غزة.. بمباركة من ترامب وتواطؤ دولي وتخاذل عربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
عاد الاحتلال "الإسرائيلي" مجددا إلى حرب الإبادة والعدوان الهمجي على قطاع غزة، مرتكبا أبشع المجازر الجماعية بحق المدنيين العزل، في تصعيد وحشي استهدف إبادة عائلات بأكملها.
فمنذ فجر الثلاثاء (18 رمضان)، ارتفع عدد الشهداء والجرحى إلى المئات، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف "إسرائيلي" متواصل طال الأحياء السكنية والمنازل الآمنة.
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "معظم الشهداء والمفقودين من النساء والأطفال والمسنين"، مما يعكس الطابع الإبادي لهذا العدوان الجديد. في غضون ساعات قليلة، اختفت عائلات كاملة من السجل المدني، بعدما مُسحت من الوجود تحت القصف الهمجي لقوات الاحتلال، إضافة إلى استهداف قيادات العمل الحكومي في غزة، من بينهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعاليس، ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية محمود أبو وطفة، إضافة إلى مدير عام جهاز الأمن الداخلي بهجت أبو سلطان.
وقد سبق هذا العدوان خروقات كبيرة من قِبل جيش الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث تصاعدت التهديدات من نتنياهو ووزراء آخرين، مؤكدين رفضهم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتمسك بخيار العودة إلى القتال.
ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري، بل جريمة إبادة ممنهجة ومنظمة، تُرتكب أمام أعين العالم، وبمباركة من الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل شاركت فعليا في تمكين الاحتلال من تنفيذ مذابحه، وما كان الاحتلال لينطلق مجددا لولا التواطؤ الدولي، والتخاذل العربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات هنا وهناك
لم يكن العدوان الهمجي على غزة مجرد عملية عسكرية، بل جاء بمباركة من ترامب، وبضوء أخضر مباشر من الولايات المتحدة، التي تلقت إخطارات مسبقة من حكومة الاحتلال قبل تنفيذ الهجوم الدموي.
وكشفت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية أن "اسرائيل" أبلغت إدارة الرئيس ترامب بنيتها إعادة إشعال الحرب في غزة، وتلقت دعما كاملا من البيت الأبيض، الذي أكد تأييد ترامب للخطوة. ولم يقتصر الدعم الأمريكي على التصريحات السياسية، بل شمل إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، حيث زودت واشنطن تل أبيب بقاذفات قنابل وحاملات طائرات، في خطوة تعكس الشراكة الكاملة بين الإدارة الأمريكية والاحتلال في تنفيذ المجازر ضد الفلسطينيين.
وكشفت هيئة البث "الإسرائيلية" أن واشنطن كانت على علم مسبق بالغارات "الإسرائيلية"، مما يثبت أن ما يحدث ليس مجرد عدوان منفصل، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إبادة الفلسطينيين بتنسيق دولي.
في السياق ذاته، زعمت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن الهدف الرئيس من الهجوم هو "القضاء على المسلحين واستهداف البنى التحتية لحماس"، إلّا أن المشاهد القادمة من غزة تروي قصصا وحكايات مختلفة تماما، حيث استهدف الاحتلال بيوت المدنيين، وقتل النساء والأطفال بدم بارد، دون أي تمييز بين المقاومين والمدنيين، في تكرار لجرائم حرب الابادة المستمرة منذ سنوات.
ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد تصعيد عسكري، بل جريمة إبادة ممنهجة ومنظمة، تُرتكب أمام أعين العالم، وبمباركة من الولايات المتحدة، التي لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل شاركت فعليا في تمكين الاحتلال من تنفيذ مذابحه، وما كان الاحتلال لينطلق مجددا لولا التواطؤ الدولي، والتخاذل العربي مدفوع بأموال ومصالح وصفقات هنا وهناك.
الاحتلال يريد مستقبلا تُقتل فيه غزة بصمت، ولكن المقاومة، والشعوب العربية الحرة، وحتى الأصوات الحرة في العالم، لن تسمح بأن يُعاد سيناريو النكبة دون مواجهة، وإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي
وما تفعله الأنظمة العربية بصمتها اليوم ليس مجرد موقف سياسي خاطئ، بل وصمة عار في التاريخ العربي. فبينما يستمر العدوان، تسعى هذه الدول لإرضاء "إسرائيل" وحماية علاقاتها التجارية والدبلوماسية معها، غير مكترثة بأشلاء الأطفال والنساء تحت الأنقاض.
وفي المقابل، المقاومة الفلسطينية لا تزال ثابتة، رغم كل محاولات كسرها عسكريا وسياسيا، وما لم تدركه الأنظمة المتخاذلة أن الشعوب لا تزال ترفض هذا الانبطاح، وأن صمت حكوماتهم لن يستمر للأبد.
الاحتلال يريد مستقبلا تُقتل فيه غزة بصمت، ولكن المقاومة، والشعوب العربية الحرة، وحتى الأصوات الحرة في العالم، لن تسمح بأن يُعاد سيناريو النكبة دون مواجهة، وإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات الاحتلال فرض واقع جديد بالقوة، وأن الرد قادم لا محالة.
والتاريخ لن يرحم، فغزة ستبقى، والمقاومة ستنتصر، أما هؤلاء الذين خانوا القضية، فلن يكون لهم سوى مكان واحد في ذاكرة الأمة في خانة العار الأبدي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة العدوان الابادة احتلال غزة عدوان ابادة مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة مقالات اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لیس مجرد فی غزة
إقرأ أيضاً:
صفعة مصرية في وجه الاستيطان.. وتحذير دولي من انهيار العدالة
وسط استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين، جاء الموقف المصري الأخير بإدانة قرار الاحتلال إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ليؤكد التزام القاهرة الواضح برفض سياسات فرض الأمر الواقع ورفض شرعنة الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد محمود مهران، المتخصص في القانون الدولي وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، إن البيان المصري الذي أدان قرار الاحتلال بإنشاء 22 مستوطنة جديدة يمثل صفعة قانونية قوية للكيان الصهيوني، مطالبًا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الجرائم المستمرة.
وأكد أن ما يحدث ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل استخفاف فاضح بمنظومة العدالة الدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتحدى قرارات مجلس الأمن وأحكام محكمة العدل الدولية بوقاحة غير مسبوقة.
وأضاف مهران في تصريحات لـ "صدى البلد"، منتقدًا صمت المجتمع الدولي والعربي، متسائلًا عن غياب العقوبات والضغوط رغم وضوح الجرائم، واعتبر أن الاكتفاء بالبيانات الرسمية والإنشائية تواطؤ مخزٍ يلطخ جبين الحضارة الإنسانية، مشددًا على أن بناء المستوطنات يُعد جريمة حرب موثقة وفق اتفاقية جنيف الرابعة، مؤكدًا أن نقل السكان المدنيين إلى أراضٍ محتلة جريمة واضحة ترتكبها إسرائيل علنًا دون محاسبة.
ودعا الدكتور مهران، إلى تجاوز مرحلة الإدانات والانتقال إلى إجراءات عملية، مثل المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية ووقف كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.
واختتم بالقول : إن استمرار الصمت الدولي يُسهم في ترسيخ الجريمة، مشددًا على أن كل تأخير في وقف العدوان شراكة في الجريمة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تمثل اختبارًا أخلاقيًا لإنسانية هذا العصر.