بغداد اليوم- متابعة

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس، اليوم الأحد، (23 آذار 2025)، إن الضربات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة على اليمن منذ أسبوع أودت حتى الآن بحياة قيادات كبيرة من الحوثيين، بينهم كبير خبراء الصواريخ في الجماعة.

وأوضح والتس لشبكة "سي.بي.إس نيوز": "لقد ضربنا مقراتهم، ومراكز اتصالات، ومصانع أسلحة، بل وبعض منشآت إنتاج الطائرات المسيرة فوق الماء".

ولم يحدد والتس هوية الخبير الذي قتل كما لم يقدم أي تفاصيل عن القادة الآخرين الذين لقوا حتفهم.

ولم يصدر الجيش الأمريكي حتى الآن سوى تفاصيل قليلة عن العمليات، التي أطلقت بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم على حركة الشحن في البحر الأحمر بسبب الحرب في غزة.

وفي وقت سابق من الأحد، أفادت مصادر يمنية بإصابة العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين والمدرج على لائحة العقوبات الأمريكية منصور السعادي في إحدى الغارات الأميركية ونقله إلى صنعاء للعلاج.

وكان تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قد أكد أن استهداف قادة جماعة الحوثي بشكل شخصي كان أحد أهداف الضربات الأميركية على اليمن.

وتوعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحوثيين بـ"القضاء عليهم تماما". 

وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال"، أن "أضرارا كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين، راقبوا كيف سيتدهور الوضع تدريجيا، هذه ليست معركة عادلة ولن تكون أبدا على هذا النحو، سيتم القضاء عليهم تماما".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

غزة بين أنياب الحرب| ماذا يحدث بين ترامب ونتنياهو؟.. خبراء يجيبون

بينما يحبس العالم أنفاسه، تتصاعد العمليات البرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة بشكل غير مسبوق، في ظل تصعيد عسكري متزامن مع صراع سياسي خفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق

وعلى وقع هذا الزحف العسكري المتسارع شمالا وجنوبا، بدأت تتضح ملامح مشروع لتقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق معزولة، في محاولة لتحويله إلى جغرافيا مفككة يسهل التحكم بها لاحقا على المستويين الأمني والسياسي.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إنه لا يوجد أي خلاف حقيقي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكل ما يتم ترويجه في هذا السياق ليس سوى خداع إعلامي ممنهج، يهدف إلى تمرير مخططات التهجير والقتل بحق الشعب الفلسطيني.

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في الواقع، الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة القادرة فعليا على ممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ ما تريده، أما الحديث عن مواقف دولية أخرى مؤثرة فهو مجرد وهم، ومن هنا فإن الادعاء بوجود خلاف بين واشنطن وتل أبيب ليس إلا محاولة لتضليل الشعوب الفلسطينية والعربية.

وأشار الرقب، إلى أنه حتى في ما يتعلق بملف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لا يوجد اختلاف في الموقف بين ترامب ونتنياهو، فكلاهما يسهم في تضليل الرأي العام العالمي بشأن حقيقة الأوضاع، ويعيش قطاع غزة حالة مجاعة حقيقية، والناس يموتون يوميا نتيجة نقص الغذاء والدواء والظروف الإنسانية القاسية. 

وأطلقت إسرائيل عمليتها البرية تحت اسم "عربات جدعون"، وبدأت باجتياح شمالي نحو جباليا، بالتوازي مع توغلات عسكرية في محيط رفح جنوبا.

 ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن الخطة تقوم على تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق منفصلة، مفصولة بممرات أمنية خاضعة لرقابة عسكرية مشددة.

ويرى المحلل الميداني محمود عليان ، أن هذه العملية "ليست حملة ردع كما تدعي إسرائيل، بل مشروع تفكيك جغرافي وسياسي"، مشيرا إلى مساع إسرائيلية لعزل شمال غزة عن الوسط والجنوب، وخلق واقع ميداني جديد يمكن إسرائيل من المشاركة في إعادة صياغة مستقبل القطاع.

 تصعيد ميداني وظلال سياسية

في جنوب القطاع، وتحديدا في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، تتزايد وتيرة القصف والتهجير وهدم المنازل، مما يعكس صورة أكثر قتامة للوضع الإنساني. 

وتتزامن هذه العمليات مع مؤشرات على تصعيد محتمل يمتد تأثيره إلى القاهرة، في ظل اقتراب القوات الإسرائيلية من معبر رفح، وهو ما يثير قلقا مصريا متناميا بشأن أمنها الحدودي.

ووصف الصحفي نضال كناعنة من سكاي نيوز عربية، العملية البرية بأنها "حملة سياسية ميدانية تهدف إلى تعزيز أوراق التفاوض"، موضحا أن إسرائيل تستخدم القوة العسكرية كأداة ضغط لفرض شروطها في المفاوضات المستقبلية، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بمصير حركة حماس، أو بترتيبات ما بعد الحرب.

غزة تحت الإبادة 

في تناقض واضح مع الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تؤكد أن الهدف هو تحرير الأسرى ومحاربة "حماس"، يرى كثيرون أن الواقع الميداني يعكس عملية تطهير منهجية وإعادة تشكيل ديموغرافي محتمل.

من جانبه، اعتبر إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الإعلامية، أن ما يحدث في القطاع هو "إبادة ممنهجة، لا مجرد حملة عسكرية".

 وقال في تصريحات له: "إسرائيل تسعى إلى تفريغ غزة من سكانها، وتدمير نسيجها المجتمعي، مستفيدة من تواطؤ دولي وصمت عربي".

وأشار المدهون إلى أن هذه الحرب لم تعد موجهة ضد حماس فقط، بل باتت تستهدف الوجود الفلسطيني برمته، في إطار رؤية تتبناها حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة تؤمن بأن الحل لا يمر عبر التسويات، بل من خلال القوة الشاملة.

توتر خفي بين نتنياهو وترامب 

ورغم التوقعات بتنسيق وثيق بين نتنياهو وترامب، خاصة بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، إلا أن مؤشرات التوتر بدأت تظهر سريعا.

 ففي حين تسعى واشنطن إلى استعادة التهدئة وتفعيل آلية دولية لإعادة إعمار غزة، يصر نتنياهو على استمرار التصعيد، غير مكترث بالضغوط الأميركية.

ويرى المدهون أن ما يحدث قد يكون بداية "تمرد دبلوماسي" من جانب نتنياهو، الذي "يسعى إلى فرض أمر واقع على الأرض، حتى لو أدى ذلك إلى خلاف مع واشنطن"، في محاولة لكسب تأييد اليمين الإسرائيلي الذي يرفض التهدئة أو التفاوض.

والجدير بالذكر، أنه مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية واقترابها من معبر رفح، تزداد المخاوف في القاهرة من تداعيات أمنية قد تدفعها إلى إعادة النظر في دورها كوسيط، وربما اتخاذ خطوات ميدانية لحماية حدودها.

في المقابل، تتصاعد الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية، وسط تخوف من موجات لجوء جديدة وانهيار البنية الإنسانية في قطاع غزة، في ظل تعثر فتح المعابر وتراجع قدرة المؤسسات الإغاثية على التدخل.

طباعة شارك ترامب نتنياهو الرئيس الأمريكي الولايات المتحدة غزة التهجير مخططات التهجير

مقالات مشابهة

  • خبراء: رامافوزا يملك الفرصة ليضع ترامب في حجمه الحقيقي أمام العالم
  • روسيا تعلّق على مشروع القبة الذهبية الأميركية
  • الصين تعرب عن بالغ قلقها إزاء مشروع القبة الذهبية الأمريكية وتدعو واشنطن للتخلي عنه
  • وزير الدفاع الأمريكي: ترامب جعل الحوثيين يصرخون ويقولون انتهينا
  • وزير الدفاع الأمريكي: ''لم نكن ننوي القضاء الى الحوثيين و مهمتنا من العملية نجحت''
  • الممثل الأمريكي دينزل يحصل على جائزة السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان السينمائي
  • وزير الدفاع الأمريكي: لم ندمر الحوثيين تماما ولدينا أمور أخرى نحتاج للتركيز عليها مثل إيران والصين
  • واشنطن تبرر اتفاقها مع الحوثيين وقائد عسكري يحذر من الاستخفاف بهم
  • غزة بين أنياب الحرب| ماذا يحدث بين ترامب ونتنياهو؟.. خبراء يجيبون
  • ترامب يكشف: ضربات “غير مسبوقة” شلّت الحوثيين في 52 يومًا