وصف الدكتور برهان غليون، أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون، استئناف الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة بأنه "انتهاك جديد لكل القوانين الدولية"، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد الخطير لن يحقق أي استقرار أو أمن، لا للاحتلال الإسرائيلي ولا للمنطقة بأكملها.

وأضاف غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استئناف العمليات العسكرية في غزة لن تحقق هدف التهجير الذي سبق أن نظّر له الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأكد أن النظام العربي الرسمي لن يكون قادرًا على قبول التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.

وحول مستقبل الأوضاع، أشار غليون إلى أن المفاوضات القادمة ستتمحور حول موقع حركة حماس في المستقبل. واعتبر أن مشروع ترامب في غزة، الذي وصفه بـ"الجنوني"، ليس له أي مستقبل، الأمر الذي سيدفع الأطراف للتفاوض على مكانة حماس ودورها السياسي في غزة وفلسطين، وهو ما يتطلب توافقًا فلسطينيًا داخليًا.

وعن الاستراتيجية الإسرائيلية، قال غليون إن إسرائيل تتبع سياسة الهروب إلى الأمام، في ظل غياب أي حلول حقيقية، معتبرًا أن قادة الاحتلال وضعوا أنفسهم في معادلة قاتلة: إما استمرار الحرب مدى الحياة، أو التفكير جديًا في حل القضية الفلسطينية عبر اتفاق مع الدول العربية.

وأوضح أن حل القضية الفلسطينية يمثل في الوقت ذاته حلًا للصراع العربي الإسرائيلي. وأكد أنه في حال عدم رغبة إسرائيل في إنهاء هذا الصراع، فستظل المواجهة مستمرة بأشكال متعددة، سواء عبر الحروب أو من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية.




وتطرق غليون إلى الأوضاع في سوريا، معتبرًا أن ما يحدث في غزة ينعكس بشكل مباشر على سوريا، حيث تستخدمها إسرائيل كمنصة لتأكيد هيمنتها الإقليمية. وأوضح أن استمرار العدوان الإسرائيلي على سوريا يمثل تهديدًا مباشرًا للعرب، ويعزز الشعور الإسرائيلي بالتفوق وفرض القرارات في المنطقة، في ظل غياب التضامن العربي والإسلامي الفاعل.

وفي هذا السياق، دعا غليون الدول العربية إلى عدم تجاهل التصعيد الإسرائيلي في سوريا، معتبرًا أن هذا العدوان يمس الأمن الاستراتيجي العربي. كما حذر من أن استمرار هذا التجاهل سيؤدي إلى مزيد من التراجع في مكانة الدول العربية.

وفي ختام تصريحاته، أشار غليون إلى أن النخب الحاكمة في العالم العربي تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على سيادتها في ظل التهديدات الإسرائيلية والغربية. وأكد أن تعزيز الشرعية الشعبية وإعادة النظر في العلاقة مع الشعوب يمثلان السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات. واعتبر أن الأنظمة العربية لا يمكنها الاستمرار في الوضع الراهن دون إحداث تغييرات جوهرية في سياساتها الداخلية لضمان الاستقرار والشرعية.

وفجر الثلاثاء، استأنفت إسرائيل بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، حتى الساعة العاشرة صباحا (ت.غ)، وفق وزارة الصحة بالقطاع.

ويعد هذا الهجوم أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الحرب الفلسطينيين غزة تصريحات الاحتلال تصريحات احتلال فلسطين غزة حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن المتعاملة مع تل أبيب

قررت جماعة "أنصار الله" الحوثيين تصعيد عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، معلنةً عن بدء ما أسمته "المرحلة الرابعة" من الحصار البحري، والتي تشمل استهداف جميع السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع تل أبيب. اعلان

وقال المتحدث باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، إن اليمن "أمام استمرار المجازر المروعة والوحشية وغير المسبوقة في تاريخنا المعاصر، يجد نفسه أمام مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية تجاه المظلومين الذين يتعرضون، وبشكل يومي وعلى مدار الساعة، للقتل والتدمير، وبالتجويع والتعطيش جراء الحصار الخانق في غزة".

وتابع سريع: "قررت القوات المسلحة اليمنية تصعيد عملياتها العسكرية الإسنادية والبدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو. وتشمل المرحلة استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع موانئ العدو الإسرائيلي، بغض النظر عن جنسية تلك الشركة وفي أي مكان تطاله أيدي القوات المسلحة" وفق تعبيره.

ودعا الحوثيون "كافة الدول إلى تجنب التصعيد والضغط على إسرائيل لإيقاف الحرب ورفع الحصار عن غزة".

بيان الحوثيين بشأن "بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على إسرائيل"

ولا يبدو أن الجماعة استثنت من تحذيرها الشركات الأمريكية، ما قد يعرّض للخطر وقف إطلاق النار الذي وقعته مع الرئيس دونالد ترامب في مايو الماضي، عبر وساطة عمانية.

وكان زعيم الحوثيين، عبد الملك بدر الدين الحوثي، قد أعلن في وقت سابق أنهم بصدد "دراسة خيارات تصعيدية إضافية".

ومنذ بدء الحرب في غزة، تكثف الجماعة هجماتها تحت شعار "نصرة غزة"، مستهدفة منشآت ومطارات وسفن في البحر الأحمر. كما كانت قد أعلنت فرض "حظر جوي" على مطار بن غوريون و"حظر بحري" على ميناءي إيلات وحيفا.

Related الحوثيون يطلقون صاروخًا باتجاه إسرائيل وسماع صوت انفجارات شرق بئر السبعغارات إسرائيلية على موانئ يمنية والحوثيون يطلقون صاروخيْن على تل أبيب الحوثيون يعلنون "عملية نوعية" ضد إسرائيل.. ونتنياهو يشترط استسلام حماس لإنهاء الحرب

ويأتي هذا التصعيد بعد تعثّر المفاوضات بين تل أبيب وحماس في الدوحة، والتي انتهت بسحب الوفد الإسرائيلي وتبادل الاتهامات بإفشال الحوار.

رغم ذلك، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصدر أن مسؤولين في إدارة ترامب يرون الوقت مناسبًا لصفقة شاملة تؤدي إلى إطلاق جميع الرهائن وإنهاء حرب التصريحات والتصريحات المضادة التي استمرت في اليومين الماضيين بين إسرائيل والوسطاء في قطر ومصر بهدف إحياء المفاوضات.

ولفتت الصحيفة إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف التقى مسؤولين قطريين كبارًا في جزيرة سردينيا الإيطالية عدة مرات، وأن فريق التفاوض الإسرائيلي لا يزال على تواصل دائم مع الوسطاء رغم انسحابه وعودته من الدوحة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • السلام والتعايش في سوريا سبيل الاستقرار
  • في تصعيد استراتيجي.. اليمن تدخل المرحلة الرابعة من حصارها البحري لـ الاحتلال الإسرائيلي
  • الحوثيون: قررنا تصعيد عملياتنا العسكرية وحصار إسرائيل
  • "الوطني": المصادقة على مخططات لتوسعة "معاليه أدوميم" تصعيد خطير
  • تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن المتعاملة مع تل أبيب
  • القوات اليمنية: قررنا تصعيد العمليات العسكرية في ظل استمرار الإبادة بغزة
  • الشرع وماكرون يبحثان القضايا الإقليمية ومستجدات الأوضاع في سوريا
  • البنك العربي يحقق نمواً في أرباحه بنسبة 6% خلال النصف الأول من 2025
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عن استئناف عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة
  • اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، أكدا خلاله وحدة سوريا، وإدانة التصعيد الإسرائيلي، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار