علّق زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، الأربعاء، على عودة حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، عقب اتفاق لوقف إطلاق النار جرى التوصل إليه في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وقال الصدر في بيان نشره عبر منصة "إكس": "قد علمنا وحذرنا مما ستؤول إليه الأوضاع في غزة، بل وفي غيرها"، مستدركا: "وجود العدو الصهيوني في المنطقة لن يؤول إلى ما يحمد عقباه".



وأضاف أن "العدو يعاود قصف المدنيين والأطفال بغطاء أمريكي إرهابي وقح"، مشيرا إلى أن "الكثيرين اكتفوا بالسكوت والتفرج على شهداء غزة وأطفالها ونسائها، وهم صرعى بصواريخ الإرهاب الصهيو أمريكي، وإما أن يصرعهم الجوع والعطش بسبب حصار دولي مطبق بلا رادع إنساني ولا شرعي".

وشدد على أن "كل ذلك سيتسبب ببيع فلسطين مرة أخرى لتتمدد الصهيونية في الأراضي الإسلامية والعربية، وبكل سهولة بل وبمعونة من هنا وهناك، وذلك لتصل إسرائيل إلى الحدود العراقية التي يرومها العدو أولا وبالذات، ولن ينفع الندم آنذاك".

وختم بالقول: "اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد".



وفجر الثلاثاء، استأنفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، واستهدفت المدنيين وقت السحور، وذلك في أكبر هجوم منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأفادت وزارة الصحة بغزة بوصول "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة، بينهم حالات خطيرة جدا" إلى المستشفيات، مشيرة إلى أنه لا يزال العمل جاريا على انتشال ضحايا من تحت الركام.

ويواصل الاحتلال حرب الإبادة ضد الفلسطينيين بغزة في ظل وضع إنساني ومعيشي بالغ الصعوبة، وانعدام توافر للوقود في جميع محافظات القطاع، بسبب إغلاقه للمعابر.

وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية العراق مقتدى الصدر غزة الاحتلال العراق غزة الاحتلال مقتدى الصدر حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الإبادة

إقرأ أيضاً:

الثقافة في مواجهة الإبادة

حين مررت بالقرب من شجر الزيتون الذي حطمته آليات الاحتلال قبل عام، فوجئت بأغصان خضراء تنمو، ابتسمت، فقد انتصرت الأشجار الأبناء على الاحتلال بسهولة:

«إذا أنْتَ حَدَّقْتَ فيهَا قَرأْتَ حكَايتَنَا كُلَّهَا:

وُلدْنَا هُنَا بَيْنَ ماءٍ ونارٍ.. ونولَدُ ثانيةً في الْغُيومْ

على حافّة السّاحل اللاّزَوَرديّ بَعْدَ الْقيامَةِ.. عَمّا قليلْ

فلا تَقْتُلِ العُشْبَ أكثر، للْعُشبِ روحٌ يُدافعُ فينا عن الرّوحِ في

الأرضِ/

يا سيّد الخَيْل! عَلِّم حصانك أنْ يعْتَذِرْ

لِروحِ الطَّبِيعةِ عَمَّا صَنَعْتَ بأشْجَارِنَا:

آهٍ، يا أَخْتِيَ الشَّجَرَةْ

لَقدْ عذَّبوكِ كما عَذَّبُونِي

فلا تَطْلبي الْمَغْفِرةْ

لحَطّابِ أمّي وأمِّكْ..»

هذا ما خاطب به محمود درويش على لسان سياتل زعيم دواميش في رائعته الخالدة: خطبة الهندي الأحمر: ما قبل الأخيرة، أمام الرحل الأبيض. لقد مرت عقود على الإبادة، لكن لم ينته الأمريكيون الأصليون ولا ثقافتهم.

في فلسطين المحتلة، فإن شجر الزيتون يعود ثانية، إنه بعث الفينيق، والعنقاء، تلك معجزة فلسطين، وليست أسطورة أبدا.

ماذا نقول عن الطفل الذي انقض جنود الاحتلال عليه، فأشبعوه ضربا وركلا «بالبساطير» الأمريكية وحواف البنادق المعدنية، حين فتح عينيه أمام الكاميرات، من خلال وجه صار دما، وابتسم، ورفع علامة النصر!

منذ وعت عيني، وأنا في اللاوعي والوعي أشهد مقاومة الاحتلال، من خلال الرموز، تلك قصص كثيرة يصعب إيرادها، لكن الناظم فيها هو وعي الفلسطينيين على أهمية التشبث بالهوية، والخصوصية الثقافية والرموز الوطنية.

حين استغرب أحد جنود الاحتلال وجود علم فلسطين في مطرزة جميلة أبدعته الحاجة نعمة، أختي، قلت له ببساطة مشيرا الى علم الاحتلال، ما هذا؟ فأجاب علم دولة إسرائيل! قلت له ونحن شعب فلسطين ولنا علم، فهل تتوقع أن نرفع علمكم هنا؟ فأنهى المحتل العشريني الكلام، لكنه لم يخف إعجابه بالمطرزة، فقلت له هل تعلم كم عمر تفاصيل هذه المطرزة؟ فأشار بالنفي. قلت له هذه عمرها آلاف السنين! وهنا خرج من البيت مطأطئ الرأس قائلا: أنتم بيت مرتب ومضى.

كل وقصصه، لكن كيف لي أن أنسى احتفاظ أبي بزيه الفلسطيني، وهو يقطع جموع المحتلين، غير آبه بهم، فورثت ذلك، وكم تأثرت بسلوكه حين رفض دخول أي مبنى حكومي بعد هزيمة عام 1967 عليه أي رمز للاحتلال، حتى ولو لغة عبرية.

قال أبي وكثيرون: سنغلبهم بهذا وهذا، مشيرين للكتب التي بين أيدينا والشجر الذي أمامنا ونحن نجلس أمام البيت.

بالرغم من محاولات إبادتنا منذ عام 1948، وصولا الى حرب الإبادة على غزة، ونحن نزداد تجذرا وقوة ثقافية وفنية، فنحن الشعب الذي يعيش تحت الاحتلال ونسبة التعليم فيه تفوق دولة الاحتلال!

لم نباد، ولن، فكل فلسطيني يصير أمة!

استعار محمود درويش في قصيدة «خطبة الهندي الأحمر: ما قبل الأخيرة، أمام الرجل الأبيض» التي تضمنها «ديوان أحد عشر كوكبا» الذي صدر عام 1992، حالة الأمريكيين الأصليين، شعب القارة الأصلي، وهو هنا بذكاء يفرّق بين أمرين، قامت عليهما القصيدة. أما الهندي الأحمر فكانت خطبته الأخيرة بعد المعركة التي خسرها، وهو قد اعتاد أن يتحدث عن استخلاصاته لقومه، كما روى درويش حين قدم لقصيدته التي ألقاها. لكن محمود درويش، الهندي الآخر الذي ما زال يقاوم سيد البيض، فكانت خطبته قبل الأخيرة، لا لأنه لم ينهزم، بل لأنه يثق بأن خطبته الأخيرة هي إعلان نصره على سيد البيض!

ذلك في نظري هو دور الثقافة والفنون، فهما وإن كانا أهم ما يميز الشعوب، مثل الشاهنامة للفردوسي، فإنهما يشكلان ما يمكن تسميتهما بالدينامو، إن الثقافة والفنون رافعتان للشعوب، وهما باعثان للحياة، وهل كانت الثقافة والفنون في الحضارات جميعا إلا أساس النهضة والحضارة!

لقد حاكى العبرانيون الجدد العبرانيين القدامى حين انهالوا على الرموز الثقافية القديمة من كنعان ويبوس، لكن يبدو أن فلسطين عصية على الإبادة، حيث إن غنى الثقافة والفلكلور يمتد على الأرض وفي داخل البشر هنا، فكل ما يحيط بهم، وكل ما يتعلق بهم يصير ثقافة، كالزيت والزعتر والدران الاستنادية في جبال فلسطين.

زعم الصهاينة أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهكذا كانت الأرض الجديدة القديمة رواية طوباوية نشرها مؤسس الصهيونية السياسية تيودور هرتزل عام 1902، أي بعد إعلان تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897 بخمس سنوات.

«تحكي الرواية قصة فريدريش لوينبيرج، وهو شاب يهودي من فيينا مفكر، وانضم إلى أرستقراطي بروسي أمريكي يُدعى كينجسكورت أثناء تقاعدهم في جزيرة نائية في المحيط الهادئ. توقفا في يافا في طريقهم إلى المحيط الهادئ، ووجدوا فلسطين أرضًا متخلفة ومعدمة وذات كثافة سكانية منخفضة، كما بدت لهرتزل في زيارته عام 1898».

امتلأت الرواية بالمغالطات، ونفت وجود شعب فلسطين، وتتابع الصهاينة والمسيحيون الصهيونيون في إزاحة الفلسطيني من فضاء فلسطين، واستمر ذلك حتى الآن، إنهم لا يروننا! ورغم ذلك، فإن فلسطين هي الأكثر حضورا.

باختصار، ما فعله الصهاينة هنا كان فقط محاكاة لما فعله البيض في أمريكا: الإبادة، لكن ذلك لم يتحقق، بل صارت فلسطين أكثر نضرة وجمالا، وتجلى ذلك بالطبيعة والزراعة والإبداع. دوما كنت مقتنعا بأن «كروم عنب بيت دقو.. وفلسطين» تنتصر بسهولة على الاحتلال، ودوما كنت أرى دواوين محمود درويش، وما أنجزه المبدعون هنا أسلحة الاحتلال.

«وكولومبوسُ الحُرّ يَبْحثُ عَنْ لُغةٍ لم يجِدْها هُنا،

وعَنْ ذَهبٍ في جَماجِم أجدادنا الطّيّبين، وكَانَ لهُ

ما يُريدُ من الْحيّ والميْتِ فينا. إذًا

لماذا يُواصلُ حَرْب الإبادَة، من قَبْرِه، للنِّهَايَةْ؟

ولَمْ يَبْقَ مِنَّا سِوَى زِينَةٍ للْخرابِ، وريشٍ خَفيفٍ عَلَى

ثياب الْبحيْرات. سَبْعونَ مليون قلْبٍ فَقأْت.. سيَكْفي

ويكْفي، لترْجع منْ مَوْتنا ملكًا فَوْق عَرْش الْزمانِ الْجَديد..»

هي القصيدة- الاستعارة، والرمز، التي تفسّر مواصلة حرب الإبادة الفاشلة (غزة مثالا ساطعا من خلال الأدب الجديد الذي يظهر الآن)، تلك نبوءة درويش وتلك مقاومته.

كتب محمود درويش القصيدة قبل 33 عاما، لكنها تزداد حضورا ونضرة. وكذلك صرنا أكثر بقاء من الاحتلال نفسه، الذي ينهي نفسه بنفسه، وأما نحن فسنواصل الزراعة والغناء.

مقالات مشابهة

  • الثقافة في مواجهة الإبادة
  • مؤسسات الأسرى الفلسطينية: العدو الإسرائيلي حوّل سجونه ومعسكراته إلى ساحات للتعذيب
  • رئيس وزراء أيرلندا ينتقد الموقف الأوروبي تجاه جريمة الإبادة في غزة
  • الإعلام الحكومي بغزة يكشف عن حصيلة مرعبة لضحايا مصائد الموت “الإسرائيلية_ الأمريكية”
  • إسرائيل تقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • استشهاد أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • العدوان يقتل أكثر من 16 ألف طالب بغزة والضفة منذ بدء الإبادة
  • هيئة الأسرى الفلسطينيين تكشف إصدار العدو الإسرائيلي 600 أمر اعتقال إداري
  • حكومة غزة: 516 شهيدا ضحايا مراكز المساعدات "الأمريكية ـ الإسرائيلية"
  • عمرو أديب: الحرب الإيرانية الإسرائيلية لا علاقة لها بغزة.. ولا أحد يهتم