DW عربية:
2024-06-11@19:31:27 GMT

رحلة معاناة النازحين السودانيين من دارفور إلى تشاد

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

مشهد جوي لمخيم للاجئين السودانيين من دارفور (تشاد، 25 يوليو 2023)

يؤوي مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري في شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، آلاف اللاجئين في خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الاغاثة الدولية، في وقت تدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 نيسان / أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وربطت الشابة السودانية حواء موسى طفلها الصغير إلى ظهرها وامسكت بيد طفلها الآخر وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، متوجهة إلى الحدود التشادية. تمكنت موسى البالغة 30 عاما من الهرب في حزيران / يونيو، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد. تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة فرانس برس فرانس برس فرارها قائلة "كنت حاملا آنذاك". وتضيف "ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر". وكان القتال مستعرا يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.

 

وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فرّوا من دارفور أن الإقليم شهد مجازر ارتُكبت في حقّ مدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها خصوصاً قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية عربية متحالفة معها. وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية العام 2003، هاجم خلالها عناصر مليشيات الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير، متمرّدين من أقليات عرقية. وامتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن مخلفة نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة.

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسؤولين آخرين إلا أن مشتبها واحدا فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة. وتحدثت المحكمة عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، وهي تحذر الآن من أن يكرر التاريخ نفسه، ما دفعها إلى التحقيق مجددا فيما يجري من جرائم في المنطقة.

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 نيسان / أبريل كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليونا يقيمون في إقليم دارفور، الإقليم الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا. ووفر معظم لاجئي أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور حيث تقدّر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية". وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والانترنت.

إلى ذلك، تحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء في العاصمة أو في دارفور. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش مطلع الشهر الحالي مجلس الأمن الدولي إلى حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما "تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى".

تروي السودانية سعاد إبراهيم (41 عاما) باكية معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيرا على الأقدام حتى أدري في تشاد. وتقول "تجولنا حفاة حول الجنينة لمدة سبعة أيام .. ورغم اطلاعنا على طريق للخروج، أصيب أربعة منا". وتؤكد ابراهيم التي كانت في شهور حملها الأخيرة "لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر أربع سنوات على ظهري وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة"، لمسافة 35 كيلومترًا.

هذه الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر خصوصا على النساء، إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود. وكانت هيومن رايتس ووتش "وثقت 78 ضحية أو ناجية من الاغتصاب بين 24 نيسان / أبريل و26 حزيران / يونيو" في مدينة الجنينة وفي الطريق إلى تشاد.

ولفتت إلى إن المهاجمين يستهدفون النساء من إثنية المساليت، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور. ويقول السوداني آدم هارون البالغ من العمر 39 عاما ، وقد انضم حديثا إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد "زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد". ويضيف "هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق .. وأصيبت زوجتي برصاصة في ساقها"، لافتا إلى أن إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حاليا.

ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: السودان اللاجئين الحرب الأهلية دارفور تشاد دويتشه فيله السودان الآن أخبار السودان الوضع الإنساني في السودان الصراع في السودان السودان اللاجئين الحرب الأهلية دارفور تشاد دويتشه فيله السودان الآن أخبار السودان الوضع الإنساني في السودان الصراع في السودان غرب دارفور فی السودان من دارفور إلى تشاد

إقرأ أيضاً:

وفاة سودانيين في طريقهم إلى مصر هربا من الحرب تهز منصات التواصل

تصدرت خلال الأيام الأخيرة على منصات التواصل السودانية الأخبار التي تتحدث عن وفاة سودانيين بسبب تعرضهم لضربات شمس ونقص المياه خلال رحلتهم من السودان إلى مصر بطرق غير شرعية هربا من الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

يأتي ذلك وسط تصاعد تحذيرات رسمية وشعبية لتجنب السفر عبر "التهريب البري" إلى مصر، في ظل موجة حارة غير مسبوقة تشهدها البلاد، وخاصة مدينة أسوان الواقعة في أقصى الصعيد، إذ بلغت درجة الحرارة قبل يومين 49.6 درجة في الظل.

وقالت وكالة الأنباء السودانية إن سوء الطقس تسبب بموت العشرات بين أوساط القادمين بالتهريب إلى مصر.

وأشارت الوكالة إلى أن القنصل السوداني بأسوان عبد القادر عبد الله قدم تعازيه لأهل السودان وأسر المتوفين الذين تعرضوا لضربات شمس وهم في طريقهم للدخول إلى مصر بطرق غير قانونية.

وأوضحت أنه منذ 3 أيام وصلت إلى المستشفى العديد من الجثامين بعضهم بسبب ضربات الشمس وبعضهم بسبب العطش وبعضهم بسبب الحوادث المرورية.

ومع انتشار الأخبار القادمة من محافظة أسوان الحدودية مع السودان عن وجود عشرات الوفيات من السودانيين في مستشفيات المحافظة، أطلق ناشطون دعوات على منصات التواصل، طالبوا من خلالها أقرباءهم وأصدقاءهم في السودان بعدم السفر بطرق غير شرعية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يا جماعة عليكم الله الجايين تهريب من السودان فى الأيام دى لو بتعرفوهم (أمنعوهم لو بالنصح او بالقوة) … مع موجة الحر دى كل يوم بندفن أسر كاملة بيوصلوهم سواقين التهريب ديل جثث يا يا حالات متأخرة شديد معظمهم (عطش يا ضربة شمس و جفاف) "

— MODESER (@Where45304652) June 8, 2024

ونقل أحد الأطباء شهادته لما يجري مع السودانيين من حالات وفاة بسبب ضربات الشمس، وقال الطبيب نادر محروس في منشور عبر حسابه على الفيسبوك "ما يحدث مع السودانيين يحزن، وفاة أكثر من 20 شخصا أثناء سفرهم إلى أسوان من طريق العلاقي خلال اليومين الماضيين من ضربات شمس".

 

ووجه أحد المغردين نداء إلى من يعرف أشخاصا يريدون القدوم إلى مصر عن طريق التهريب لمنعهم من المضي في خططهم بالنظر إلى العدد الكبير من الضحايا خلال الأيام الماضية، ومن بينهم أسر بأكملها، وفقا لتعبيره.

وعن القصص المأساوية التي يتعرض لها المسافرون السودانيون بطرق غير شرعية إلى مصر قال أحد الناشطين "سمعت عن قصص جدا محزنة ومحبطة، وقطعا لكل شخص ظروفه وتقديراته لكني لو نصحت أو جاز لي ذلك لنصحت السودانيين بالبقاء في وطنهم أو الأجزاء الآمنة منه على الأقل، صحيح أنهم سيعانون، لكن الوضع بكل حال سيكون محتملا والفزعة قريبة".

وكشفت تقارير صحفية مصرية وسودانية عن تسجيل 24 وفاة خلال الأسبوع الماضي، وتحدثت عن وجود حالات أخرى لم تصل إلى مستشفيات أسوان.

ويسلك الآلاف من السودانيين بينهم أسر وأطفال وكبار السن طرقا غير شرعية للوصول إلى مصر لصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول من القنصليات المصرية في بورتسودان ووادي حلفا، والتي تتطلب نحو 4 أشهر.

مقالات مشابهة

  • بينهم 7 ملايين هربوا بعد الحرب.. أكثر من 10 ملايين نازح داخل السودان
  • وزير المهجرين اللبناني لـ«الاتحاد»: لبنان الأكثر معاناة من أزمة اللاجئين السوريين
  • “ربع السكان”… إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان
  • إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان
  • «الهجرة الدولية» تكشف إحصائية جديدة لعدد النازحين جراء الصراع بالسودان
  • ربع السكان... إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان
  • جهاز المغتربين يكشف أسباب إرجاع السودانيين من مصر ويعلن إحصائية اللاجئين بعد الحرب وخسائر التحويلات
  • «شبكة الصحفيين»: الصحفيون في السودان يتعرضون لاستهداف ممنهج
  • ارتفاع جنوني بأسعار السلع يزيد معاناة السودانيين
  • وفاة سودانيين في طريقهم إلى مصر هربا من الحرب تهز منصات التواصل