لافتات رمضانية بالخط الكوفي

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

أعلن اجدادنا اسلامهم منذ 1400 سنة، وكانت الكوفة عاصمة للخلافة، ولسنا بحاجة لمن يبين لنا فضائل شهر رمضان، ولا بحاجة إلى من يشرح لنا مبادئ القيام والصيام. كلنا وبلا استثناء نعرف أصول الدين وأركان الصلوات. ونعلم ان الصيام فريضة توسّع الصدر، وتقوّي الإرادة، وتزيل أسباب الهم، وتعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل، فيكبر في عين نفسه، ويصغر حينها كلّ شيء في عينه، ونعلم ان الصيام حالة من السموّ الروحي، لا يبلغها إلّا من يتأمّل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة.

.

فلا تحدثوا الناس عن مقدار زكاة الفطرة، وتوقيتاتها وعن جواز دفعها نقدا، بل تحدثوا معهم عن حرمة الاستحواذ على رواتب المتقاعدين والمتقاعدات، وحرمة التلاعب بمستحقات الضمان الاجتماعي، وحرمة الرشاوى والإتاوات بكل أنواعها (المنظورة وغير المنظورة). . ⁠اطلبوا منهم ان يتجاهلوا أحقادهم، ويطرقوا أبواب الرّحمة والمودّة، فيرحموا القريب ويتواصلوا مع البعيد، ويزرعوا المساحات البيضاء في حناياهم، ويتخلصوا من المساحات السّوداء في انفسهم. . . ⁠اخبروهم عن حرمة الإفطار بطعام اشتروه بمال منهوب او مسروق. . ⁠ولا تحذروا الناس عن بطلان الوضوء والتيمم والارتماس بماء النهر والدخان الثقيل والدخان الخفيف واثرهما على الصائم هذه كلها نعرفها. بل حدثوهم عن بطلان الصلاة في المساكن المغصوبة، والبساتين المنتزعة من أصحابها بالقوة. . ⁠اخبروهم بأهمية الصوم عن الكذب والنميمة، والصوم عن النفاق، اخبروهم بوجوب إعلاء كلمة الحق ونبذ الباطل، وان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده. و (الناس) هنا كلمة عامة شاملة لكل البشر سواء أكانوا على دين الإسلام أو على دين آخر. . ⁠اخبروهم بوجوب إعلان توبتهم وعدم التورط بتهريب الآثار والمخدرات والمنتوجات النفطية. أخبروهم بحرمة المال العام وحرمة الطريق. . ⁠اخبروا الأطباء والصيادلة والموظفين الصحيين بوجوب الأهتمام بالمرضى والمصابين وبأقل التكاليف. . ⁠يخشى البعض من ابتلاع قطرة ماء فتفسد عليه صيامه، ولا يخشى من ابتلاع حقوق الناس فتفسد عليه آخرته. فأخبروا من علية مظلمة أن يردها إلى أهلها قبل الزكاة والصدقات، فالمال الحرام لا تخرج منه زكاة ولا صدقة. . أخبروا التاجر بحرمة إحتكار السلع الإستهلاكية، وحرمة احتكار المواد الغذائية. . ⁠حدثوهم عن حرمة تجييش الجيوش الإلكترونية لتشويه سمعة الناس، وحذروهم من تلفيق الاتهامات للغير لاسباب سياسية تسقيطية. . ⁠احرصوا أن يكون هذا الشهر المبارك نقطة محاسبة لأعمالكم ومراجعة لتصحيح لحياتكم. . ⁠حدثوهم عن المفطرات عندما يوكل الامر لغير أهله، وعندما يؤتمن الخائن ويخوّن الامين فانها من علامات الساعة. . ⁠حافظوا على الشرفاء ولو كانوا خصومكم، ولا تفرحوا بالسفهاء ولو وقفوا معكم، فالشريف صفته الشهامة، والسفيه سمته الخيانة. .
كلمة اخيرة: لو كانت افعالنا في رمضان حقيقية وخالصة لله لأصبحنا أفضل شعوب الأرض، لكن المشكل أنهم يخدعونك ويأكلون حقك ثم يبعثوا لك رسالة: رمضان كريم !؟!. . د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق