المساجد التاريخية في القاهرة.. معالم تضيء ليالي رمضان
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد القاهرة من أقدم العواصم الإسلامية، وتحمل لقب "مدينة الألف مئذنة" لما تزخر به من مساجد تاريخية تعد شاهدًا على عراقة الحضارة الإسلامية، ومع حلول شهر رمضان المبارك، يحرص المصريون على زيارة هذه المساجد التي تحمل قيمة دينية وتاريخية كبيرة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد صدقي، خبير إدارة التراث، خلال استضافته ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، إن المساجد لطالما كانت مركزًا لإقامة الشعائر الدينية، ومن أبرزها مسجد ابن طولون، الذي تأسس عام 870م، وكان افتتاحه يتم في شهر رمضان، وهو ما ينطبق أيضًا على الجامع الأزهر، الذي افتتح عام 972م، ليصبح منارة للعلم والدين.
وأضاف "صدقي" أن جامع عمرو بن العاص، الذي يعد أول مسجد بني في مصر، له مكانة خاصة في قلوب المصريين، حيث يحرص العديد على أداء صلاة التراويح فيه خلال الشهر الكريم، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لتنشيط المنطقة المحيطة به، بما يسهم في إنعاش سوق خان الخليلي، جنبًا إلى جنب مع أعمال الترميم التي تجرى للحفاظ على الطابع الأثري للمسجد والشارع المحيط به.
وأكد خبير إدارة التراث أن الحفاظ على المساجد التاريخية لا يقتصر فقط على ترميمها، بل يتطلب أيضًا تعزيز الأنشطة الثقافية والدينية بها، خاصة خلال شهر رمضان، لما لهذه المساجد من دور محوري في الحياة الروحية للمصريين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: افتتاح المساجد الجديدة
إقرأ أيضاً:
باب البنط بمنطقة جدة التاريخية.. ذاكرة الأصالة والتراث لأكثر من 150 عامًا
يعود باب البنط في منطقة جدة التاريخية بالذاكرة لأكثر من 150 عامًا، حيث كان يُعرف "البنط" قديمًا بوصفه ميناء جدة الرئيس، الذي يستقبل السفن والمراكب والسواعي القادمة بالبضائع من مختلف أنحاء العالم، وكذلك التي كانت تنقل الحجاج من مختلف بلدان العالم الإسلامي إلى جدة، ومن ثم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.
وكان في الموقع مبنى مخصص يعرف بـ"الكرنتينة"، وهو مقر صحي خُصص للكشف على الحجاج فور وصولهم، للتأكد من خلوهم من الأمراض المعدية، وذلك بإشراف أطباء مختصين، وبعد الفحص يواصلون رحلتهم إلى مكة المكرمة إما على ظهور الجمال، أو عبر السيارات في مراحل لاحقة بعد توحيد المملكة.
ويظهر باب البنط صامدًا رغم تعاقب العقود وتغير المحيط العمراني، إذ يفضل الزوار والمتنزهون المرور من خلاله لما له من رمزية معمارية وتراثية بارزة، ويُعدُّ مبنى "البنط" أحد المعالم الفارقة في جدة التاريخية، وشُيّد بجدران من الحجر المنقبي وسقف من الأسمنت المسلح، ولا يزال صامدًا بين المباني الأسمنتية الحديثة، في دلالة على تفرد النمط المعماري التقليدي للمدينة.
ويحتفظ المبنى بكثير من ملامحه العمرانية الأصيلة، وتبلغ مساحته نحو 1000 متر مربع، ويتكون من دور أرضي يضم صالات واسعة لاستقبال الحجاج، تحيط بها 12 غرفة مخصصة للموظفين والأطباء، إضافة إلى دور علوي يحتوي على أكثر من 16 غرفة مختلفة المساحة.
ورُوعي في تصميمه الطابع المعماري التقليدي، بما يتناسب مع وظيفته التاريخية، حيث تزين جدرانه الداخلية نقوش إسلامية وآيات قرآنية، وتوزعت الأقواس والأعمدة في المداخل والممرات، وبعد تحويله إلى متحف، بات يعرض نماذج من وسائل النقل البحري التقليدية مثل: (السواعي والمعديات والهواري والسنابيك والسفن الشراعية)، إضافة إلى توثيق أنشطة الصيد.
وأوضح المهتم بجدة التاريخية المهندس سامي نوار أن متحف "البنط" يُعدُّ أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية في جدة، ويجذب الزوار لما يقدمه من ملامح تراثية وفنية بحرية مميزة، مبينًا أنه يُبرز الدور التاريخي لجدة بصفتها بوابة الحرمين الشريفين، ويحتوي على عروض توثق أنواع المراكب الشراعية، وطرق صناعتها، وموادها الأولية، وحياة البحارة، إلى جانب شاشات تفاعلية لعرض الصور الوثائقية.
وأشار إلى أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- أولى عناية كبيرة بالحجاج، فوجّه ببناء الميناء والجمرك في بداية الثلاثينيات الميلادية، ليشكّلا واجهة بحرية مميزة لا تزال بعض معالمها قائمة حتى اليوم، موضحًا أن ميناء "باب البنط" كان جزءًا من مسار الحج البحري، الذي يمتد من غرب جدة عبر البحر وصولًا إلى باب مكة شرقًا.
وأفاد بأن المبنى يُبرز للزائر جانبًا من الحرف التقليدية المرتبطة بالبحر والحج، كصناعة السبح والسجاد، إلى جانب ما كان يجلبه الحجاج من سلع نفيسة مثل الأقمشة والنقود وغيرها.