قررت ألمانيا ضخ استثمارات ضخمة لتعزيز قدرات جيشها، في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات أمنية، خاصة بعد ضغوط الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو اتفاق قد يكون أكثر ملاءمة لموسكو من كييف، مما يدفع الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية.

وأعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن خطة تاريخية للاستثمار  ضخمة  بقيمة تصل إلى 600 مليار يورو، في الجيش الألماني، بمستويات لم تشهدها البلاد منذ الحرب الباردة، حيث أقرت حكومته تعديلًا دستوريًا يتيح توفير مليارات اليوروهات خارج القيود التقليدية للميزانية.



ووفقًا لتقديرات رسمية، فإن استمرار ألمانيا في إنفاق 3.5 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على مدى السنوات العشر المقبلة قد يصل بإجمالي الاستثمارات الدفاعية إلى 600 مليار يورو، ما يعكس تحوّلًا استراتيجيًا كبيرًا في سياستها العسكرية.

في إطار هذه التحولات، أجرت القوات الألمانية مؤخرًا مناورات عسكرية مشتركة مع خمسة من حلفاء الناتو في موقع غير معلن وسط البلاد، حيث حاكت التدريبات سيناريو هجوم من قبل "خصم أجنبي" على أحد أعضاء الحلف.


وأكد الجنرال الألماني هامرشتاين خلال التدريبات أن ألمانيا تتحمل مسؤولية كبيرة كدولة محورية في أوروبا، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود العسكرية لمواجهة أي تهديدات محتملة.

وأنهى الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في شباط / فبراير 2022 كان لحظة فاصلة، الاعتقاد بأن القارة الأوروبية في مأمن من الحروب الكبرى، وأطلقت الحكومة الألمانية آنذاك ما يعرف بـ "Zeitenwende"، أو "نقطة التحول"، في إشارة إلى بدء عهد جديد من الإنفاق العسكري المكثف.

وقد أعلن المستشار السابق أولاف شولتز عن إنشاء صندوق استثنائي بقيمة 100 مليار يورو لإعادة بناء الجيش الألماني، لكنه واجه عقبات بيروقراطية وخلافات داخل الحكومة، ما أدى في النهاية إلى فقدانه لمنصبه.

على مدار العقود الماضية، شهدت ميزانية الدفاع الألمانية تقلبات حادة، حيث بلغت ذروتها عند 4.9 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي عام 1963، قبل أن تتراجع إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عام 2005 عند 1.1 بالمئة فقط. لكن في عام 2024، تجاوزت ألمانيا للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عامًا الحد الأدنى الذي يفرضه الناتو على إنفاق الدفاع، والبالغ 2 بالمئة من الناتج المحلي، في خطوة تعكس التزامها الجديد بتعزيز قدراتها العسكرية.

مع هذه الاستثمارات الضخمة، تضع ألمانيا نفسها على طريق جديد يجعلها قوة عسكرية أكثر تأثيرًا في أوروبا، ليس فقط لحماية أمنها القومي، بل أيضًا لدعم استقرار القارة في مواجهة التهديدات المتصاعدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإدارة الأمريكية ميرتس الجيش المانيا الجيش ميرتس الإدارة الأمريكية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بوتين يحذر ألمانيا: هذه الخطوة ستجر عواقب وخيمة في الحرب الأوكرانية

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية مع ألمانيا، في حال قررت برلين المضي قدمًا في تسليم صواريخ كروز من طراز "تاوروس" إلى أوكرانيا، مؤكداً أن ذلك سيعد تورطًا مباشرًا في الحرب، بسبب الاعتماد العملياتي لهذه المنظومة على ضباط وخبرات ألمانية.

وفي تصريحات أدلى بها خلال لقاء مع وكالات أنباء عالمية على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، شدد بوتين على أن تشغيل صواريخ "تاوروس" يتطلب تدخلًا فنيًا ومعلوماتيًا مباشرا من الجيش الألماني، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو "لن يمر دون عواقب".

وقال بوتين: "إذا أرسلت برلين هذه الصواريخ، فستكون قد شاركت عمليًا في العدوان، لأن تشغيلها لا يتم دون بيانات أقمار صناعية ومساعدة فنية مباشرة من ألمانيا".

وفي ما يتعلق بالتأثير العسكري المحتمل لهذه الصواريخ، قلّل بوتين من شأنها، قائلاً إن تسليم "تاوروس" لن يغير موازين القوى على الأرض، مؤكدًا أن روسيا تملك زمام المبادرة على طول جبهات القتال. وأضاف: "قواتنا تتقدّم بثبات، هذه الأسلحة لن تعوق خططنا العسكرية".

إلى جانب التحذير من تسليم الأسلحة، أبدى بوتين استعداد بلاده لمفاوضات سياسية مشروطة، داعيًا أوكرانيا إلى الانخراط في مفاوضات سلام "قبل أن يتدهور وضعها أكثر"، لكنه ربط الأمر بمطالب صارمة، أبرزها اعتراف كييف بسيطرة موسكو على الأراضي التي ضمتها روسيا منذ بدء الحرب، وهو ما ترفضه أوكرانيا والدول الغربية.


وتأتي هذه التصريحات، وسط استمرار الدعم الغربي لكييف، وتصاعد الضغوط على الحكومة الألمانية من المعارضة المحلية والرأي العام حول دور برلين في النزاع، خاصة بعد مطالبة حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" بتزويد كييف بمنظومات "تاوروس".

ورغم دعوات بوتين للحوار، أعاد التأكيد على أن بلاده ستحقق أهدافها في أوكرانيا "بالمفاوضات أو بالقوة"، ملمّحًا إلى أن الخيارات العسكرية لا تزال مطروحة بقوة في حال لم تستجب كييف وحلفاؤها للمطالب الروسية.

وكانت الحرب الروسية الأوكرانية بدأت في 24 شباط / فبراير 2022، وتسببت في أكبر أزمة جيوسياسية بأوروبا منذ عقود، بينما تستمر الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي وصواريخ دقيقة التوجيه، وسط تحذيرات متبادلة من التصعيد.

مقالات مشابهة

  • بوتين يحذر ألمانيا: هذه الخطوة ستجر عواقب وخيمة في الحرب الأوكرانية
  • أكبر مشروع سكني على شارع التسعين.. «نيشنز أوف سكاي» تطرح «زومرا» في أكثر منطقة تميزا بالتجمع الخامس
  • المستشار الألماني يطالب نتنياهو بالاعتدال بشأن الحرب ضد إيران
  • 70 بالمئة من الإسرائيليين يتخوفون من تصاعد الحرب مع إيران
  • توسيالي تصبح أكبر شركة منتجة للصلب في تركيا والثالثة في أوروبا
  • صحافي من غواتيمالا يظهر حماسه لمواجهة الهلال والريال من أمام ستاد هارد روك .. فيديو
  • النفط يقفز أكثر من 4% في ختام تعاملات الثلاثاء
  • أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شاملة لمواجهة الحرب
  • أسهم أوروبا تتراجع وسط غياب المؤشرات على التهدئة بين إسرائيل وإيران
  • موعد والقنوات الناقلة لمواجهة مانشستر سيتي والوداد المغربي في كأس العالم للأندية