيف لنا أن نلاقي أعداء الله بقوة وثبات وشموخ. وبكل تأكيد فإن السيد حسن نصر الله مدرسة نستلهم منها كل المعاني الراقية، في العزة، والشموخ، والصبر، والثبات، والنقاء، والصدق، والاعتزاز بالوطن، وعدم الذل والهوان أمام أعداء الله.
الدروس التي يمكن أن نستلهمها من مراسم تشييع شهيدي الإنسانية السيد القائد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين كثيرة ومتعددة، فهذا التشييع المهيب للشهيدين الأقدسين لم يحضره الزعماء والملوك وأصحاب الفخامة والسمو العرب، فهؤلاء الذين امتهنوا الذل والهوان لا يليق بهم الحضور في عزاء الأكرمين، والقائدين الشجاعين، فهم أصحاب اختصاصٍ في الانبطاح والولاء للأمريكيين والصهاينة، ولهذا تميز موكب تشييع شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله ورفيق دربه بالخلو من هؤلاء الملوك والرؤساء والأمراء.
وإذا كان العدو الإسرائيلي قد استبشر وفرح كثيراً بنبأ استشهاد القائدين العظيمين قبل أشهر، فإنه اليوم في قمة غيضه وغضبه، للحضور المهيب وموكب التشييع الكبير للشهيدين، وكم تمنى المجرم نتنياهو وترامب أن يوارى جسد شهيدي الإنسانية في الثرى دون تشييع أو مراسيم، لكن ما حدث أن الشهيدين نالا الفوز مرتين: الأولى بالاصطفاء لهما من الله عز وجل، والثانية بهذا الحضور المهيب ومحبة الناس لهما، ومن أحبه الله، وأحبه الناس فقد فاز فوزاً عظيماً.
ومن الدروس الكبيرة في مراسم التشييع أن حزب الله -الذي ظن الأعداء ومرتزقة العرب أنه قد تحطم وانكسر- قد أظهر قوته من جديد، وخرج من ركام الحرب، ليعلن أنه لا يزال موجوداً في قلب المعركة، وأن لبنان لا شيء بدون المقاومة، وبدون حزب الله، وبدون جمهور الحزب.
كذلك، أوصل التشييع الكبير رسالة لمحور المقاومة، بأن حزب الله لا يزال بخير، وأنه لا يزال فاعلاً في المشهد، وأن الضربات مهما كانت موجعة ومؤلمة لا تزيد الأحرار في هذا العالم إلا قوة وعنفواناً وبأساً، والسير على طريق الحق، وما أجمله من طريق لا سيما وهو في مواجهة الطغاة المستكبرين أمريكا و”إسرائيل”.
موقع أنصار الله أحمد داود
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید حسن نصر الله على طریق
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.
وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.
كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.
وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.
وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.