كشفت شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قررت فرض حزمة جديدة من القيود الاقتصادية على روسيا، تستهدف بشكل مباشر قطاعات حيوية تشمل النفط والغاز والخدمات المصرفية، في خطوة تصعيدية تهدف إلى تقويض قدرات موسكو الاقتصادية وسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

ووفقًا للتقرير، فإن الإجراءات الجديدة تشمل توسيع قائمة الكيانات الروسية التي يُمنع التعامل معها من قبل الشركات الأميركية، بالإضافة إلى فرض قيود على توريد التكنولوجيا المتقدمة والمعدات الحيوية لصناعة الطاقة الروسية، وخاصة تلك المستخدمة في عمليات الاستخراج البحري والتنقيب في المناطق القطبية.

ترامب: لا أعتقد أن روسيا ستهاجم حلفاءنازيلينسكي: نحن بحاجة إلى فرض عقوبات تضغط على روسياترامب: ويتكوف يخوض مناقشات جادة في روسيامناقشات جادة.. ترامب: ويتكوف في روسيا لبحث الحرب الأوكرانية

كما شملت العقوبات الجديدة قيودًا إضافية على المعاملات البنكية مع مؤسسات مالية روسية بارزة، ما يضاعف من صعوبة وصولها إلى النظام المالي العالمي ويحدّ من قدرتها على تنفيذ المعاملات الدولية أو الحصول على تمويل خارجي.

وذكرت الشبكة أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية أشمل تعتمدها إدارة ترامب لزيادة الضغط على الكرملين بسبب ما وصفته بـ"سلوك روسيا المزعزع للاستقرار"، سواء من خلال تدخلاتها في أوكرانيا، أو دعمها لحكومات معادية لمصالح واشنطن، إلى جانب مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.

وقد أثارت هذه الإجراءات ردود فعل متباينة؛ ففي حين رحّب بها مشرّعون أميركيون يرون أنها خطوة ضرورية لكبح الطموحات الروسية، أعربت بعض الأوساط الاقتصادية عن قلقها من تأثيرها على أسعار الطاقة والأسواق المالية الدولية، خاصة في ظل التداخل الكبير بين الأسواق الغربية والروسية في قطاع الطاقة.

ويُتوقع أن ترد موسكو بإجراءات مضادة، كما ألمحت وزارة الخارجية الروسية، التي وصفت العقوبات بأنها "عدوان اقتصادي سافر" ومحاولة فاشلة لتركيع الاقتصاد الروسي.

تُظهر هذه الخطوة بوضوح أن سياسة إدارة ترامب لا تزال تتجه نحو تشديد الخناق الاقتصادي على موسكو، في سياق صراع متصاعد بين القوتين حول النفوذ السياسي والاقتصادي في العالم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا الرئيس الأمريكي التوترات الجيوسياسية قدرات موسكو المزيد

إقرأ أيضاً:

انسحاب واشنطن من مفاوضات غزة.. مناورة أم مقدمة للتصعيد؟

وسط تزايد الغموض عن مستقبل مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أثار انسحاب الوفد الأميركي من المحادثات غير المباشرة جدلا واسعا في دلالاته الحقيقية، ففي حين اعتبره بعضهم خطوة تكتيكية للضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رأى آخرون أن فيه تحوّلا في الإستراتيجية الأميركية قد ينذر بتصعيد وشيك.

الباحث الأميركي كينيث كاتزمان رأى أن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة فريقها التفاوضي من الدوحة لا يعكس بالضرورة انسحابا نهائيا، بل يندرج ضمن مناورات محسوبة للضغط على حماس كي تتجاوب مع الطرح الأميركي الإسرائيلي.

ولفت إلى أن الثناء الذي سبق أن وجّهته واشنطن للحركة لم يكن سوى جزء من لعبة تكتيكية معتادة في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.

وأوضح كاتزمان، أن الانسحاب الأميركي قد يكون ناتجا عن "تعنت" حماس، حسب وصفه، معتبرا أن الحركة لم تُبدِ مرونة تُذكر منذ أشهر، لكنه أشار في المقابل إلى أن إدارة ترامب قد تدفع في المرحلة المقبلة نحو تخفيف القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة كأولوية عاجلة.

وجاء التحول في الخطاب الأميركي بعد تصريحات مباشرة للرئيس ترامب من حديقة البيت الأبيض، اتهم فيها حماس بعدم الرغبة في الاتفاق، مشيرا إلى أن الحركة "تدرك ما سيحدث بعد استعادة الرهائن"، في إشارة إلى فقدانها أوراق التفاوض.

وقال إن "حماس تريد أن تموت"، وهو تصريح أثار استغراب أوساط فلسطينية اعتبرته تهديدا صريحا.

نوايا مبيتة

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث الفلسطيني سعيد زياد أن تصريحات ترامب تعكس نوايا مبيتة، تتجاوز الضغط السياسي إلى تهديد واضح بإعادة التصعيد العسكري.

وذهب إلى أن واشنطن قد تمهد، من هذا الانسحاب، لسيناريوهات أكثر حدة تشمل عمليات اغتيال أو اجتياحات محدودة داخل غزة للضغط على حماس وتفتيت موقفها التفاوضي.

إعلان

وأشار زياد إلى أن مثل هذه الضغوط قد تُوظف في لحظة تفاوضية حرجة بهدف إضعاف حماس وتقديمها كطرف معرقل، مستشهدا بتجارب سابقة، منها اغتيال القيادي البارز إسماعيل هنية خلال مفاوضات مماثلة.

وقال إن هناك خشية من "موجة ضغط غير مسبوقة" في الأيام المقبلة، لا تقتصر على الجانب الإعلامي أو الدبلوماسي، بل قد تتوسع إلى الجانب العملياتي.

وأكد زياد أن أي تصعيد ميداني، الآن، سيكون له تكلفة عالية على الاحتلال، إذ بات واضحا أن المقاومة جهّزت نفسها جيدا لمرحلة ما بعد التفاوض.

ولفت إلى أن عمليات القنص والتفجيرات التي تكبدت فيها قوات الاحتلال خسائر فادحة قد تتكرر بشكل أعنف إذا قررت إسرائيل خوض مغامرة جديدة داخل غزة.

مواقف إدارة ترامب لم تتوقف عند التصريحات، إذ سبق ذلك إعلان مبعوثها إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إعادة الفريق الأميركي من الدوحة، معتبرا أن رد حماس على المقترح الأخير يدل على غياب النية للتوصل لاتفاق.

لكن حماس وصفت هذه التصريحات بأنها "سلبية ومفاجئة"، مؤكدة أنها قدمت موقفا إيجابيا ومرنا بعد مشاورات موسعة مع الفصائل والدول الوسيطة.

في المقابل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته تدرس "خيارات بديلة" بالتنسيق مع الأميركيين لاستعادة الرهائن و"إنهاء حكم حماس"، حسب قوله.

واعتبر أن المبعوث الأميركي على حق في اتهام حماس بعرقلة الاتفاق.

لكن الموقف الإسرائيلي الرسمي لا يخفي أن هناك حسابات داخلية أيضا، إذ برزت تصريحات من وزراء اليمين المتطرف -مثل الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش– تطالب بوقف شامل للمساعدات الإنسانية واحتلال كامل لغزة، إلى جانب تدمير الحركة بالكامل وتشجيع الهجرة.

هوامش للمناورة

من جانبه، أشار الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن هذه الأصوات المتطرفة لا تعكس بالضرورة الموقف الرسمي لبنيامين نتنياهو، بل تُستخدم لتوسيع هوامش المناورة، واعتبر أن سحب الوفد الإسرائيلي من قطر لا يعني نهاية المفاوضات، بل محاولة كسب الوقت وتأجيل الحسم السياسي.

وأوضح جبارين أن نتنياهو، الذي لم يحقق "نصرا عسكريا" حاسما حتى الآن، لا يبدو مستعدا لحسم سياسي أيضا، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء يحاول التحرك ضمن فسحة زمنية محدودة للتهرب من الضغط الشعبي الداخلي والمساءلة السياسية.

وفي خضم ذلك، تزداد حدة الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية، مع اتساع رقعة المظاهرات داخل إسرائيل، خصوصا من عائلات الأسرى الذين يطالبون بإعادتهم بأي ثمن.

ولفت جبارين إلى أن هذه الضغوط تتكوّن من خمس طبقات متراكبة: أخلاقية، وإنسانية، وأمنية، وسياسية، وأخيرا طبقة تخشى على صورة إسرائيل مستقبلا.

ورأى أن إدارة ترامب -ومن خلفها حكومة نتنياهو- تسعى بالتصعيد الكلامي إلى تحميل حماس مسؤولية انهيار المفاوضات أمام المجتمع الدولي، لخلق مناخ سياسي يُبرّر جولة جديدة من الحرب، في ظل تصدّع الإجماع الداخلي الإسرائيلي.

في غضون ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين إسرائيليين أن قرار استدعاء الوفد لا يعني بالضرورة أزمة في المفاوضات، بل يأتي لمزيد من المشاورات، وأن رد حماس الأخير كان "إيجابيا" وقد يساعد على تضييق الفجوات.

إعلان

من جانبها، أكدت حماس في بيان، أنها تعاملت بـ"مرونة ومسؤولية" مع المقترحات، وأن موقفها يفتح الباب لاتفاق شامل، معبرة عن استغرابها من "المواقف السلبية الأميركية"، خصوصا في ظل ترحيب الوسطاء، لا سيما قطر ومصر، بصيغتها الأخيرة.

وبينما لم تُعلّق القاهرة أو الدوحة رسميا على تصريحات ترامب أو انسحاب الوفد الأميركي، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز، أن قرار إسرائيل بإعادة وفدها من قطر لا يعني توقف المحادثات، مشيرة إلى أن الجولة الأخيرة لا تزال مفتوحة رغم ما يشوبها من تعقيدات.

مقالات مشابهة

  • عاجل. الكرملين يعلن إلغاء عرض كبير للبحرية الروسية لأسباب امنية
  • بعد 6 أشهر من التعثّر.. واشنطن تراجع استراتيجيتها في غزة
  • سول تعد حزمة تجارية قبل انتهاء تعليق رسوم ترامب
  • إدارة ترامب تبدأ إعادة تقييم استراتيجيته تجاه غزة
  • مكاسب ميدانية.. روسيا تعلن السيطرة على قرية أوكرانية جديدة
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار مع زعيم كوريا الشمالية
  • ناسا: أكثر من 20% من موظفينا طلبوا الاستقالة ضمن برنامج أطلقته إدارة ترامب
  • البيت الأبيض: ترامب لا يزال منفتحا على الحوار مع الزعيم كيم
  • بعد عقدين من القيود.. ترامب يحتفي بفتح السوق الأسترالية أمام لحوم الأبقار الأميركية
  • انسحاب واشنطن من مفاوضات غزة.. مناورة أم مقدمة للتصعيد؟