سام برس:
2025-05-09@22:34:22 GMT

اليمن .. نعوش ومقابر .. علماء غيرو التاريخ !!

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

اليمن .. نعوش ومقابر .. علماء غيرو التاريخ !!

بقلم/ احمد الشاوش
يعلمنا التاريخ ان الناس معادن كالذهب والماس والفضة والنحاس والحديد والبعض مجرد نفايات طارئة ضررها أكثر من نفعها ، ولافرق بينها وبين مخلفات مقلب الازرقين ، وبينما العالم يٌشيد العمران ..اليمنيون يهدمون بيوتهم بأنفسهم !!.

ومن المفارقات العجيبة ان ترى عقولاً وأدمعة العالم المتحرر من الجهل والخرافة تُبدع من خلال رفد الانسانية بالابتكارات والصعود الى السماء تحت صاروخ العلم ، بينما اليمنيون يبدعون في معارك الحقد والفجور والتبعية والصراعات السياسية وآلة القتل وشراء الولاءات والاحتفال بالنعوش والجنائز والمقابر والتدمير الممنهج للتعليم والقفز على القيم والاخلاق.



والتاريخ خير شاهد على سرد الكثير من قصص النجاح وسير الابداع وحكايات التميز الحافلة بالعبقرية والابداع في شتى فنون العلم والمعرفة .

كما ان السلوك والتواضع والاستقامة والوفاء والحب والتضحية وكل تلك الصفات والخصائص الفريدة هي انعكاس حقيقي لتلك المعادن النفيسة التي قدمت خدماتها الجليلة للبشرية في مجالات الطب والهندسة والاجتماع والتقنية والعلوم والصناعة والتشييد والفلسفة والتربية ، ويكفي ان نسلط الضوء أخي القارئ على نماذج وشخصيات عظيمة أحدثت العديد من الثورات العلمية والانسانية في خدمة البشرية أمثال :

لقد قدم توماس إديسون ، خدمة للبشرية بعد ان كان له الدور الاكبر في اختراع المصباح الكهربائي ، الذي أخرج العالم من الظلمات الى النور في القرن التاسع عشر وحتى اليوم

كما اننا لاننسى عبقرية الكرواتي نيكولا تسلا ، ذلك المهندس الرائع الذي يُعد أول من طور تكنولوجيا الهواتف الذكية..

والاستكتلندي جيمس واط ، الذي أحدث ثورة صناعية بنقل العالم من الزراعة الى عالم يعتمد على الهندسة والتكنولوجيا..

والامريكي روبرت جودارد ، مؤسس علم الصواريخ الذي أخترع أول صاروخ يعمل بالوقود السائل عام 1926م.

كما ان جاك دورسي ، قد ذاع صيته في تأسيس موقع "تويتر" ، الذي لفت انظار العالم وصار متنفساً لرواد مواقع التواصل .

كما ان العالم المصري فاروق الباز قد ذاع صيته في العالم بعد ان سمت وكالة ناسا الامريكية كويكباً باسمه الى جانب ابحاثة العلمية.

وتتواصل ميادين العبقرية بالاشارة الى ألكسندر غراهام بل ، مخترع الهاتف ومعلم الصم ..

كما ان العالم يقدر الابتكار الرائع لاول باحثة عربية مها عاشور ، في فيزياء الفضاء ..

واحدث كل من روبرت كان وفينتون سيرف ، ثورة الانترنت بعد تطوير بروتوكولات الاتصال الحاسمة للإنترنت التي ماتزال حديث الساعة بتحويل العالم الى قرية.

واحدث الالماني يوهانس غوتنبرغ ، ثورة بابتكاره المطبعة في القرن الرابع الميلادي التي العالم في مجال الطباعة..

وبرع أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي في مجال الطب والجراحة ، خلال عصر النهضة والعصور الوسطى في أوروبا ..

وبرز أبو بكر محمد زكريا الرازي في الطب ، والرياضيات ، وعلم الفلك ، والكيمياء، والصيدلة ، والفلسفة.

وتميز ابن سينا أبو علي حسين ، أحد علماء العرب المسلمين في الطب والفلسفة حيث ألّف 246 كتاباً في الطب.

كما برز الخليفة مأمون الرشيد في رسم أول خريطة للأرض في عام 831م ، لمعرفة آلية السفر والتنقل عند الذهاب لأداء فريضة الحج.

وبعبقريته الفريدة تمكن العالم الأفغاني البيروني من تحديد أبعاد الأرض ، واكتشف محيطها ، وقياس المسافة بين بعض النجوم والكواكب وبُعدها عن كوكب الأرض.

وأما العالم عباس بن فرناس فقد صمم أول آلةً للطيران في القرن التاسع ميلادي بخيال عجيب استوحاه من أجنحة الطيور ، وجرب ابتكاره وقفز من قمة جبل قرطبة في إسبانيا، واستطاع الطيران لعدّة لحظات.

وبعبقرته الفريدة وذكائه الحاد تمكن جابر بن حيان من اكتشاف حمض الكبريتيك ، والنيتريك ، واخترع آلةً لصنع العطور حتى اطلق عليه لقب مؤسس الكيمياء الحديثة.

وبرع العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي في علم الرياضيات في القرن التاسع الميلادي ، من خلال تطوير علم الخوارزميات ، واكتشف علم الجبر وساهم في مجال الفلك ، والجغرافيا ، ورسم الخرائط ، حتى أُطلق عليه لقب أبو الجبر.

كما لُقّب ابن الهيثم بأبي البصريات في القرن السابع عشر ميلادي ، حيث ساهم ابن الهيثم في توضيح آلية انتقال الضوء ، والأشعة المنعكسة والمنكسرة ، والتي اعتبرت اللبنة الأساسية في فهم علم البصريات بشكل هندسي ، كما درس ابن الهيثم أجزاء العين ، وفَهِم آلية الإبصار وتكوين الصورة في العين.

واشتهرت الصين بصناعة البوصلة والبارود والورق والطباعة الخشبية ، حيث اختراع مخصي البلاط الملكي لمملكة هان "تساي لون " بأستعمال اللب.

واخترعت السعودية الهنوف العبيشي " طاولة برايل" وماسح ضوئي قارئ للنصوص للمكفوفين ومن لايستطيع القراءة من خلال عملية التحويل الالكترونية الناجحة.

كما تمكن المبتكر القطري عبدالرحمن خميس ، من اختراع "سجدة" وهي عبارة عن سجادة صلاة تعليمية ذكية.

وتمكنت المخترعة الاماراتية ريم المرزوقي ، من تطوير نظام يمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من القيادة بحيث يستطيع الكفيف من التحكم في جميع الاشياء التي يحتاجها السائق بقدميه.

وعند الحديث عن عالم الابتكار وثورة العقل والعلم لابد ان نشير الى العراق الذي اختراع الكتابة في بابل والعجلة وانشاء اول دستور في العالم وأسس اول مدينة في التاريخ و طبعالاختام ..

وعند الحديث عن سوريا ، لايفوتنا النظر الى المبتكرة سيرين حمشو ، التي حصلت على براءة اختراع في مجال الطاقة المتجددة لفكرتها عن التوربينات الهوائية

والدكتورة شادية رفاعي حبال ، التي تقود فرقاً علمية لرصد كسوف الشمس حول العالم وتساهم في تطوير أول مركبة فضائية ترسل إلى أقرب نقطة من الشمس ..

كما حصل الدكتور عدنان وحّود ، على وسام صناعة آلات النسيج عام 1982م، وسُجل أوّل اختراع على المستوى الأوربي ، وهو صمّام تغذية الهواء في آلة النسيج.

تلك نماذج وصور وعينات وبصمات للكثير من العباقرة والرواد والمبتكرين والمبدعين وهناك عشرات الالاف ممن خدموا البشرية قديماً وحديثاً من خلال العلم والتأمل في ملكوت الله والتفكر في كل صغيرة وكبيرة خدمة للانسانية.

ولاننكر ان هناك بعض المبتكرين والمخترعين والمبدعين والمتفوقين والاطباء والمهندسين والكفاءات اليمنية التي توصلت الى العديد من الاختراعات وسجلت حقوق الملكية لبعضها ، لكن للاسف الشديد أصبحت اليمن بيئة طاردة للكفاءات ودفعت بالكثير من العقول والادمغة للهجرة الى الدول الخليجية وامريكا واوروبا نتيجة للانظمة السياسية المستبدة التي جعلت من الجهل عنواناً للمرحلة والفقر مناج والجوع هدف والاستبداد خريطة طريق.

والملفت للنظر حقاً اننا نشاهد ونقتني ونسمع عن مئات وآلاف الاختراعات والانجازات العلمية على مستوى الساعة واليوم والشهر والعام من خلال تسجيل براءة الاختراع وتحويل تلك الآمال والافكار والطموحات الناجحة الى مشاريع عملاقة في خدمة الناس.

والمضحك بالنسبة لنا معشر اليمنيين وفي الطليعة النُخب ، أن الوضع الحالي لايسر صديق ولاعدو بعد التآمر على الدولة اليمنية من أطراف الداخل والخارج وثقافة التخلف والجهل والتبعية والتدمير والتجزئة وتحويل اليمن الى يمنات وسيادته في مهب الريح.

والمبكي ان اليمنيون اليوم خارج مرحلة الوعي وداخل مرحلة الوهم.. وما هو أقسى وامر من ذلك أن اليمن فرضت عليه حرب ظالمة وأن امراء الحرب ومصاصي الدماء وتجار الازمات وشقاة الشرق والغرب يقودون آلاف اليمنيين نحو المحارق ويتباهون
بالجنائز والنعوش وتوابيت الموت وافتتاح أكبر عدد من المقابر.

أخيراً .. ثقافة الجهل والموت وسياسة الافقار والتجويع والجرع الصامتة وجحيم الاسعار ستنتهي ، وثقافة الرعب والتفاهة والتلذذ بمشاهد سلسال الدم وقطع الارزاق وتفصيل التهم وافشال الحلول وتوزيع الوهم وتسويق النثرات وتصدير الانين والمواجع والمآسي والمصائب الى كل بيت لابد ان تزول ، لان اللعب أصبح على المكشوف والاطراف الفاسدة تعرت أمام الشعب ، ولا خيار الا الرجوع الى لغة العقل والمنطق والواقع وقراءة الشارع بصدق واصلاخ الاخطاء وصرف رواتب الموظفين وتقديم الخدمات والقبول بالآخر وتلطيف الاجواء وامتصاص الاحتقان ..

مالم فالعاصفة قادمة والبركان سيثور والكارثة ستعصف بالبيت اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب وحينها لم تنفع مراكز القوى العابثة وتجار الحروب امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وايران وقطر واسرائيل والبند السابع
فهل من رجل رشيد يستجيب مطالب وحقوق الشعب بصدق ومسؤولية وعدالة ..نأمل ذلك .

shawish22@gmail.com

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: فی القرن من خلال فی مجال کما ان

إقرأ أيضاً:

اليمن يسقط كيان العدو الإسرائيلي بضربة صاروخية غير مسبوقة [ الحقيقة لا غير]

يمانيون../
لم يشهد العالم من قبل اهتمامًا عالميًا بهذا المستوى من قبل وسائل الإعلام الدولية تجاه أي حدث أو خبر، كما هو الحال مع العملية العسكرية التي نفذها القوات المسلحة اليمنية، واستهدفت مطار اللد المسمى إسرائيليا بمطار “بن غوريون”.

وقد أجمع الإعلام الدولي على مدى أهمية هذه العملية العسكرية اليمنية واتساع تأثيرها، حيث تركت آثارًا عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية واسعة في صفوف العدو الإسرائيلي، ولا تزال تداعيات هذه العملية تتردد بقوة في وسائل الإعلام العالمية حتى الآن.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D8%AF%D9%83%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D9%8A%D8%A7%D9%81%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9%20%D9%88%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%AF%20%D8%B1%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%D9%88%D8%B4%D8%B9%D8%A8%D9%8A%D8%A9.mp4
وتُعدّ العملية بمثابة تتويج لمرحلة طويلة من الدعم اليمني المستمر لغزة، والتي تستهدف الكيان المجرم، وقد نال هذا الموقف اهتمامًا عالميًا يليق بأهمية تلك المرحلة السابقة.

قلة قليلة من الأحداث تحظى باهتمام العالم بشكل مفاجئ وسريع، ونادرًا ما تفرض أحداث نفسها على الساحة الدولية بشكل قوي، مما يجبر الجميع -أصدقاءً وأعداءً، قريبين وبُعدًا- على التعامل معها بتركيز وأولوية، لتصبح الحدث الأبرز في اللحظة.

هذا النجاح والتأثير والصدى القوي يعكس تكريم الله تعالى لجهود الشعب اليمني وقواته المسلحة، رغم كل الأعداء والحاقدين والكارهين. حيث كان هذا النجاح مصحوبًا بتوثيق عدة لحظات من قبل من تواجدوا في المطار من زوايا مختلفة، وسط حالة من الذعر والفوضى التي سيطرت على المكان.

تلك المشاهد التي انتشرت فور وصول الصاروخ اليمني أحدثت تأثيرًا قويًا يشبه انتشار النار في الهشيم، حيث استحوذت على الإعلام العالمي بطريقة مباشرة وغير مسبوقة، ربما لم يشهد مثلها العالم منذ أحداث السابع من أكتوبر.

كل هذا ليس من قبيل الصدفة، بل هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، للشعب اليمني المؤمن المجاهد الشجاع، وقيادته العظيمة الربانية التاريخية التي لم يعرف تاريخ الأمة لها مثيلا على هذا الموقف المشرف الإنساني والديني تجاه أبناء غزة، وعلى كسر الهيمنة الامريكية والإسرائيلية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8.mp4
هذا الترابط المتين والولاء المتبادل والثقة المبنية على الصدق والارتباط بالله تعالى، أنتج هذه المعادلة التي أثمرت الإنجازات والانتصارات التي يحققها أبطال القوات المسلحة اليمنية، الذين يمثلون ثمرة هذا الشعب ويده القوية وإرادته الصلبة التي لا تنكسر.

فمن خلال العملية العسكرية الأخيرة، أصبح العالم لا يركز سوى على مدى وخطورة وقوة العمليات اليمنية التي تتلقاها تلك القوى الظالمة والمجرمة من اليمن ومن أبطال القوات المسلحة الشجعان، بدلًا من الحديث عن إخفاق العدوان الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة اليمن.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%84%D8%AD%D8%B8%D8%A9%20%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%20%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%89%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF.mp4
وتُعتبر العملية التي استهدفت مطار اللد، الأولى من نوعها تاريخياً، ففي كافة الصراعات العربية الإسرائيلية السابقة لم يتعرض هذا المطار لهجوم مباشر منذ تأسيسه، وذلك لكونه يُشكّل واحداً من أهم العناصر، إن لم يكن الأهم، في البنية التحتية الاستراتيجية لكيان العدو المحتل. فهو يمثل شريان الحياة الذي يعتمد عليه العدو، وهو بوابته إلى الخارج.، ويُعد هذا المطار من بين المواقع القليلة التي تتمتع بأكثر وأقوى أنظمة الحماية والتأمين على مستوى الكيان بأكمله.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%85%D9%86%20%D9%85%D8%AD%D9%8A%D8%B7%20%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D9%86%20%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86.mp4
الشعب اليمني اليوم أمام تحولات تاريخية غير مسبوقة وغير معهودة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، حيث جاءت العملية العسكرية الأخيرة وسط حالة من الغطرسة الإسرائيلية المفرطة لدى المجرم نتنياهو، إلى جانب الاستعراضات الصهيونية التي تزعم تحقيق نصر، خصوصًا في ظل الأحداث التي شهدها لبنان وسوريا، واستمرار جريمة الإبادة في قطاع غزة.

قبل أيام، ظهر المجرم نتنياهو يتباهى بما يعتبره انتصارات وإنجازات حققتها ما تسمى إسرائيل وجيشها منذ تأسيسها وحتى الاشتباكات الأخيرة، متحدثًا عن مشروعه لإعادة تشكيل ما أسماه “الشرق الأوسط الجديد”.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%B1%D9%85%20%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%87%D9%88.mp4
هذا هو المجرم نتنياهو يتفاخر بتكبّر قبل أيام قليلة، ودائمًا حين يصل كيان العدو الإسرائيلي إلى هذا المستوى من الغطرسة والغرور واستعراض الجرائم في غزة وسوريا ولبنان واعتبارها انتصارات، تأتي عملية نوعية مباركة من اليمن تعيد هذا الكيان الإجرامي إلى نقطة البداية، فتهدم كل ما بناه من غرور وإجرام وغطرسة واستكبار، حيث شاهد العالم أن العدو قد أُذِلّ وتكبد هزيمة مدوية، وأظهر فشلًا مدوٍّ، قُوبل بضربة غير مسبوقة أعادت محور المقاومة إلى ذروة تأثيره وقوته، وأرجعت كيان العدو خطوات إلى الوراء.

كان الانفجار مدوّيًا وعملاقًا، وفق ما وصفه أحد الخبراء الذين تابعوا الحدث لحظة بلحظة، حيث أحدث الصاروخ حالة من الذعر والخوف في أوساط المغتصبين، واهتزت كافة أرجاء مطار بن غوريون وكذلك القرى والمستوطنات المحيطة به.

العملية اليمنية جاءت، في وقت يعيش فيه العدو الإسرائيلي ذروة جرائمه وغطرسته واعتقاده بأنه قضى على ما تبقى من عوامل القوة والمقاومة في جسد الأمة العربية والإسلامية، فكلما تصاعدت أعمدة التكبر والوهم لدى هذا العدو الماكر، كلما تدخل الله بأحفاد حيدر الكرار من يمن الإيمان والحكمة ليقولوا له: “انتبه، خفّف من كبريائك”، وفعلاً، يتم تصفير عداد المجرم نتنياهو ليعود إلى حالة الاضطراب والهذيان والإحباط بسبب فشل جيشه ودفاعاته، وكذلك فشل الدفاعات الأمريكية في التصدي لصواريخ اليمن الشجاع وطائراته المسيّرة القتالية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AD%D8%AF%D8%AB%20%D8%BA%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A.mp4
كانت العملية استثنائية، لا بسبب الخسائر والأضرار المباشرة التي تسببت بها، رغم أنها ليست قليلة، فهناك جرحى باعتراف العدو الذي أكد وجود ما بين ثمانية وعشرة جرحى، وهذا الاعتراف غالبًا ما يكون ناقصًا.

يحاول العدو الإسرائيلي تجاهل وتقليل شأن الآثار الناجمة عن العملية العسكرية التي يتلقاها، سواء من اليمن أو من أية جبهة من جبهات الاسناد، ومن الدلائل على حجم الانفجار أن الصاروخ ترك حفرة بقطر يصل إلى 25 مترًا، حيث أصاب جنود العدو بالذعر، لأن حجم الحفرة يعكس مدى الدمار الذي كان يمكن أن يلحقه الصاروخ إذا أصاب صالات المطار.

ولهذا فإن الموقع الذي استهدفه الصاروخ يحمل رسالة قوية ومحددة للعدو الإسرائيلي، كما أنه حقق غايته بأفضل شكل ممكن وأوصل الرسالة المطلوبة بدقة.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9%20%D9%88%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9%20%D9%88%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D9%84%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9.mp4
كانت خسائر العدو شاملة على كافة الصعد، ومكشوفة أمام الإعلام الدولي والعالمي، لم يتمكن العدو من جمع شتات فضيحته أو كبح تداعيات العملية اليمنية التي تنطبق عليها الآية الكريمة: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).

العملية الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة، هدمت صورة الردع الإسرائيلي التي حاول نتنياهو التفاخر بها واستعادتها، فقد أسقطت التفوق العسكري والاستخباري الأمريكي والإسرائيلي عبر مسافات واسعة، وأعجزتا الطرفين الأمريكي والصهيوني في مواجهته واعتراضه.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%20%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81%20%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%82%20%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84.mp4
نحن أمام حدث تاريخي بارز للغاية، حدث استثنائي على الصعيدين التقني والعسكري، لم يسبق له مثيل بأي معيار أو مقياس. فالسؤال هنا: من يمتلك التفوق العسكري والعلمي والتقني والاستخباراتي الذي يفوق ما تملكه الولايات المتحدة؟ ربما لا يوجد أي طرف في العالم يتفوق على العدوين الأمريكي والإسرائيلي في هذا المجال، ولكن اليمن، بفضل الله تعالى وبعون منه، استطاع أن يتجاوز ما يملكه أولئك الأعداء القتلة والمجرمون.

بالنسبة للخبراء والمراقبين والمراكز البحثية، فإن العملية اليمنية تبدو غير طبيعية.. إنها ظاهرة استثنائية خارجة عن المألوف، ولا تجد لها تفسيرًا واضحًا حتى الآن في العديد من الأوساط البحثية والعلمية، ولكن -بفضل الله تعالى- وجهود المجاهدين الأبطال المؤمنين، الذين يعقدون الآمال على الله ويتوكلون عليه، ويتحملون مع شعبهم المسؤولية الدينية والتاريخية تجاه إخوانهم المظلومين والمقاومين، تحقق هذا الإنجاز العظيم.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%20%D8%A8%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1%20%D8%A8%D9%86%20%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86%20%D9%88%D8%A7%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%AA%D9%87.mp4
مطار اللد، المعروف أيضًا باسم بن غوريون، يشكل البوابة الجوية الأساسية لكيان العدو الإسرائيلي مع العالم الخارجي، وفي زمن السرعة وحركة السفر المتزايدة، تُعتبر المطارات الرئة الحية لأية دولة، فما بالك “بإسرائيل”، هذا الكيان الغريب عن محيطه والأمة.

ولولا اعتماده الكبير على العالم الغربي لانتهى كيان العدو واختنق في عزلته، واليوم، عندما تصل قدرة اليمن وتهديده إلى استهداف هذا المرفق الحيوي والحساس، الذي يُعد من بين الأكثر أمنًا في الكيان الصهيوني، فإننا أمام تحول هائل يعكس حجم الإنجازات التي يحققها أبطال اليمن بعون الله تعالى، فهم يقومون، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بتحطيم قواعد الهيمنة الصهيونية الأمريكية على الأمة العربية والإسلامية وعلى العالم بأسره.

هذا الإنجاز، الذي هو بفضل من الله وتكريم منه، يجعل اليمن يحتل مكانة عظيمة في قلوب الأحرار حول العالم.. لقد اجتاحت مشاعر الفرح والابتهاج أرجاء العالم، وبثت هذه العملية الأمل في نفوس المظلومين، وكذلك بالاعتزاز بدور اليمن وشعبه العظيم، وقائده السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في تحقيق نصرة المظلومين وتحجيم الغطرسة والجرائم الأمريكية والصهيونية، بعد أن أظهر ضعف وغدر دول العالم، وترهّل موقف أمة الإسلام والمسلمين في وجه الاستعمار والعدوان.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D8%AD%D9%84%D9%84%20%D9%8A%D8%A7%20%D8%AF%D9%88%D9%8A%D8%B1%D9%8A.mp4
على كل حال، فإن طبقات الدفاع الجوي العديدة سواء الإسرائيلية أو الأمريكية فشلت وأثبتت عدم فعاليتها، كما ظهر جليًا في محاولات اعتراض الصواريخ والطائرات اليمنية خلال الأسابيع والأشهر الماضية.

وبالنظر إلى الإخفاق الإسرائيلي، قررت الولايات المتحدة إرسال منظومتها الأحدث والأكثر تقدمًا، وهي منظومة “ثاد”، باعتبارها الحل الشامل لسد النقاط الضعيفة لدى العدو الإسرائيلي، ولكن هذه المنظومة الأمريكية سرعان ما انضمت إلى قائمة الأسلحة القديمة وغير المجدية أمام التطور العلمي والعسكري الذي حققه أبطال القوات المسلحة اليمنية.
https://www.masirahtv.net/static/uploads/files/%D9%81%D8%B4%D9%84%20%D8%A7%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%20%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%20%D9%88%D8%AE%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D8%B1%20%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9.mp4
بهذا المشهد كان وضع الإعلام الدولي والعالمي، حيث تناول موضوع الإخفاق الأمريكي والإسرائيلي أمام اليمن وقواته المسلحة. أما فيما يتعلق برأس الصاروخ، كما تابعنا ونقلاً عن اليهود أنفسهم، الذين أكدوا أن الرأس الحربي كان ضخمًا، وأدى إلى انفجار هائل.

وما يزيد من إحباط العدو الإسرائيلي هو فشل أنظمة الدفاع المتعددة الطبقات لديهم، التي أطلقت عشرات الصواريخ لاعتراض الصاروخ، لكنها لم تنجح في إحباطه، ولم يقتصر الأمر على عدم القدرة على صد الصاروخ اليمني فحسب، بل تحوّلت الصواريخ الاعتراضية إلى متفجرات سقطت على رؤوس المحتلين والمغتصبين في المستوطنات والبلدات المستهدفة.

عباس القاعدي | المسيرة

مقالات مشابهة

  • جهاد سعد: اليمن يعمّق الشرخ الأمريكي الإسرائيلي ويفضح عجز الأنظمة العربية
  • هذا هو البابا الجديد الذي يحتاج إليه العالم اليوم... يخلف أهم ثلاثة بابوات
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة
  • تدفئة القدمين: سر النوم العميق الذي كشفه علماء كوريا الجنوبية
  • اليمن يسقط كيان العدو الإسرائيلي بضربة صاروخية غير مسبوقة [ الحقيقة لا غير]
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • علماء العراق يدينون استهداف اليمن ويقولون إن جرائم الحوثيين لا تكفرها ادعاءات نصرة فلسطين
  • مصر ترحّب بجهود سلطنة عُمان التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن
  • إيداع 8,029 طلب براءات اختراع سعودي خلال عام