الجيش السوداني يسيطر على القصر الرئاسي في الخرطوم
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
دبي-رويترز
قال الجيش السوداني في بيان اليوم إنه سيطر بالكامل على القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، في ما سيكون أحد المكاسب الكبيرة في الصراع المستمر منذ عامين مع قوات الدعم السريع الذي يهدد بتقسيم البلاد.
ومُني الجيش بانتكاسات لفترة طويلة لكنه حقق مكاسب في الآونة الأخيرة واستعاد أراضي في وسط البلاد من القوات شبه العسكرية.
في غضون ذلك، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها في الغرب مما يدفع البلاد نحو تقسيم فعلي. وتعمل قوات الدعم السريع على تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، رغم أن من المتوقع ألا تحظى باعتراف دولي واسع.
وبعد ساعات، قالت قوات الدعم السريع إنها موجودة في محيط القصر الرئاسي وإنها شنت هجوما أسفر عن مقتل العشرات من جنود الجيش في داخله.
وقالت في بيان "نؤكد أن معركة القصر الجمهوري لم تنته بعد، وأن قواتنا الباسلة ما زالت موجودة في محيط المنطقة، تقاتل بكل شجاعة وإصرار من أجل تحرير جميع المواقع التي احتلها دواعش الحركة الإسلامية وصولا إلى تحرير كامل الوطن".
وأضافت أن أفرادها "نفذوا عملية عسكرية خاطفة استهدفت تجمعا لدواعش الحركة الإسلامية داخل القصر الجمهوري ومقتل أكثر من 89 من عناصر العدو وتدمير آليات عسكرية مختلفة".
وذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلي الدعم السريع على بعد نحو 400 متر. وأضافت أن قوات الجيش تعرضت لهجوم بطائرة مُسيرة قتل عددا من الجنود بالإضافة إلى ثلاثة مراسلين من التلفزيون الرسمي.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان قوله إن هذه المعركة ماضية ولن تتوقف، مؤكدا أن "القوات المسلحة تستمد روح الاستمرار في هذه المعركة من المواطنين والشعب السوداني".
وأضاف "لن نتراجع ولن نتأخر، وسنقف مع المواطن حتى النهاية".
كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت سريعا على القصر الرئاسي في الخرطوم، إلى جانب بقية المدينة، بعد اندلاع الحرب في أبريل نيسان 2023 بسبب خلافات حول اندماج القوة شبه العسكرية في الجيش.
ونشر الجيش مقاطع مصورة تظهر جنوده يكبرون ويهللون داخل القصر الذي تحطمت نوافذه الزجاجية وغطت جدرانه ثقوب الرصاص.
ورحب عدد كبير من السودانيين بالأنباء حول سيطرة الجيش على القصر الرئاسي.
وقال محمد إبراهيم (55 عاما) المقيم في الخرطوم "تحرير القصر أجمل خبر لنا من بداية الحرب لأنه بداية لسيطرة الجيش علي كل الخرطوم".
وأضاف "نريد أن يعود الأمن ونعيش بدون خوف أو جوع".
وقالت قوات الدعم السريع في وقت متأخر من أمس الخميس إنها انتزعت السيطرة على قاعدة رئيسية من الجيش في شمال دارفور، وهي منطقة تقع بغرب البلاد.
وأدى الصراع إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ تسبب في مجاعة في عدة مناطق وانتشار أمراض في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة.
ووجهت اتهامات لكلا الجانبين بارتكاب جرائم حرب، كما وُجهت أيضا اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية. وينفي الطرفان هذه الاتهامات.
* إطلاق نار في الخرطوم
سُمع دوي إطلاق نار متقطع في الخرطوم اليوم الجمعة، ومن المتوقع اندلاع قتال دام في الوقت الذي يسعى فيه الجيش إلى محاصرة قوات الدعم السريع التي لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي إلى الجنوب من القصر الرئاسي في المدينة.
وقال بيان الجيش "نؤكد مضينا قدما بكل محاور القتال حتى يكتمل النصر بتطهير كل شبر من بلادنا من دنس الميليشيا وأعوانها".
كان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، قد أصدر تعليمات لقواته في وقت سابق من هذا الأسبوع بمواصلة سيطرتها على القصر.
وقال أحمد سليمان، الباحث لدى مركز تشاتام هاوس، إن قوات الدعم السريع رغم أنها لا تزال تسيطر على مواقع في الخرطوم، فإن وجودها هناك أصبح أضعف من أي وقت مضى منذ بدء الصراع، إذ يشير مسار الأحداث إلى أن هذه القوات ستُطرد بالكامل.
ورجح سليمان أن يواصل الجيش الحرب في الغرب، وهو ما يجعل السودان يواجه "واقعا يتسم بالنزاع والتقسيم".
واندلعت الحرب قبل انتقال مزمع إلى الحكم الديمقراطي.
وكان الجيش وقوات الدعم السريع قد وحدا جهودهما في الماضي بعد الإطاحة بعمر البشير من السلطة في عام 2019 ثم للإطاحة بالقيادة المدنية لاحقا.
لكن الخلافات قديمة بينهما، إذ عمل البشير على تمكين حميدتي وقوات الدعم السريع، التي تشكلت من رحم ميليشيا الجنجويد في دارفور، كقوة موازنة للجيش الذي يقوده البرهان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع على القصر الرئاسی القصر الرئاسی فی فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
79 ضحية بالسودان.. الخرطوم تدين هجوم الدعم السريع على كلوقي جنوب كردفان
أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، والذي أسفر عن مقتل 79 شخصًا، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا العمل العنيف.
الدعم السريع يشن هجومًا.. 79 ضحية وإدانة رسمية
وفي تقرير عرضته فضائية “العربية”، يأتي هذا الهجوم وسط استنكار محلي ودولي، فيما طالب المتضرّرون بحماية المدنيين وضمان الأمن في المناطق المتأزمة.
وقالت الخارجية السودانية في بيان رسمي إن هذا الهجوم "يدين بأشد العبارات" ويعد "انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، محمّلة القيادة العسكرية المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد.
وأضاف البيان أن الخرطوم ستتخذ الخطوات الدبلوماسية اللازمة وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل من أجل حماية المدنيين.
أول تعليق لـ الدعم السريع على حادث معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد
أصدرت ميليشيا الدعم السريع في السودان، بيانًا الجمعة، تزعم فيه إدانتها لما وصفته بـ «الهجوم» على معبر أدري الحدودي مع تشاد، معتبرة أن هذه الخطوة تشكل «تهديدًا مباشرًا» لقدرة المنظمات الإنسانية والجهات الإغاثية على إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة إنسانية حادة.
وأكدت قوات الدعم السريع أن المعبر خاضع لسيطرتها منذ بداية الحرب، وأنها ملتزمة بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية عبره، معتبرة أن أي محاولة لاستهدافه أو تعطيل عمله «تضرّ بالمواطنين المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق النزاع».
أهمية معبر "أدري"معبر أدري يُعد أحد الممرات الحيوية لوصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم غرب دارفور والمناطق المجاورة، ويُستخدم بشكل دوري من قبل وكالات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة لنقل الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية إلى المدنيين النازحين والمتضررين.
وكانت الحكومة السودانية مدّدت فتح المعبر حتى نهاية العام 2025 من أجل تسهيل مرور قوافل المساعدات عبره.
لكنّ هذا الدور الإغاثي بات معرضًا للخطر نتيجة «استهداف» المعبر، على حد قول الدعم السريع، وهو ما قد يمنع المنظمات من أداء مهامها في توفير الغذاء والدواء والحماية للمدنيين — خاصة في ظل النزوح الجماعي وتدهور الأوضاع في دارفور.
تشير تقديرات عديدة إلى أنّ الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 2023 أدّت إلى نزوح ملايين الأشخاص داخل السودان وإلى دول الجوار، مع تدهور حاد في الأمن الغذائي وانتشار الفقر والجوع.
ومع تعطّل استخدام معبر مثل أدري — الذي كان شريانًا حيويًا لتدفق المساعدات — تتفاقم احتمالات انهيار الأوضاع الإنسانية في ظل انعدام الإمدادات الأساسية، ما قد يقود إلى كارثة إنسانية واسعة.
تبعات عرقلة عمل الإغاثةمنظمات دولية كانت قد دعت مرارًا إلى إبقاء معابر مثل أدري مفتوحة، وحذرت من مغبة حرمان النازحين والمجتمعات الهشة من الغذاء والدواء.
وبحسب الدعم السريع، فإن أي «استهداف» للمعبر يُعد «خيانة لروح العمل الإنساني» ويُحمّل المسؤولية الكاملة للجهة المنفذة، محذّرة من أن تعطيل المعبر سيُفاقم معاناة المدنيين ويضعف من فرصهم في النجاة من النزاع.
يأتي هذا التحذير من قوات الدعم السريع في خضم تصاعد الأزمة الإنسانية في مناطق النزاع داخل السودان، حيث تعتمد آلاف العائلات النازحة على قوافل الإغاثة العابرة لمعبر أدري لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات. إن تعطيل هذا المعبر — أو تفكيك أدواره الإنسانية — يضع آلاف المدنيين في دائرة الخطر، ويعمّق من مأساة النزوح والجوع، ويجعل من مهام المنظمات الإنسانية أكثر صعوبة وربما استحالة في بعض المناطق.