عربي21:
2025-06-20@20:38:22 GMT

فلسفة الحياة والزمن

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

لكي نصل إلى ماهية الزمن علينا فهم معاني ومدلولات الوقت كمسار زمني ونفهم أن الزمن مخلوق، ثم ننطلق لفهم ماهيته ونكون بذلك قد حققنا فلسفة الحياة والزمن

المسار الزمني:

الزمن نحن طرقه وأرصفته يمر علينا لحظة بلحظة لا تعود، ولا تتكرر، فيه كفاءتنا وفاعليتنا، لا نستطيع أن نعيده لنتوقف عن فعل أو لنفعل الفعل، فقد ترك الزمن أثره علينا بنا، وفينا، لذا فاجترار الماضي خدعة كالملهية للطفل لن يأتي بإصلاح أثر، ولا بإحداث جديد إلا بالعبر من التي استقرت في الذاكرة البشرية.



من أجل هذا علينا إدراك أن ما فاق طاقتنا هو قضاء، وما يمكننا توليفه والسيطرة عليه بفعله أو الامتناع عن الفعل فهو في إدارتنا لسنن الكون في حياتنا ومواجهتنا لهذا، وذلك هو الاختبار للمنظومة العقلية وسلوكها وردود فعل المنظومة على القضاء، وعلى تصريف الحياة كفعل منها. إننا عندما نتحدث عن أمور بيد الله قطعا كالأرزاق والحياة والموت علينا أن نفهم هذا المعنى بدقة، فهنالك ما هو مقضي قضاء، وهنالك ما هو في علم الله. أما القضاء فهو ما لا سلطة لك عليه من أحداث، وأما ما في علم الله فهو عملك الذي يعلمه عالم الغيب، فعندما يتحدث عن الرزق يفصل هذا المعنى بإيجاز وإعجاز، "مَا أَصَابَ مِن مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ، وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22-23). هنا حديث عن علم الله، وعن قضائه وأن ما يحصل لهم ولنا يعلمه الله، فبعلم الله أننا سنأخذ هذه القرارات فما حصل قد حصل، لا أسى، ولا فرح بأنك أنجزت عندما يأتيك رزقك، وتنسب الرزق الذي هو قضاء موضوع بالقدر، ويأتي بجراء الفعل والحركة فالحركة من سنن الكون لا بدَّ منها لبقاء الوجود.

خلاصة الفكرة أن ما مضى قد مضى لن تعيشه، وإنما عشته، فإن أخطأت فبإمكانك الاعتبار والبداية من جديد، والتفكير بالغد هو مهمتك، وأما الأسى والانهزام كنتيجة لفشل فهذا لن يفيد الإنسان، والإصلاح هة بإصلاح مسارك مستفيدا من الخلل الذي أحدثته عامدا متعمدا أو ساهيا عاجزا.

الزمن مخلوق:

هو من أمر الله وقضائه، ماهيته الحركة والتنوع، الزمن عند الله مراحل، وعند الإنسان مرتبط بحركة كوكبه، وحياة الإنسان مرحلة متكونة من محطات، لكنها عند الإنسان ساعات وأيام ليمر ما بين محطة الطفولة فالشباب فالنضج فالكهولة فالشيخوخة فالهرم، لكن أنت لست مقيدا بهذه الدورة بالضرورة، وإنما قد تنتهي مهمتك بالتكون في الرحم أو عند الولادة أو في محطة من محطات الحياة، فهذا أمر بقضاء الله ومخصص لك رزقك فيه، متى انتهى انتهت حياتك. هذه المراحل من ماهية خلقك، إن عشت في المريخ فستكون سنين حياتك أكثر كسنين مريخية، لكن كمحطات هي ذاتها، سرعة الحركة معيار الزمن في تناسب بين الزمن والمسافات والزمن في حساب معروف وما دامت السرعة مخلوقة في تصميم الكون، وكذلك المسافة الدورانية، فالزمن مخلوق وكذلك الأزمان.

لذا فمن العبث أن يربط الإنسان نفسه بأحداث هي صناعة غيره أو أفكار يستوردها من تجارب الآخرين عبر المسافة والزمن، لكن ما يطبع من أثر عمران أو علم فهو من مخرجات مكتشفات القضاء الإلهي وعلمه الذي يعلمه للإنسان فهذا ما نسميه المدنية، وهي تراكم جهد بشري عبر الزمكان، وهذا ما يُؤْخَذُ به من تجارب الآخرين، ويطور ليعطي للآخرين، لكن الفكر هو ابن العصر. ولعل القرآن وهو مشيئة الله التي لا يمر عليها الزمن هو من يُستنبط منه لقيادة الزمكان عبر العصور المتعددة لكن لا ينبغي تقديس ما أنتج في الماضي أو من أنتج فكرا في الماضي لأنك كإنسان من يختبر فردا في الأرض وحسابك بنجاح منظومتك العقلية ونجاحك في مهمة عمارة الأرض وصيانة وديمومة السلالة، سواء في العمارة للأرض وتطوير حياة البشر أو بالإنتاج الفكري لإرشاد الناس إلى الصالح ومساعدتهم في فهم الحياة وأدارتها. وسنتحدث في مقال لاحق عن الفهم الصحيح للفكر.

ماهية الزمن:

ما ذكرناه يتماشى مع الانطباع في ذهن القارئ ولكن ما هو الزمن فعلا؟ لكي ندرك معنى الزمن علينا فهم ماهيته، فهو بكل بساطة الوجود من فتق الرتق أو الانفجار العظيم، وهو يتوسع ويتحرك لحين طي السماوات والأرض كطي الصحف، ومعايير قياسه متعددة ولماهية واحدة، فالزمن دليله في الأرض وغيرها الشمس ودوران الأرض حول نفسها، لذا هو مختلف القيمة في الكواكب الأخرى، فاليوم في الأرض مختلف عن اليوم في أي كوكب آخر.

تعود الناس أن ينسبوا الزمن إلى الأحداث والحقيقة أن الأحداث هي من ينبغي أن تنسب إلى الزمن لأن الزمن نتقدم نحن فيه، ومراحل تقدمنا تقضي بتغيرات وإصلاحات مطلوبة للمسار، فلكل منا أزمان في وقت واحد، فزمن تنسب إليه خصوصيتك، وذاتك لكن بمعيار آخر، في نفس الوقت هنالك أحداث للعائلة ثم للبلد ثم للأرض ثم للكون. فالحدث إذن ليس هو الزمن وإنما وجودنا والوقت هو مرحلة من الزمان أو الوجود ككل، فنحن نحسب الوقت مثلا بحساب دوران الأرض حول نفسها، لكن الأرض تتحرك إهليجيا مثل مكونات المجرة، حركتان إلى الأمام وحول الشمس، نحس تغيير الفصول، لكننا لم نعلم لحد الآن تأثير الحركة لمكونات المجرة إلى مستقر لها، وهذه الفوضى التي نلاحظها في المناخ واضطراب الطقس غير المعياري أو القابل للقياس وربما مرت سابقا في مرحلة ما لم ننتبه لها بحكم اختلاف درجة المعرفة، ويبقى تجانس الكون بنظام دورانه عكس عقرب الساعة المعروف لدينا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الزمن الكون أحداث الانسان أحداث الكون حقيقة الزمن مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علم الله

إقرأ أيضاً:

لتهريبه أقراص الإمفيتامين المخدّرة للمملكة.. تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في الجوف

أصدرت وزارة الداخلية اليوم بيانًا بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في منطقة الجوف، فيما يلي نصه:

قال الله تعالى: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها"، وقال تعالى: "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين"، وقال تعالى: "والله لا يحب الفساد". وقال تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".

أقدم/ صالح بن عبدالله بن محمد الحازمي (سعودي الجنسية) على تهريب أقراص الإمفيتامين المخدّرة إلى المملكة، وبفضل من الله تمكنت الجهات الأمنية من القبض على الجاني المذكور وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب الجريمة، وبإحالته إلى المحكمة المختصة، صدر بحقه حكم يقضي بثبوت ما نسب إليه وقتله تعزيرًا، وأصبح الحكم نهائيًا بعد استئنافه ثم تأييده من المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعًا.

وتم تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بالجاني/ صالح بن عبدالله بن محمد الحازمي (سعودي الجنسية) يوم الخميس 23 / 12 / 1446هـ الموافق 19 / 6 / 2025م بمنطقة الجوف.

ووزارة الداخلية إذ تعلن عن ذلك لتؤكد للجميع حرص حكومة المملكة العربية السعودية على حماية أمن المواطن والمقيم من آفة المخدرات، وإيقاع أشد العقوبات المقررة نظامًا بحق مهربيها ومروجيها، لما تسببه من إزهاق للأرواح البريئة، وفساد جسيم في النشء والفرد والمجتمع، وانتهاك لحقوقهم، وهي تحذر في الوقت نفسه كل من يقدم على ذلك بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.

والله الهادي إلى سواء السبيل.

وزارة الداخليةالجوفأخبار السعوديةأخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • عون: بيروت كانت وستبقى نبض الحياة
  • «الغرابلي»: علينا استثمار أزمات الدول الكبرى لتحقيق نوع من الاستقرار السياسي والاقتصادي
  • بعد القسوة .. ماذا يبقى في جوف الإنسان؟
  • لتهريبه أقراص الإمفيتامين المخدّرة للمملكة.. تنفيذ حكم القتل تعزيرًا بأحد الجناة في الجوف
  • تنفيذ حكم القتل تعزيرًا في مواطن لتهريبه أقراص مخدرة إلى المملكة
  • اكتشاف أكبر سحابة مشحونة في الكون!
  • إخوان الاردن يثمنون خطاب الملك في البرلمان الأوروبي
  • الإنسانية في خطر
  • بعد العودة من الحج.. افتح صفحة جديدة مع الله بكلمة واحدة
  • هل عمل الخير جهرًا يقلل من ثوابه؟.. الإفتاء ترد