هل تتّجه إيران للتعامل مع الحوثيين على غرار حزب الله بعد تهديدات ترامب؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية الغارات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن، مما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين طهران والجماعة المسلحة، وما إذا كانت إيران ستتعامل مع الحوثيين على غرار حزب الله اللبناني بعد تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
إيران بين النفي والدعم الضمني
بعد الضربات الأمريكية، سارع قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، إلى نفي أي دور مباشر لطهران في قرارات الحوثيين العسكرية، مؤكدًا أنهم “شعب مستقل” وأن قراراتهم “استراتيجية ذاتية”.
ومع ذلك، فإن التجربة السابقة مع حزب الله تظهر أن إيران لطالما استخدمت دعمها للجماعات المسلحة كأداة لمواجهة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، دون الاعتراف المباشر بالتورط العسكري.
على الرغم من تصريحات المسؤولين الإيرانيين، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى أن الحوثيين جزء أساسي من ما يسمي بـ”محور المقاومة” المدعوم من طهران، والذي يضم فصائل أخرى مثل حزب الله والفصائل المسلحة في العراق وسوريا.
تحول الحوثيين إلى “حزب الله اليمني”؟
ولطالما سعت إيران إلى تحويل الحوثيين إلى قوة إقليمية قادرة على تنفيذ أجنداتها، كما فعلت مع حزب الله في لبنان.
إذا استمرت التهديدات الأمريكية، فقد تتجه طهران إلى تعزيز قدرات الحوثيين بشكل أكبر، من خلال، تزويدهم بأسلحة نوعية مثلما زودت حزب الله بصواريخ دقيقة ومتطورة، يمكن أن تلجأ إيران إلى زيادة إمدادات الأسلحة للحوثيين، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تهدد الممرات الملاحية الدولية.
وبناء منظومة استخباراتية متقدمة: حزب الله يمتلك جهاز استخبارات مستقل قادر على تنفيذ عمليات أمنية دقيقة، وإذا أرادت إيران تحويل الحوثيين إلى نسخة يمنية منه، فقد تعمل على تحسين قدراتهم الاستخباراتية والتدريبية.
دعم سياسي ودبلوماسي أكبر، إيران عززت من دور حزب الله على الساحة السياسية اللبنانية، وقد تحاول الدفع بالحوثيين نحو مسار مماثل، عبر فرضهم كقوة سياسية إقليمية معترف بها دوليّا.
رسائل طهران إلى واشنطن
تهديدات ترامب لطهران جاءت بشكل مباشر، مطالبًا بوقف دعم الحوثيين أو مواجهة “رد أمريكي ساحق”.
لكن الرد الإيراني لم يتأخر، حيث أكد المسؤولون في طهران أنهم لن يخضعوا لأي ضغوط، مما يشير إلى احتمال تصعيد جديد.
وقد يكون أحد السيناريوهات الإيرانية للرد هو تعزيز الدعم للحوثيين، تمامًا كما دعمت حزب الله لمواجهة إسرائيل.
بداية من رفع مستوى العمليات العسكرية في البحر الأحمر، مما يزيد من التحديات الأمنية أمام الولايات المتحدة وحلفائها.
وتشجيع عمليات هجومية خارج اليمن، مثل استهداف مصالح أمريكية في المنطقة عبر وكلاء إيران الآخرين، كما حدث في العراق وسوريا سابقًا.
وتكثيف الحملات الدبلوماسية لخلق رأي عام دولي مضاد للحملة الأمريكية، عبر استغلال الضربات ضد الحوثيين لاتهام واشنطن بانتهاك القوانين الدولية.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
بيان للوكالة الذرية حول يورانيوم إيران.. والاحتلال يحرض ضدها
صرح الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت أن أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أظهر أن البرنامج النووي الإيراني ليس سلميًا، وأن طهران لا تزال عازمة على استكمال برنامجها النووي.
حول ذلك قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: "على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن لوقف إيران"، مضيفًا أن مستوى تخصيب اليورانيوم الذي وصلت إليه إيران "لا يوجد إلا في الدول التي تسعى بنشاط لامتلاك أسلحة نووية، وليس له أي مبرر مدني على الإطلاق".
صعدت إيران إنتاجها من اليورانيوم عالي التخصيب في الأشهر الأخيرة، وفقًا لتقرير سري صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه وكالة فرانس برس السبت.
وقد اشتعلت التوترات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا منذ انهيار اتفاق عام 2015 الذي يحد من البرنامج النووي لطهران مقابل تخفيف العقوبات.
ويأتي أحدث تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الذي تواصل فيه طهران مفاوضات حساسة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
قلقة للغايةقالت في تقريرها ربع السنوي إنها "قلقة للغاية" من أن إيران لديها كمية تقدر بنحو 408.6 كيلوجرام مخصبة بنسبة تصل إلى 60 في المائة اعتبارًا من 17 مايو، بزيادة قدرها 133.8 كيلوجرام منذ التقرير الأخير في فبراير.
يقترب اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء انشطارية تصل إلى 60 في المائة من مستوى 90 في المائة تقريبًا اللازم للأسلحة الذرية.
وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تُعدّ طهران الدولة الوحيدة غير النووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى 60%.
ولطالما نفت إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي.