بابكر يحيى يكتب: الجيل الثالث
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
*سيكتب التاريخ أن الجيل الثالث من شباب الإسلاميين شاركوا مع الجيش الوطني العظيم بفاعلية مطلقة في تحرير البلاد وأنقذوها من أكبر مؤامرة عرفها العالم على امتداد التاريخ والجغرافيا ؛ سيكتب التاريخ أن كتائب (البرق الخاطف والفرقان والبراؤون وسجيل والزبير بن العوام وبقية الكتائب ) اقتحموا الجنجويد في جحورهم وأخرجوهم من أوكارهم كما يخرج (دم الحجامة الفاسد ) من الجسد ؛ نعم داهموهم في أنفاق الخرطوم وتسلقوا عليهم في أسطح العمارات والبنايات العالية ؛ وانتزعوهم انتزاعا من منازل المواطنين ؛ فقد وجدوهم كما الفئران داخل دواليب النساء متخفين بين الملايات والثياب والفساتين والستائر ! وجعلوهم عبرة لمن يعتبر ؛ سيكتب التاريخ أن المجاهدين انتصروا للبلاد وجعلوها تعيش في عزة وكبرياء ؛ سيكتب التاريخ أنهم كسروا صلف المستعمر الجديد وأنهوا أكبر أسطورة متمردة في تاريخ الحروب – أسطورة آل دقلو وعربان الشتات .
بابكر يحيى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: سیکتب التاریخ أن
إقرأ أيضاً:
برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية
علمتني الصحافة أن لكل حقبة سياسية شخصياتٍ مركزيةً في معرفة المعلومات النوعية عن تلك الفترة، لا تجدها إلا عندهم.
ولا يتأتى لهم ذلك بسبب قربهم الفيزيائي فقط من صناع القرار ومراكز صناعة السياسات، بل لما يتمتعون به من قدرةٍ خاصة على اكتناز المعلومات، وتصنيفها، وتحليلها، واستخلاص خلاصاتها.
ومن بين هؤلاء، كان الرجل الهادئ الرصين الذي رحل اليوم بمدينة عطبرة، الأستاذ عوض بابكر، السكرتير الخاص للدكتور حسن الترابي لهما الرحمة والمغفرة.
كان عوض من القلة النادرة في الدائرة المقرّبة من الدكتور الترابي، ممن يعرفون ما لا يعرفه الآخرون، خاصة في الفترة من منتصف التسعينيات إلى مطلع الألفية الثالثة.
وقد طلبت منه مرارًا إجراء مقابلات لتوثيق تلك المرحلة المهمة من التاريخ السياسي السوداني، لكنه كان يعتذر بلطف، وبتواضع المعايشين الكبار.
قلت لبعض الأصدقاء في حديث عابر إن من أبرز أسباب دوران تاريخنا السياسي في حلقة مغلقة من التجارب المعادة والأخطاء المتكررة، هو غياب التوثيق؛ فلا نكتب مذكراتنا، ولا نسجل تجاربنا، ولا نستفيد من عبرها.
في المكتبة المصرية، تزدهر كتب المذكرات والسير الذاتية، ولذلك تُناقَش القضايا والمواقف التاريخية هناك اليوم بوعي وحيوية، وكأنها وقائع اللحظة.
برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية، وتغيب معها معلومات ثمينة كانت ستضيء كثيرًا من الزوايا المعتمة في فهم تلك الحقبة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويحسن عزاء أسرته ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب