15 مارس، 2025

بغداد/المسلة:  أعلنت قوة إيزيدية منشقة عن قوات البيشمركة رغبتها في الانضمام إلى وزارة الدفاع العراقية، لكن بعد مرور أكثر من عشرة أيام على إعلانها الانفصال عن حكومة إقليم كردستان، لم تحسم الحكومة الاتحادية موقفها من هذا الطلب. القوة التي تجاوز عدد مقاتليها 3100 فرد، تجد نفسها الآن في موقف معلق، بانتظار قرار قد يغير مسارها ومستقبل الإيزيديين في الملف الأمني.

وبحسب العقيد لقمان كلي، قائد القوة الإيزيدية المنشقة، فإن قرارهم جاء بعد “سنوات من التهميش والإقصاء” داخل قوات البيشمركة، مشيرًا إلى أن المقاتلين الإيزيديين كانوا يعانون من التمييز في الترقيات والتسليح والتمويل.

وأضاف كلي في تصريحات صحفية أن القوة فضّلت الانفصال والبحث عن خيار آخر يوفر لها استقلالية أكبر، بعيدًا عن “الهيمنة السياسية لحزب معين”، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يعد القوة المهيمنة على قوات البيشمركة.

بعد إعلان الانشقاق، بدأت بعض الأطراف في إقليم كردستان بتوجيه “اتهامات” إلى هذه القوة، واعتبارها خطوة غير مشروعة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة. مسؤولون من الحزب الديمقراطي الكردستاني تواصلوا مع قادة القوة المنشقة في محاولة لإعادتهم إلى مواقعهم السابقة، إلا أن هذه المحاولات قوبلت بالرفض، وفق مصادر مقربة من القوة.

على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء بشأن الخطوة، إذ اعتبر البعض أن الإيزيديين من حقهم اتخاذ قراراتهم بعيدًا عن أي ضغوط، بينما رأى كرد أن هذه التحركات تخدم أجندات خارجية وتساهم في تقسيم القوى العسكرية في العراق.

و في ظل عدم وضوح موقف الحكومة الاتحادية، كشف العقيد لقمان كلي عن وجود خيارات أخرى، من بينها الانضمام إلى هيئة الحشد الشعبي في حال لم يتم قبولهم ضمن وزارة الدفاع.

لكن هذا الخيار قد يكون واقعيًا، خاصة أن الحشد الشعبي يضم بالفعل تشكيلات إيزيدية، أبرزها “لواء لالش”، الذي يقاتل ضمن صفوفه المئات من أبناء الطائفة الإيزيدية، ويتمتع بدعم وتمويل مباشر من الحكومة العراقية.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

قاآنيّ المدني ببغداد.. لضبط ميليشاته أمّ لعهد جديد مِن العلائقَ

آخر تحديث: 25 ماي 2025 - 10:29 ص بقلم:رشيد الخيُّون دخل قائد فيلق القُدس الإيرانيّ، الجنرال إسماعيل قاآني، بغدادَ مدنياً هذه المرة؛ فالعادة في زياراته السّابقة يأتي مرتدياً البذلة العسكريَّة؛ قُبيل مؤتمر القمة العربيّة ببغداد، الذي انعقد في 17 أيار(مايو) 2025. تكون للثياب في مثل هذه الأجواء رمزية؛ فالضباط الذي ينتخبون لرئاسة جمهورية أو وزراء، تجدهم يتخلون عن البذلات العسكرية، لأنَّ ارتداءها يرمز إلى حكم العسكر؛ ودخول الجنرال قاآني ببذلة مدنية فيها رسالة إلى إظهار نيَّة التخلي عن العسكرة التي ملأت العراق بتأسيس سلفه قاسم سليمانيّ(قُتل: 2020)؛ فعندما يدخل يشار إليه بالقائد الأعلى لهذه الميليشيات، التي شكلت “الحشد الشّعبيّ”؛ ولا يغرنا الادعاء أنّ الحشد لا علاقة له بقيادة فيلق القدس؛ هذا كلام لا واقع له. فالحشد الذي اجتمع فيه العراقيون، وقاتلوا مع القوات المسلحة؛ ضد داعش بصفاء نوايا، لم يعد موجوداً؛ ولم يكن في الخاطر أن يبقى جيشاً موازياً بالعدة والعدد للجيش العراقيّ؛ ويرهق ميزانية الدولة بعشرات المليارات، وهو لم يلتزم أوامرها، فالولاء إيرانيّ، وحتَّى استيراد أسلحته ومعداته تتم عن طريق قادته مباشرة؛ وما كان حرص الدَّولة والثّورة الإيرانية ممثلة بآية الله عليّ خامنئي على الحشد، لو لم يكن يمثل له الحرس الثَّوري بالعراق؛ فلم يزر خامني وفد عراقي إلا أوصاه خيراً بالحشد الشّعبيّ، لأنه حشده لا حشد العراق. لكنَّ السؤال لماذا يأتي قاآني دون غيره، ويُستقبل مِن قِبل الأمن الوطني العراقي؛ وهو قائد فيلق القدس المسؤول عن النشاط الميليشياوي خارج إيران؟ بما يتعلق بحركات التّحرر، المؤسسة التي تشكلت بُعيد الثورة، واعدم أول مسؤول عنها وهو مهدي هاشميّ(1987)، أي في حياة مرشد الثورة آية الله الخميني(تـ: 1989)، وعلى أثر ذلك دُق أسفين بين الخميني وآية الله منتظري(تـ: 2009)، فهاشميّ كان صهراً لمنتظريّ، وهي ضربة لنائب الخميني وخليفته، قبل أن تكون قضية عما،لة وتسريب أسرار العلاقة مع الأمريكان. أجاب أحد المعلقين العراقيين على السؤال الذّكور، وأراه محقاً، أنّ وجود الجنرال قاآني له علاقة بضبط الميليشيات خلال فترة انعقاد مؤتمر القمة العربيّة(34)، التي يظهر قادتها ويهددون بالقصف في حال حضور الرئيس السوري؛ بل ونقول إن حضور قاآنيّ مدنياً رسالة تقول: إنّ العمل العسكري انتهى، وأنّ في حالة حدوث شيء لم تكن إيران مسؤولة، وهذه رسالة إلى الدول الحاضرة القمة. فإذا كان الأمر له علاقة بضبط الحدود مثلما أعلن بيان الزّيارة؛ فلماذا لم يصل وزير الداخلية ، أو مدير إطلاعات، أو وفد من الدفاع أو الخارجية؟ وقاآني معروف أنه قائد فيلق، ما صلته بالدبلوماسية أو العلاقات الأمنية؟ الجواب: ليس غير قائد فيلق القدس مسؤولاً مشاركاً في الأمن العراقي الداخليّ؛ فله نحو سبعين ميليشيا تشكل الحشد الشعبي، هو المسؤول الأعلى عنها، ودعك من الفياض أو العامريّ، فالواقع مثلما عبر عنه قائد ميليشيا بدر هادي العامريّ سابقاً: “إذا قال الإمام حرب حرب، وإذا قال سلم سلم”؛ ومَن يقول إنَّ الحشد والميلشيات تأتمر بغير إيران يُجاب بما قاله معروف الرُّصافيّ(تـ: 1945) في ما بين “النُّورة والزّرنيخ” في الحمامات؛ قال في ما عنونه “حمام الوزارة”: “ألا أبلغوا عني الوزير مقالةً/ له بينها لو كان يَخجلُ تَوبيخُ/ أراك بحمَّام الوزارة نُورةً/ وأمَّا جناب المستشار فزرنيخ”(الدّيوان/ 1959). فمعلوم، بعد أن فاض في النّاس عن جولات سليمانيّ، ودوره في قمع انتفاضة تشرين2019، قالوا: إنه مستشار، وبالتابعية خليفته يكون مستشاراً أيضاً. كان مؤتمر القمة(34) نقطة تحول في السياسة العراقية وسياسة المنطقة؛ فعلى غير العادة لم يشر العراق، لا في خطاب رئيس الجمهورية، ولا رئيس الوزراء العراقيين، إلى إيران بفضل من الأفضال، ولا إلى الحشد الشَّعبي أنه “حمى أعراض العراقيين”، وكان هذا الموال حاضراً في كل المؤتمرات، بل إن رئيس الوزراء تضامن وحرص على أمن سورية واستقرارها، وبحضور وفدها، وهذا ما ليس ترغبه إيران؛ كذلك حضر رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العلميّ وهاجم صراحة الميليشيا الحوثية، التي لها مقر ببغداد، والميليشيات كافة. عودٌ على بدء، كي لا يساء الفهم “العلائق” في العنوان؛ فالعلاقة تُجمع على “علائق”، وكذلك المعلقة، أي المرأة مِن النّساء التي لا ينصفها زوجها ولا يخلي سبيلها، تجمع على “علائق”، وبما يُعلق مِن الدّيات؛ وهذا الفرزدق(تـ: 110هـ) يقول: “مّلْتُ من جرمٍ مثاقِيلَ حاجتي/ كريمَ المُحيّا مُشنقاً بالعلائقِ”(الزّبيديّ، تاج العروس مِن جواهر القاموس)، وقد قصدنا الأولى، فالميشليات، بعد أنّ تخلى قاآنيّ عن نجومه وأسيافه، سيحسم أمرها، ولم تبقى معلقة.

مقالات مشابهة

  • خط كركوك–بانياس.. الأنبوب الذي يسيل له لعاب الجغرافيا والسياسة
  • نظرة على تحالف السوداني: حشد ومحافظون ووزراء وعشائر
  • اعتقال شخص بحوزته اكثر من 3800 حبة “كبتاغون” في القائم
  • إصابة 6 منتسبين في الحشد نتيجة العبث بـرمانة يدوية بمقر عسكري
  • قاآنيّ المدني ببغداد.. لضبط ميليشاته أمّ لعهد جديد مِن العلائقَ
  • أميركا تريد إلغاء القيود على غازات الاحتباس الحراري
  • دولة القانون: المالكي مستعد لتسنم رئاسة الحكومة المقبلة
  • معهد واشنطن: داعش زاد من هجماته ضد الحكومة السورية الجديدة
  • الحكومة السودانية تنفي استخدام أسلحة كيميائية بعد اتهامات أميركية
  • «زوبية»: مصراتة تريد انتخابات برلمانية