تفاصيل مفاوضات الساعات الـ72 الأخيرة بين حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
اتفق محللون على أن إسرائيل تتبنى سياسة واضحة للتهرب من اتفاق الأسرى الأصلي مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتسعى إلى عدم الالتزام باستحقاقات المرحلة الأولى منه، خاصة فيما يتعلق بالانسحاب من محور فيلادلفيا والمساعدات الإنسانية.
وكشف مراسل الجزيرة تامر المسحال عن تفاصيل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل التي أجريت في الدوحة خلال الساعات الـ72 الماضية بحضور الوسطاء القطريين والمصريين والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.
وأوضح المسحال أن الوسطاء قدموا مقترحا لوقف إطلاق النار يتضمن 4 بنود رئيسية تحت عنوان "إطار عمل للاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار".
ويقضي المقترح بأن تفرج حماس في اليوم الأول عن 5 من الرهائن الإسرائيليين الأحياء -بينهم عيدان ألكسندر- مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، ثم يتم الشروع في مفاوضات غير مباشرة خلال 50 يوما للتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.
وأفاد المسحال بأن حماس قدّمت تعديلات على المقترح، منها تغيير العنوان ليصبح "آليات عمل وقف دائم لإطلاق النار استنادا إلى اتفاق 17 يناير/كانون الثاني الماضي"، واقترحت الإفراج عن ألكسندر و4 جثامين لجنود يحملون جنسيات مزدوجة.
إعلانكما اشترطت حماس بدء وقف إطلاق النار فورا يوم التسليم، وفتح المعابر واستئناف دخول المساعدات قبل الإفراج عن الرهائن، والانسحاب من محور فيلادلفيا.
أما الرد الإسرائيلي -حسب المسحال- فتضمن طلب الإفراج عن 11 من الرهائن الأحياء -بينهم ألكسندر و16 جثمانا- مقابل إطلاق 120 أسيرا فلسطينيا محكومين بالمؤبد، و110 معتقلين من غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، و160 جثة فلسطينية.
تقليص فترة المفاوضات
وطلبت إسرائيل تقليص فترة المفاوضات من 50 إلى 40 يوما، ووضعت شرطا جديدا بأن تقدم حماس "إشارات حياة" لكل الرهائن قبل بدء المفاوضات.
وأشار المسحال إلى أن النقطة الوحيدة التي اتفق عليها الطرفان هي تأكيد دور الوسطاء (أميركا وقطر ومصر) في ضمان استكمال المفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال إن وفدا قياديا من حماس برئاسة خليل الحية موجود حاليا في القاهرة، مشيرا إلى أن الفجوات لا تزال كبيرة بين موقفي الطرفين، وأن حماس تؤكد ضرورة أن يكون هذا المقترح جزءا لا يتجزأ من الاتفاق الأساسي الذي تم التوافق عليه سابقا.
وقال كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية الدكتور جيمس روبنز إن المقترح الذي قدمته حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى الأميركيين -بمن فيهم عيدان ألكسندر و4 جثامين أصحابها من مزدوجي الجنسية- "في غاية الأهمية".
وأضاف روبنز "كانت المباحثات الثنائية بين الولايات المتحدة وحماس بادرة حسن نية من جانب الرئيس دونالد ترامب، ومن الأهمية بمكان أن تنفذ حماس ما قالته وألا تضيف شروطا في اللحظات الأخيرة".
وأكد أن "كل تصريح استمعنا إليه من البيت الأبيض يشير إلى استمرار الاتفاق، البيت الأبيض لم يتخلَ عنه، ولكن المسألة تقضي بالوصول إلى المرحلة الثانية"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة لا ترى دورا لحماس في حكم قطاع غزة بالمستقبل".
إعلانوأضاف أن "الولايات المتحدة خلال فترة وقف إطلاق النار الممتد ستسعى إلى إيجاد حل دائم لهذا الصراع المستعصي".
وختم روبنز بأن "الولايات المتحدة تصر على أن المساعدات الإنسانية يجب أن تستمر بالتدفق إلى قطاع غزة، وهذا موقف واضح لها".
انحياز أميركي
من جانبه، انتقد الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة الموقف الأميركي قائلا "موقف ويتكوف ومجلس الأمن القومي يقدمان مقاربة قريبة من موقف نتنياهو".
وأضاف أن "البيان تحدث عن اقتراح تمديد وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى، ولم يتحدث عن الانتقال إلى المرحلة الثانية".
واعتبر الحيلة أن "هناك نوعا من التخاطب والتقاطع بين الطرفين الأميركي والإسرائيلي باتجاه خلق مسار موازٍ مختلف عن مسار الاتفاق الأصلي"، واصفا التهديد الأميركي بـ"فتح أبواب الجحيم" بأنه "ليس طريقة تفاوض وليس أسلوبا يمكن أن يقدم عليه وسيط نزيه".
أما الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى فقد ركز على الرد الإسرائيلي قائلا "إسرائيل اتخذت سياسة واضحة بالانفصال عن الاتفاق الأصلي الذي وقّعت عليه، الأمر الأول عدم الالتزام بجميع استحقاقات المرحلة الأولى".
وأضاف مصطفى "جوهر المقترح الذي تقدمت به إسرائيل عن الأسرى الـ11 الأحياء الذين تطالب بهم وكأنه يضع العصا في الدواليب، ولا يراد من ورائه التوصل إلى اتفاق".
وأوضح "الفرق بين حماس وإسرائيل أن حماس تعديلاتها على المقترح من أجل العودة إلى الاتفاق الأصلي، في حين إسرائيل تعديلاتها من أجل الانفكاك نهائيا من الاتفاق الأصلي".
وخلال الحلقة ورد خبر عاجل عن سحب ترشيح آدم بولر مبعوثا رئاسيا لشؤون الرهائن في الخارجية الأميركية، فعلق الحيلة على ذلك قائلا "هذا يعني أن إسرائيل ضغطت في هذا الاتجاه من أجل إقصاء هذا الرجل".
أما مصطفى فاعتبر أن بولر "أجرى مباحثات مع حماس، وهذا ما استفز اليمين الإسرائيلي واليمين الأميركي، ودفعا لإزاحته".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان وقف دائم لإطلاق النار الولایات المتحدة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
غزة: تشدُّد أمريكي يتجاوز إسرائيل وخطط استيطانية تهدّد جغرافيا فلسطين
الولايات المتحدة تُصعّد سياساتها..
انسحاب المبعوث الأمريكي من المفاوضات يتّسق مع أجندة نتنياهو ويعكس انحياز واشنطن
موقف ترامب وويتكوف يكشف تحوّلًا أمريكيًا خطيرًا من دور «الوسيط» إلى «الشريك المباشر»
واشنطن تستخدم أساليب «التلاعب السياسي» ضد المقاومة.. والتصعيد العسكري وارد
الكنيست يصوّت لضم الضفة ويُحيي مشروع «الريفييرا» لتحويل القطاع إلى مستوطنة سياحية
إجماع إسرائيلي على تهجير الفلسطينيين.. ومشاريع «المدن الذكية» توظّف التطوير في التهجير
يتّسق انسحاب المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، والوفد المرافق له من المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، مع موقف حكومة بنيامين نتنياهو، التي فرضت على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ مخططاتها في فلسطين ودول مجاورة (لاسيما سوريا ولبنان وإيران).
موقف ويتكوف كان أكثر حدّة من موقف وفد نتنياهو، الذي أعلن أنه «استُدعي» الوفد الإسرائيلي المفاوض من الدوحة إلى تل أبيب «للتشاور» حول بعض النقاط الخلافية في مفاوضات الهدنة، ما يشير إلى أن واشنطن أكثر تشدّدًا من تل أبيب في التعامل مع الملف الفلسطيني.
الخميس الماضي، قال نتنياهو: «هناك تقدم في موقف حماس. استدعينا وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة لإجراء بعض المشاورات»، لكن في التوقيت نفسه زعم ويتكوف ورئيسه ترامب أن «حماس تُعرقل أي اتفاق لصفقة وقف إطلاق النار».
التصريحات الأمريكية شجّعت نتنياهو على التراجع عن تصريحه السابق، وقال مساء الجمعة إنه «سيبحث عن خطط بديلة للمفاوضات، لكي يُفرج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس بعد أن تعثّرت المفاوضات»!
ويأتي الموقف الأمريكي أكثر تشددًا، وأكثر التباسًا من غيره من المواقف، وهو ما اعتبره البعض مجرد خطوة تكتيكية للضغط على المقاومة لإجبارها على التنازل عن بعض مطالبها في المفاوضات، فيما رأى آخرون أن الموقف الأمريكي يُعبّر عن تحوّل في الموقف الاستراتيجي.
ويشير مراقبون إلى أن كلًا من ترامب وويتكوف دأبا على زيادة حدة التهديد، ثم العودة سريعًا إلى الخط الطبيعي، وأن ما فعله كلاهما هو جزء من المناورة التي تسعى للضغط على حماس كي تتنازل عن بعض مطالبها التي تتعارض مع الطروحات الأمريكية والإسرائيلية.
وكانت واشنطن قد أثنت، في وقت سابق، على حركة حماس وتجاوبها في المفاوضات قبل أيام قلائل، وهذه هي الطريقة الأمريكية في التلاعب بالمفاوضين للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية، وهي لعبة معتادة في سياسات الولايات المتحدة الخارجية.
في حين رأى البعض أن الموقف الأمريكي جاء بسبب تعنّت حماس في المفاوضات، وأن الحركة لم تُبدِ المرونة المطلوبة كي توافق إسرائيل على الهدنة ووقف إطلاق النار، وهو ما دفع ترامب إلى التصريح بأن "حماس تريد أن تموت"، في لغة تهديدية واضحة.
ويتحدث خبراء فلسطينيون عن نوايا ترامب المُبيّتة، التي تتجاوز الضغط السياسي إلى تهديد واضح بإعادة التصعيد العسكري بعد تسليم الرهائن المحتجزين لديها، وأن المقاومة تدرك جيدًا مدى ما يمكن أن تتعرض له من "غدر" بعد عملية التسليم.
وأشاروا إلى أن المقاومة تُجهّز نفسها لمرحلة ما بعد التفاوض، والاستعداد للتصعيد العسكري عبر المزيد من عمليات الاستنزاف، من خلال تكثيف عمليات القنص والتفجيرات، في مواجهة التوغّل داخل غزة وتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية.
وجاء الإعلان عن تعثّر المفاوضات مواكبًا لعدد من الأحداث الخطيرة التي تؤكد عزم دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها التوسعية في الأراضي المحتلة، ومنها قرار الكنيست الإسرائيلي بضم الضفة الغربية إلى دولة الاحتلال.
كما تواكب مع إعلان مجموعة من السياسيين والمستوطنين الإسرائيليين من اليمين المتطرف في الكنيست عن مناقشة خطة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وضم أراضي القطاع، وتحويلها إلى مدينة سياحية فاخرة عالية التقنية للإسرائيليين.
يتضمّن المخطط (يُحيي فكرة مشروع «الريفييرا السياحي» الذي أعلنه ترامب في فبراير الماضي) بناء نحو 850 ألف وحدة سكنية، وإنشاء مدن ذكية عالية التقنية تعتمد على تداول العملات المشفّرة، وشبكة مترو تمتد عبر القطاع.
ينص المخطط الاستيطاني الجديد على أن «حق شعب إسرائيل في الاستيطان والتنمية والحفاظ على هذه الأرض ليس مجرد حق تاريخي، بل هو التزام وطني وأمني»، وقد نوقشت الخطة في الكنيست الإسرائيلي تحت عنوان: «ريفييرا غزة: من الرؤية إلى الواقع».
حضر النقاش وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يتبنّى طرد الفلسطينيين من جميع الأراضي المحتلة، وسط ما يشبه الإجماع الإسرائيلي على أن «الفلسطينيين ليس لهم مكان في الداخل، ويجب ترحيلهم إلى مصر ودول أخرى».
وأيّد الكنيست الإسرائيلي مقترحًا يقضي بضم الضفة الغربية، بأغلبية 71 نائبًا من إجمالي 120، في خطوة قوبلت بتنديد الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بوصفها باطلة وغير شرعية، وتقوّض فرص السلام وحل الدولتين.
ويتبنّى القرار دعم فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة، بادعاء حماية أمن إسرائيل، وقد حاز تأييد جميع أحزاب «الصهيونية الدينية» مثل «الليكود» و«شاس» و«إسرائيل بيتنا»، الذين دعموا القرار بقوة.
ويُعد مشروع القرار كاشفًا عن الموقف السياسي، وهو غير مُلزم للحكومة الإسرائيلية بتنفيذه بشكل فوري، لكنه يطالبها بالعمل على تنفيذه في التوقيت الذي تراه مناسبًا.
وأكدت ذلك الناشطة الاستيطانية الإسرائيلية «دانييلا فايس» لوسائل إعلام غربية، قائلة: «لديّ قائمة بأكثر من ألف عائلة إسرائيلية سجلت أسماءها للعيش على أرض غزة بعد طرد سكانها الفلسطينيين منها. خطتي هي أن أجعل غزة جنة تشبه سنغافورة».
وقد واكب إعلان الإدارة الأمريكية عن تعثّر مفاوضات الهدنة تصويت الكنيست الإسرائيلي على ضرورة ضم الضفة الغربية إلى الأراضي العربية المحتلة من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
رغم حملات التحريض والشائعات.. مصر تواصل دورها المحوري في دعم غزة وكسر الحصارفي ظل ما تتعرض له الدولة المصرية من حملة ممنهجة تستهدف تشويه دورها الإنساني والقومي في دعم الشعب الفلسطيني، تواصل القاهرة القيام بواجباتها التاريخية تجاه الأشقاء في قطاع غزة، متجاوزة بذلك حملات التشكيك المغرضة التي يروج لها البعض، ممن تتنوع ارتباطاتهم بين الجهل الممنهج والعمالة المأجورة، في محاولة لتحريف الحقائق وتزييف الوقائع.
ورغم الادعاءات الزائفة التي تروج لإغلاق مصر لمعبر رفح ومنع دخول المساعدات، فإن الوقائع الميدانية تكشف عن نقيض ذلك تمامًا، إذ نجحت الدولة المصرية، خلال الأيام الماضية، في إدخال مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى داخل قطاع غزة، كما تمكنت، من خلال مجهودات استثنائية، من إدخال كميات كبيرة من المواد الإغاثية عبر معبري زكيم وكرم أبو سالم، متجاوزة بذلك القيود التي يفرضها الاحتلال ومؤمنة ما يمكن تأمينه من احتياجات عاجلة للسكان المحاصرين.
وتتزامن هذه الجهود مع نشاط محموم تقوده عناصر تابعة لتنظيم الإخوان، مدعومة بأذرع إلكترونية مرتبطة بوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عبر حملات ممنهجة هدفها إشاعة البلبلة وتشتيت الانتباه عن الفاعل الحقيقي في جريمة الحصار، وهو الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل منذ قرابة اثنين وعشرين شهرًا ارتكاب جرائم القصف والتدمير والقتل الممنهج بحق المدنيين في القطاع.
في موازاة ذلك، تواصل مصر تحركاتها السياسية والدبلوماسية من أجل الحفاظ على زخم مفاوضات الهدنة، من خلال طرح مقترحات وأفكار جديدة تحول دون انهيار المسار التفاوضي، الذي يسعى الاحتلال لإفشاله عمداً، بهدف إطالة أمد الحرب وتحقيق أهدافه من خلال القوة الغاشمة، على حساب أرواح الأبرياء ومعاناة المحاصرين.
وبذلك، تكرّس مصر التزامها الكامل بمسئولياتها التاريخية، وتؤكد أن دورها القومي في دعم القضية الفلسطينية لا تحكمه اعتبارات دعائية، أو مزايدات ظرفية، بل ينهض على ثوابت سياسية وإنسانية راسخة، تنطلق من وعي عميق بطبيعة الصراع، وإيمان راسخ بضرورة حماية أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة
ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 59 ألفا و921 والإصابات إلى 145 ألفا و233 منذ بدء العدوان