روسيا – دخلت محطة “مير” الفضائية السوفيتية التاريخ باعتبارها أول محطة مدارية تم بناؤها وفقا للمبدأ المعياري، وأول “قاعدة” مأهولة بشكل دائم تقريبا خارج الأرض.

من بين الرحلات العديدة إلى محطة “مير” الفضائية واحدة جرت في 13 مارس 1986، تميزت بأنها كانت أول رحلة استكشافية طويلة الأمد. الرحلة انطلقت من قاعدة بايكونور الفضائية بواسطة المركبة الفضائية المأهولة “سويوز تي-15” وحملت رائدي الفضاء ليونيد كيزيم وفلاديمير سولوفيوف في مهمة إلى “مير” استمرت 125 يوما.

بدأ الإعداد لهذا المشروع غير المسبوق في عام 1976، وانطلقت أعمال البناء النشطة في عام 1979، إلا أنها توقفت في عام 1984، نتيجة لتركيز جميع مؤسسات الصناعات الفضائية على مشروع صنع مكوك الفضاء السوفيتي المُسير “بوران”.

لاحقا جرى إطلاق الوحدة الأساسية لمحطة “مير” الفضائية إلى المدار في 20 فبراير 1986 باستخدام مركبة إطلاق بروتون، وكانت تزن 20 طنا. منذ ذلك اليوم، بدأ تاريخ محطة مير الفضائية للبحث العلمي المأهولة الوحيدة في ذلك الحين.

بمرور الوقت، تم جمع محطة مير من سبعة مكونات رئيسة، وكانت أول محطة مدارية يتم بناؤها وفقا للمبدأ المعياري الذي يعني ربط العناصر الأخرى اللازمة لأداء وظائف معينة بالوحدة الأساسية.

في البداية كان من المخطط أن يستمر عمل محطة “مير” الفضائية خمس سنوات فقط وأن يتم استبدالها بمرفق محطة “مير -2″، ومع ذلك، استمرت المحطة الفضائية في الخدمة لمدة خمسة عشر عاما. خلال هذه السنوات، نقلت المحطة إلى الأرض حوالي 1.7 تيرابايت من المعلومات العلمية، وبلغ إجمالي وزن التجهيزات التي أعيدت إلى الأرض حوالي 5 أطنان.

خلال عمل محطة “مير” زارها 104 رواد فضاء من 12 دولة في إطار 28 رحلة فضائية استكشافية، وأجريت فيها تجارب علمية عديدة كما سجلت بها العديد من الأرقام القياسية.

يّذكر أن أول رائد فضاء أجنبي زار محطة “مير الفضائية” كان السوري محمد فارس في عام 1987. لاحقا زار هذه المحطة الفضائية الأولى في العالم، رواد فضاء من أفغانستان وبلغاريا وفرنسا وألمانيا واليابان والنمسا وبريطانيا وكندا وسلوفاكيا، لكن العدد الأكبر من رواد الفضاء الأجانب كان من الولايات المتحدة الأمريكية. في المجموع زار محطة “مير الفضائية” 34 رائد فضاء أمريكي.

يقدر وقت الإقامة البشرية في المحطة طيلة 15 عاما، بـ 3642 يوما، من 5 سبتمبر 1989 إلى 26 أغسطس 1999، أي حوالي 10 سنوات. هذا الرقم تجاوزته محطة الفضاء الدولية فقط في عام 2010.

من بين الإنجازات الكبرى التي تحققت في محطة “مير” الفضائية، إجراء أكثر من 23000 تجربة علمية، علاوة على تحقيق رائد الفضاء فاليري بولياكوف رقما قياسيا تاريخيا لا يزال قائما حتى الآن في مدة الإقامة في الفضاء بقضائه 438 يوما متواصلا هناك، من 8 يناير 1994 إلى 22 مارس 1995.

سُجل في هذه المحطة الفضائية الأولى من نوعها في العالم أيضا رقما قياسيا مماثلا للنساء، حيت مكثت رائدة الفضاء الأمريكية والعالمة في مجال الكيمياء الحيوية شانون لوسيد في الفضاء الخارجي 188 يوما في عام 1996. هذا الرقم تحطم لاحقا في محطة الفضاء الدولية.

بنهاية المطاف، بعد 15 عاما من العمل، تحدد مصر محطة “مير” الفضائية التي قدمت خدمات جليلة للإنسانية جمعاء في يناير 2001، وتقرر إنهاء عملها وإغراقها في المحيط.  في 23 مارس 2001، تم إسقاط محطة “مير” في المحيط الهادئ، حيث غرقت في منطقة تسمى “مقبرة السفن الفضائية”.

المصدر: RT

Previous تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين Related Posts تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين علوم وتكنولوجيا 13 مارس، 2025 في روسيا FAW تطرح سيارة كهربائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي علوم وتكنولوجيا 13 مارس، 2025 أحدث المقالات بيت البشر الأول خارج الأرض.. من الفضاء إلى قاع المحيط الهادئ! تحديد مصدر نبضات راديوية تصل إلى الأرض كل ساعتين في روسيا FAW تطرح سيارة كهربائية مدعومة بالذكاء الاصطناعي مستشعر داخل الكرة يكشف حقيقة “ركلة الترجيح الغريبة” في لقاء ريال مدريد وأتلتيكو الاتحاد الدولي للتزلج يعاقب لاعبي القفز على الجليد النرويجيين بسبب “خيط مدعم”

ليبية يومية شاملة

جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إلى الأرض فی عام

إقرأ أيضاً:

روسيا.. إطلاق أكثر من 100 قمر صناعي للتحكم بالدرونات



الثورة نت/..

أعلن رئيس وكالة “روس كوسموس” دميتري باكانوف أن روسيا تخطط لإطلاق مئات الأقمار الصناعية الجديدة إلى مدار الأرض في إطار مشروعها الفضائي الوطني، منها أقمار للتحكم بالطائرات المسيّرة.

وخلال فعاليات مؤتمر “الصناعة الرقمية في روسيا الصناعية” قال باكانوف:”في إطار مشروع الفضاء الوطني، تخطط روسيا لإطلاق 102 قمر صناعي إلى المدار للتحكم بالطائرات المسيّرة، في إطار هذا البرنامج أيضا سيتم إطلاق أكثر من 800 قمر صناعي لتأمين خدمات الإنترنت واسع النطاق للأرض، كما سيتم إطلاق 114 قمرا صناعيا جديدا لاستشعار الأرض عن بعد”.
وأضاف باكانوف:”في إطار برنامج “الاتصالات ومراقبة الأرض”، ومن بين الأنشطة الرئيسية التي سيتم تنفيذها في إطار مشروع الفضاء الوطني، سيتم نشر مجموعة مكونة من 886 قمرا لتعمل في المدار الأرضي المنخفض”.
ونوه باكانوف خلال المؤتمر أيضا إلى أن روسيا تسعى لتوسيع قدراتها في مجال الفضاء، وتخطط أيضا لتزويد المحطة الفضائية الدولية ببرمجيات الذكاء الاصطناعي GigaChat التي طورتها شركة “Sber” الروسية، والتي ستساعد رواد المحطة على اتخاذ القرارات اللازمة لأداء مهمتهم في الفضاء.
وفي مايو الماضي أعلن رئيس أكاديمية العلوم الروسية غينادي كراسنيكوف أن روسيا ستبدأ العام الجاري أيضا بتمويل برنامجها القمري الجديد، والذي يهدف لبناء محطة علمية على القمر، وسيتضمن سبع بعثات قمرية علمية متنوعة.

مقالات مشابهة

  • ثلاثة آلاف سيارة على متن سفينة شحن تحترق في المحيط الهادئ
  • الصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركة
  • عنزة تنتقم وتسرق النقود من محطة حافلات أدرنة!
  • سباق القرن في الفضاء بين الصين والولايات المتحدة.. وأوروبا خارج المعادلة
  • الأمم المتحدة: موجات حر غير مسبوقة شهدها جنوب غرب المحيط الهادئ في 2024
  • روسيا.. إطلاق أكثر من 100 قمر صناعي للتحكم بالدرونات
  • اتفاقية لتطوير محطة نقل عام تكاملية بالحافلات بالبريمي
  • دراسة : الحديد الناتج عن غازات المخلفات الصناعية يغير النظام البيئي شمالي المحيط الهادئ
  • محطات الأتوبيس الترددي على الدائري.. بكام أسعار التذاكر؟
  • رئيس مدينة بورفؤاد يتفقد محطة قناة السويس للحاويات بميناء شرق بورسعيد