الجزيرة:
2025-06-26@08:27:59 GMT

3 أهداف لنتنياهو من إعادة الحرب

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

3 أهداف لنتنياهو من إعادة الحرب

حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حركة حماس من أن "قواعد اللعبة تغيّرت"، وذلك عقب شنّ إسرائيل غارات على قطاع غزة، الثلاثاء 18 مارس/ آذار الجاري، غير مسبوقة في حدتها منذ سريان الهدنة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

ونقل بيان لوزارة الدفاع عن كاتس قوله أثناء زيارته قاعدة تل نوف الجوية: "إذا لم تطلق حماس الرهائن فورًا، ستفتح أبواب الجحيم، وستواجه القوة الكاملة للجيش.

. في الجوّ والبحر والميدان، حتى يتمّ القضاء عليها بالكامل".

"ستفتح أبواب الجحيم"، أليست هذه العبارة مستنسخة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عندما وجّه سلسلة من التهديدات إلى حركة حماس في حديثه في وقت سابق حول إطلاق جميع الرهائن فورًا؟

فهذا إن دلّ على شيء فعلى أن التنسيق الأميركي الإسرائيلي "قائم" في أدق التفاصيل، ما ينقض بيان الحكومة الإسرائيلية التي اعتبرت فيه أنها أبلغت الإدارة الأميركية بالغارات على القطاع قبل تنفيذها بقليل.

أعلن جيش العدو استئناف حربه الثانية على قطاع غزة، بعدما ألقت الحكومة الإسرائيلية اللوم على حركة حماس بإفشال المفاوضات بشأن إطلاق الرهائن.

هذا، وكانت إسرائيل قد ماطلت بشكل متعمد بهدف عرقلة الجهود الرامية للبدء بالجولة الثانية من المفاوضات التي تتضمن الانسحاب من القطاع، مقابل توصل الحركة لإطلاق كافة المحتجزين.

إعلان

واضح أن نتنياهو لم يكن جديًا في تنفيذ ما اتفق عليه في اتفاق القاهرة الذي دخل حيّز التنفيذ في 15 يناير/ كانون الثاني الماضي وكرّس وقفًا لإطلاق النار.

فهو من يستخدم الحرب في غزة بمثابة "قارب نجاة له" من أزمات سياسية داخلية، حتى إن كان هذا الأمر يعني "التضحية" بالرهائن الذين ما زالوا محتجزين على قيد الحياة في غزة.

أزمات داخلية بدأت تحيط بنتنياهو بدءًا من قرار النيابة العامة الاستئنافية التي وافقت على طلب نتنياهو تأجيل محاكمته على خلفية استئناف الحرب في غزة.

ويمثل الرجل للمحاكمة في إسرائيل لاتهامه بالتزوير وانتهاك الثقة وقبول رشاوَى في 3 قضايا منفصلة، رغم زعمه أن القضايا ما هي إلا "مطاردة سياسية" له، إلا أنّ النيابة الإسرائيلية تؤكد أن التهم المنسوبة إليه مدعّمة بأدلة تدينه.

يتّبع نتنياهو سياسة الهروب "إلى الأمام" فيما يخصّ حربه على غزة وذلك بهدف إبعاد شبح إسقاط الحكومة في حال انسحبت أحزاب ممثلة لليهود المتزمتين دينيًا، والتي – بحسب وكالة "رويترز"- حرمت من مخصصات ميزانية عام 2025 التي وُعدت بها. أصاب نتنياهو في حساباته من تلك الحرب، ما تُرجم في عودة حزب "العظمة اليهودية" اليميني المتطرف بزعامة وزير الأمن السابق إيتمار بن غفير إلى حكومة نتنياهو، الأمر الذي اعتبره البعض بمثابة "حبل النجاة" لإنقاذها من السقوط.

لا يخفى على أحد أن الجبهة الداخلية باتت تقلق نتنياهو لا سيما أنه لم يستطع أن يحقق أهداف حربه التي بدأها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.

هناك غليان في الداخل الإسرائيلي بشأن قضية المحتجزين، حيث يعتبر الأهالي أنّ نتنياهو لم يستطع التعاطي مع الملف بمسؤولية، لا بل إن بيانًا صدر من قبل "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" اتهم نتنياهو باختيار التضحية بحياة ما تبقى منهم، وفقًا لما نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

إعلان يحتاج نتنياهو إلى تلك الجولة الثانية في الحرب على غزة، لأن أهداف الحرب بالنسبة إليه لم تتحقق، لا سيما من جهة إحداث تغيير في وجه المنطقة، وتمرير مشروع الممر الاقتصادي الذي تحدث عنه في أكثر من مناسبة، تحديدًا في 10 سبتمبر/ أيلول من عام 2023 في نيودلهي أثناء اجتماع قمة دول العشرين.

إن هذا الممر الاقتصادي يجد فيه نتنياهو مكسبًا لوضع إسرائيل على خارطة التجارة الدولية، كما يجعلها مركزًا محوريًا في نقل البضائع من جنوب آسيا إلى العمق الأوروبي.

ليس من باب الصدفة أن تبدأ إسرائيل حربها على القطاع، بعد أيام قليلة على تنفيذ الجيش الأميركي سلسلة مستمرة وتصاعدية من الغارات على جماعة الحوثيين في اليمن، تحت عنوان تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر. ادعى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده "تقدم خدمة جليلة للعالم أجمع" بالهجمات التي تشنها ضدّ الحوثيين في اليمن.

عذرًا سيد روبيو، كان بودّ العالم أن يصدّق أن تلك الهجمات الأميركية هي خدمة للعالم، لو لم تأخذ الولايات المتحدة خيار الانحياز التام إلى جانب إسرائيل في حربها (إجرامها) على قطاع غزة.

عذرًا سيد روبيو لقد فقدت بلادك دورها كضابط للقضايا على الساحة الدولية، وبات الجميع يدرك أن الهجوم الأميركي على الحوثيين يحمل في طياته عناوين كثيرة باستثناء عنوان "الخدمة المجانية".

إنّ تزامن العدوانين يؤكد على مدى التنسيق الأميركي الإسرائيلي بهدف تقويض عمليات المقاومة في المنطقة، لا سيما تلك التي تهدد الممر الاقتصادي الهندي. فالمنطقة بحسب المنطق الأميركي دخلت ضمن دائرة مصالحها، ما يؤكد أنّ أهداف نتنياهو في جولته الثانية لا تقف فقط عند عتبة ماذا يريد من الحرب، بل لها أهداف مع الولايات المتحدة لتحقيق مشاريعها القائمة على عرقلة الممر الصيني "الطريق والحرير" عبر توتير قناة السويس من خلال إعادة التصعيد العسكري مع الحوثيين. إعلان

أشار نتنياهو مساء الثلاثاء 18 مارس/ آذار، إلى أن ما حدث في غزة ليس إلا مجرد بداية، مؤكدًا "مواصلة الحرب حتى تحرير كل المختطفين والقضاء على حماس وضمان ألا تشكل تهديدًا لإسرائيل". أهداف بعيدة كل البعد عما يعلن عنه نتنياهو، فهو جلّ ما يحتاجه من الحرب هو ضمان حقيقي لمسيرته السياسية، وما طلب منه أميركيًا لـ"تقليم" أظفار إيران في المنطقة.

لا يرتبط الموضوع بما يريده نتنياهو فقط، بل بما هو مطلوب منه من قبل الإدارة الأميركية لتكريس واقع يتعلق بتعبيد الطريق أمام الممر الاقتصادي الهندي، في عملية التطويق للنفوذ الصيني. صدق نتنياهو بأن الجولة الثانية ليست سوى البداية، لأنّه يدرك تمامًا أن سقف المطالب العالية التي تضعها الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية قد يصطدم بالإصرار على المقاومة من قبل شعوب المنطقة، أمام هذا الواقع، فهل ستتدحرج البداية "النتنياهوية" في غزة إلى حرب كبرى في المنطقة؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الممر الاقتصادی على قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة مع إسرائيل؟

أظهرت المواجهة ثغرات خطيرة في الدفاعات الإيرانية، وكشفت عن اختراقات أمنية واسعة عبر شبكات تجسس داخلية مرتبطة بإسرائيل. اعلان

بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دخول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ، تبدأ طهران مرحلة مراجعة شاملة لما خلفته الحرب من تداعيات عسكرية وأمنية وسياسية. ومع أن العمليات العسكرية توقفت رسميًا، فإن آثارها لا تزال تتفاعل داخل النظام الإيراني الذي يواجه تحديات معقّدة، من بينها علاقته بالمجتمع الدولي، ومحيطه الإقليمي، والتهديدات الأمنية المتصاعدة داخل حدوده.

إعادة رسم العقيدة الأمنية: بين الردع والانكشاف

لم يكن متوقعًا من النظام الإيراني أن يخوض مواجهة مباشرة بهذا الحجم مع إسرائيل، ولا أن تُستهدف منشآته النووية والعسكرية بهذا الشكل الواسع. وقد كشفت الحرب عن ثغرات حقيقية في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، خصوصًا في التصدي للطائرات الشبحية والصواريخ الذكية. هذا الواقع قد يدفع صناع القرار في طهران إلى إعادة تقييم جدوى الإنفاق العسكري مقارنة بفاعلية المنظومات الدفاعية التقليدية.

كما أظهرت الحرب حدود استراتيجية "الردع الإقليمي" التي بنتها إيران عبر وكلائها في لبنان والعراق واليمن. ففي وقت كانت طهران تتعرض لضربات مباشرة، لم تنجح أدواتها الخارجية في تغيير مسار الحرب أو تخفيف الضغط عنها نظرا للضربات الموجعة التي وجهتها إسرائيل لحلفاء طهران في تلك البلدان. وهذا ما سيُحتّم عليها ربّما إعادة صياغة مفهوم "العمق الاستراتيجي" الذي كانت تعوّل عليه.

Relatedالحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والدوحة تحتفظ بحق الردرضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحلما هي مكاسب نتنياهو من الحرب مع إيران؟الداخل الإيراني: أزمة الجواسيس واهتزاز الثقة

أحد أبرز الدروس المريرة التي خرج بها النظام الإيراني من هذه الحرب، كانت قضية الاختراقات الأمنية. فقد أعلنت السلطات الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي عن تفكيك شبكات تجسس واسعة داخل البلاد، بعضها على صلة مباشرة بإسرائيل. وتُعد هذه الحوادث إشارة خطيرة إلى مدى التغلغل الاستخباراتي الأجنبي داخل مفاصل الدولة، بما فيها المؤسسات العسكرية.

وتعكس هذه التطورات هشاشة البنية الأمنية الداخلية. وتُواجه طهران تحديًا في استعادة ثقة أجهزتها الأمنية ببعض كوادرها، ما قد يؤدي إلى تغييرات واسعة في قيادات أمنية وعسكرية.

علاقة مع المحيط الإقليمي

كشفت الحرب عن فتور متزايد في علاقات إيران مع محيطها العربي. فرغم الخطاب الإعلامي المتضامن من بعض الدول، إلا أن الواقع السياسي ظل باردًا إلى حد كبير. كما أن استهداف إيران لقاعدة العديد الأميركية في قطر زاد من توتر علاقتها مع بعض دول الخليج، وأحرج الدوحة التي اضطرت لتأكيد التزامها بأمن شركائها الدوليين.

ومن جهة أخرى، حاول النظام الإيراني استثمار الحرب في تعزيز "خطابه المقاوم"لدى بعض القوى العربية، إلا أن الانقسام الإقليمي، وافتقار طهران للحلفاء الرسميين، حرمها من بناء تكتل داعم حقيقي يمكن أن يوفر لها غطاء سياسياً أو دبلوماسياً.

العلاقة مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي: إختبار الشرعية

من أبرز نتائج الحرب أيضًا عودة إيران إلى دائرة التوتر مع المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. فطهران، التي كانت تحاول سابقًا كسب نقاط عبر التعاون النووي المحدود، وجدت نفسها بعد الضربات في موقع المتهم بعدم الشفافية.

كما أن الدول الأوروبية التي طالما سعت إلى التموضع في مكان لا يتماهى كليا مع المقاربة الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية، قد بدأت تتبنى مواقف أكثر تشددًا، مطالِبة إيران بضمانات واضحة لعدم استئناف مسارات التخصيب النووي العسكري.

ما الذي تغيّر؟

الحرب مع إسرائيل، رغم توقفها بوقف إطلاق نار، شكّلت نقطة تحوّل في نظرة إيران لنفسها ولنظامها الأمني والسياسي. فالنظام الذي كان يراهن على فائض القوة الردعية، وجد نفسه مكشوفًا أمام تفوق التكنولوجيا الغربية، ومخترقًا أمنيًا، ومعزولًا دبلوماسيًا. إلا أن الدرس الأكبر ربما هو في الوعي الجديد داخل المؤسسة الإيرانية بضرورة إعادة النظر في العقيدة العسكرية والأمنية، والبحث عن طرق جديدة لاستعادة موقعها الإقليمي والدولي دون الوقوع في فخ الاستنزاف المستمر.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • خالد عامر يكتب: من الفائز؟ أمريكا ـ إسرائيل .. أم إيران؟
  • كاتب إسرائيلي لنتنياهو: كن مثل ترامب وأوقف الحرب على غزة
  • نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل
  • نتنياهو: إسرائيل حققت انتصاراً تاريخياً على إيران
  • مكتب نتنياهو: إسرائيل حققت كافة أهداف الحرب على إيران 
  • ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة مع إسرائيل؟
  • ‏زعيم المعارضة في إسرائيل يدعو إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • ترامب يعلن وقف الحرب بين إسرائيل وإيران.. نتنياهو يأمر وزراءه بالصمت
  • إسرائيل بين نشوة الهجوم الأميركي وصدمة الرد الإيراني