نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريراً عن فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات غرينلاند، حيث حصل على 30 بالمئة من الأصوات.

وحقق الحزب، الذي يقوده لاعب البادمنتون ينس فريدريك نيلسن، مفاجأة بفوزه بأكثر من ثلاثة أضعاف الدعم الذي حصل عليه قبل أربع سنوات. فيما حل حزب "ناليراك"، الحركة الشعبوية الراديكالية، في المركز الثاني بنسبة 25 بالمئة من الأصوات، داعياً إلى بدء عملية تقرير المصير في أقرب وقت.



كما شهد التحالف الحكومي الحالي تراجعاً كبيراً، حيث فقدت الأحزاب اليسارية "إنويت آتاكاتيجيت" و"سيوموت" نصف مقاعدهما.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الانتخابات البرلمانية في غرينلاند، التي جرت يوم الثلاثاء، حظيت باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق، بسبب التأثير الكبير للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أبدى في الأشهر الأخيرة نيته في ضم الجزيرة الإستراتيجية إلى الولايات المتحدة. وأكد ترامب أن "الملكية والسيطرة" على غرينلاند "ضرورة مطلقة"، ولم يستبعد استخدام القوة العسكرية.

وذكرت الصحيفة أن خمسة من الأحزاب الستة التي شاركت في الانتخابات تدعم انفصال غرينلاند عن المملكة الدنماركية، مع وجود اختلافات رئيسية في توقيت وكيفية بدء هذا الانفصال.

ينص قانون الحكم الذاتي الذي تم التصديق عليه في استفتاء عام 2009 على حق تقرير المصير. وإذا صوتت أغلبية من "إيناتيغات" (البرلمان الغرينلاندي) لصالح تفعيل عملية الاستقلال، يجب أولاً التوصل إلى اتفاق مع كوبنهاغن حول كيفية الانفصال؛ ثم يتعين على الغرينلانديين الموافقة عليه في استفتاء، وأخيراً، ستكون الموافقة اللازمة من البرلمان الدنماركي.


وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الديمقراطي يؤكد على أن غرينلاند يجب أن تصبح دولة مستقلة وعضواً جديداً في الأمم المتحدة، لكن دون تحديد موعد لذلك، معتبراً أنه لا يزال هناك العديد من الخطوات التي يجب اتخاذها قبل بدء عملية تقرير المصير.

الجزيرة، التي تعد أكبر بحوالي 50 مرة من الدنمارك القارية وأغلب مساحتها مغطاة بالجليد بنسبة تزيد عن 80 بالمئة، تعتمد اقتصادياً على كوبنهاغن التي ترسل منحة سنوية تصل إلى أكثر من 500 مليون يورو، ما يعادل تقريباً نصف الميزانية العامة للجزيرة. ويؤكد الحزب الفائز أن الاقتصاد الغرينلاندي المستقل لن يكون قابلاً للحياة إلا إذا تم تطوير التعدين - حيث توجد منجمان فقط نشطان - واستخراج الهيدروكربونات، أو السياحة.

وبينت الصحيفة أن "ناليراك"، التشكيل السياسي الذي يدافع عن الانفصال الفوري عن المملكة الدنماركية، وكان الأقل انتقاداً لنيات ترامب خلال الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى دعوته لتوقيع معاهدة ارتباط حر مع الولايات المتحدة مقابل الدعم الاقتصادي والأمني، حصل على 24.5 بالمئة من الأصوات، أي ضعف ما حققه قبل أربع سنوات.

وقاد هذه التشكيلة بيلي بروبيرغ، رجل الأعمال وطيار الطائرات، الذي تصدر عملية الفرز طوال جزء كبير من صباح اليوم. وقد حقق نتائج ضخمة في العديد من المستوطنات الصغيرة والنائية، لكنه حصل على نتائج أكثر تواضعاً في العاصمة نووك وبقية المدن الرئيسية.  أما "الحزب القطبي"، الذي يعد الوحيد إلى جانب "ناليراك" الذي يدعو إلى بدء عملية انفصال غرينلاند عن الدنمارك، فقد حصل على أكثر من 1 بالمئة من الأصوات، ولن يكون له تمثيل في البرلمان.

وقالت الصحيفة إن حزب "إنويت آتاكاتيجيت"، الحزب البيئي واليساري لرئيس الوزراء الغرينلاندي، ميوتي إيغيدي، الذي أكمل يوم الثلاثاء 38 عاماً، جاء في المركز الثالث بحصوله على أكثر من 20 بالمئة من الأصوات، مقارنة بـ 36 بالمئة في عام 2021. بينما حقق شريكه في الحكومة، الحزب الاجتماعي الديمقراطي "سيوموت"، نتيجة أسوأ، حيث حصل فقط على 15 بالمئة من الأصوات، أي نصف ما حققه قبل أربع سنوات. وكانت هذه الانتخابات البرلمانية هي الأولى التي لا يفوز فيها لا "سيوموت" ولا "إنويت آتاكاتيجيت"، وهما الحزبين اللذين تزعما الحكومات في الجزيرة القطبية الكبرى.

وأضافت الصحيفة أن "حزب التضامن الغرينلاندي" هو الحزب الوحيد في غرينلاند الذي يدافع عن الحفاظ على الاتحاد مع الدنمارك، وقد حل في المركز الخامس بحصوله على 7 بالمئة من الأصوات، وهي نفس النتيجة تقريباً التي حققها في عام 2021.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن غرينلاند كانت مستعمرة دنماركية منذ أوائل القرن الثامن عشر حتى عام 1953، عندما تم دمجها في مملكة الدنمارك. وتحولت الجزيرة، التي هي جغرافياً جزء من أمريكا الشمالية، إلى إقليم مستقل ضمن البلاد الإسكندنافية بعد إجراء استفتاء عام 1979، وزادت صلاحياتها بشكل ملحوظ في عام 2009، رغم أن الدفاع والسياسة الخارجية والسياسة النقدية لا تزال تعتمد بشكل كامل على الدولة الإسكندنافية.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غرينلاند ترامب الدنماركية الدنمارك غرينلاند ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة من الأصوات الصحیفة أن حصل على أکثر من

إقرأ أيضاً:

عاصفة انتقادات من المعارضة للجنة الانتخابات الجديدة بغينيا

عينت السلطات العسكرية الانتقالية في غينيا كوناكري لجنة انتخابات جديدة، للإشراف على الاستفتاء الدستوري المقرر إجراؤه في سبتمبر/أيلول القادم، وكذلك الاقتراع العام المتوقع في نهاية العام الجاري.

اللجنة الجديدة، أطلق عليها "الإدارة العامة للانتخابات"، وجاءت لتحلّ مكان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات التي كانت تنتقدها المعارضة، وتتهمها بالانحياز للحكومات السابقة، والتساهل في تزوير إرادة الناخبين.

وقد كونت هذه اللجنة عبر مرسوم رئاسي صادر من رئيس المجلس العسكري الانتقالي الجنرال مامادي دومبويا، وبثّه التلفزيون الوطني.

ووفقا للمرسوم، فإن الإدارة الجديدة، هي وحدها المخولة بالإشراف على تنظيم الاستفتاء الدستوري المرتقب، وكذا جميع الانتخابات في عموم التراب الوطني.

وفي إحاطة للصحافة، قال الوزير الناطق باسم الحكومة عثمان ديالو إن هذه الإدارة ستعمل على إعادة الثقة بين الشعب والحكومة، مشيرا إلى أن الانتقال إلى هذه الصيغة أمر ضروري لضمان انتخابات شفافة ونزيهة.

رفض المعارضة

من جانبها، أعربت أحزاب المعارضة عن رفضها للإدارة الجديدة، لكونها جاءت من اختيار السلطات الحاكمة، ودون التشاور مع باقي القوى السياسية الحية في البلاد.

وقال مسؤول الإعلام في حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية سليمان سوزا كوناتي، إن الإدارة الجديدة تمثل هيمنة عسكرية على العملية الانتخابية القادمة، وستسهم في استيلاء الجنرال الحاكم على السلطة.

وفي الاتجاه نفسه، عبّر رئيس حزب الكتلة الليبرالية المعارض فايا ميليمونو عن قلقه من هذه الخطوة، معتبرا أنها ستترك الباب مفتوحا للتزوير الانتخابي.

وتأخذ أحزاب المعارضة على إدارة الانتخابات الجديدة، كون جميع أعضائها عينوا بموجب مرسوم رئاسي وباختيار من الرئيس نفسه.

كما أن النّص المنشئ لها جعل عملها تحت وصاية وزارة الداخلية والإدارة الإقليمية، مما يكرّس تبعيتها للحكومة حسب رأي المعارضة.

إعلان

وكان رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا، قد تولّى رئاسة البلاد بعد انقلاب عسكري في الخامس من سبتمبر/أيلول 2021، أطاح من خلاله بالرئيس المنتخب السابق ألفا كوندي، واتفق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على جدول زمني لعودة البلاد إلى المسار الديمقراطي في حلول نهاية 2024، وهو ما لم يتم.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجنرال دومبويا أن سنة 2025 ستكون سنة انتخابات حاسمة من أجل العودة إلى الحكم المدني، والتفرّغ لبناء الدولة.

مقالات مشابهة

  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • انقسام أمريكي حول ضرب إيران و تحذير من تكرار تجربة العراق
  • بسبب احتمال قصف إيران.. انقسام بين مؤيدي ترامب
  • ورقة لبنانية موحّدة للبحث مع موفد ترامب.. وتحذير ديبلوماسي من تجميد الملفات
  • عاجل| "اللحظة التي سعت إليك": رسالة غامضة من السفير الأميركي في إسرائيل تحث ترامب على قرار حاسم ضد إيران
  • عاصفة انتقادات من المعارضة للجنة الانتخابات الجديدة بغينيا
  • ترامب يفسر منشوره الغامض الذي دعا فيه الإيرانيين إلى إخلاء العاصمة طهران فوراً
  • الذهب يصعد مع تنامي الضبابية الجيوسياسية
  • أسهم أوروبا تتراجع وسط غياب المؤشرات على التهدئة بين إسرائيل وإيران
  • كيف تؤثر الضغوط الاقتصادية على موقف ترامب من التصعيد بين إسرائيل وإيران؟