بيربوك: منطق الديمقراطيات لا يعمل في أنظمة الحكم الفردية الاستبدادية (صورة من الأرشيف)

أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن إحباطها من تأثير العقوبات ضد روسيا على خلفية هجوم الأخيرة على أوكرانيا. وقالت بيربوك في حوار لها مع الصحفي والمؤلف الألماني الشهير شتيفان لامبي لأجل كتابه "حالة طوارئ.

.. الحكم في أوقات الحروب" الذي يصدر اليوم الخميس (24 آب/أغسطس 2023): "في الواقع كان من المفترض أن يكون للعقوبات الاقتصادية تأثيرات اقتصادية. لكن الأمر ليس كذلك. لأن منطق الديمقراطيات لا يعمل في أنظمة الحكم الفردية الاستبدادية".

وتابعت الوزيرة الألمانية: "لقد عايشنا أنه لا يمكن إنهاء هذه الحرب بقرارات عقلانية وإجراءات عقلانية يتم اتخاذها بين حكومات متحضرة".

وبحسب تصريحات الصحفي الألماني وصانع الأفلام الوثائقية، فإنه أجرى هذا الحوار مع بيربوك في 10 تموز/يوليو الماضي. ورافق الصحفي مع فريق تليفزيوني، شخصيات بارزة بالحكومة الألمانية منذ يوم حلفهم اليمين في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2021.

ورغم العقوبات الغربية على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، سجل الاقتصاد الروسي معدلات نمو ملحوظة، في حين تراجع الاقتصاد الألماني مع بداية العام. ويقول خبراء غربيون إن نمو الاقتصاد الروسي يرجع بالأساس للحرب في أوكرانيا والإنتاج المتزايد للأسلحة والذخيرة، ما يجعله نموا مؤقتا بعيدا عن فكرة الاستدامة.

وعبرت بيربوك في الكتاب أيضا عن انتقادها لتردد الحكومة الألمانية في بداية الحرب من مسألة زيارة كييف. وردا على سؤال عن الأمور التي ربما تشعر الآن بالندم عليها منذ توليها منصب وزيرة الخارجية قالت "ربما كان علينا كجزء من هذه الحكومة السفر إلى أوكرانيا في وقت مبكر".

وكانت بيربوك هي أول وزيرة في الحكومة الألمانية تسافر إلى أوكرانيا في مايو 2022 بعد شهرين ونصف من بداية الحرب. وكان العديد من رؤساء دول وحكومات دول أوروبية قد سبقوا بيربوك بزيارة كييف لإظهار التضامن مع أوكرانيا. أما المستشار الألماني شولتس فزار أوكرانيا للمرة الأولى بعد الحرب في حزيران/يونيو بعد أسابيع من زيارة بيربوك.

من ناحية أخرى جدد المستشار أولا شولتس دعمه لأوكرانيا بمناسبة العيد الوطني، الذي يحل للمرة الثانية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وعبر منصة إكس (تويتر سابقا) وجه شولتس كلامه إلى الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي قائلا "نقف إلى جانبكم.. اليوم نحتفل باستقلال وحرية أمتكم وهذه تحديدا هي القيم التي تساعد بلدكم في التصدي الشجاع للعدوان الوحشي الروسي. شجاعتكم وقوتكم تثير إعجابنا".

ا.ف/ ع.ج.م (د.ب.أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الاقتصاد الروسي نمو الاقتصاد الروسي شولتس في أوكرانيا بيربوك في أوكرانيا الاقتصاد الروسي نمو الاقتصاد الروسي شولتس في أوكرانيا بيربوك في أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟

أعلنت أوكرانيا، أمس الأحد، تنفيذ واحدة من أكثر عملياتها الخاصة جرأة منذ اندلاع الحرب، حيث شنّت هجوماً جوياً واسعاً باستخدام طائرات مسيرة استهدف العمق الروسي. ووفقاً لتقارير غربية، أسفرت الضربات عن تدمير أو تعطيل أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية موزعة على عدة قواعد جوية.

واستهدفت العملية – التي صُممت لتوجيه ضربة مباشرة لأهم أصول روسيا الجوية الإستراتيجية – تجهيزات لا يمكن تعويضها بسهولة أو بتكلفة معقولة. وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، عبر تطبيق "تليغرام"، بأن الأضرار الأولية قُدّرت بما يزيد عن ملياري دولار، فيما ذكرت شبكة "سي إن بي سي" أن تقديرات استخبارات كييف تشير إلى أن الخسائر في الطيران الإستراتيجي الروسي قد تصل إلى 7 مليارات دولار.

وأشارت التقارير إلى أن هذه الخسائر لم تقتصر على الطائرات فقط، بل شملت أيضاً الذخائر والوقود والبنية التحتية التي دُمرت نتيجة انفجارات ثانوية. وبينما لم تصدر تأكيدات مستقلة حتى اللحظة بشأن حجم الأضرار، فإن التقديرات المتحفظة تشير إلى انتكاسة كبيرة في القدرات الجوية الروسية، مع خسائر مالية فادحة.

العملية التي أُطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت" (Web)، شملت استخدام 117 طائرة مسيرة، ووفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مسجّل، فقد استهدفت هذه الطائرات نحو 34% من منصات إطلاق صواريخ كروز الإستراتيجية الروسية في القواعد الجوية المعنية.

وأكد زيلينسكي أن منفذي العملية انسحبوا من الأراضي الروسية في الوقت المناسب، فيما نقل الصحفي الأوكراني سيرغي براتشوك عن مصادر أمنية أن عناصر العملية موجودون داخل أوكرانيا منذ فترة طويلة، وأن الادعاءات الروسية بشأن توقيف منفذين لا علاقة لها بالهجوم.

وكشف زيلينسكي أن التخطيط للعملية استغرق عاماً ونصف تقريباً – تحديداً سنة و6 أشهر و9 أيام – ما يجعلها من أكثر العمليات تعقيداً وطولاً في التحضير منذ بدء الحرب. وقد نُفذت الضربات الجوية المتزامنة في ثلاث مناطق زمنية مختلفة، واستهدفت أربع قواعد روسية رئيسية.

وبحسب مصادر أوكرانية، فإن القواعد المستهدفة تضمنت قاعدة "بيلايا" في إيركوتسك بسَيْبيريا، على بعد أكثر من 4000 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، وقاعدة "أولينيا" في مورمانسك، و"ديغيليفو" في ريازان، و"إيفانوفو" شمال شرق موسكو. كما أظهرت مقاطع مصورة غير موثقة تعرض قاعدة "أولينيغورسك" لهجوم، بالإضافة إلى انفجارات قرب مقر الأسطول الشمالي الروسي، الذي يضم غواصات نووية من طراز "ياسن" قادرة على إطلاق صواريخ كروز. وقد نفت موسكو استهداف أسطولها في هذه العملية.

ووفق روايات أوكرانية، فقد جرى على مدى أشهر تهريب طائرات FPV صغيرة إلى داخل روسيا، وإخفاؤها داخل "كبائن" خشبية متنقلة تم تركيبها في مستودعات مؤجرة، منها مستودع في تشيليابينسك استُؤجر بمبلغ يعادل 4500 دولار. وعند ساعة الصفر، أُطلقت الطائرات من هذه الكبائن المتنقلة نحو أهدافها الجوية.

وأوضحت المصادر أن الطائرات المستهدفة شملت قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95 إم إس" و"تو-22 إم 3"، بالإضافة إلى طائرة إنذار مبكر من طراز "A-50". وأظهرت صور غير واضحة نشرتها الاستخبارات الأوكرانية اندلاع حرائق ضخمة في طائرات روسية.

كما تحدثت مزاعم، لم تؤكد بعد، عن تدمير قاذفتين من طراز "توبوليف-160" المعروفة بـ"البجعة البيضاء"، وهي من أندر وأهم منصات الردع الإستراتيجي النووي الروسي. وأشار الصحفي الأوكراني ألكسندر كوفالينكو إلى أن إصابات هذه الطائرات تُعد بالغة، وقد يصعب على المجمع الصناعي الروسي إعادة تأهيلها، في ظل توقف موسكو منذ سنوات عن إنتاج طائرات إستراتيجية جديدة.

وفي حال تأكدت هذه المعطيات، فإن الضربة تمثل اختراقاً غير مسبوق للمجال الروسي، إذ وصلت الطائرات المسيرة إلى أهداف عسكرية شديدة التحصين على مسافات بعيدة من الجبهة، محدثة خسائر تقدر بمليارات الدولارات، والأخطر أنها أصابت أصولاً مرتبطة مباشرة بالردع النووي الروسي، ما ينذر بتصعيد كبير محتمل.

وفي الداخل الروسي، أظهرت الصور المتداولة ومشاهد شهود عيان حالة من الفوضى في القواعد المتضررة، حيث شوهدت بقايا محترقة وطواقم إطفاء، فيما أكّد حاكم إيركوتسك وقوع هجوم على مطار بيلايا باستخدام طائرات مسيرة أُطلقت من شاحنة قرب القاعدة.

من جانبها، قللت وزارة الدفاع الروسية من أهمية العملية، ووصفتها بأنها "هجوم إرهابي فاشل". وأعلنت أن الضربات استهدفت خمس مناطق، لكنها زعمت التصدي لكافة الهجمات.

وردّت موسكو على العملية بهجوم صاروخي واسع النطاق خلال الليل، أطلقت فيه 472 طائرة مسيرة – معظمها من طراز "شاهد" الإيراني – إلى جانب صواريخ باليستية وكروز، لكن كييف أعلنت إسقاط 385 هدفاً جوياً عبر دفاعاتها.

ويكشف تباين الردين عن اختلاف في الاستراتيجية الجوية، إذ تركز أوكرانيا على ضرب أهداف عالية القيمة باستخدام مسيرات دقيقة، بينما تعتمد روسيا على تكتيك "إغراق الدفاعات" من خلال أسراب ضخمة من مسيرات منخفضة التكلفة تستهدف البنية التحتية والمعنويات.

ووفق تحليل صدر مؤخراً عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS)، فإن الهجمات الروسية باستخدام مسيّرات "شاهد" تشير إلى تحوّل تدريجي نحو حرب استنزاف جوية تهدف إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية.

ويرى محللون أن عملية "شبكة العنكبوت" تمثل امتداداً للثورة في استخدام الطائرات المسيّرة التي تسارعت في نزاعات حديثة، لاسيما حرب قره باغ عام 2020، التي أثبتت فيها المسيّرات قدرتها على تدمير منظومات ثقيلة، وتغيير موازين المعركة.

مقالات مشابهة

  • الانتقام حتمي.. أول تعليق من ميدفيديف على ضرب أوكرانيا للعمق الروسي
  • انتخاب الألمانية أنالينا بيربوك رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة
  • ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم
  • الخارجية الألمانية: رفع العقوبات عن سوريا يسمح لشعبها تولي إعادة الإعمار بنفسه
  • مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربور ومخاوف حرب عالمية ثالثة
  • الخارجية الألمانية: رفع العقوبات عن سوريا يتيح للشعب إعادة إعمار نفسه
  • كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • سر العنكبوت.. كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • ضربة زلزلت قلب روسيا النووي!.. أوكرانيا تقتحم الثالوث المحرَّم وتفجّر المفاجأة الأكبر في الحرب
  • وزيرة الخارجية الألمانية السابقة تستعرض مواهبها في ” الشقلبة”.. فيديو